أكد “نادي الأسير الفلسطيني” في بيان له، يوم الثلاثاء، أن “منظومة سجون الاحتلال تواصل ممارساتها الإجرامية بحق الأسرى والمعتقلين، إذ أظهرت الزيارات أن الغالبية العظمى ممن تمت مقابلتهم يعانون من مشاكل صحية، بعضها مزمن وخطير”.
وأفاد النادي، نقلًا عن شهادات الأسرى، بـ”استمرار انتشار الأمراض، وعلى وجه الخصوص مرض الجرب، الذي أصيب به آلاف الأسرى والمعتقلين خلال الفترة الماضية وحتى اليوم، ما ينذر بكارثة صحية مستمرة ومتفاقمة”. وأوضح أن “إدارة السجون، وبشكل ممنهج ومخطط، تفرض ظروفًا تهدف إلى سلب الأسير إنسانيته واستهداف وعيه، فضلًا عن التسبب له بأمراض مزمنة يصعب علاجها لاحقًا، وإيصاله إلى حالة من الإنهاك الجسدي والنفسي قد تنتهي باستشهاده”.
ولفت النادي إلى أنه “يمكن تلخيص الواقع القائم داخل السجون في ثلاث دوائر رئيسية من الجرائم: التعذيب، التجويع، والحرمان من العلاج، وما تحمله من تفاصيل تعكس مستوى الإجرام والتوحش المتواصل، والذي أدى منذ بدء الإبادة إلى استشهاد 76 أسيرًا ومعتقلًا، لتشكّل هذه المرحلة الأكثر دموية في تاريخ الحركة الأسيرة”.
وأشار النادي إلى أن “جميع الأسرى يواجهون ذات الانتهاكات، وإن اختلفت وتيرة تنفيذها بين فترة وأخرى”، وتابع: “على سبيل المثال، شهد سجن جلبوع مؤخرًا تصاعدًا كبيرًا في عمليات القمع، تخللتها اعتداءات بالضرب المبرح، والصعق الكهربائي، وتقليص كميات الطعام القليلة أصلًا”.
وأفاد أحد الأسرى الذين تمت زيارتهم بأن “عمليات القمع متكررة، بما معدله مرة كل أسبوع، وتشمل الضرب، والصعق الكهربائي، واستخدام الكلاب البوليسية، إضافة إلى الشتائم والإهانات المستمرة”.
كما لفت النادي إلى أن “سجن عوفر يشهد حاليًا انتشارًا متسارعًا وغير مسبوق لمرض الجرب، رغم أنه كان سابقًا من أقل السجون إصابة به”.
وأكدت جميع شهادات الأسرى أن “إدارة السجن تتعمد إبقاء الأسرى المصابين مع الأصحاء، ما ساهم في اتساع رقعة العدوى”، وتابعت: “يشترك الأسرى جميعًا في استخدام الأغطية، والأطباق، ودورات المياه ذاتها، في ظل انعدام النظافة؛ إذ يحصل 12 أسيرًا على عبوة شامبو واحدة لا تكفي لثلاثة أشخاص، فيما لا تتجاوز مدة الاستحمام المخصصة للأسير دقيقة واحدة، ولا يُسمح بها يوميًا”.
ويُضاف إلى ذلك حرمان الأسرى من التهوية وأشعة الشمس، ومنع “الفورة” منذ أكثر من شهر في بعض الأقسام، بحجة انتشار المرض. وقد وصف الأسرى الزنازين بأنها تحولت إلى “أفران” بفعل ارتفاع درجات الحرارة، وانعدام وسائل التهوية، مع نقص الملابس، والاكتظاظ الشديد.
أما في سجني “النقب” و”مجدو”، اللذين شهدا في السابق عمليات تعذيب واستشهاد أسرى، فيستمر انتشار مرض الجرب وأمراض أخرى لم تُشخَّص بعد. وفي إفادة للأسير الجريح (م. ص)، أوضح أنه يعاني من آلام شديدة نتيجة إصابات في القدم والظهر تعرض لها قبل اعتقاله، ما أدى إلى إصابته بانزلاق غضروفي (ديسك)، إضافة إلى مشاكل في القلب وارتفاع ضغط الدم. ورغم حاجته الماسة إلى أدوية يومية منتظمة، فإنه لا يتلقى العلاج اللازم، الأمر الذي يضاعف الخطر على حياته.
وفي “عيادة سجن الرملة”، يقبع ما لا يقل عن 22 أسيرًا في ظروف مأساوية، بينهم جرحى ومرضى كلى بحاجة إلى غسيل دوري، وآخرون يعانون من شلل ويحتاجون إلى رعاية مستمرة. أما الأسيرات في سجن “الدامون”، فيواجهن ظروفًا مشابهة تشمل التجويع، والحرمان، والتنكيل الممنهج، وعمليات القمع المقرونة بالاعتداءات والتقييد والتفتيش العاري، فضلًا عن الارتفاع الشديد في الرطوبة ودرجات الحرارة، وانتشار الحشرات.
المصدر: فلسطين اليوم