الى أجل غير مسمَّى أعلنت مجموعة “غازبروم” الروسية وقف ضخ غازها إلى أوروبا بالكامل، حتى إصلاح محركات الضخ في خط انابيب نورد ستريم واحد.
إعلان سبقه نُذُرٌ من موسكو بأنَّ عمل “نورد ستريم واحد” مهدد بسبب نقص في قطع التبديل نتيجة “العقوبات” المفروضة على موسكو. ما هي الاجواء التي رافقت هذا الاعلان وما انعكاساته؟
جاء اعلان روسيا عن وقف امدادات الغاز الى اوروبا ليشكل حدثاً دولياً يزيد من تأزم اوضاع الطاقة في اوروبا ويعكس نتائج العقوبات على روسيا بعد حرب اوكرانيا.
وقال رئيس شركة غازبروم الروسية أليكسي ميلر:”خط أنابيب الغاز “السيل الشمالي” يعمل بنسبة عشرين في المئة من طاقته نتيجة لمصيدة العقوبات التي فرضها الغرب ضد موسكو.. فسقطت دولهم في فخ العقوبات الذي نصبوها بحق روسيا.
تزامن مع اتفاق دول أوروبية ومجموعة السبع على فرض سقف لأسعار النفط الروسي، وهو ما رفضته موسكو التي هددت بقطع النفط والغاز عن الدول التي تطبق هذا السقف.
يقول رئيس وحدة أبحاث الطاقة العالمية لدى مؤسسة “أويل برايس إنفورميشن سيرفيس” توم كلوزا: نحن لا نعتبرها حربا بمعنى الكلمة لكننا دخلنا وسط ازمة طاقة يمكن أن تمتد لسنوات طويلة.. فمن الصعب جدا ان تستيقظ كل يوم على نبأ ارتفاع في اسعار الطاقة. بوتين يستطيع اليوم ان يكبس الزر ويحدد الاسعار.. هذا التلاعب سيشكل صدمة كبيرة للاقتصاد العالمي.
حجب الغاز الروسي عن أوروبا يدفع القارة الأوروبية خطوة إضافية نحو شتاء بارد ومظلم، وفقاً لتقرير نشرته وكالة بلومبيرغ. وفي هذا الاطار اعتبر رئيس وكالة تنظيم الشبكات في ألمانيا كلاوس مولر ان القرار الروسي بإبقاء نورد ستريم 1 مغلقًا في الوقت الحالي يزيد من أهمية محطات الغاز الطبيعي المسال الجديدة التي تخطط ألمانيا لبدء تشغيلها هذا الشتاء. اضاف: انها أزمة صعبة ، لكن الاتحاد الأوروبي وصل للتو إلى هدفه المتمثل في ملء مخزونه من الغاز بنسبة 80 في المئة، من خلال شراء الغاز الباهظ الثمن عن طريق السفن والامدادات الأخرى من النرويح واذربيجان.
في سياق متصل رأت صحيفة “وول ستريت جورنال” أنَّ قرار روسيا قد يحرمها من نفوذها الإقتصادي، ويجبر الأوروبيين على تسريع مساعيهم للإستقلال عن الغاز الروسي قبل الشتاء. فيما اعتبرت الصحيفة الاميركية أنَّ الخطوة الروسية قد تجبر أوروبا على ترشيد الطاقة ويدفع إقتصادها نحو ركود غير مسبوق.
المصدر: المنار