توجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في خطبة الجمعة الى “الإخوة الروحيين والسياسيين في هذا البلد العزيز”:”نحن عائلة وطنية وحياتنا تاريخ مشترك وآمالنا واحدة وظروفنا الداخلية تستدعي التلاقي التام، وخاصة أن واقع المنطقة ملتهب، وقضية فلسطين على المذبح”.
وقال ان “صفقة ترامب وجزار تل أبيب خطيرة للغاية على بنية الشرق الأوسط كله، وخسارة فلسطين سبب لتمرير صيغة حرب ديبلوماسية تطال بنية الدول العربية وقسم من الدول الإسلامية”.
وأكد أن “لا درع إقليمية أكبر من تسوية إيرانية سعودية تركية مصرية تنتهي بصيغة شراكة تطال التوظيف السياسي وقدرات الشراكة الإقليمية بروابط حماية المنطقة من أخطر المشاريع الأميركية الإسرائيلية”.
أضاف :” من هنا نوجه التحية والمحبة للموقف الوطني الجامع الذي أطلقه غبطة البطريرك بشارة الراعي من الجنوب، ومثل هذه المواقف هي التي نريدها وهي التي تؤكد أن لبنان عائلة وطنية وأخلاقية واحدة، وكذلك لا ننسى الوقفة الوطنية للأخوة الموحدين الدروز، ولا ننسى أن نؤكد على المحبة لأهلنا في الطريق الجديدة وطرابلس وعكار وجبل محسن وجبل لبنان على تفانيهم الكبير”.
وتابع المفتي قبلان: “اللحظة اليوم لحماية لبنان وتأمين عائلته الوطنية، والعين على الحكومة اللبنانية للنهوض بأزمات البلد بعيدا عن الانقسام السياسي، والمجلس النيابي ممثل الشعب ضمير لبنان ومحل شراكته الوطنية، وقضية السيادة الوطنية ضرورة للتلاقي لا الانقسام، والخلاصة السيادية تفترض صيغة وطنية نربح معها لبنان الداخلي ووحدته التاريخية، لأن عين الإسرائيلي على ابتلاع لبنان، ولذلك لا حاجة أكبر من تأمين قوة دفاع وطني داخلي أكبر من المخاطر الصهيونية وخرائط حروبها”.
وأشار إلى أن “مصلحة لبنان تفترض التعاون والتلاقي لا الانقسام ولا التباعد السياسي فضلا عن القطيعة، ولا حاجة للبلد أكبر من توسيع الدائرة الانتخابية وفق القانون النسبي لتقديم الرابط الوطني على الرابط الطائفي، ولا شيء أهم من حماية العقيدة الوطنية للجيش وتعزيز القيمة الوطنية للخطاب السياسي الضامن لوحدة قضايا لبنان”.
وقال المفتي قبلان:”كلمة أخيرة وبكل محبة، كلنا نريد أن تعود هيبة الدولة، ولكن هيبة الدولة ليست بصخرة الروشة، إنما هيبة الدولة بإعادة الإعمار وبالسياسات الإغاثية والإنمائية والتربوية والخدمية، وببناء المؤسسات والمرافق العامة والقضاء والرقابة والهندسات المالية والاقتصادية بشكل سليم وصحيح وعادل، نريد دولة تحفظ الشراكة والميثاقية وتحفظ المواطن، عندها تعود هيبة الدولة وتكتسب شرعيتها بما هي ضامن لمصلحة الوطن والمواطن”.