المنطقةُ برُمتِها تسيرُ على توقيتِ الامينِ العامّ لحزبِ الله الذي حدَّدَهُ اولَ ايلول، وتل ابيب تريدُ اتفاقاً معَ لبنانَ وتُوسِّطُ الاميركيَ وتَطلبُ ضماناتٍ من حزبِ الله..
هي حقيقةُ الموقفِ العبري – قادةً ومحللينَ – الذين حلَّ عليهم كلامُ سماحةِ السيد حسن نصر الله الاخيرُ كصاروخٍ عابرٍ لميدانِ النزالِ اصابَ عمقَ الوعيِ الصهيوني وشتَّتَ خياراتِهم، فهُم يَحملونَ تهديدَ سماحتِه على اعلى درجاتِ الجديةِ ويناشدونَ الاميركيَ استنقاذَهم بتقريبِ اتفاقٍ معَ لبنان، نصحَ بعضُ مفكريهم ان يكونَ قريباً ولو تمَ تقديمُ تنازلات..
اما البلدُ الذي يقدّمُه بعضُ اهلِه هديةً على مذبحِ المزايداتِ فهو غارقٌ او مُغرقٌ بكلِّ انواعِ الاشتباكات، وهو بأمسِّ الحاجةِ الى تشابكِ الايدي لتجاوزِ مفترقٍ خطرٍ من تاريخِ لبنان، اِن اَحسنوا التعاملَ معه غَيَّرَ وجهَ البلدِ وعَتَقَ رقبةَ اهلهِ من استعبادِ الاميركيينَ وغيرِهم ممن يحاصرونَهم ويتحكمونَ بلقمةِ عيشِهم التي يُغمِّسُها ربائبُ الاميركيينَ كلَّ يومٍ بكلِّ انواعِ الذلِّ قبلَ ان تصلَ الى افواهِ الفقراءِ .
فالبلدُ الذي وَضعت مقاومتُه مصيرَ المنطقةِ كلِّها مقابلَ عِتقِه من الارتهان، واستعادةِ حقوقِه وخيراتِه من قبضةِ الحصارِ والاحتلال، ورَفعت قيمتَه في بورصةِ الكرامةِ والعزةِ والسيادة، يَتعمَّدُ بعضُ تجارِه قاصدين، وبعضُ سياسييهِ متواطئينَ او مقصِّرين، بارهاقِ اهلِه بالازمات، وصبِّ النفطِ الملتهبِ على مخازنِ الطحين، ورغيفِ خبزٍ مُرٍّ في عتمةٍ حالكةٍ ليس فيها من يَهرُبُ اليه الفقيرُ سوى حيتانِ المولِّدات..
فيما استيلادُ الحلولِ ممكنٌ بل سهلٌ اِن ارادَ المعنيون، والفيول الايرانيُ المقدّمُ هبةً لاضاءةِ وطنِ الأرزِ ولعنِ العتمةِ الاميركيةِ ينتظرُ قراراً محمياً وفقَ الانظمةِ وقوانينِ الهباتِ اللبنانيةِ المرعية، ولا تستطيعُ اَن تُقيِّدَهُ العقوباتُ المفروضةُ على ايران -َ حتى وفقَ القانونِ الاميركيّ – لانها هبةٌ وقَبولُها لا يُرتِّبُ على لبنانَ ايَّ تبعات، الا اذا اصرَّ بعضُ التُبَّعِ على الامعانِ بهتكِ كرامةِ اللبنانيينَ ظناً بانهم قادرونَ على تركيعِهم..
هي لعبةُ وقتٍ لن تطول، وكلمةُ الفصلِ فيها ستكونُ للبنانيينَ الصامدين والصابرين ، من اصحابِ القلوبِ والعقولِ والارادةِ الوطنيةِ العصيةِ على كُلِّ تبعية..
المصدر: قناة المنار