اكثرُ من اربعةِ آلافٍ وستِمئةٍ واربعينَ خرقاً صهيونياً للسيادةِ اللبنانية، ونحوَ مئتينِ وستينَ شهيداً وخمسِمئةٍ وثلاثينَ جريحاً – هي حصيلةُ العدوانِ الصهيونيِّ المستمرِّ منذُ اعلانِ اتفاقِ تشرينَ الماضي بضمانةٍ اميركيةٍ – فرنسيةٍ – اممية، واحتكارِ الدولةِ اللبنانيةِ لقرارِ الدفاعِ عن سيادتِها وارضِها ومواطِنيها..
ولمن لا يرى نفسَه مُلزَماً بالاستنكارِ عندَ كلِّ اعتداء، ماذا يفعلُ لوقفِ هذا العدوان – غيرَ الاتكالِ على الضماناتِ والوعودِ الاميركيةِ التي لم تَصدُق معَ ايٍّ من حلفائها حتى قطر؟ فهل من افكارٍ للحلِّ غيرَ الانصياعِ الكاملِ لكلِّ المطالبِ والرغباتِ الصهيو- اميركية والانتظارِ عسى ان يَتصدّقوا علينا بمديحٍ او تصفيق؟
لا شيءَ في الافقِ سوى العنادِ وضربِ رؤوسِهم بالسلاح، دونَ النظرِ ابعدَ من الاملاءات، ودونَ سماعِ مناشداتِ اهالي الجنوبِ والبقاعِ الرازحينَ تحتَ مسلسلِ العدوان، ولا اصواتِ اهالي الاسرى واطفالِهم الذين اَعْلَوُا الصوتَ اليومَ من نِقابةِ الصِحافةِ مذكّرينَ الحكومةَ بأنَّ لها مواطنينَ معتقلينَ لدى العدو، مُتمنِّينَ لو اَنها تَعَقَّلَت ولم تُفرِّطْ بسجينٍ يحملُ الجنسيةَ الاسرائيليةَ دونَ ان تُبرِمَ صفقةً تُطلِقُ من خلالِها ابناءَهَا المعتقلينَ لدى العدو ..
اصواتٌ جريحةٌ ما زالت ترفعُ التمنياتِ مقابلَ من صُمَّتْ آذانُهم الا عن سماعِ الحاقدينَ او الموفدينَ الخارجيينَ من اميركيينَ وغيرِهم ..
اما العارفونَ حقيقةَ الاجرامِ الاميركيِّ الذي يُدمّرُغزةَ والضفةَ بأيدٍ صهيونية، فهم يُعِدُّونَ ما استطاعوا من قوةٍ ولا يزالونَ يُرهبونَ عدوَّهم بعبوةٍ تُشَظِّي جنودَه على ارضِ غزةَ او سِكينٍ تلاحقُ مستوطنيهِ كما في القدسِ المحتلةِ اليوم، حيثُ اُصيبَ مستوطنانِ بجراحٍ حرجةٍ على يدِ فدائيٍّ احكمَ طعنَهما في احدِ الفنادقِ الاسرائيلية..
بموقفٍ مُحكَمِ الثبات، وجموعٍ لم تَكِلَّ عن واجبِ الاسناد، فاضت ساحاتُ اليمنش ككلِّ جُمُعةٍ وفاءً بالملايينِ المحتشدينَ نصرةً لغزةَ وفلسطين، مؤكدينَ استمرارَهم بالوقوفِ الى جانبِ قضيتِها والى جانبِ كلِّ دولةٍ عربيةٍ تتعرضُ لعدوانٍ صهيونيٍّ مدانٍ كما حصلَ مع قطر..
في قطراتِ المواقفِ الدوليةِ التي فرَضتها شعوبُ العالمِ الحرّة، فاصبحت حكوماتُهم غيرَ قادرةٍ على تحملِ الاجرامِ الصهيوني، كانَ الاعلانُ من الجمعيةِ العامةِ للاممِ المتحدةِ باقامةِ دولةٍ فلسطينيةٍ مستقلةٍ بموافقةِ مئةٍ وثلاثٍ واربعينَ دولة – بالطبع ليست بينَها اميركا..
بقلم: علي حايك
تقديم : موسى السيد
المصدر: موقع المنار