أكد الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو السبت، أن بلاده “ستعزز تعاونها العسكري مع إيران”، لافتا إلى أن فنزويلا “ستستعين بخبرات إيران في الكثير من المجالات، منها النفط والتجارة”.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني السيد إبراهيم رئيسي، في طهران، قال نيكولاس مادورو “سوف نعزز العلاقات بين البلدين من خلال الاتفاق الشامل طويل الأمد..أوضحت للسيد رئيسي أننا اختبرنا فترة صعبة جدا في مقابل الإمبريالية العالمية”.
وأكمل مادورو “من المقرر تسيير رحلات مباشرة بين طهران وكاراكاس لتعزيز السياحة بين البلدين ونستطيع أن نكون وجهة سياحية جيدة للإيرانيين”.
وتابع “إيران حققت تقدماً كبيراً في المجال الزراعي خلال هذه السنوات مع أن معظم الاراضي الايرانية تعاني من الجفاف، نحن نركز على العلاقات الزراعية مع إيران، تعزيز وتوسيع التقنية الزراعية في فنزويلا باستخدام التجارب الإيرانية ضمن أولوياتنا.. لدينا أراض خصبة للزراعة وبإمكاننا إنتاج المنتجات الزراعية لتصديرها إلى إيران وباقي الدول، واتفقنا مع السيد رئيسي على ضرورة توفير الأمن الغذائي للبلدين”.
وأردف مادورو “سوف نرى كيف نواجه العالم الجديد، والشباب في البلدين عليهم أن يعلموا أن العالم في المستقبل عالم المساواة ومواجهة الإمبريالية وسوف نصنع هذا المستقبل معا”، مضيفاً “على الشعب والحكومة الإيرانية التعويل على دعمنا”.
من جانبه، قال الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي “أرحب بالرئيس الفنزويلي والوفد المرافق وسعيد باستضافتهم..سياستنا الخارجية تنص على العلاقات مع الدول المستقلة، وفنزويلا أثبتت صمودها ومقاومتها أمام الإمبريالية”.
وتابع السيد رئيسي “العقوبات والتهديدات ضد الشعب الإيراني خلال العقود الأربعة الماضية كانت كثيرة، لكن الشعب الإيراني قرر استغلالها لتطوير وتنمية البلاد..عندما يعلن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فشل الضغوط القصوى على إيران، فهذا يعتبر انتصارا للشعب الإيراني”.
وأكمل “فنزويلا مرت بسنوات صعبة، لكن إرادة الشعب والحكومة الفنزويلية كانت على أساس مواجهة هذه الضغوط، ونعلم أنهم تعدوا مرحلة التضخم الكبير..هذا يثبت أن المقاومة سوف تكون ناجحة”.
واستطرد الرئيس الإيراني “علاقاتنا مع فنزويلا استراتيجية، ومعاهدة التعاون طويلة الأمد للسنوات العشرين القادمة تعبر عن إرادة البلدين لتعزيز العلاقات..علاقاتنا في مجال الطاقة وصيانة محطات الطاقة في فنزويلا والعلاقات الدفاعية والزراعية والاقتصادية تظهر، أن هناك مجالات وإمكانيات كبيرة في البلدين للتعاون المشترك”، متابعا “مجال التقنيات أيضا من المجالات الأخرى التي نستطيع أن ننقل تجاربنا إلى فنزويلا فيها، والشركات المعرفية تستطيع أن تفتح مجالا أمام تعاون البلدين على مختلف الأصعد”.
كما أوضح قائلا “بدء تسيير الرحلات المباشرة بين طهران وكاراكاس سوف تخدم العلاقات الاقتصادية بين البلدين والعلاقات بين الشعبين”، معربا عن أمله بأن “تكون هذه الزيارة نقطة تحول في العلاقات بين البلدين”.
وأقام الرئيس الايراني السيد ابراهيم رئيسي حفل استقبال رسمي لنظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو السبت في مجمع سعد أباد الثقافي التاريخي. وكان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو قد وصل الى طهران أمس الجمعة على رأس وفد سياسي واقتصادي رفيع المستوى بعد الانتهاء من زيارته لتركيا التي استمرت يومين.
وقال الرئيس الفنزويلي في أول مقابلة له مع قناة “هیسبان تي في” التلفزيونية مساء امس الجمعة إنه سيلتقي اليوم بنظيره الايراني “لمناقشة الخطط والاستراتيجيات المشتركة للسنوات العشر المقبلة في إطار خارطة التعاون بين البلدين”.
وفيما يتعلق بقيام ايران بإرسال النفط الى فنزويلا، قال مادورو ان “وصول السفن الايرانية الى فنزويلا كان رائعا، وفي تلك الفترة كنا قد اغلقنا 4 من مصافي النفط لدينا بسبب الارهاب الاقتصادي الاميركي ولم يكن لدينا أي وقود، قيام ايران بتزويد فنزويلا بالوقود في ذروة العقوبات كان مساعدة كبيرة”.
واضاف الرئيس الفنزويلي ان ايران وفنزويلا “لديهما اهداف مشتركة في مقارعة الاستعمار والامبريالية والعنصرية”، وقال ان البلدين “ينويان الارتقاء بعلاقاتهما الى مستوى أعلى من التعاون وان البلدين لديهما تاريخ ثوري وعلاقات أخوة منذ عقود”.
كما اعلن مادورو ان البلدين ينويان تدشين خط جوي مباشر بين كراكاس وطهران، مضيفا أن “البلدين وقفا الى جانب بعضهما البعض في الصعاب وان عصرا جديدا للعلاقات بين البلدين قد بدأ”.
وتابع مادورو ان البلدين سيوقعان يوم السبت على خارطة للتعاون المستقبلي خلال 20 عاما المقبلة، “ما يعتبر بداية جديدة للعلاقات بين الشعب الايراني واميركا الجنوبية”.
يُذكر ان وزير النفط الايراني جواد أوجي زار كاراكاس في 4 مايو/ أيار الماضي للاجتماع مع مادورو ومناقشة الاتفاقيات التجارية مع نظيره الفنزويلي طارق العيسمي. كما اشار مادورو في حسابه على تويتر إلى هذا “الاجتماع البنّاء” مع وزير النفط الايراني، حيث تم في اللقاء البحث حول سبل تعزيز العلاقات الأخوية والتعاون في قضايا الطاقة.
المصدر: ارنا+فارس