نص كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في الحفل التكريمي للعلامةِ الراحل سماحة السيد محمد علي الأمين رضوانُ الله عليه في حسينية السيدة زينب عليها السلام في بلدة شقرا في 1-10-2022
أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم، بسم الله الرّحمن الرّحيم، الحمد لله رب العالمين، والصّلاة والسّلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السادة العلماء، الإخوة والأخوات جميعاً السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته..
أولاً أشكر حضوركم الكبير والكريم هذا في هذا الحفل المبارك الذي نُؤدي فيه بعض الواجب باتّجاه هذه الشخصية العلمائية المقاومة المجاهدة التقية الزاهدة الورعة.
أولاً، وبعد الشكر لحضوركم الكريم أتوجه إلى عائلته الشريفة فرداً فرداً وفي مُقدّمهم سماحة الأخ العزيز السيد محمد مهدي الأمين وإلى جميع أفراد العائلة الكريمة آل الأمين الكرام والأعزاء والشرفاء والى اهل بلدة شقرا، الى كل رجالها ونسائها وصغارها وكبارها، إلى كل أهلنا في جبل عامل، الى كل اللبنانيين والمسلمين، أتقدم باالعزاء وبالتعبير عن مشاعر المواساة لفقدكم وفقدنا
لهذا الأب العطوف والرحيم والكبير والحبيب سماحة العلاّمة السيد محمد علي الأمين قدس سره الشريف ورضوان الله تعالى عليه. وفي هذا اللقاء المبارك إن شاء الله أود ان أتحدث قليلا، هناك قسمين، القسم الأول ما يرتبط بفقيدنا الكبير والعزيز، والقسم الثاني باختصار شديد حول بعض المستجدات القائمة في لبنان وفي المنطقة.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: بسم الله الرحمن الرحيم “يرفع الله الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير”، وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:” أقرب الناس من درجة النبوة أهل العلم والجهاد”، وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “العلماء مصابيح الأرض وخلفاء الانبياء”، وعن أمير المؤمنين عليه السلام: “هلكَ خُزّان الأموال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدّهر، أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة”، وعنه عليه السلام أنه قال: “العلماء باقون ما بقي الليل والنهار”، وروي عن السيد المسيح عليه السلامأانه قال: ” من تعلّم لله وعمل لله وعلّم لله نودي في ملكوت السماوات عظيماً، وفي بعض الروايات دُعي في ملكوت السماوات عظيماً”، ونَصّ هذا المتن تقريباً روي عن الامام الصادق عليه مع إضافة – أي بعد ان دُعي في ملكوت السماوات عظيماً – فقيل تعلّم لله، وعمل لله، وعلّم لله.
المصداق الحقيقي والجليّ والواضح لمضمون هذه الآية الكريمة والرّوايات الشريفة هو فقيدنا الغالي والعزيز والكبير.
نحن نقف في محفلنا هذا أمام عالمٍ كبير من علمائنا الأجلاء، أمام عالم كبير جليل عامل تعلّم لله منذ طفولته وعمل لله وعلّم لله طوال حياته الشريفة، أمام عالم واع وبصير وحكيم وخبير، تجلى ذلك في مواقفه وخطه وسلوكه وسيرته وأمام عالم زاهد وتقي وورع وعلى درجة عالية من الخلق الحسن مربّ ومحب للناس وخادم لهم ومرشد لهم على طريق الهداية.
وثانيا نحن أمام عالم من بقية السلف الصالح عندما تجلس معه ومنَّ الله سبحانه وتعالى عليّ في الآونة الأخيرة أن تشرّفت بلقائه وجلست بين يديه وتعلمت منه الكثير في تلك الساعات القليلة التي كُنت فيها في خدمته، عندما تجلس معه تشعر بذلك أنك أمام بقية السلف الصالح كأنك تحضر بين يدي كل أولئك العلماء الربّانيين الذين وُلدوا في بلادنا منذ مئات السنين ونقرأ عن سيَرهم وأعمالهم وآثارهم العظيمة. سماحة السيد رضوان الله تعالى عليه يذكرك بهم شكلا ومضمونا وحديثاً ونفسا وتواضعا وأخلاقاً وبكل ما فيه من علم وجهاد وطيبة ورحمة وصبر وثبات، في هذه النقطة أدخل الى موضوع وأعود الى سماحة السيد. نحن لدينا عدد كبير من العلماء والفقهاء من مختلف المناطق اللبنانية التي اصبحت في ما بعد لبنان الحالي، في التسميات القديمة، جبل عامل، البقاع، الشمال – اصبح اسمه الشمال اليوم – ، وجبل لبنان والسواحل وعلى مدى زمن طويل ما يقارب الـ 1000 سنة من بينهم علماء أجلاء من هذه العائلة وخصوصا في القرون الأخيرة آل الأمين الكرام والشخصية الأبرز التي نعرفها نحن فيما هو متداول ومشهور بيننا سماحة الإمام محسن الأمين رضوان الله تعالى عليه، على مدى أجيال كان لنا أجيال من هؤلاء العلماء والفقهاء وبينهم علماء وفقهاء من الدرجة الاولى، من الأسماء المعروفة بيننا أقولها بالألقاب، كالشهيد الأول الجزيني والمحقق المَيسي، والمحقق الكركي، والشهيد الثاني الجُباعي، وصاحبي المعالم والمدارك والشيخ البهائي ووالده والحرّ العاملي وغيرهم الكثير، نحن بحاجة الى معرفة هؤلاء العلماء وشخصياتهم وآثارهم وسيَرَهم وتضحياتهم وعطاءاتهم من أجل الإسلام ومن أجل الأمّة ومن أجل المستضعفين،لأنهم يشكلون لنا القدوة والأسوة في زمن الغيبة الكبرى لإمامنا صاحب الزّمان أرواحنا لتراب مقدمه الفداء، ومن خلالهم أيضاً لو قرأنا وتعرفنا أو كشفنا أو اكتشفنا تاريخهم لتعرفنا واكتشفنا بعضا هذا التاريخ الحقيقي لهذه للبلاد، هنا طبعا هناك مشكلة لها علاقة في التاريخ، كثير مما كتب ومما يُكتب حتى الىن يجب التدقيق بمدى علاقته بالتاريخ الحقيقي، التاريخ الحقيقي أي الوقائع الحقيقية أي ما جرى فعلاً خلال ألف سنة او 1400 سنة أو أكثر في هذه المنطقة في بلاد الشام في لبنان الذي أصبح كله اسمه لبنان، هذه يحتاج الى الكثير من الجهد والاستكشاف والتنقيب والحفر والاستخراج – هلق على سيرة حقول النفط والغاز – حقيقة يحتاج الى استكشاف والى تنقيب والى حفر والى استخراج هناك أمور كثيرة حقيقية مدفونة في كتب التاريخ في بطن التاريخ واكتشافها يحتاج ايضاً الى جرأة الى شجاعة الى الصّدع بالحق والحقيقة، كثير مما كتب حتى الان هو تاريخ مُتخيّل يعني بعض الكتّاب يتخيل تاريخا ويكتبه أو هناك تاريخا مفترض، البعض يفترض انه هكذا كان يجب ان يكون هكذا كان يحدث ولذلك يكتبون انه هكذا كان التاريخ، البعض يكتب تاريخ ما يحب هو ما يهوى هو ما يرى فيه مصلحته هو.
نحن نحتاج الى معرفة التاريخ الحقيقي لهذه البلاد ولهذه المنطقة ليُبنى على الشيء مقتضاه لا لنعود ونغرق منه بل لنتعلم منه لأن الاصل في قراءة التاريخ هو أخذ العبرة والدرس والعِظة والإستفادة للحاضر وللمستقبل، هذا ما نحتاج اليه، هؤلاء العلماء، حياتهم، تاريخهم، سيرهم هي جزء أصيل من تاريخ هذه البلاد ولا يمكن فهم تاريخ هذه البلاد بمعزل عن هؤلاء العلماء بكل ما في هذا التاريخ من إيجابيات وسلبيات وصراعات وحساسيات وأحقاد وأفراح وأحزان وانتصارات وهزائم يجب ان نقبل التاريخ كما هو،كما حصل في الواقع لنستفيد منه، ويجب ايضا ان نحيي آثارهم والتي تعرض الكثير منها للتلف والمصادرة والاحراق خصوصا في مرحلة أحمد باشا الجزار، ويجب ان نعرّفهم للناس وللعالم ليعرف اللبنانييون ان في تاريخهم هذا العدد الوافر من العظماء، عظماء العلم والثقافة والفكر والفقه والفلسفة والعرفان والادب والشعر، انا أعرف في واقعنا الحالي ان العديد من العلماء والعديد من الجهات وبعض اساتذة الجامعات يبذلون جهودا كبيرة ومحترمة في هذا المجال، المطلوب هو عمل جماعي وتعاون واسع ونحن يجب ان نبذل جهودا جميعا هذه من أهم الواجبات المترتبة على جيلنا الحاضر الذي تتوفر له إمكانات كبيرة جدا نسبة للامكانات التي كانت متاحة للجيال السابقة. وفي هذا السياق، أنا أدعو كل عائلة لديها مكتبة لديها كتب لديها مخطوطات – لانه موجود في البيوت وهذا يظهر مع الوقت – أن تكشف عنها ان تعطي نسخ عنها للجهات التي تهتم اليوم في هذا المجال لنعيد كما قلت استخراج واستكشاف هذا الكنز الثقافي والفكري والعلمي الكبير والضخم في بلادنا.
نعود الى سماحة السيد رضوان الله تعالى عليه، من النقاط البارزة في حياته الشريفة، انا احببت عند كل نقطة أن أدخل الى عنوان، من النقاط البارزة في حياته الشريفة عمله المبكر ومنذ البداية مع سماحة الامام السيد موسى الصدر أعاده الله بخير، في زمن الغربة والجدال والنزاع حول الخيارات، في بداية حركة الامام الصدر عندما جاء الى لبنان وفي السنوات التي تلت وحتى الى ايام اختطافه لكن في البداية أكثر، كان هناك جدلاً في الوسط العلمائي والديني وكان هناك اتجاه علمائي كبير ليس اتجاهاً صغيراً هو اتجاه تقليدي غالب، كان له وجهة نظر مختلفة، وبالمناسبة هذا لم يكن فقط في لبنان في العراق، في إيران، في حوزاتنا العلمية عموما كان هناك اتجاه كبير له موقف من تدخل عالم الدين في الشأن السياسي وفي الشأن العام أو في الحد الأدنى من مستوى من مستويات تدخل عالم الدين في الشأن السياسي وفي الشأن العام وهذا الاتجاه كان فيه آراء طبعا تتفاوت في الاعتدال والحدة والتطرف، البعض كان يرفض هذا التدخل هذا النشاط ولكن يعذر الطرف الآخر بتفهمه أو يجد له حجة يقول على كل حال هذا رأيه وهذا رأيه، أما البعض كان متطرفا في موقفه بحيث يلجأ إلى اتهام عالم الدين الذي يتدخل في الشأن السياسي وفي الشأن العام إلى حد اتهامه بالفسق والفجور ولزوم خلع الزي وبالخروج عن خط الصنف بل أحيانا بما هو أكثر من ذلك، طبعا اليوم الحمد لله هذه الظاهرة أقل بكثير ما زالت موجودة ما زال هناك في الكثير من بلادنا الاسلامية من يعتقد بأن على عالم الدين فقط أن يذهب إلى المسجد ويصلي ويصلي صلاة الميت ويجيب على الاستفتاءات الفقهية ويعظ في خطبة الجمعة وما شاكل…
أما أن يتدخل في الشأن العام وفي الشأن السياسي وأن يقود أو أن يدخل في حركات مقاومة أو أن يخوض صراعا عسكريا مع عدو أو.. أو.. أو.. لهم موقف لكن لم تعد الأمور كما كانت في الستينات والسبعينات وأحيانا في الثمانينات.
هذه واحدة من معاناة سماحة الإمام السيد موسى الصدر عندما جاء إلى لبنان، وطبعا هذه معاناة كان لها مشابه في البلدان الأخرى.
في إيران الثورة الإسلامية العظيمة التي انتصرت وأقامت دولة اسلامية في هذا الزمن وأعز الله بها الاسلام والمسلمين وأحدثت تحولا هائلا الإمام الخميني قائدها وإمامها كان يقول في السنوات الأخيرة من عمره الشريف في بعض بياناته كان يقول انه عانى من بعض أصحاب هذا الاتجاه التقليدي، الذين يتظاهرون بالقداسة يقدمون أنفسهم أنهم مقدسون منزهون مطهرون لا يدنسون أرواحهم بالتدخل في هذه الشؤون العامة، يقول: “ما لحقني من الأذى والألم من هؤلاء أكبر مما لحقني من الشاه ونظام الشاه”.
هذا يعبر عن مستوى الأذى الذي كان يلحق بالقادة الكبار الذين تحملوا مسؤولية بلدانهم ومسؤولية أمتهم ومسؤولية الدفاع عن اسلامهم وعن المقدسات.
الإمام الصدر في لبنان عانى شيئا كبيرا من هذا ولا أريد الآن أن استهلك الوقت، الإخوة السادة العلماء أساتذتنا وكبارنا الذين عاصروا تلك المرحلة يعرفون ذلك جيدا ووجهت اتهامات من هذه الأوساط العلمائية والدينية لسماحة الإمام الصدر، حول سلوكه حول موقفه، حول لقاءاته، حول خطابه، المهم ان سماحة الفقيد العزيز الذي نحتفي اليوم بذكراه وفي محضره من البداية كان خياره حاسما، انطلاقا من الوعي، انطلاقا من الحكمة، انطلاقا من البصيرة، التي كان يتحلى بها وقف إلى جانب الإمام الصدر والتحق به عندما كان هذا الأمر مكلفا وله أثمان باهظة لأن التهمة كانت لا تلحق بالإمام الصدر وحده بل كانت تلحق بكل من يعمل معه وبكل من يؤيد نهجه وطريقه.
اليوم عندما نريد ان نتحدث عن العلامة السيد الأمين السيد محمد علي رضوان الله تعالى عليه نفهم من خلال انتماءه إلى هذا الخط رؤيته وخطه الوحدوي في الوحدة الاسلامية في الوحدة الوطنية في العيش الواحد في السلم الأهلي في الحوار الوطني في قضايا الأمة في قضية فلسطين في قضية القدس، هذه الجملة هي جملة مفتاحية عندما نقول ان العلامة السيد الأمين قدس سره الشريف كان جزءا أساسيا من فريق الإمام القائد السيد موسى الصدر في كل ما يعنيه هذا الخط وهذا الطريق منذ البداية إلى النهاية.
وهنا كان لفقيدنا الكبير حضوره التأسيسي سواء في معهد الدراسات الاسلامية في صور أو حضوره التأسيسي فيما يتعلق بالمجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الذي كان عضو هيئته الشرعية المنتخبة إلى يوم رحيله.
على كل حال، هذا الأمر اليوم نتحدث عنه هو أمر يمكن أن يقول أحد: “شو هذه القصة؟”، في ذلك الوقت كان شيئا كبيرا كان تضحية كان يحتاج إلى تحمل الكثير من الأذى إلى تحمل الكثير من الغربة ولا اريد أن أدخل في التفاصيل.
في كل الأحوال هذا الأمر يُعبر عن هذا الجانب في شخصية علاّمتنا المقدس جانب التضحية الثبات الصبر التحمل البصيرة حسم الخيارات.
من جملة ما يجب أن يذكر أيضا في هذه المناسبة مساهمته وادارته، مساهمته في تأسيس معهد الدراسات الاسلامية في صور والذي أصبح لاحقا باسم مركز الدراسات الاسلامية في صور وتحمله للمسؤولية فيه على مدى 12 عاما تربية طلاب جدد وعلماء جدد يحملون هذا الفكر هذه الثقافة هذه الرؤية هذه البصيرة.
من جملة الطلاب الذين التحقوا بهذا المعهد وبهذا المركز معهد الدراسات الذي كان يديره سماحة السيد الفقيد رضوان الله تعالى عليه و سيدنا وأميننا العام الشهيد السيد عباس المسوي رضوان الله تعالى عليه.
ربما كثر لم يكن عندهم علم في النهاية السيد عباس كان من تلامذة هذا المعهد وبداياات التحصيل العلمي والدراسة الدينية.
الشهيد السيد عباس كان في معهد الدراسات الاسلامية في صور في زمن إدارة سماحة العلامة السيد الأمين لهذا المعهد ، وبعد ذلك تشرف بالالتحاق بحوزة النجف الأشرف وواصل دراسته.
سماحة السيد الفقيد عاصر أحداثا كبرى في العمر الطويل والشريف الذي عاشه قيام الكيان الغاصب في فلسطين حرب ال48 وقيام الكيان الغاصب تشريد الشعب الفلسطيني إلى الشتات، وطبعا اغلب التهجير باتجاه لبنان حصل بال48، لأن العدو احتل شمال فلسطين بال48 فالفلسطينيون هاجروا ولجأوا إلى لبنان، حرب ال67 واحتلال القدس، اعتداءات العدو على لبنان وهو أبن بلدة قريبة من الحدود اللبنانية الفلسطينية، اعتداءات العدو منذ بداية تأسيس الكيان إلى آخر لحظة، حروب إسرائيل على لبنان وآخرها حرب تموز 2006 كل الأحداث والتطورات الداخلية.
ومنذ البداية كان خطه وخياره أيضا واضحا هو المقاومة وتأييد المقاومة هذا النهج، هذا الطريق، هذا الخط، الفصائل هي أطر هي تنظيمات هي كيانات عملانية المهم هو فكر المقاومة ثقافة المقاومة، خط المقاومة نهج المقاومة ارادة المقاومة قرار المقاومة وهذا هو الأصل، فصائل المقاومة تترجم هذا الفكر هذا الموقف الشرعي هذه الثقافة هذا الخيار.
سماحة السيد كان منذ البداية من دعاة هذا الخيار وهذا الطريق ولذلك وجد نفسه بشكل طبيعي كما قلت قبل قليل إلى جانب سماحة السيد موسى الصدر وهكذا أيضاً.
عندما تشرفت بلقائه قبل مدة، كان سماحته فخورا جدا بالمقاومة بانجازاتها، برجالها، ونساءها، بشهداءها وانتصاراتها، من أهم ما كان يتحدث عنه ويطالب به وهو معرفة النعمة، نعمة وجود المقاومة، مرة نحكي عن المقاومة مسؤولية وظيفة واجب تحدي، مرة نحكي عن المقاومة نعمة وربما شاهدتم قبل قليل بالفلم أشار إلى هذا الموضوع.
عندما يقول نحن ببركة المقاومة والشهداء نعيش هنا بأمن وأمان ونخرج في الليل وفي النهار كان يتحدث قبل قليل عن ذلك.
هو حدثني عن هذا لأنه عاصر كل المجازر كل الأحداث المُرّة والأليمة كل أحداث التهجير من جنوب لبنان في الاعتداءات المتكررة والحروب المتعددة.
من عايش تلك الآلام وتلك المصائب وتلك الأحداث المحزنة هو الذي يستطيع أن يعرف أكثر من غيره نعمة ما نعيشه فيه اليوم من أمن وأمان وعزة وكرامة وشرف، للأسف منذ مدة يوجد نائب كان يتحدث عن هذا الجمهور يقول كذا.. وكذا.. عن الوضع المعيشي ويقول ليس لهم عزة ولا كرامة عادة الذي لديه مشكلة بعزته وكرامته هو الذي يتصور الآخرين كذلك.
هذه الحالة التي يعشها الناس اليوم خصوصا في جنوب لبنان خصوصا في المناطق الحدودية هذا الاحساس بالأمن بالطمنأنينة والسكينة ليس فقط بالأمن، ممكن ان يكون أمن لكن لا يوجد سكينة وطممأنينة، هذا السلم الداخلي النفسي وأيضا هذه العزة والكرامة، لأنهم هم بعون الله عز وجل بأيديهم بسواعد رجالهم بتضحيات عائلاتهم صنعوا هذا الأمن والأمان وليس منّة من أحد، لا من أمم متحدة ولا من قوات الطوارئ الدولية ولا من مجلس أمن دولي ولا من جامعة دول عربية، هذا صنع في لبنان هذا انتصار صنع في لبنان هذا أمن وأمان صُنعا في لبنان هذه كرامة وعزة صنعت في لبنان وصنعها أهلها، صنعها علماء أمثال السيد المقدس السيد محمد علي الأمين وأبناءه وتلامذته وجيله والأجيال التي تربت في مدرسته وتحت منبره ومنابر العلماء الآخرين.
ولذلك نعم هو يدرك هذه النعمة يعرف هذه النعمة يشكر هذه النعمة، وهذا ما نحتاجه أيضا أيها الإخوة والأخوات أنا وأنتم عندما نتحدث اليوم عن السيد لنتعلم منه.
من جملة ما نتعلم منه ان نعرف النعمة وأن نشكر النعمة ليزيد الله سبحانه وتعالى فيها لتبقى.
في عالم ترون ليس فيه قيم وليس فيه قانون دولي وليس فيه أخلاق وإنما تحكمه أسوأ شريعة غاب منذ ان خلق الله آدم إلى اليوم، لأن قدرات القتل والتدمير والشيطنة والإبادة والتضليل والتزوير والإفساد المتاحة اليوم بين بني البشر لم تكن متاحة في زمن من الأزمنة منذ أن خلق الله آدم عليه السلام.
ولذلك هذه النعمة نعمة المقاومة يجب أن نتمسك بها بقوة ولا يجب أن يتأثر بكل هذه الأصوات التي لا تقدم بديلاً على الإطلاق، تتحدث انشائيات تتحدث خيالات تتحدث اوهام تتحدث سراب، المقاومة قدمت انجازات قدمت انتصارات قدمت نتائج ملموسة وما تتحدثون عنه هي فرضيات تُناقش، حتى في المجال النظري لا تقبل وهي لم تقدم شيئا على الإطلاق على كل حال.
وطبعاً هذا الذي نعيشه وهو استمرار لما حصل في فلسطين، أنا شعرت أن سماحة السيد كانت فلسطين حاضرة بقوة في وجدانه وفي قلبه عندما كُنا نتحدث عن فلسطين.
واليوم أيضا الفلسطينيون الشعب الفلسطيني بعد أن يئس من المفاوضات ومن أوسلو ومن كل هذا العالم، تجدون ارتقاء المقاومة في الضفة في فلسطين في غزة في القدس في كل المناطق، والشهداء يتقدمون، جيل من الشهداء، الشهداء الشباب الشهداء الأطفال الصغار الذين شُيع بعضهم بالأمس ولا يوجد خيار أمام الفلطينيين سوى هذا.
من جملة الأمور المهمة التي أختم بها عن سماحة السيد وأنتقل إلى القسم الأخير بإيجاز، من جملة الأمور المهمة برأيي هي موقف سماحة السيد من المواجهة التي حصلت في السنوات الأخيرة مع الجماعات الإرهابية والتكفيرية سواءً في لبنان في السلسلة الشرقية وفي سوريا أو العراق وغيرها، وهذا يُعبّر عن إدراك كامل من قبل سماحته لهذه الظاهرة وأسبابها ومخاطرها ونتائجها، ليس المهم اليوم أيها الإخوة والأخوات، اليوم كثيرون أعادوا النظر بموقفهم في العشر السنوات الماضية، لماذا؟ لأن هناك كثير من الحقائق اكتشفت وتبينت وقيلت وظهرت، الكثير من الوثائق، الكثير من الاعترافات لرؤساء ورؤساء حكومات وقادة جيوش ورؤساء ووزراء خارجية ورؤساء أجهزة مخابرات وجنرالات شاركوا في أحداث السنوات الماضية سواءً في لبنان، في سوريا، في العراق، في بقية المنطقة، والآن هم يتحدثون عن حقيقة ما كان يجري، أنه لم يكن يمت بصلة لا إلى تغيير ديمقراطي ولا إلى حقوق شعوب ولا إلى مستقبل مضيء لهذه الشعوب وإنما كان شيئًا آخر، كان أدوات في مشروع خطير جدًا. قبل مدة، هناك سيناتور أميركي جمهوري بالمناسبة، وتحدث بصراحة عن كل ما جرى في سوريا وخطط لسوريا وللعراق وللمنطقة، يتحدث عن سرقة النفط والغاز ليموت الناس بردًا، تصوروا! أنا تفاجأت أن هناك شخص يتحدث بهذا الوضوح، عن سرقة حقول القمح ليموت الناس جوعًا، عن تدمير ذاتي، عن تدمير المؤسسات والجيوش والشعوب، كل ما كنّا نقوله قبل إحدى عشر سنة وإثنا عشر سنة هو كان يقوله قبل أسابيع أو قبل أشهر، وأمام هذه الصراحة طبعًا هو عوقب لاحقًا في الانتخابات الأميركية. المهم ليس الآن أن تتضح لديك الصورة، المهم أن تكون الصورة واضحةً لك منذ البداية عندما كان الأمر يتطلب الموقف الصعب، الموقف الجاد، الموقف الذي فيه تحدي، الموقف الذي فيه مسؤولية خطيرة أمام الله سبحانه وتعالى يوم القيامة، نحن هنا نتحدث عن أناس متدينين وليس أن تأخذ موقفًا في الدنيا ممكن أن يحاسبك أحد أو لا يحاسبك أحد أو أن تدفع ثمن الموقف أو لا تدفعه، هذا سهل، كل ما في الدنيا فانٍ وينقضي، ولكن الأخطر والأهم أن كل كلمة تقولها، أن كل موقف تتخذه، أن كل عمل تمارسه سوف تقف بين يدي الله سبحانه وتعالى يوم القيامة وتُسأل عن الكلمة والموقف والعمل والسلوك، ولذلك اتخاذ موقف من هذا النوع يحتاج إلى بصيرة عالية، إلى رؤية، إلى بينة، إلى وضوح، إلى هداية من الله سبحانه وتعالى. سماحة السيد كان موقفه واضحًا وحاسمًا منذ البداية. وهذا بطبيعة الحال يُشكل لنا نحن الذين نذهب إلى القتال أو نخوض القتال أو ندير القتال، عندما نجد أمامنا وخلفنا علماء بقامة سماحة السيد محمد علي الأمين في هذا الموقف، هذا يزيدنا طمأنينة وثقة بصحة خيارنا، لأننا هنا نقاتل وهنا تُسفك دماء، هنا تبذل أنفس وإنما هي نفس واحدة يقدمها الإنسان في هذا الطريق عندما ندفع أبناءنا وأحباءنا وأعزاءنا وفلذات أكبادنا إلى هذه الجبهات. وكتعبير عن هذا الموقف الواعي والبصير والحاسم والشجاع لسماحة السيد رضوان الله تعالى عليه كان يصر هو رغم كبر سنه ووضعه الصحي على المشاركة في تشييع الشهداء، أن يُصلي هو بنفسه على هؤلاء الشهداء ويَترحم عليهم، هذا أمر طبعًا له قيمة عالية جدًا.
أختم هنا بالدعاء لسماحة السيد الفقيد العزيز الغالي والأب الكبير أن الله سبحانه وتعالى إن شاء الله يشمله برحمته وبرضوانه وأن يرزقه علو الدرجات وعلو المقامات وهو لائق لذلك إن شاء الله، وأن يمنّ على عائلته وأهله وأحبائه بالصبر والسلوان والثبات في طريقه وهم أهلٌ لذلك إن شاء الله، وعندما ننظر إلى ما خلفه سماحة السيد الفقيد العزيز من آثار ومن بركات ومن جهود ومن أعمال ومن تضحيات من جهة، ومن ذرية صالحة من جهة أخرى، وفي مقدمهم سماحة الأخ العزيز السيد محمد مهدي الأمين وأفراد هذه العائلة الطيبة والكريمة إن شاء الله هو باقٍ ككل العلماء الباقين ما بقي الدهر، ما بقي الليل والنهار، هم موجودون في قلوبنا لن يغادروا لا قلوبنا ولا قلوب الأجيال الآتية وإن كانت أجسادهم مفقودة.
في المسائل القائمة اليوم أتحدث باختصار شديد وكلمات قليلة.
أولاً، في موضوع الحدود البحرية وحقول النفط والغاز، وبعد هذه الأشهر من الجهد والجهاد والنضال السياسي والميداني والإعلامي، في كل الأحوال شاهدنا اليوم – من خلال الإعلام طبعًا نحن عرفنا ذلك – تسلم الرؤساء الثلاثة وبشكل رسمي النص المكتوب المقترح لمعالجة هذا الملف من الجهة الوسيطة، هذه خطوة مهمة جدًا، دائمًا كانوا يأتون ويتكلمون وأحيانًا يتكلمون بكلام متفاوت عند الرؤساء، وكان هناك كلام زائد وكلام ناقص وكل شخص يفهم شيء، أهمية ما جرى اليوم أن هناك نص مكتوب مقدّم من الجهة الوسيطة للرؤساء الثلاثة – الآن يترجموه أو يكونوا قد ترجموه، لاحقًا كل شخص ماذا يفهم لغة انجليزية ويفهم لغة عربية وكيف سيتفقون ويناقشون ! – كنت دائمًا أَقول وأُردد فيما مضى منذ بداية فتح هذا الملف منذ أشهر، من أجواء الانتخابات النيابية هذا الملف أصبح حاميًا وإن كانت المفاوضات عليه هي قديمة منذ أكثر من عشر سنوات، كُنت أُردد دائمًا أن هذه هي وظيفة الدولة ومسؤولية الدولة وهي التي تأخذ القرار، الدولة والرؤساء ومسؤولو الدولة هم الذين يأخذون القرار الذي يرونهم مناسبًا لمصلحة لبنان، هذا يعني أيها الإخوة والأخوات، أيها السادة الكرام، أننا أمام أيام حاسمة في هذا الملف، كُثر كانوا ينتظرون أيلول، قبل أيلول، بعد أيلول، تشرين، الآن أصبحنا بالأيام الحاسمة، يعني هذا الأسبوع حتى يناقش اللبنانيون وليدرسوا ويردوا خبرًا وأيضًا ننتظر موقف العدو من هذا النص المكتوب، نحن أمام أيام حاسمة، وسيتضح خلال الأيام المقبلة ما هو الموقف الذي سيتخذه مسؤولو الدولة في هذا الموضوع وإلى أين ستتجه الأمور. نحن من موقعنا نأمل أن تكون خواتيم الأمور جيدة إن شاء الله وأن تكون طيبة للبنان وللبنانيين جميعًا، إذا وفّق الله سبحانه وتعالى لنتيجة جيدة وطيبة في هذا الملف فإن ذلك سيفتح آفاقًا كبيرة وواعدة جدًا إن شاء الله للشعب اللبناني الذي دائمًا كنا نقول خلال الأشهر الماضية أن هذا هو الخيار الوحيد المتاح، اليوم حتى الدول التى كان البعض يعتقد أنه ممكن أن تقدم مساعدات أو تقدم قروض، أنتم تتابعون الوضع الدولي والوضع الاقتصادي والمالي والوضع النقدي في العالم، تدهور بعض العملات وخصوصًا العملات الأجنبية، وضع الغاز، وضع النفط، وضع الأطعمة، الآن بدأ الحديث عن مشكلة غذاء في بعض الدول ومشكلة طعام وشرب، دول أوروبية، لا نتحدث عن أفريقيا والصومال، وبالتالي أن ننتظر على قارعة الطريق مساعدات من هنا وقروض من هناك، لا أعرف ماذا ننتظر وكنزنا في جوارنا هنا في البحر ونحن قادرون على استخراجه عندما نستفيد من قوتنا ومن حكمتنا ومن وحدتنا.
اليوم إن شاء الله هذا الملف إذا وصل إلى النتيجة المطلوبة والطيبة سيكون نتاج الوحدة، نتاج التعاون، نتاج التضامن الوطني، بلا شك، طبعًا هناك أناس للأسف الشديد هم لا يحبون أن ينجز هذا الموضوع لأنهم لا يرون فيه إلا الموضوع الحزبي، أن هذا سيسجل انتصارًا لمن؟ على من؟ للأسف الشديد، لكن هو حصيلة هذا النموذج، نموذج عندما نكون سويًا، نقف سويًا، نستخدم عناصر القوة المتاحة لدينا كلبنانيين، نعم نستطيع أن نصل إلى نتائج طيبة، على كل حال سنتحدث بهذه النقطة لاحقًا.
النقطة الثانية، انتخابات الرئاسة، نفس عقد الجلسة يوم الخميس كان أمرًا مهمًا، من جهة أخرى أكدت هذه الجلسة بنتائج التصويت حقيقة ما قلناه بعد الانتخابات النيابية، تعرفون بعد الانتخابات النيابية هناك أناس لا زالوا حتى الآن يعدون وأنهم أخذوا الأغلبية وأخذوا الأكثرية وهزموا وسحقوا، على كل حال كل المجريات السابقة كانت تؤكد أن هذه قراءة خاطئة، استنتاجات خاطئة، انتخاب رئيس مجلس النواب الذي حصل، انتخاب نائب رئيس مجلس النواب الذي حصل، كثير من الأمور التي حصلت حتى الآن، وأيضًا الاقتراع الذي حصل يوم الخميس يؤكد أنه لا يوجد فريق سياسي أو تحالف سياسي حالي يملك الأغلبية في البلد، أو الأكثرية في البلد، وإنما هناك أفرقاء سياسيون، قوى سياسية، إذا اتفقت على أمر أو على قضية أو على مسألة يمكنها أن تشكل غالبيةً حول هذه المسألة، يعني الأكثرية على الحبة، الأكثرية على الموضوع، على المسألة.
في كل الأحوال أيضًا أكدت جلسة الخميس أنه من يريد حقيقةً انتخاب رئيس جمهورية للبنان يجب أن يبتعد عن منطق التحدي وعن رؤساء تحدي أو مرشحي تحدي، تصوروا كيف يمكن لهذا البلد أن يُدار في ظل أزمة عميقة جدًا على كل مستوى، أزمة سياسية، اقتصادية، معيشية، نقدية، مالية إلى آخره… في ظل تطورات كبرى في المنطقة وفي العالم برئيس يريد أن يتحدى جزءاً كبيرًا من الشعب اللبناني – الآن لن أقدم نسبة مئوية – يريد أن يتحدى جزءاً كبيرًا من الشعب اللبناني الذي يؤيد المقاومة وخيار المقاومة وموقع المقاومة، فمطلوب رئيس تحدي مع هؤلاء! كيف تبني بلد؟ أن تناقض نفسك، عندما تقول نريد رئيس تحدي يبني بلد، أنت عندما تأتي برئيس تحدٍ أن تتحدث عن تخريب البلد وليس بناء البلد.
على كلٍ، أيضًا الجلسة تؤكد نتيجة أنه على القوى السياسية أن تتشاور، أن تُفعّل اتصالاتها في المرحلة المقبلة عسى أن يتم التوصل إلى خيار يحظى بأغلبية وأكثرية حقيقية في المجلس النيابي ليكون لدينا رئيس جمهورية في أقرب فرصة ممكنة.
ثالثًا، في خيار الحكومة، الوقت بدأ يضيق، أنا تحدث عن أمل كبير، ما زُلت أَحمل هذا الأمل، ونأمل إن شاء الله أنه في الأيام القليلة المقبلة يتم الوصول إلى تشكيل حكومة حقيقة وهي مطلوبة على كل حال، سواءً تم انتخاب رئيس أو لم يتم انتخاب رئيس ضمن المهلة الدستورية المتاحة.
النقطة الرابعة، قوارب الموت، للأسف الشديد هذه أكثر من حادثة حصلت، الحادثة الأخيرة المؤسفة التي قضى فيها أكثر من تسعين روح عزيزة وغالية فقدت في هذا البحر في مقابل ساحل طرطوس من لبنانيين وفلسطينيين وسوريين، هذا الأمر طبعًا أمر مؤلم ومحزن لكل من لديه حد أدنى من المشاعر الإنسانية، هناك أناس يمرون على هكذا أخبار ولا كأن هناك شيء، لا يقدم ولا يؤخر بالنسبة لهم، لكن الناس الطبيعيون – نحن نفترض إن شاء الله أننا من الناس الطبيعيين – يتألمون، يحزنون، يتأثرون، بعضهم يبكي أيضًا حتى لو لا يعرفوا من هؤلاء الناس، تنطلق هذه الفطرة الإنسانية، المشاعر الإنسانية، الإنسان الذي لديه أخلاق، الإنسان الذي يعرف الله سبحانه وتعالى يعرف ما تعني هذه المظلومية وهذه الغربة، هذا الأمر يوجد جانب منه نحن نُجدد العزاء لأهل هؤلاء الشهداء والضحايا ولكن الأهم هو أن يكشف حقيقة ما جرى ويجري في أكثر من حادثة، لأن الذي يحصل هو أشبه بجريمة، مرة نقول هناك هجرة غير شرعية ولكن لا يوجد فيها مخاطرة، لا يوجد فيها تضحية بالرجال والنساء والأطفال، لا يوجد فيها إستهانة بأرواح البشر، فنقول هذا نأخذ منه موقف سياسي، لكن نحن أمام هجرة غير شرعية هي بمستوى الجريمة المتكررة بين الحين والآخر، لأن هؤلاء التجار والمهربين يركبون العالم ليس بسفينة بل بقارب وبلوح خشب ممكن أن يحمل 40 او 50 أو 60 ولكنهم يحمّلونه 200 و 300 شخص، يعني قطعا ويقينا أمام هذا البحر الهائج والأمواج العاتية، وأمام أي تغيير في المناخ هؤلاء يموتون ويغرقون، هذه جريمة تُرتكب بحق هذه العائلات، وبحق الأطفال الرُضع الذين شاهدنا صورهم في هذه الحادثة المؤلمة، لذلك نحن ندعو إلى التحقيق القضائي وندعو الأجهزة الأمنية إلى الجدية، يوجد بعض الناس قالو:ا يوجد من يأخذ رشوة وهذا يجب أن يحقق ، واقعا يوجد تسهيلات من بعض الاجهزة الامنية، لا يجوز التساهل إلى مستوى الجريمة، والمشاركة في قتال رجال ونساء وأطفال وحتى اطفال رضّع من خلال هذا التهاون وهذا التقصير الفادح، طبعا من واجبي هنا وان كان على المسؤولين اللبنانيين، بعضهم لم يقم بهذا الواجب، على كل حال، من واجبنا هنا أن نتوجه بالشكر إلى السلطات السورية وإلى الحكومة السورية والى سلطات محافظة طرطوس وإلى الأهل الشرفاء في جزيرة أرواد، لأن في الحقيقة ليس فقط أجهزة الدولة السورية بل أيضا أهل ورجال الجزيرة من صيادين وغيرهم ونحن رأيناهم على التلفاز وغيره كيف كانوا يُغامرون بأنفسهم من أجل إنقاذ الأحياء واستعادة أجساد الضحايا، وما يزالون يبدلون أيضا جهداً كبيراً، بالنيابة عن كل اللبنانيين وعن الشعب اللبناني وبالنيابة عن كل الفلسطينيين وبالنيابة عن كل السوريين، نحن نتوجه بالشكر إلى هؤلاء ونقدر ما قاموا به،.
خامساً: سطر فقط، التطورات الدولية نحن جميعا يجب أن نتابعها، يمكن من يقول بأن هذا ليس شأنا لبنانيا ولكن ما يجري الآن يمكن أن يغير وجه العالم، لم يعد الحدث الروسي الأوكراني حدثا أقليميا هو منذ البداية حدث دولي، ولكن مع التطورات الاخيرة خصوصا ما حصل أمس يوم الجمعة وتداعيات الموقف الروسي والمواقف الاميركية والأوروبية وحلف الناتو والانقسامات الدولية، نحن أمام تطور دولي كبير وهائل، وسيترك إنعكاسه على كل العالم، طبعا لبنان معني بأن يواكب هذا التطور من موقع المسؤولية والحرص، أحياناً نحن نُكبّر القصة، ولكن يوجد الكثير من الأمور في لبنان يجب أن تواكب، في لبنان لا تواكب، لكن في كل الأحوال هذا له تأثيره على البلد.
سادساً: النقطة الأخيرة في الحقيقة، أريد أن أتكلم بعض الكلمات عن الجمهورية الإسلامية في إيران التي شغلت العالم، هذا الحدث الإقليمي الأهم في المنطقة، طبعا فاتني أن أقول في نقطة موقف سماحة السيد من الجماعات التكفيرية أن أذكر وهنا تذكرت الآن لأقول: البعض إفترض لأن هذه المسألة إنتهت، هذه المسألة لم تنتهِ، داعش لم تنتهي، حكومة داعش ودولتها سقطت، وهذا صحيح، يعني ما أعلنه الشهيد القائد الكبير الحاج قاسم سليماني رضوان الله عليه في إنهاء حكومة داعش ودولتهم هذا صحيح، لكن داعش كجماعة داعش ومشروعها وإستخدام داعش لا يزال قائما، تذكرون عندما تم تحرير البادية السورية ودير الزور والميادين والبوكمال وعندما تم تحرير الموصل في العراق، والافلام موجودة بكثرة على الانترنت لمن يريد أن يُشاهدها، كانت مروحيات أميركية تنزل وتأخذ عدد من هؤلاء القادة او الكبار أو الزعماء، ومن الممكن أن يكون كوادرهم الذين هم ُمجنديهم داخل داعش، أنا لا أقول كل واحد في داعش هو عميل CIA وهو جاسوس عند الأميركين، لا أقول ذلك، ولكن حجم النفوذ أو الاختراق في داعش بما يمكن من تشغيلها حاسم وكبير، كل الكلام كان إلى أين ينقلونهم، ينقلونهم إلى أفغانساتان، وهذه أفغانستان، كل يوم جمعة والأمر لا يقتصر على الشيعة فقط، مساجد سنية يتم تفجيرها يوم الجمعة، مساجد شيعية يتم تفجيرها، سفارات يتم تفجيرها، أمس وأول أمس مركز تعليمي 300 شاب وصبية يدرسون تحضير للإمتحانات، دخل عليهم إنتحاري وأوقع أكثر من 50 شهيداً، هؤلاء كانوا شيعة أيضاً، هذا الأمر يحصل أمام هذا العالم، هل رأيتم من تنفس في هذا العالم؟ هلا حرك أحدهم ساكنا؟ هناك سيدة إيرانية توفيت في حادث غامض، حتى الآن ليس لأحد وضوح في الحد الأدنى أن هذه السيدة ماذا جرى عليها وكيف توفيت؟ السيدة أميني، قامت الدنيا، أميركا، البيت الأبيض، أوروبا، رؤساء ووزراء أوروبيون، وسائل إعلام عربية وإقليمية ودولية، أكثر من 50 شهيد من الشباب الصبايا الصغار أبرياء، وطبعا عدد كبير من الجرحى، لم يرمش جفن لأحد في هذا العالم، لأن هذا دم مباح، هذا عرض مباح، وليس له قيمة، لأنه يوجد إستهداف للجمهورية الإسلامية، وإستهداف لنظام الجمهورية الاسلامية يتم إستغلال أي حادث ولو كان غامضاً ولو لم يكن مفهوماً من أجل التحريض على هذا النظام، أقول أن داعش ما زالت موجودة، هناك محاولة لإحياء داعش في سورية، هناك محاولة لإحياء داعش في العراق، هناك داعش قوية وحقيقية في وموجودة في أفغانستان، وتضرب للأسف كل أسبوع، ولا يغيب عن بالنا أن الذي صنع داعش بإعتراف الأميركيين والرئيس ترامب وجنرالات أميركيين هو أميركا، والذي ما زال يحميها هو أميركا، والمخابرات الأميركية، والذي يؤمن إنتقالاتها من مكان إلى مكان هي المخابرات الاميركية، والذي يسهل تمويلها هم المخابرات الاميركية، والذي يسهل إنتقال أعداد إضافية إليها وإمكانات إضافية إليها هي الولايات المتحدة الأميركية، هذا يجب أن لا يغيب عن بال أحد، في موضوع إيران، لأنه هي اليوم أساس في محور المقاومة، هي منذ اليوم الأول لإنتصارها هي موضع إستهداف دائما، منذ الأيام الاولى، عمليات الإغتيال التي طالت العلماء والفقهاء والقادة الكبار، والسياسيين والعسكريين، الاحداث الداخلية، التحريض القومي والعرقي والطائفي في أكثر من محافظة، حرب السنوات الثمانية التي مولتها بعض دول الخليج بمئات مليارات الدولارات، ودعمها كل العالم شرقا وغربا، الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الاميركية، وكل المعسكرات وصولاً إلى العقوبات وإشتداد العقوبات في الآونة الاخيرة، والتحريض اليومي والساعاتي في وسائل الاعلام، عشرات ومئات الاذاعات والتلفزيونات باللغة الفارسية، نحن لا نشعر بهم، لأنه نحن لا نُشاهد فارسي، عشرات ومئات التلفزيونات والفضائيات والاذاعات ومئات الجيوش الالكترونية، الآن لأنه يوجد مصيبة مواقع التواصل الإجتماعي، وتحريض يومي يدخل إلى كل بيت وكل شاب وشابة في ايران، والرهان هو على الداخل، لأنه إيران قوية، وعزيزة ومقتدرة، أدركت الإدارات الاميركية المتعاقبة، الكثير يسألون هل ممكن ان يحصل حرب أميركية على إيران؟ لو كان ذلك ليحصل كان حصل منذ زمن ترامب، وهذا لم يحصل، لماذا لانه إيران قوية وعزيزة ومقتدرة، ليس كرم أخلاق من الاميركيين، واليوم الذي يحصل معنا في لبنان ومع لبنان وفي هذه التسوية “الحدود البحرية وحقول النفط والغاز” هذا ليس كرم الأميركيين ولا الصهاينة، هذا لأنه لبنان قوي ومقتدر، إذاً الذهاب إلى الخيار الداخلي، العقوبات الضاغطة والشديدة كان هدفها تحريض الناس على النظام الإسلامي، مثل لبنان والذي هدفها تحريض الناس على المقاومة، والقول للناس ان سبب مآسيكم وجوعكم و..و..و..و هو هذا النظام أو هذه المقاومة، وأحيانا هم يفترضون أحداث ويبنون عليها ىمال وأوهام وسراب، شهدنا في الأسابيع القليلة الماضية إلى حد حصل في بعض وسائل الإعلام الخليجية للأسف ومواقع التواصل الإجتماعي وجيوش إللكترونية أن سماحة السيد القائد (دام ظله) تُوفي وأن الإيرانيين يخفون الموضوع ومختلفين على إنتخاب خليفة القائد، طبعا هذا ليس جديداً، في حياة الإمام الخميني (قدس سره) طالما كُنا نسمع شائعات وفاة الإمام، هذه أمانيهم، بعد ذلك سماحة الإمام القائد ظهر في مناسبة الاربعين وخطب وهو واقف وفي صحة وعافية والحمد لله وأطال الله في عمره الشريف، حسناً، أكاذيب كلها للنيل من إرادة الناس وعزمهم ومعنويات الناس ومن ثقة الناس بقيادتهم بجمهوريتهم ونظامهم ومقاومتهم، الأحداث الأخيرة نفس الأمر، وعلى كل حال الحقائق ستظهر فيما بعد، وتم إستغلال هذه الحادثة الغامضة وخرج أناس على الطرقات في العديد من المدن، الآن نزل العشرات أو المئات، يا أخي نزل 1000 أو 2000 أو 3000، لا يوجد مشكلة، البعض منهم مارس الشغب وإعتدى وقتل، الإعلام العالمي كُله قدم الموضوع أن هذا هو الشعب الإيراني، هذه إرادة الشعب الإيراني، بعد أيام قليلة عندما نزلت الملايين في مختلف المدن الإيرانية سكت العالم، سكت الإعلام العالمي، ولم نعد نرى أي شيء لا على التلفاز ولا على مواقع التواصل ولا شيء، وإنما أعربوا عن خيبتهم وفي مقدمهم الإعلام الإسرائيلي، هذه هي حقيقة هذا العالم إخواني وأخواتي، ما أردت أن أقوله في موضوع إيران هو كلمتين، الكلمة الأولى: هو ان إيران قوية وعزيزة ومقتدرة وأن شعبها شعب متمسك بإسلامه ودينيه ونبيه وأهل بيت نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، يكفي لهؤلاء الأغبياء والحمقى أن يُشاهدوا أيام محرم وصفر في إيران، يكفي أن يشاهدوا الزيارات الموسمية لبل اليومية الى مقام الإمام الرضا والسيدة المعصومة عليهما السلام في مشهد وقم، يكفي أن يُشاهدوا مظاهرات الشعب الايراني في المناسبات المختلفة، يكفي أن يشاهدوا التشييع التاريخي الذي لا مثيل له منذ أن خلق الله آدم الى اليوم، تشييع الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني، هذا الحضور الشعبي المليوني الهائل والمذهل، والناس لم تأتِ والله النظام نزّلهم، الناس هي من نزلت كباراً وصغاراً ويبكون متأثرين، وعلى درجة عالية من الحزن، هؤلاء الأغبياء، لدينا منهم القليل في لبنان، ليسوا كُثر والحمد لله، هؤلاء الأغبياء يجب أن يقرأوا، هذه الحقيقة، هذه حقيقة إيران، وأنتم تسعون خلف سراب، أقول لأصدقاء الجمهورية الاسلامية ومُحبيها في كل انحاء العالم: لا تحزنوا ولا تتأثروا ولا تتألمو، هذه الجمهورية الاسلامية المباركة التي كُتب في دستورها في أحد مواده الأساسية الغير قابلة للتعديل، أن الحاكم الحقيقي لهذه الدولة هو الحجة بن الحسن العسكري المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، هي أقوى من أي زمن مضى ، وأرسخ من أي زمن مضى، وأشجع من أي زمن مضى، ولذلك لا تتأثروا، لا بالأخبار ولا بالشائعات، الآن طبيعي أن تتأثر الناس، وانا أقول لكم لا تتأثروا، حتى لو حصلت أحداث، حصلت أحداث أكبر من هذه بكثير في تاريخ الثورة على مدى أكثر من أربعين عاماً، أخطر من هذه الأحداث، أكبر من هذه الأحداث، ولكن الجمهورية الإسلامية في ايران التي تستند الى إيمانها العظيم بالله سبحانه وتعالى وتوكلها على الله سبحانه وتعالى وبوجود هذا القائد التاريخي الاستثنائي الحكيم والشجاع والدؤوب والمدير والمدبر وبوجود ها الشعب المخلص والوفي والمضحي والمحب، والاستشهادي والفدائي، لا يمكن أن ينالوا على الإطلاق من هذه الجمهورية.
الكلمة الثانية والأخيرة في هذا المقطع، هو أيضا لشعوب منطقتنا، بعض أن أُطمئنهم أُريد أن أقول لهم، أقول لهم هناك دائما الاعلام الغربي وبعض الاعلام الخليجي يعمل على تحريض هذه الشعوب على الجمهورية الاسلامية في إيران، على خلق عداء بين هذه الشعوب وبين الجمهورية الإسلامية في إيران، طبعاً هو فشل حتى الآن بنسبة كبيرة جداً، استعداء الأنظمة سهل، لأن الكثير من هؤلاء الحكام هم أدوات عند نظام الهيمنة الأميركي في المنطقة، هم أدوات ليسوا أكثر، يَأخذون تعليمات ويُنفذون تعليمات، الكثير من وسائل الإعلام الموجودة هي تُنفذ تعليمات ويأتيها تمويل لخدمة هذه الأهداف، لكن العمل هو على الناس، يجب أن أخص اليوم بالذكر الشعب العراقي العزيز، وأنا لا أُريد أن أَتدخل في شؤونه الداخلية، وماذا موجود في العراق وعلى ماذا مُختلفين وما الذي يجب أن يقوموا به، هذا شأنهم والحمد لله في العراق يوجد مرجعية حكيمة ورشيدة وعينها البصيرة وصدرها الواسع وحلمها وحكمتها الى ما شاء الله، ويوجد قادة وعلماء وحكماء ومخلصون، لكن النقطة الوحيدة التي أُريد أنا ان أُشير إليها، هي ليست فقط شأن عراقي، هذا يعني كل شعوب المنطقة، التحريض الدائم على إيران، تقديم الجمهورية الاسلامة بل تقديم الشعب الايراني، كعدو لشعوب المنطقة، هذا عمل شيطاني، هذه خطة أميركية إستكبارية شيطانية، لتمزيق صفوف هذه الامة، فقط أُريد ان أَقول لهم وأُذكرهم جميعاً هذه الجمهورية الاسلامية، هذا النظام وهذا الشعب وهذه القيادة وهذه الدولة أقول لكم من موقع التجربة، نحن في الحد الأدنى 40 سنة لدينا علاقة مباشرة وتواصل دائم ونقاشات ومتابعات، وشهدنا سنوياً خلال 40 سنة في لبنان والمنطقة تحديات كبيرة وخطيرة جداً، لله سبحانه وتعالى أقول اليوم أمام هذه المحنة التي عبرتها إيران الحمد لله، أمام الله عز وجل وأشهد بهذا في الدنيا والآخرة أن هذه الجمهورية الإسلامية في ايران لا تريد من شعوب المنطقة شيئاً على الإطلاق، لا تُريد شيئاً من الشعب العراقي، كثير من دول العالم يصرحون لديهم أطماع في نفط العراق، لديهم أطماع في غاز العراق، ترامب لديه تصريحات ومؤتمرات صحافية وخطّأ جورج بوش ومن سبقه وأوباما وغيره أنه كيف تسامحوا في موضوع السيطرة على حقول النفط، هناك دول علنا تقول أ لها أطماع في نفط العراق وخيرات العراق ومياه العراق، الجمهورية الإسلامية ليس لها أي طمع، لا في نفط ولا في خيرات ولا في مياه لا في العراق ولا في المنطقة، الجمهورية الإسلامية بالعكس هي تبذل من إمكانياتها وقدراتها بل من دماء كبارها وشبابها وفلذات كبدها من أجل أن يكون شعب العراق أمناً سليماً حراً عزيزاً حراً كريماً، كيف يمكن لشعب العراق أن ينسى حضور الشهيد الحاج قاسم سليماني والشهداء الإيرانيين من قادة ومن مقاتلين ومن متطوعين، كيف يمكن ان ينسى وقفة إيران والمسؤولون العراقيون يوضحون ذلك يومياً، أميركا تركت العراق، دول العالم تركت العراق، الذي فتح مخازن الأسلحة وفتح السماء وأرسل القادة والمقاتلين ووضع نفسه بالكامل، كل القوات المسلحة الإيرانية وكل السلاح الإيراني وكل المال الإيراني وكل الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت حاضرة للدفاع عن شعب العراق عندما إجتاحته داعش وسيطرت على العديد من محافظاته، وكانت بغداد وكربلاء وغيرها مهددة بالسقوط، كيف يمكن أن ينسى هذا؟ كيف يمكن لأناس طبيعيين أن ينظروا بعين الود والمحبة الى السعودية التي أرسلت 5000 إنتحاري الى العراق، وجعلت أجساد نساء وأطفال ورجال العراقيين من كل الطوائف ومن كل الاعراق على الحيطان وفي الساحات وفي الأسواق وفي المساجد والكنائس، كيف يمكن أن يكون هذا الانسان طبيعياً ثم يتوجه بالعداء إلى الجمهورية الإسلامية، التي فعلت كل شيء من أجل أن يتحرر العراق من الاحتلال الاميركي وأن يواجه العراق خطر داعش وأن يحافظ العراق على وجوده وشعبه وهويته؟ كل من يقول للشعب العراقي ولشعوب المنطقة، أن إيران لديها نوايا إستعمارية أو نوايا إستثمارية أو نوايا إستغلالية هو كاذب وخائن، وجبان، كائناً من يكون، وأنا لا أقصد أحداً بالتحديد، أنا أتكلم فكرة عامة، قد تختلف مع إيران لا يوجد مشكلة، قد تختلف مع بعض السياسات الإيرانية لا يوجد مشكلة، قد يكون لك ملاحظات على أداء بعض المسؤولين الايرانيين لا يوجد مشكلة، هذا شيء آخر، هذا أمر طبيعي، لكن أن تتحول أنت أو هو أو هي إلى موقع العداء مع الجمهورية الإسلامية في إيران، هذا لمصلحة من؟ ولخدمة من؟ هكذا نَخدم العراق؟ أو سورية أو لبنان أو البحرين أو اليمن أو فلسطين أو دول المنطقة؟ بكل بساطة أيها السادة العلماء، أيها الاخوة والاخوات، سؤالين سريعين، بعد كامب دايفيد وبعد التحولات في العقود الماضية لو لم يكن هناك دولة أسمها الجمهورية الإسلامية في إيران أين كانت اليوم فلسطين؟ وأين كانت القدس وأين كان شعب فلسطين؟ وأين كان لبنان وأين كانت “إسرائيل”؟ والجواب عندكم، واليوم أهم عنصر قوة في محور المقاومة للبنان وفلسطين وسورية وللمنطقة كلها هي الجمهورية الإسلامية في إيران، والسؤال الثاني: لو جاء هذا الربيع، هذا الخريف العربي الذي بدأت حقائقه تظهر، لو جاءت داعش وهم يعترفون أنهم جاؤوا بمئات آلاف المقاتلين من كل أنحاء العالم، هذا السيناتور الأميركي يقول جئنا بمئات الآلاف من مئة دولة في العالم، هم جاؤوا بهم، لو لم يكن هناك جمهورية إسلامية في إيران تقف إلى جانب العراق وسورية ولبنان وشعوب المنطقة اين كانت هذه الشعوب وأين كانت هذه الدول؟ وأين كانت هذه الحكومات؟ وفي أي زمان أسود كالح مظلم كانت ستدخل منطقتنا؟ كُنا نتكلم عن سماحة السيد (رضوان الله عليه)، ان يعرف الانسان النعمة وأن يشكر النعمة، أن لا يكفرها، أن لا يكفر بها، أن لا ينكرها أن لا يلعنها، ما هو مُطالب به اليوم في محور المقاومة في شعوب المنطقة أنتم الذين تُراهنون على أميركا هذه هي أميركا، هذه أميركا اليوم تُقاتل حتى آخر أوكراني، أمس أول رد فعل ماذا خرج الأميركيين ليقولوا لِزيلينسكي “المعتر”، أنه هو رد على ضم الأقاليم الأربعة لروسيا، خرج وطلب الإلتحاق بالناتو، ماذا قالوا له؟ قالوا له كلا، الوقت غير مناسب، هذا وقت غير مناسب، ليس وقته الآن، لماذا؟ لأنه إلتحاق أوكرانيا بالناتو يعني أميركا مُلزمة أن تقاتل روسيا، أميركا لا تريد ان تقاتل روسيا بالأميركيين، أميركا تُريد ان تقاتل روسيا بالأُوكرانيين، وبعد الأُوكرانيين بالأوروبيين، وتتفرج عليهم جميعاً، وتَكسب النتائج والأرباح، هذه هي أميركا، إعرفوا صديقكم وتمسكوا به وحافظوا عليه، وإعرفوا عدوكم وإذا كنتم لا تُريدون أن تقاتلوه في الحد الأدنى لا تلجأوا إليه، لأنكم لن تجدوا في أحضانه دفئاً ولا أماناً، لن تجدوا سوى الغدر والخيانة، لِفقيدنا الكبير المقدس سماحة العلامة السيد محمد علي الأمين كل الرحمة والدرجات العُلى في جوار رسول الله وفي جوار أبائه وأجداده الأطهار، شكر الله سعيكم ونشكر حضوركم الكبير، يعطيكم العافية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصدر: العلاقات الاعلامية - حزب الله