الصحافة اليوم 09-11-2016: كلينتون أم وترامب؟ – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم 09-11-2016: كلينتون أم وترامب؟

صحف محلية

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء 09-11-2016 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الانتخابات الرئاسية الأميركية

السفير
الانتخابات تعمّق جراح الأميركيين..وحرب كلينتون ـ ترامب لم تنته
«روما العصر»: البيت الأميركي منقسم!

السفيروتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول “صناديق الاقتراع خرجت اليوم بما هو اكثر اهمية وخطورة من نزيل البيت الابيض للسنوات الاربع المقبلة. الشرخ الهائل في النظام الاميركي، سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، لن تعالجه عملية انتخابية ترتدي عباءة ديموقراطية، وتزرع في الوقت ذاته، كل اشكال الشقاق والتفاوت.. وتمهد لزلزال يهز اركان «روما العصر»، الولايات المتحدة الاميركية.

لم يعد الامر في باب التكهنات. هناك من الباحثين الاميركيين من يطرح «خطة سلام» لمرحلة ما بعد الانتخابات الاكثر بذاءة في التاريخ الاميركي الحديث. وهناك اصوات كثيرة ارتفعت في الاسابيع الماضية تحذر من وصفة «الحرب الاهلية». وعلى الرغم من ان كثيرين قد يقولون ان هذا التهويل هو من المبالغات، الا ان الانقسام الحاد ومظاهر الخلل في النظام الاميركي الذي سمح لمشبوهين كهيلاري كلينتون ودونالد ترامب، بالوصول الى السباق الاخير، تعني ان «الاستابلشمنت» الاميركي بات مهدداً.

الشعارات البراقة التي رفعها ترامب «اميركا اولا»، وكلينتون «اميركا للجميع»، لا تعني بالضرورة ان التنافس الانتخابي بينهما، لم يعمق الجروح الاميركية بشكل يحتم جراحات عاجلة. هناك طبقة سياسية تقليدية متحالفة مع رأس المال والشركات الاقتصادية والاعلامية والعسكرية الكبرى، تهيمن على الحياة السياسية الاميركية منذ عقود، وتتلاعب بها، تشعر بأن قبضتها ارتخت، لا بفضل دونالد ترامب، وانما لان الاخطاء والجرائم والاخفاقات صارت من الكبر بحيث لم يعد من المقبول مداراتها.

«روما العصر»، تشعر في العمق ان مظاهر سقوط روما التاريخية، تحاصرها. تزايد الهوة بين الفقراء والاغنياء، سطوة القوة العسكرية، وشيطنة الخصوم، وفقدان الثقة بالمؤسسات. لن نخطئ في الاعتقاد ان الولايات المتحدة على شفير الانهيار غدا، اذ ما زالت تمتلك الكثير من عناصر القوة والمناعة التي تتيح لها احتواء الصراعات الكبرى، والخيانات الكبرى، والجرائم الكبرى، سواء بحق الاميركيين انفسهم، او بحق العالم. لكن احيانا، يكون فائض القوة هذا، قاتلا!

«فورين بوليسي» على سبيل المثال، تقول ان المؤسسات والثوابت السياسية الأساسية الأميركية تمر اليوم بأكثر المراحل صعوبة في العصر الحديث وتواجه تحديات واستهدافاً للأسس الأخلاقية للديموقراطية الأميركية.أما اقتصاديا، فان ما تعيشه الولايات المتحدة يمثل وصفة الكارثة السياسية التي أنتجها النظام الأميركي وخاصة حين تجاهل، خلال العقود الثلاثة الأخيرة، أن قلة من الأميركيين استفادوا من المكاسب الضخمة التي حققها الاقتصاد.

وبهذا المعنى، فان ما كان يهم، ولا يزال في الداخل الأميركي، حدة الاستقطاب السياسي والمجتمعي الذي أظهرته الحملة بصورةٍ أكثر وضوحاً، والذي عمل المرشحان على تعميقه، من دون تكلفة البحث عن اجوبة تريح الاميركيين لما بعد الثامن من تشرين الثاني. كما اتضح اتساع الهوة بين الديموقراطيين والجمهوريين، وبين الليبراليين والمحافظين، وبين الاغنياء والطبقة المتوسطة والعمال والفقراء، والاقليات الدينية والعرقية والتي وثقتها أبحاث أميركية مهمة طوال سنوات.

وخلص معهد «بيو» للأبحاث في ختام حملة انتخابية طويلة، إلى خمس علامات فارقة، اولها أن الجمهور الاميركي أصبح منقسماً إيديولوجياً أكثر وفقاً للخطوط العريضة للحزبين المهيمنين، مذكراً بأن 53 في المئة من الجمهوريين لديهم قيم محافظة، مقارنة بنسبة 31 في المئة في العام 2004. وفيما مال هؤلاء أكثر الى اليمين، اتجه الديموقراطيون أكثر إلى اليسار، مع 60 في المئة منهم اصبحوا يملكون قيماً ليبرالية مقارنة بـ40 في المئة في العام 2004.

ومما توصل إليه المعهد، أن جمهور كلا الحزبين أصبح أكثر سلبية تجاه مرشح الآخر، وأن التغييرات الديموغرافية، قد أعادت رسم تحالفات كلا الحزبين، بعدما أصبح جمهور الديموقراطين أقل بياضاً، وأقل تديناً، وأكثر تعلماً، فيما انعكست الآية في المقلب الجمهوري، يضاف إليها ارتفاع نسبة المسنين لديه. وأظهرت الانتخابات الحالية، أن جمهور كلا الحزبين يختلف في نظرته حول هوية اميركا الجديدة، والحياة الأميركية التي يريدونها، مع نسبة عالية من الجمهوريين، أكثر تشاؤماً، واقل شعوراً بالأمان والثقة بمستقبل أفضل، مما كانوا عليه قبل 50 عاماً. وأخيراً، ولعله الاهم، هو أن جمهور كلا الحزبين، متشائم في امكانية تمكن أي من المرشحين من تصحيح الخلل، او رأب الانقسامات.

ويقول الأستاذ في جامعة «بوفالو» الاميركية جايمس كامبل لـ «السفير» إن الانتخابات الحالية اظهرت مدى الانقسام الذي وصل إليه المجتمع الأميركي، ومدى العمل السيئ الذي قام به الحزبان الديموقراطي والجمهوري عندما اختارا مرشحيهما، ومدى العمل السيئ الذي قام به الإعلام الأميركي في تغطية الانتخابات، معتبراً انه بالنسبة إلى غالبية الأميركيين، فإنهم عاشوا تجربة بشعة ومحرجة، والقليل منهم سيكونون مسرورين بالنتيجة.

ويضيف كامبل أن كلينتون، رغم تهليل الإعلام لها، فإن نظرة الجمهور الاميركي ستظل مختلفة، وهي أنها غير أهل للثقة، وكاذبة، ويجب ان تبقى وأنها ستظل ملاحقة قضائياً.

ويشرح الخبير في الانتخابات الرئاسية الأميركية أن «الإدارة الاميركية ستتغير، لكن مسائل كثيرة، من اوباما كير، إلى مسألة الضرائب، إلى اتفاق التجارة الحرة، والسياسة الخارجية، وجدال الهجرة، ستظل محط خلاف، وهو ما أسس لظهور نموذج الشعبوية الاقتصادية الذي جسدها ترامب، رغم أنه في نظر الكثيرين كاذب هو أيضاً، ولم يلتفت جمهوره لكونه رأسمالياً لم يقدم للطبقة الوسطى طيلة 70 عاماً من حياته أي اهتمام. ويختصر كامبل بالقول إن «الكثير من الأسئلة ستبقى عالقة، الجواب الوحيد هو أن هذه الانتخابات قد تركت شعباً يشعر كثيراً بخيبة الأمل.

ويلفت إلى أنه «داخلياً، فقد سلطت الانتخابات الحالية الضوء على مدى الجذب الذي حصلت عليه الشعبوية القومية. هذه الشعبوية برزت أقوى لدى الطبقة العاملة، والبيض الذكور الكبار في السن، ولكن أيضاً لدى شريحة اكبر من الجمهور، ما أدى إلى انقسام حاد حول قضيتي الهجرة والتجارة الحرة خصوصاً».

اما ديموغرافياً، فقد كسب الديموقراطيون الجاليات غير البيضاء، وخسر «الديموقراطيون العمال» وهم العمال الذين يعملون في قطاع السيارات والمناجم وغيرهم، والذين كانوا محسوبين عليهم منذ عقود، لصالح الجمهوريين، الذين سيكون عليهم «تثقيف» و «تنمية» هذه «المؤسسة» لصالحهم في العقود المقبلة.

وبكل الاحوال، فان مزاج الناخبين العام عبر عنه استطلاع لصحيفة «بوليتيكو» الاميركية اجري عند مراكز الاقتراع، واظهر تطلّع عدد أكبر من المقترعين الأميركيين هذا العام إلى رئيسٍ أكثر قوّة، مقارنةً مع السنوات الماضية. وأظهر الاستطلاع أنّ 36 في المئة من المقترعين يرغبون برئيسٍ قوي، في مقابل 29 في المئة يريدون «رؤيةً للمستقبل»، و16 في المئة يريدون شخصاً «يهتمّ بالنّاس مثلي»، و16 في المئة يرغبون بشخصٍ «يشاركني قيمي».

وبلغ عدد الأشخاص الّذين قالوا إنّهم يريدون رئيساً قويّاً، وهي الفكرة التي بنى عليها المرشّح الجمهوري دونالد ترامب حملته الانتخابية، ضعف عدد الأشخاص الّذين تطلّعوا إلى تلك الصفة في رئيسهم خلال العام 2012.

وأظهر الاستطلاع كذلك أنّ 85 في المئة من المقترعين «يريدون استعجال انتهاء السّباق الرئاسي، بينما قال 72 في المئة إنّهم «قلقون»، و71 في المئة إنّهم «متوتّرون». ووصف 53 في المئة من المقترعين أنفسهم بأنّهم «غاضبون»، ونصف هذه النّسبة قالت إنّها «حزينة». بينما قال 39 في المئة إنّهم «محبطون».

وربما لهذا، يكتب براين كلاس في «فورين بوليسي» انه اذا أصبحت هيلاري كلينتون رئيسة الولايات المتحدة، ستكون لدينا مشكلة مزدوجة: قمع خطر العنف السياسي من الناس الذين يعتقدون أنها من المحتمل أن تكون الشيطان (أو على أقل تقدير الفائز في انتخابات «مزورة»)، في حين تحاول ايجاد وسيلة لوضع نفسها رئيسة لجميع الأميركيين، بما في ذلك عشرات الملايين الذين دعموا السياسي الأكثر عنصرية في تاريخ الولايات المتحدة الحديث.

يذهب كلاس ابعد من ذلك في تصوره لـ «خطة السلام» التي يقترحها، اذ يشير الى حاجة الديموقراطيين والجمهوريين للعمل معا، لاستعادة ثقة الاميركيين في المؤسسات الانتخابية. ويعتبر كلاس ان النزيل الجديد في البيت الابيض، سيرأس «الناخبين الأكثر انقساما في تاريخ الولايات المتحدة الحديث. نفس السياسة القديمة التي أدت للوصول لما هي اميركا عليه لم تعد كافية. قبل الحرب الأهلية الاميركية، حذر ابراهام لنكولن أن «بيتا منقسما على ذاته، لا يمكن أن يقف». اميركا ليست بعد على شفير حرب أهلية، ولكن يتم تقسيم المنزل الاميركي بشكل واضح.

ويخلص الى القول ان «الولايات المتحدة لا تتجه نحو حرب أهلية أخرى، وترامب لن ينتهي في (محكمة) لاهاي. ولكن عندما يقول المرشح الرئاسي أن النظام متلاعب به ويقول للجمهور انه لن يقبل بنتيجة الانتخابات في حال عدم فوزه، فإنه يرسل إشارة لزعزعة الاستقرار».

تعرض دونالد ترامب لاتهامات بانه هدم ما تبقى من آثار احترام المؤسسات الديموقراطية الأميركية. لكن كلينتون هي الاخرى فعلت الكثير في عملية الهدم هذه. كلينتون «المخادعة»، أدارت ملفات حساسة من وراء بريد خاص، وسرقت اسئلة مناظرات انتخابية، وتلقت تمويلات مشبوهة من دول خليجية لمؤسستها عندما كانت تتولى منصب وزيرة الخارجية. كلينتون ايضا، لعبت دورا عاجزا ومريبا بنظر الاميركيين في ملف قضية بنغازي.

ارث «السيدة الاولى» سابقا، ليس ناصعا. ودونالد ترامب، اذ ساهم في فضحها، وفضح نفسه، لطخا سوية النظام السياسي الاميركي. «روما العصر»، ليست في افضل ايامها في التاسع من تشرين الثاني 2016.

النهار
من يغيّر وجه أميركا والعالم كلينتون أم ترامب؟

صحيفة النهاروتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول “حتى الثالثة فجر اليوم بتوقيت بيروت لم تكن نتيجة الانتخابات الرئاسية الاميركية قد حسمت بين المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون (69 سنة) والمرشح الجمهوري دونالد ترامب (70 سنة) نظراً الى احتدام المنافسة في عدد من الولايات ولا سيما منها تلك ذات الاهمية المحورية. وأدلى الناخبون الاميركيون باصواتهم بعد السباق الطويل والمضني الى البيت الأبيض بين كلينتون وترامب.

وركزت الحملات الانتخابية على شخصيتي المرشحين: كلينتون وزيرة الخارجية السابقة وترامب قطب قطاع الأعمال في نيويورك. واتهم كل منهما الآخر بأنه غير لائق لقيادة الولايات المتحدة وقت تواجه تحديات مثل التعافي الاقتصادي الشاق والإسلاميين المتشددين وصعود الصين.

وتوقعت أسواق المال ومواقع المراهنات ومنصات التداول الإلكتروني فوز كلينتون، لكن فريق ترامب يرى أن في إمكانه تحقيق انتصار غير متوقع على غرار نتيجة استفتاء أجرته بريطانيا في حزيران وأدى إلى التصويت على خروجها من الاتحاد الأوروبي. ويمثل ترشح ترامب للرئاسة تحديا للمؤسسة السياسية في الولايات المتحدة، فيما تجسد كلينتون استمرارية النظام السياسي.

ومن المرجح أن تؤذن رئاسة كلينتون باستمرار ما بدأه الرئيس الديموقراطي باراك أوباما في البيت الأبيض قبل ثماني سنوات، إلا أنه إذا احتفظ الجمهوريون بالسيطرة على مجلس واحد على الأقل في الكونغرس فإن ذلك قد تليه سنوات أخرى من الجمود السياسي في واشنطن.

ويتحقق الفوز في الانتخابات الرئاسية الأميركية ليس من طريق التصويت الشعبي بل من طريق نظام المجمع الانتخابي الذي يعلن الفوز بالبيت الأبيض استناداً إلى الفوز في كل ولاية مما يعني أن عدداً من الولايات التي تشهد تقارباً في السباق تمثل أهمية كبيرة.

وأظهرت قراءة مبكرة لاستطلاع رأي “رويترز / إبسوس” في يوم الانتخابات أن الناخبين يشعرون بالقلق كما يبدو من الاتجاه التي سوف تسير فيه البلاد ويسعون “وراء زعيم قوي يمكنه استرداد البلاد من الأثرياء وذوي النفوذ”.

الرقم “270”
وجرى التصويت بالاقتراع غير المباشر لان المواطنين يختارون كبار الناخبين الذين سيختارون بدورهم منتصف كانون الاول كلينتون أو ترامب. وعددهم 538 ناخباً في المجموع، ويتفاوت عددهم تبعاً لتعداد سكان الولاية.

وللرقم “270” دور سحري لانه يمثل الحد الادنى من أصوات كبار الناخبين التي يتعين الحصول عليها للوصول الى البيت الابيض، اي الغالبية المطلقة من 538 ناخباً كبيراً. وفي 48 ولاية تجري الانتخابات بالغالبية من دورة واحدة مما يعني ان المرشح الذي يتقدم منافسه يفوز بكل أصوات كبار ناخبي الولاية. وسار التصويت بسلاسة على رغم مزاعم أطلقها ترامب في الأسابيع الأخيرة وقال فيها إن النظام الانتخابي مزور ضده.

ورداً على سؤال عما إذا كان يعتقد أن هذه الانتخابات لن تنتهي مساء الثلثاء قال ترامب لقناة “فوكس نيوز”: “لا أقول هذا. يجب أن أرى ماذا يحدث. هناك تقارير تفيد أنه عندما يذهب الناس للتصويت للجمهوريين تتبدل البطاقات تماما لمصلحة الديموقراطيين. لقد رأيتم هذا. إنه يحصل في أماكن عدة”.

وأشارت وسائل إعلام محلية في ولاية بنسلفانيا إلى أن ناخبين في عدد من المقاطعات قالوا إن آلات تصويت تعمل باللمس لا تسجل تصويتهم بشكل صحيح. وقالت إن جمهوريين في بنسلفانيا اشتكوا من أن بعض مراقبي الانتخابات التابعين للحزب الجمهوري منعوا من دخول مراكز اقتراع في مدينة فيلادلفيا.

لكن مسؤولين في الحزب الديموقراطي أكدوا أنهم لا يرون مساعي منسقة أو ممنهجة لقمع الناخبين الثلثاء مع استمرار الأميركيين في الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات.

واوردت جماعات مدافعة عن الحقوق المدنية أن مستوى الشكاوى من ترويع الناخبين أعلى مما كان في الانتخابات الرئاسية السابقة وذلك استنادا إلى أكثر من 20 ألف مكالمة تلقتها من أنحاء البلاد على خط ساخن لشكاوى الناخبين حتى عصر الثلثاء.

ويسعى كل من ترامب وكلينتون الى أن يصير الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة وخليفة أوباما الذي تولى الرئاسة ولايتين مدة كل منها أربع سنوات في منصبه بالبيت الأبيض ويحظر عليه الدستور الأميركي أن يسعى الى الترشح لولاية أخرى.

وتأمل كلينتون في أن تصير الرئيسة الأولى للولايات المتحدة بعدما أمضت ثماني سنوات في البيت الأبيض بصفتها السيدة الأولى من عام 1993 حتى عام 2001 قبل أن تصير عضواً في مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية نيويورك وتتولى منصب وزيرة الخارجية في إدارة أوباما.

تحديات الرئيس الجديد
ويواجه الرئيس الاميركي الجديد حقائق سياسية وديموغرافية جديدة في الداخل، سوف تتطلب معالجتها جهوداً قصوى وحلولاً خلاقة لا يمكن اعتمادها في غياب توافق سياسي داخلي لا يبدو انه يمكن ان يتوافر في أي وقت قريب، خصوصاً ان الهوة بين الجمهوريين والديموقراطيين ستزداد عمقا، فضلاً عن انه سيكون من الصعب رأب الصدع والشروخ التي أصابت الحزب الجمهوري بعد بروز “ظاهرة ترامب” التي ستبقى قائمة حتى لو لم يكن ترامب على رأسها.

خارجياً، سيواجه الرئيس الاميركي الـ 45 عالماً مختلفاً في نظرته الى أميركا وتوقعاته منها، وحافلاً أيضاً بالتحديات الاستراتيجية الصعبة التي تمثلها ثلاث دول صاعدة تسعى الى الهيمنة على المناطق التي تحوط بها وحتى أبعد من محيطها، هي روسيا والصين وايران، إذ تلجأ هذه الدول الى تحدي مصالح الولايات المتحدة أو مصالح حلفائها وأصدقائها، وأحياناً من طريق القوة العسكرية المباشرة كما فعلت روسيا لدى احتلالها شبه جزيرة القرم عام 2014، أو كما تفعل الصين في فرض الامر الواقع في شرق آسيا من طريق بناء القواعد العسكرية فوق جزر متنازع عليها، أو كما تفعل ايران بتدخلها المباشر أو بالوكالة في العراق وسوريا واليمن. هذه التحديات الخارجية تفاقمت خلال الولاية الثانية للرئيس باراك اوباما والتي اتسمت بالتردد في اتخاذ القرارات الحاسمة في التعامل معها. ولن يكون من السهل على كلينتون مثلاً التلويح باستخدام القوة العسكرية مع هذه الدول وخصوصاً خلال سنتها الاولى في البيت الابيض، حيث ستنشغل بتأليف حكومتها وتعيين المسؤولين عن مئات الاجهزة المختلفة.

واذا انتخب الاميركيون كلينتون، فان أول تحد ستواجهه هو كيفية مد الجسور مع تلك الشريحة الاجتماعية الغاضبة والمهمشة اقتصادياً والتي شكلت القاعدة الاساسية لدونالد ترامب. صحيح ان هذه القاعدة، المؤلفة في معظمها من مواطنين بيض من ذوي الدخل المحدود والتحصيل العلمي دون الجامعي، تتأثر بطروحات متشددة ومتعصبة وحتى عنصرية ضد فئات اجتماعية أخرى مثل الاقليات والمهاجرين وخصوصاً من دول أميركا اللاتينية والمسلمين، إذ وجدت هذه الشريحة في دونالد ترامب صوتها الغاضب وعلقت عليه آمالاً غير واقعية لاخراجها من محنتها الاجتماعية والاقتصادية. لكن مشاكل وبعض شكاوى هذه الشريحة حقيقية ومن الخطأ الاكتفاء بوصفها بشكل تبسيطي وتعميمي بأنها جماعات متعصبة وعنصرية. هذه الشريحة الاجتماعية تمثل الى حد كبير الضحايا التي خلفها الاقتصاد المعولم وراءه. هؤلاء هم الاميركيون الخاسرون الذين فقدوا وظائفهم وخصوصاً في آلاف البلدات الصغير والمتوسطة الحجم وفي الارياف الاميركية عقب توقيع اتفاقات التجارة الحرة الدولية ومنها على سبيل المثال اتفاق “نافتا” بين الولاليات المتحدة وكندا والمكسيك الذي وقعه الرئيس بيل كلينتون، وساهم في هجرة وظائف أميركية الى المكسيك. وخلال ربع القرن الماضي حصلت تحولات اجتماعية واقتصادية كبيرة في هذه المناطق التي أقفلت فيها آلاف المصانع ما ساهم في تقليص الصناعات الانتاجية الاميركية – ومعها الوظائف وارتفاع معدلات البطالة – وتحول الاقتصاد الاميركي الى اقتصاد خدمات وتقنيات متطورة.

هذه الحقائق الاقنصادية المرّة، ساهمت في تفكيك العائلات، وزيادة معدلات الطلاق، والولادات خارج اطار الزواج، والاخطر من ذلك الانتشار المقلق لتعاطي المخدرات. وتؤكد الابحاث ان استهلاك المخدرات في الارياف الاميركية والبلدات الصغيرة يبلغ ضعفي استهلاكها في المدن الكبيرة، وهذه حقيقة جديدة ومذهلة ومكلفة. وما يمكن قوله هو ان الحزبين الديموقراطي والجمهوري فشلا فشلاً ذريعاً في معالجة هذه المشكلة الخطيرة خلال العقود الثلاثة الاخيرة.

وحتى لو انتخب الاميركيون ترامب، فانه لن يكون قادراً على معالجة هذه المشكلة، على رغم انه استغل مخاوف وآالام هذه الشريحة من الاميركيين واقنعها بان المهاجرين هم المسؤولون عن محنتها الاقتصادية، لان أي حلول سوف تتطلب تحولات اقتصادية ومالية وبرامج تدريبية وإيجاد صناعات جديدة لا يمكن ابتوصل اليها في أي وقت قريب ودون تعاون جدي بين الجمهورييد والديموقراطيين.

وجود كلينتون في البيت الابيض، والجمهوريين في مجلسي الكونغرس أو حتى في مجلس واحد، يعني ان الاميركيين قد حكموا على الرئيس الجديد ان يتعايش مع حزب معارض لن يتردد في اتخاذ اجراءات تعطيلية او حتى عبثية، لان قيادات الحزب الجمهوري التي ساهمت في استغلال مخاوف قاعدتها خلال سنوات أوباما، تجد نفسها الآن مترددة وخائفة في مواجهة القوى التي ساهمت هي في إيجادها والتي يمكن ان تهددها سياسياً، كما حاولت من خلال “ظاهرة ترامب”.

الأخبار
الإمبراطوريّة تهتزّ

صحيفة الاخباركما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول “«إننا نعيش لحظة من الفوضى والرعب قد تشكّل حالة فريدة في التاريخ البشري». الكلام للفنّان الأميركي مارك ميتشل الموجود حاليّاً في بيروت، حيث افتتح مساء أمس، مهرجاناً مسرحيّاً تنظّمه «فرقة زقاق» اللبنانيّة، يربط الفن بهواجس الحاضِرة، وأسئلة العصر.

مارك ميتشل «بالمصادفة» في بيروت، في هذه اللحظة بالذات، ليقدّم مشروعاً بعنوان «دفن» BURIAL، عن الموت، عن الفقد، عن الحداد… المصادفات غير موجودة طبعاً إلا لمن يريد تصديقها، خصوصاً في منطقة يعيش أهلها، في كل لحظة، موتهم الفردي والجماعي، الحضاري والسياسي. الفنان الذي يشتغل على المهمّشين والمقموعين، يطرّز بطريق يدويّة أكفاناً بيضاء، يستغرق انجازها مئات الساعات، بمهارة ودقّة مدهشتين، ليعيش حداداً مديداً على أحباب قضوا في سنوات الضياع الأميركيّة. وهو قطعاً أقرب إلينا، نحن الملعونين في الأرض، منه إلى آلة القتل الأميركية. لكن وجوده بيننا، في هذه اللحظة تحديداً، يكتسي بعداً رمزيّاً. «جاء من أميركا ليصنع لنا أكفاناً»، يعلّق أحد منظمي المهرجان. ننظر إلى الأكفان الجميلة، نرى موتنا الذي «صنع في أميركا».

بالنسبة إلى الإنسان العربي الذي يرتدي كفنه، لن تغيّر كثيراً نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركيّة. لا جدوى من الاختيار بين قاتلين، ما دام موتنا واحداً. من بوش الأب إلى بوش الابن، فكرنا للحظة أن العالم لن يرى في حياته أبشع وأفظع من رعاة البقر القادمين من الغرب البعيد إلى البيت الأبيض، ليدافعوا عن جبروت أميركا، ليظهروا وجهها الاستعماري البشع. وجه الكاوبوي الذي يريد أن «يحضّر» العالم، ويلقننا بالقوّة قيمه الممهورة بالحريّة والديمقراطيّة والتقدّم. لكن أوباما وصل إلى البيت الأبيض، فتنفس كثيرون الصعداء: في مطلق الأحوال لا يمكنه أن يكون أسوأ من بوش. من قال ذلك؟ باراك حسين أوباما «أوّل رئيس أسود للولايات المتحدة»، لم تكد تمرّ أشهر في سدّة الرئاسة، إلا واستحقّ لقب الرئيس «الأكثر بياضاً» في تاريخ أميركا. وارتكب الأهوال التي نعرف في هذه المنطقة من العالم باسم الحريّة والديمقراطيّة. لن ينسى «الرأي العام» الغربي، المهزوز أكثر من أي وقت مضى، صورة أميركا التي تبارك المجازر، وتزوّر الثورات، وترعى الطغاة، وتمزّق الشعوب، وتتنصت على العالم فتزدري رؤساء الدول والحكومات الصديقة قبل الأعداء…

هل يهمّنا حقّاً الآن من يعتلي فرس جون واين البيضاء، ما دامت المنظومة الأيديولوجيّة نفسها، والمصالح الاستراتيجيّة نفسها، والنظر الفوقيّة نفسها إلى العالم؟ ما دامت الماكينة نفسها تشتغل من أجل الهيمنة العسكريّة والتكنولوجيّة والاقتصاديّة على العالم. إذا نظرنا إلى واشنطن من أفغانستان أو العراق، سوريا أو اليمن، ليبيا أو البحرين، إذا نظرنا إلى واشنطن من لبنان وفلسطين… هل هناك فرق بين «يميني» و«يساري»، «أبيض» و«أسود»، «رجل» و«امرأة»؟ هل ستفعل هيلاري كلينتون «المرأة»، أفضل من سلَفها «الأسود»؟ هل هيلاري كلينتون المعتدلة «الديمقراطيّة»، أفضل، من زاوية مصالحنا، من الفاشي «الجمهوري» دونالد ترامب؟ لقد اختلف الخصمان على كل شيء، وبقي يجمعهما حب إسرائيل. فرقتهما كل القضايا على مستوى المواجهات اللفظيّة، وصراعات المصالح، والبرامج السياسيّة، لكنهما يلتقيان على اضطهاد «هنود» الأزمنة المعاصرة، ضحايا النظام الأميركي، المهمّشين والفقراء والمستغَلّين والمستضعفين، أكانوا يعيشون «داخل التنين» أم في الضواحي النائية لـ «الإمبراطوريّة».

ما تقوله الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة التي انتهت فجر اليوم، بعد أشهر من التشويق العبثي، والمواجهات الدنيئة، والتصعيد النيو ليبرالي تارة، والعنصري طوراً، ليس في النتيجة النهائيّة للتصويت الشعبي. العبرة الحقيقية هي الانقسام الواضح لأميركا، على امتداد الفصول التراجيكوميديّة للمواجهة بين كلينتون وترامب. مواجهة كاريكاتوريّة تختصر بؤس الديمقراطيّة التي يبيعنا إيّاها الغرب. أميركا هذه الدولة العظمى التي تريد أن تحكم العالم، تترك لنا الخيار بين السيّئ الذي نعرف، والأسوأ الذي سيأخذنا إلى المجهول. بين خطاب متغطرس جعل الدولة الأعظم تتلعثم للمرّة الأولى وتشكّ في قوّتها وجبروتها الهوليوودي، وخطاب شعبوي عنصري اختزالي لاعقلاني أقنع الشعب، وسيقودها حتماً إلى الكارثة. قريباً في فرنسا سنجد أنفسنا على الأرجح أمام مواجهة من النوع نفسه، بين اليمين الليبرالي المتغطرس، واليمين المتطرّف العنصري. هذا ما تقدّمه الديمقراطيّة الغربية للإنسانية اليوم. ويفترض بنا أن نأخذها مثالاً يحتذى لبناء مستقبلنا وسعادة شعوبنا!

إنّه الإفلاس الحقيقي لنظام سياسي مزعزع يريد نفسه نموذجاً كونيّاً. لقد أثبت لنا، رغم تواطؤ رأس المال وإعلام الفكر الواحد، أنّه لم يعد قادراً إلا على إنتاج الغوغائيّة والشعبويّة التي تمهّد للفاشيّة. من صناديق الاقتراع الأميركيّة تخرج نتيجة أساسيّة: سنشهد مزيداً من التشنّج، والعنف، والعسكرة والحروب. وفي الوقت نفسه زعزعة النظام الديمقراطي، وبداية نهاية الإمبراطوريّة. ليست نهاية عسكرية ولا اقتصاديّة حتّى الآن. ما همّ إن كان العملاق الصيني الزاحف سيمهلها قليلاً. ما همّ إن كانت قواعدها العسكريّة منتشرة بفجور في العالم «الحرّ» وغير الحرّ. لقد بدأت الإمبراطوريّة الأميركيّة تتآكل من داخل. دونالد ترامب الذي بدأ مزحة سمجة، ليس إلا ابن أميركا الشرعي، ورمز نظامها الرأسمالي، ووجهها الحقيقي، والمسخ الذي يجسّدها خير تجسيد. وهو اليوم الرابح الأكبر! نعم عزيزي مارك ميتشل، «إننا نعيش لحظة من الفوضى والرعب قد تشكّل حالة فريدة في التاريخ البشري». أعدَّ لنا ولكم ما استطعت من الأكفان.

اللواء
كلينتون تنتظر فلوريدا.. وترامب يستغيث    
الرئيس 45: إقبال تاريخي وكراهية وانقسام وبذاءة تهز مشاعر الأميركيين

جريدة اللواءبدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “بدأ مساء أمس إغلاق مراكز الاقتراع في بعض الولايات الأميركية التي استمرت حتى الساعات الاولى من فجر اليوم عقب اقبال كثيف للناخبين الاميركين على اختيار الرئيس الـ٤٥ للولايات المتحدة. وفيما لم تظهر حتى ساعة متأخرة ليلاً نتائج الولايات المتأرجحة التي من شأنها حسم نتيجة السباق خصوصا فلوريدا فان المؤشرات الاخيرة أظهرت تقدم المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون في هذه الولاية التي يعني فوزها بها وصولها الى البيت الابيض إضافة الى ولايات نورث كارولينا وأوهايو بينما هناك مؤشرات ترجح كفة المرشح دونالد ترامب في ميشيغين وكنتاكي وبنسيلفانيا معقل الديموقراطيين.

وستغلق آخر مراكز التصويت أبوابها في غرب الولايات المتحدة وفي ولاية ألاسكا في منتصف الليل بالتوقيت المحلي (في الساعة 4:00 و5:00 الأربعاء بتوقيت غرينتش).

ووجه ترامب عبر موقع تويتر نداء اللحظة الاخيرة الى الناخبين داعيا اياهم الى الاقتراع له.

وكتب المرشح الجمهوري «لا تستسلموا، واصلوا تشجيع الناس على التصويت. هذه الانتخابات لم تنته بعد. الامور جيدة بالنسبة الينا ولكن لا يزال هناك وقت. الى الامام يا فلوريدا».

وأقبل الأميركيون بأعداد كبيرة للمشاركة في انتخابات رئاسية ذات أبعاد تاريخية يتنافس فيها الجمهوري الشعبوي دونالد ترامب مع الديموقراطية هيلاري كلينتون التي تحظى بفرص جيدة لتصبح أول امرأة رئيسة للولايات المتحدة.

وتختتم انتخابات أمس حملة طويلة اتسمت بمستوى غير مسبوق من العنف والهجمات التي وصلت الى حد البذاءة، ويترقب العالم بأسره نتيجتها بتخوف وقلق، لشدة ما يتعارض المرشحان في رؤيتيهما لمستقبل القوة الأولى في العالم.

وتخرج البلاد من هذه الانتخابات منقسمة للغاية، بعد ثماني سنوات من انتخاب باراك أوباما أول رئيس أسود للولايات المتحدة، على رسالة أمل نقلها الى الاميركيين.

وفي مؤشر الى مستوى الانقسام الذي تثيره هذه الانتخابات، استقبل ترامب بصيحات الاستنكار صباح أمس حين توجه للادلاء بصوته في مدرسة بمانهاتن في نيويورك، فهتف له بعض الناخبين والمارة «نيويورك تكرهك».

وادلت كلينتون بصوتها باكرا بعيد الساعة 8،00 (13،00 ت غ) في مدرسة قريبة من منزلها في تشاباكوا في ولاية نيويورك، برفقة زوجها الرئيس الأسبق بيل كلينتون.

وكان حشد من نحو 150 شخصا ينتظرها بحماسة كبيرة. وتبقى الانظار موجهة بصورة خاصة الى بعض الولايات الأساسية التي قد تحسم نتيجة الانتخابات، وفي طليعتها فلوريدا. تقول ليونور بيريز (74 عاما) وهي تصوت لكلينتون في مدينة هيالي قرب ميامي «حان الوقت لترتدي امرأة بزة القيادة». لكن ينبغي أيضا متابعة الوضع في أوهايو وكارولاينا الشمالية، وبنسيلفانيا، وبعض الولايات الأخرى التي قد تحسم النتيجة.

وادلى نحو 42 مليون اميركي من اصل حوالى 225 مليون ناخب مسجلين على اللوائح الانتخابية، باصواتهم في عمليات تصويت مبكر، لتفادي صفوف الانتظار يوم الانتخابات.

وصوت الاميركيون أمس ايضا لتجديد 34 من مقاعد مجلس الشيوخ المئة ومقاعد مجلس النواب ال435. ويامل الديموقراطيون في الحصول على غالبية في مجلس الشيوخ الخاضع حاليا لهيمنة الجمهوريين مثل مجلس النواب.

وتنتخب 12 ولاية من اصل 50 حاكما جديدا كما تنظم عشرات الاستفتاءات المحلية في 30 ولاية حول مسائل تتفاوت بين تشريع استخدام الماريجوانا وصولا الى الغاء عقوبة الاعدام.

كما تجري الاف العمليات الانتخابية المحلية لاختيار قضاة ومدعين ومسؤولين محليين اخرين. وينتهي اليوم الانتخابي بسهرتي «نصر» ينظمهما المرشحان في نيويورك.

البناء
أميركا تختار بين ممثلة استعراضية لبرودواي… وخارج من تلفزيون الواقع
ظريف يوقّع ضيفاً لنصرالله على تسوية «لبنان الفرصة» ويضع بري عنواناً
الحكومة تتخطّى عنق زجاجة التمثيل السياسي وتقف عند سدادة «سيادية القوات»

صحيفة البناءصحيفة البناء كتبت تقول “يصف مرجع سياسي مخضرم يواكب المشهد بأبعاده الدولية والإقليمية والمحلية، ما يجري بالقول، إنّ الشيء الجدّي الوحيد الذي يمكن وصفه بكتابة الحدث وصناعة الوقائع الصارخة هو ما بدأ للتوّ في مدينة حلب مع التقدّم النوعي للجيش السوري وحلفائه، واكتمال عدة الحرب الروسية، التي ستوفر لها الانتخابات الرئاسية الأميركية غطاء دخانياً كافياً لأيام مقبلة ستكون كافية لإحداث التحوّل اللازم عسكرياً، قبل أن ينجلي غبار المعارك الانتخابية الأميركية واحتفالات المنتصر وجمهوره، وغضب الخاسر وطعنه بالنتائج.

عن الانتخابات الرئاسية الأميركية يقول المرجع إنّ فوز كلينتون المرجّح بفارق ضئيل، ستوصل أياً كان شخص الفائز رئيساً منهكاً باتهامات وحملات، أفقدته المهابة، في دولة اعتادت على صناعة السياسة الخارجية بالخروج للحرب، سيكتشف رئيسها الجديد بعيداً من التمنيات، أنّ جيوشه ستصارحه بالحقيقة المرّة، «تستطيع سيدي أن تهدّد بالحرب، لكنك لن تستطيع أخذنا إليها». وفي دولة اعتادت أن تنجح اقتصادياً برئيس جمهوري يطلق يد الشركات الكبرى فتتضاءل الضمانات الاجتماعية للطبقات الوسطى والفقراء والمهمّشين لكي ينطلق النمو ويزدهر الإنتاج، أو تنجح اجتماعياً بازدهار الطبقة الوسطى مع رئيس ديمقراطي يفرض الضرائب على الشركات الكبرى لتنفتح الأبواب لنمو الشركات الصغيرة والمتوسطة، ومعها مئات آلاف وملايين فرص العمل الجديدة، ستكون على موعد مع رئيس جمهوري يهدّد وحدة النسيج الاجتماعي، من دون أن يطلق الاقتصاد، أو مع رئيسة ديمقراطية يتأرجح بين استرضاء الشركات الكبرى وملاطفة الطبقة الوسطى، ليخيّم الاضطراب الاجتماعي في الحالين. فالخيار هو بين ممثلة تتقن إلقاء مسرحيات شكسبير تخرج من منصات برودواي الارستقراطية، لكن لكي تقبض أجراً مرتفعاً، وبين ممثل في تلفزيون الواقع، يلهث ليفاجئ بغير المألوف، سيرى فيه الأميركيون صورتهم التي حرصوا دوماً على إخفائها بأطنان المساحيق، وجاء تلفزيون الواقع يفضحها، فيلاحقهم في غرف النوم وهم عراة.

يقول المرجع السياسي إنّ العيون المشدودة نحو المشهد الانتخابي الأميركي، والأنفاس المحبوسة بانتظار النتائج، ستصاب بالصدمة من أنّ السياسة الخارجية التي رسمها الرئيس باراك أوباما ودأب المرشحان على انتقادها ستكرّس كسياسة رسمية أياً كان الفائز. ويضيف أنّ المشهد الإقليمي كان بليغاً من بيروت، حيث حلّ وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف ضيفاً على الأمين العام لحزب الله، كراعٍ للنظام الإقليمي الجديد الذي تبلورت ملامحه منذ توقيع التفاهم على الملف النووي الإيراني، ليوقع على نسخة لبنانية من الملامح التي ستتبلور تباعاً للتسويات المقبلة التي تشبه ما جرى في التسوية اللبنانية، بعدم ممانعة متبادلة، عنوانها عدم ممانعة سعودية بتسوية تحمل مرشحاً مدعوماً من حزب الله لرئاسة الجمهورية، مقابل عدم ممانعة حزب الله بوصول مرشح مدعوم من السعودية لرئاسة الحكومة، وتقف إيران بين طرفي التسوية اللبنانية، السعودية وحزب الله كراعٍ يضع توقيعه بتواضع القوي، ليلفت الانتباه إلى دور رئيسي حاسم في استكمال بنود التسوية لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، مقدماً لبنان كفرصة قابلة للتكرار في سورية واليمن، بعدم ممانعة سعودية ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد، مقابل عدم ممانعة الرئيس السوري بصيغة حكومية تتمثل فيها جماعة السعودية، وبعدم ممانعة سعودية مماثلة بتنحّي منصور هادي عن الرئاسة في اليمن مقابل عدم ممانعة من تحالف أنصار الله والمؤتمر الشعبي بوصول نائب رئيس وسطي مقبول من السعودية إلى الرئاسة.

التسوية اللبنانية الفرصة تبدو في منزلة بين التقدّم والمراوحة، بعدما تخطت وفقاً للمرجع السياسي نفسه، عنق زجاجة التمثيل السياسي الذي بات محسوماً لحساب ضمّ أوسع مروحة سياسية من التيارات والأحزاب، وبدأت تتضح معالم الأسماء المرشحة لتمثيلها والحقائب التي ستسند إليها، لكن التي تبقى رهناً بنهاية التشكيلة، كما يتمّ تركيب لعبة «البازل»، حيث تركيب آخر الحجارة قد يستدعي إعادة النظر بكلّ ما بدا محسوماً، والحجر الأخير يبدو مع تخطي عنق الزجاجة في الوقوف وجهاً لوجه أمام سدادة القنينة المقفلة حتى اللحظة، متمثلة بتمسك حزب القوات اللبنانية بحقيبة سيادية، قد يكون المخرج منها وفقاً للمرجع، ببقاء الحقائب السيادية الأربع على حالها في حكومة الرئيس تمام سلام.

ظريف بين بيت الوسط والضاحية وعين التينة
واصل وزير الخارجية الإيراني أمس، محمد جواد ظريف جولته على القيادات اللبنانية، متنقلاً بين الوسط وعين التينة والضاحية الجنوبية، حيث التقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في حضور عدد من قياديي الحزب، حيث تم عرض آخر الأحداث والتطورات السياسية في لبنان والمنطقة.

وفي زيارة لافتة وهي الأولى من نوعها لمسؤول إيراني الى الرئيس سعد الحريري منذ سنوات، زار الوزير الإيراني بيت الوسط، والتقى رئيس الحكومة المكلف. وبعد اللقاء، تمنى ظريف التوفيق للحريري في مهمته، وقال: «لقد عقدنا لقاءً مميزاً مع دولة رئيس الحكومة المكلف الاستاذ سعد الحريري، كما أكدت له من جانب آخر على عزم وارادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية على التعاون والانفتاح على الجمهورية اللبنانية الشقيقة في المجالات كافة في ظل الحكومة الحالية والحكومة التي ستبصر النور قريباً، وأن الأخطار الصهيونية والتكفيرية تهددنا جميعاً، ونحن مستعدون للعمل مع الشعب اللبناني بجميع أطيافه لمواجهتها».

كما التقى ظريف في عين التينة، رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وأكد بعد اللقاء أن الدور الذي يلعبه رئيس المجلس أساسي وجوهري، وهو يأخذ في الاعتبار مصلحة اللبنانيين»، معرباً عن أمله في أن «نشهد في المرحلة المقبلة ولادة الحكومة الجديدة».

وكان ظريف قد استهلّ جولته أمس بلقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام في المصيطبة متمنياً «تشكيل الحكومة بسرعة»، ومشدداً على أن «لا حل إلا سياسياً لأزمات المنطقة وخاصة في سورية واليمن».

دور إيران وسورية الأقوى في العهد الجديد
وقالت مصادر مطلعة لـ «البناء» إن «زيارة الوزير الإيراني إلى لبنان تأكيد على الدعم الإيراني للعهد الجديد وعلى أن وصول الرئيس ميشال عون الى رئاسة الجمهورية هو إنجاز لإيران التي تؤيد خياراته الاستراتيجية التي وردت في خطاب القسم»، وأوضحت المصادر أن «زيارة ظريف الى بيت الوسط تأتي في إطار سياسة إيران المتوازنة تجاه الأطراف اللبنانية وأنها لا تدعم طرفاً ضد آخر، بل تدعم التوافق بين اللبنانيين وما تقديمها التهنئة للرئيس الجديد إلا دليل على ذلك». وأشارت إلى أن «السعودية لا تستطيع منع الحريري الذي بات لديه صفة رسمية، من استقبال ظريف، لكن لا دلالات سياسية للزيارة لجهة تفاهم بين إيران والسعودية حول المسألة اللبنانية»، موضحة أن «أكثر من مسؤول إيراني زار لبنان في السابق وكانوا يلتقون الرئيس سلام وآخرين، فالزيارة الإيرانية ليست بجديدة، لكن الزيارة السورية هي المفاجئة وتحمل دلالات».

وأكدت المصادر أن «زيارة ظريف قد فتحت نوافذ للتعاون الاقتصادي بين إيران ولبنان الذي سيستفيد من الانفتاح الاقتصادي العالمي على إيران، لكن ترجمة ذلك مرهونة بالوقت والتفاهمات السياسية داخل الحكومة الجديدة لا سيما وأن هناك عشرات الاتفاقيات الاقتصادية التي وقعت بين الجمهورية الإسلامية وحكومات الرئيس الراحل رفيق الحريري لم ينفّذ منها شيء لأسباب سياسية وممانعة أميركية سعودية».

وشدّدت المصادر على أن «لقاء ظريف والسيد نصرالله ذو طابع رسمي وأصرّت قيادة الحزب على حضور وفد قيادي من الحزب، لأن الزيارة ليست خاصة أو حديث خاص أو نقل رسائل، بل حزب الله مستقل في سياساته المحلية وإيران تدعم ما يتفق عليه اللبنانيون وما يوافق عليه حزب الله وليس لديها سياسة خاصة في لبنان وزيارته للسيد نصرالله استكمال لزياراته على القيادات الرسمية والحزبية».

واعتبرت المصادر نفسها أن «زيارة موفد الرئيس السوري منصور عزام إلى قصر بعبدا كانت مفاجئة وكسرت الحظر الذي فُرض على سورية ورفض التعامل مع حكومتها من قبل فريق 14 آذار والحكومة السابقة، لكن الوضع الآن تغيّر ولم يعُد كالسابق، الأمر الذي يمهّد الى التعامل الرسمي بين الحكومتين السورية واللبنانية التي ستبصر النور قريباً، وبالتالي حل الملفات العالقة بين البلدين مع الحكومة السورية لا سيما النازحين السوريين وأزمة التبادل التجاري والتنظيمات الإرهابية على الحدود».

وشدّدت المصادر على أنه «من خلال مشهد التهنئة للرئيس الجديد يظهر أن الدور الإيراني والسوري في لبنان أقوى من الدور الخليجي في العهد الجديد، وبعد زيارة الموفد السوري وقبل وصول المسؤول الإيراني سارع وفد سفراء دول الخليج الى زيارة الحريري الذي أكد على ضرورة عودة العلاقة الجيدة مع مجلس التعاون الخليجي، بينما أكد وزير الخارجية جبران باسيل خلال لقائه ظريف بأن لبنان يتفق مع إيران في الاستراتيجيا، وبالتالي فإن لبنان مقبل على تنافس في الأدوار بين السعودية التي أصيبت بنكسات في المنطقة وبين إيران المنتصرة في أكثر من جبهة إقليمية». ونفت المصادر أن «يكون انتخاب رئيس في لبنان قد أتى نتيجة تسوية إيرانية سعودية، متوقعة أن تواجه الحكومة المقبلة الكثير من الخلافات السياسية».

عون: سنعتمد التخطيط في بناء الدولة
وشدّد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على «اهمية وجود خطة اقتصادية شاملة مبنية على خطط قطاعية للنهوض بالبلاد»، مؤكداً «أهمية التنسيق بين مختلف الوزارات والمؤسسات العامة واعتماد التخطيط، لأن بناء الدولة لا يمكن أن يستقيم من دون ذلك». وقال خلال استقباله وفداً من جمعية المصارف برئاسة الدكتور جوزف طربيه «إن تحسّناً ملموساً طرأ على الوضع العام في البلاد خلال الأسبوعين الماضيين»، مؤكداً «أن لا عودة الى الوراء». واعتبر «أن الاستقرار الأمني والسياسي لا بد أن يترافق مع الاستقرار الاقتصادي، لأن لبنان المستقرّ يساعد على تحفيز المستثمرين اللبنانيين والعرب والأجانب للاستثمار فيه، كما يشجع المغتربين على استمرار التواصل مع وطنهم الأم والمساهمة في نهوضه».

التصعيد غاب عن بيان المستقبل
وفيما خلا بيان كتلة المستقبل خلال اجتماعها الأسبوعي أمس، من المواقف التصعيدية ضد حزب الله وسورية وإيران، كما درجت العادة كما لم تأت على ذكر زيارة الموفد السوري الى بعبدا، نقلت مصادر الرئيس الحريري لـ «البناء» أن اجتماع الكتلة كان سريعاً ومحدداً بموضوع تشكيل الحكومة ولم يتطرق الى الملفات والمستجدات في لبنان والمنطقة، لكن لا يعني ذلك أن بيانات الكتلة المقبلة لن تتطرق الى أي تطور على الساحة اللبنانية أو الإقليمية أو الدولية»، وشددت المصادر على أن «الحريري تطرّق خلال اجتماع الكتلة الى زيارة ظريف، وأكد أن الحديث دار حول الوضع في لبنان والمنطقة بشكل عام ولم يتم الدخول في التفاصيل، وأن الزيارة أتت في إطار زيارة الدبلوماسي الإيراني لتهنئة الرئيس عون»، موضحة أن «لا مشكلة في استثمارات إيران في لبنان إذا كانت لا يتعارض مع العقوبات الدولية على طهران».

كما نقلت المصادر عن الرئيس المكلّف قوله إن «الأمور مسهلة ولا عقبات أمام تشكيل الحكومة ولن يطول تأليفها، وأن كل طرف حدّد مطالبه ويعمل الحريري على صيغة توافقية تضم الأطراف كافة قدر الإمكان، كما نقلت عنه ارتياحه لانتخاب رئيس الجمهورية وتكليفه تشكيل الحكومة والتعاون الذي يبديه جميع الأطراف».

ودعت كتلة المستقبل جميع القوى السياسية لالتقاط هذه اللحظة الإيجابية وتسهيل عملية التأليف التي يقوم بها الرئيس المكلف سعد الحريري، من أجل إنجاز تشكيل حكومة العهد الأولى، ورأت أنه «من الضروري أن تتّسم مطالب جميع الأفرقاء بالواقعية السياسية بما يعجل في تأليف الحكومة، وبالتالي تمكينها من ممارسة مهماتها وواجباتها للعودة بالبلاد إلى الحياة الطبيعية على الصعد الوطنية والسياسية والاقتصادية والمعيشية».

..و«القوات»: متمسّكون بـ«السيادية»
وفي حين أكدت مصادر مطلعة في 8 آذار لـ «البناء» أن «ولادة الحكومة ستكون قريبة إذا حلت عقدة القوات التي تتمسك بحقيبة سيادية، وأما إذا لم تحل فقد تطول فترة التشكيل لوقت طويل»، أشارت مصادر أخرى الى أن «حزب الله لن يتدخل في عملية تشكيل الحكومة، بل أوكل الأمر للرئيس بري الذي لن يتنازل عن حصة الطائفة الشيعية ولا عن تمثيل حلفائه، لكنها رجحت أن يتم التوصل الى صيغة حكومية تؤدي الى مشاركة حزب الله وأمل في الحكومة المقبلة».

بينما قال مصدر «قواتي» لـ «البناء» إن كل ما يتم تداوله في الإعلام والصحافة عن الأسماء والحقائب والحصص غير دقيق، وأن المفاوضات تجري في غرف مغلقة وبسرية ومع المعنيين بشكلٍ مباشر». ونفى المصدر أن تكون القوات قد تنازلت عن الحقيبة السيادية التي تطالب بها لصالح حقائب خدمية عدة من بينها الأشغال، موضحاً أنها «لا زالت متمسكة بحقيبة سيادية ويحق لها أن تطالب بحصص وزارية كغيرها من الأطراف وهي تعتبر نفسها شريكة أساسية في العهد الجديد».

ولفت المصدر الى أن «حديث رئيس القوات سمير جعجع عن أن القوات لن تبقى خارج الحكومة وأن هدفها إنجاح العهد لا يعني أن يفسره البعض اننا سنقدّم تنازلات عن حقوقنا، فنحن حريصون على العهد، لكن حريصون أيضاً على أن نبقى شركاء وحاضرون في السلطة التنفيذية وليس أن نُغيّب». وقلل المصدر من احتمالات ولادة الحكومة قبل عيد الاستقلال لوجود عراقيل عدة تعترض ذلك».

وعن وجود اتفاق بين التيار الوطني وحزب القوات قبل انتخاب الرئيس على تقاسم الوزارات بين الفريقين بالتساوي، رفض المصدر الإجابة، مشيراً الى أن «مطالب القوات أبلغها جعجع للحريري المعني بتشكيل الحكومة».

.. وجلسة للحوار الثنائي اليوم
وتُعقد اليوم الجولة 35 من حوارهما الثنائي بين «تيار المستقبل» و»حزب الله» في عين التينة برئاسة الرئيس بري وهي الجلسة الأولى بعد إنجاز الاستحقاق الرئاسي على أن يبقى بند تخفيف الاحتقان المذهبي أساسياً.

المصدر: صحف