“بزوغ الفجر” .. استمرار المعضلة – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

“بزوغ الفجر” .. استمرار المعضلة

صواريخ3
علي علاء الدين


لا زال الكيان الصهيوني ينطلق في حروبه هربا الى الامام من ازماته المتعددة والوجودية، فقد دخل معركة وحدة الساحات بحكومة مؤقتة ومناخ سياسي منقسم وجيش فاقد للهيبة على المستوى الداخلي والخارجي، ولكن متحصنا بطرف عربي خائن بعد جولات التطبيع وبدعم دولي مطلق كعادته، وخرج بفشل عسكري واضح سوى الاغتيالات الغادرة في احياء سكنية.

دخل الكيان في الحرب بنفس الاساليب من الاغتيالات والحصار واستهداف المدنيين ولأهداف لطالما كان ابرزها الاهداف الانتخابية ومحاولة ترميم قدرة الردع الصهيونية والتي اصبحت مهترئة بسبب قوة محور المقاومة، وهذا ما اثبتته المعارك السابقة التي خاضها الكيان مع المقاومة وليس آخرها معركة سيف القدس التي ارست معادلات لا يزال الكيان يحاول حتى الان الخروج منها .

انتهت عملية وحدة الساحات او ما اطلق عليه الكيان معركة بزوغ الفجر لتنطلق صافرة انطلاق لبدء تقديم قراءة إعلامية صهيونية وتقييم نتائج العملية في قطاع غزّة.

 بعض القراءات الإعلامية الصهيونية رأت فيها “إنجازاً تكتيكياً وليس استراتيجياً” وبعضها راى فيها فشلا. كما توقّفت القراءات عند دلالات العملية والإتفاق وتبعاتهما المستقبلية ، وفي موازاة الإتجاه الاعلامي الراضي عن العملية، ركّز بعض المُعلّقين على بقاء معضلة غزّة و”الفشل الذريع للسياسة الإسرائيلية حيال غزّة”.

حيث رأت صحيفة “هآرتس”، أن “العملية العسكرية  للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة شكّلت دليلاً إضافياً على الفشل الذريع للسياسة الإسرائيلية حيال غزة”. اضافت “جولات القتال العنيفة أصبحت أكثر تواتراً، وروتين حياة مواطني إسرائيل يُنتهك مرة تلو أخرى”. وتتابع الصحيفة: “من أجل وقف مسيرة الغباء هذه، يجب تغيير الوُجهة بالكامل. في المرحلة الأولى يجب دفع إعادة إعمار غزة، وتوسيع تراخيص دخول مواد بناء وبضائع بصورة شاملة. تحسين الوضع الاقتصادي والمدني في القطاع هو مصلحة إسرائيلية من الدرجة الأولى”.

وكانت وسائل اعلام صهيونية قد اكدت أن نحو 1000 صاروخ وقذيفة صاروخية أُطلقت من قطاع غزة على المدن والمستوطنات الصهيونية خلال الأيام الثلاثة من العدوان العسكري الصهيوني على القطاع. وطالت الصواريخ منطقة القدس، وتل أبيب، وغوش دان، وبئر السبع، وعسقلان وأسدود، لكن العدد الأكبر من الصواريخ وقذائف الهاون استهدف مستوطنات “غلاف غزة” حيث وقعت أضرار مادية كبيرة ، عدا عن مواقع الاحتلال بمحيط القطاع. وذكرت “نجمة دايفيد الحمراء”، أنه تمَّ نقل 47 مستوطناً إلى المستشفيات، العديد منهم أُصيب بشظايا الصواريخ، و31 خلال هروبهم إلى أماكن محصّنة، و13 أُصيبوا بنوبة هلع.

وبعد دخول اتفاق الهدنة بين الكيان وحركة الجهاد الاسلامي مساء الاحد في الساعة 11.30  ذكرت وسائل اعلام صهيونية ان حركة الجهاد الاسلامي حققت انجازا على مستوى الوعي لا يمكن تجاهله، حيث قال العقيد في الاحتياط كوبي ميروم للقناة 13 الصهيونية: ” أعتقد أن ثمة إنجازاً على مستوى الوعي للجهاد الإسلامي ولا يمكن تجاهله”، مضيفاً أنّ “حركة الجهاد استطاعت إطلاق ألف صاروخ في 3 أيام، واستهداف وسط البلاد والقدس ومطار بن غوريون”.  وأضاف ميروم: “حركة الجهاد استطاعت أن تشوّش حياة عشرات آلاف الإسرائيليين، وهذا يجب وضعه على الطاولة عندما نتحدث عن إنجازات هذه العملية”.

وتابع: ” أعتقد أنّ هذه لن تكون صورة الحرب القادمة، فالتحدي يكمن في مواجهة حماس وحزب الله، لن تكون الحرب في ساحة واحدة بل  ستكون في عدة ساحات، وأكبر بأضعاف، مع آلاف الصواريخ ضد الجبهة الداخلية ومئات الضحايا والأضرار”.

تصريح ميروم كان قد سبقه تصريح لمصدر امني صهيوني لصحيفة هآرتس والذي اعتبر ان “منظمة الجهاد الإسلامي ما زالت قادرة على خوض جولات قتال لأيام عديدة، وإرباك حياة مواطني إسرائيل”. وأضاف المصدر أن الجهاد الإسلامي هي ثاني قوة مسلحة بالحجم في قطاع غزة، ولا تزال هناك فجوة مهمة بينها وبين حماس، على الرغم من أنها تمتلك قدرات إطلاق قذائف صاروخية وتشكيل صواريخ ضد الدروع، وطائرات مسيّرة عديدة وقوة بحرية مقلّصة.

مقارنات كثير صرح عنها مسؤولون امنيون وعسكريون صهاينة تبرز المخاوف الصهيونية من أي معركة مقبلة بعد ان تعرضت الجبهة الداخلية لكم كبير من الصواريخ في آخر معركة، حيث حذّر نائب قائد فرقة غزة السابق العميد احتياط نيتسان نوريال، في مقابلة أجراها مع الإذاعة الإسرائيلية “104.5FM”، من أنّ “حماس تمتلك قدرات مضاعفة مئات المرات، وحزب الله ألف مرة”. وتابع”تخيلوا ماذا سيحدث في مواجهة شاملة متعددة الجبهات. هذه دعوة إلى الاستيقاظ لأي شخص يعتقد بأنّ الثغرات في حماية الجبهة الداخلية ستنتظم وحدها”مشيرا  إلى أنّ “للقبة الحديدية قدرات معينة محدودة”.

وما لم يقله نوريال كان واضحا فيه المتحدث السابق باسم قوات الاحتلال الإسرائيلي آفي بنياهو “للقناة الـ 12” الإسرائيلية إنّه “في المرة القادمة، لن يكون الأمر نزهة في الحديقة”، وأنّ الأمر “سيكون صعباً مع صواريخ دقيقة إلى تل أبيب سواءً مع حماس وبالتأكيد مع حزب الله، وهذا سيؤدي إلى سقوط قتلى ومصابين ولفترة طويلة”.

احد الأسئلة المطروحة  في المعركة المقبلة في حال حدوثها ، الى أين سيفر مستوطنو غلاف غزة ومستوطنو الشمال بل بالامكان السؤال الى اين سيلجأ كافة المستوطنون في الكيان وهل ستتسع المطارات لهم في حال كان هناك مطارات.

في الخلاصة حاول بعض المسؤولين في الكيان الصهيوني ان يظهروا ان عملية بزوغ الفجر هي انجاز حقيقي ولكن العديد من المحللين والخبراء الصهاينة ناقضوا ذلك لا سيما ان العدو سعى بشكل واضح الى الاسراع في وقف الحرب ونُقل عن لابيد ان استمرارها يضر ولا ينفع. وبعد انقضاء غبار المعركة تبين ان الكيان لم ينجز سوى ضربات على المستوى التكتيكي من خلال بعض الاغتيالات بينما استمرت المقاومة في انتصارها على المستوى التكتيكي من خلال استمرار اطلاق الصواريخ وصولا الى قلب الكيان في تل ابيب كما جددت انتصارها على المستوى الاستراتيجي وعلى مستوى الوعي، فقواعد الاشتباك لم تتغير و قدرات المقاومة قادرة على ضرب الكيان في اي مكان تريد برا وبحرا ولربما جوا وأن أي معركة مقبلة سيحاول الكيان الدخول بها يدرك مسبقا انها ستكون معركة خاسرة .

المصدر: موقع المنار