دخلت حرب الإبادة الجماعية التي يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكابها ضد المدنيين في قطاع غزة يومها الـ716 على التوالي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، بالتزامن مع استمرار عمليات التهجير القسري التي تُفرض على الفلسطينيين من مدينة غزة وشمال القطاع نحو الجنوب.
وفي سياق العدوان المتواصل، فجّرت قوات الاحتلال أربع مجنزرات مفخخة محملة بأطنان من المتفجرات شرقي حي الشيخ رضوان شمال غربي مدينة غزة، ما أدى إلى دوي انفجارات هائلة سُمعت من مسافة تجاوزت 50 كيلومترًا.
كما فجّر جيش الاحتلال مدرعة مفخخة في الحي ذاته، فيما واصل تفجير آليات مماثلة والقصف على حي تل الهوى جنوب غربي المدينة.
إلى ذلك، استهدفت مدفعية الاحتلال محيط مفترق الشجاعية شرق مدينة غزة، وشنت غارات جوية على مخيم الشاطئ غربي المدينة، إلى جانب قصف مدفعي طال شمال المخيم. كما نفّذت طائرات الاحتلال غارة جوية على مناطق وسط مدينة خان يونس جنوبي القطاع، وأخرى استهدفت منزلًا لعائلة الديري في شارع المغربي بحي الصبرة جنوبي مدينة غزة، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى.
كما أطلقت طائرة مسيّرة إسرائيلية النار تجاه مركبة في حي الفاروق شرق بلدة الزوايدة وسط القطاع، ما أسفر عن إصابات في صفوف المواطنين. وفي السياق نفسه، فتحت آليات الاحتلال نيران رشاشاتها شمال غربي مدينة غزة، فيما أطلقت طائرة مسيّرة من نوع “كواد كوبتر” النار في محيط منطقة المنترة شمالي مخيم الشاطئ.
في المقابل، ألقت قوات الاحتلال قنابل إنارة شرقي حي التفاح بمدينة غزة بالتزامن مع إطلاق نار كثيف من الآليات العسكرية.
استشهد الطفل مالك عبد الله صبحي الزقزوق جراء قصف طائرة مسيّرة إسرائيلية لمركبة في حي الفاروق شرق بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة، في وقت تواصل فيه طائرات الاحتلال شن غارات مكثفة على مناطق مختلفة من القطاع.
وفي السياق، استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية مخيم النصيرات وسط القطاع، كما شنت الطائرات الحربية غارات جوية على منازل المواطنين قرب جامعة القدس المفتوحة شمال غربي مدينة غزة، ما ألحق أضرارًا واسعة بالممتلكات.
كما أسفر قصف بطائرة مسيّرة إسرائيلية استهدف خيمة تؤوي نازحين جدد في منطقة السوارحة غربي بلدة الزوايدة عن سقوط شهيد وإصابات في صفوف المدنيين، بينهم نساء وأطفال.
من جهته، أفاد مصدر في الإسعاف والطوارئ بسقوط شهيدين آخرين جراء نيران طائرة مسيّرة إسرائيلية في حي تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة، ما يرفع حصيلة الشهداء إلى أربعة، إضافة إلى عدد من الجرحى في هذه الساعات الأخيرة.
أزمة إنسانية وصحية خانقة في غزة: شحّ مياه ونزوح قسري وتحذيرات من انهيار المنظومة الطبية
حذّر المتحدث باسم بلدية غزة، عاصم النبيه، من تفاقم الكارثة الإنسانية في مدينة غزة، مؤكدًا أن الاحتلال دمّر نحو 75% من الآبار المركزية، ما أدى إلى تفشي حالة عطش واسعة بين السكان. وأوضح النبيه أن البلدية غير قادرة على توفير الحد الأدنى من الخدمات الأساسية، في ظل نقص هائل في الاحتياجات الحيوية وغياب مقومات النجاة.
وأضاف أن العديد من العائلات اضطرت إلى التوجه نحو شرق مدينة غزة، رغم أنها مناطق خطرة، لكن لم يعد أمامها خيارات أخرى، فيما قرر عشرات آلاف المواطنين البقاء في المدينة رغم المخاطر العالية. كما توقع أن تزداد معاناة السكان مع اقتراب فصل الشتاء، نظرًا لغياب البنية التحتية والحد الأدنى من مقومات الحياة.
وفي السياق الصحي، كشف رئيس مجلس إدارة المستشفى الكويتي جنوب القطاع، الدكتور صهيب الهمص، أن المستشفيات الحكومية والميدانية باتت عاجزة عن استيعاب الأعداد الهائلة من السكان والنازحين، في ظل استمرار إجبار الاحتلال للفلسطينيين على النزوح جنوبًا، ما يضاعف الضغط على المرافق الصحية والخدمات.
وأكد الهمص أنه “لا توجد مناطق آمنة أو إنسانية في الجنوب، فجميعها مكتظة وخطرة وتفتقر للخدمات الأساسية”، مشيرًا إلى أن المستشفيات تعمل في ظروف معقدة وتواجه تهديدًا حقيقيًا بالتوقف الكامل عن الخدمة.
وأشار إلى أن المستشفى لم يتلق مساعدات طبية كافية منذ استئناف الحرب في 18 آذار/مارس الماضي، ما اضطر الإدارة إلى شراء مستلزمات بأكثر من مليون دولار من السوق المحلية، التي أصبحت الآن فارغة تمامًا. ونتيجة لذلك، أوقف المستشفى العمليات الجراحية المجدولة، وهو ما انعكس سلبًا على آلاف المرضى، إذ كان يجري نحو 40 عملية يوميًا، فيما أُغلقت قائمة الانتظار لستة أشهر مقبلة.
وحذّر الهمص من أن إدارة المستشفى ستضطر خلال أسبوع إلى عشرة أيام إلى إغلاق بعض العيادات، والاكتفاء بالعمل كمستشفى طوارئ فقط، معتبرًا ذلك مؤشرًا خطيرًا على انهيار تدريجي للنظام الصحي في القطاع.
المصدر: موقع المنار