بقدرةِ حاكمٍ لُجِمَ الدولارُ بعدَ ان كان قد اَفلتَ من كلِ عقال. فهل يشكُ بعدُ من يُحَكِّمُ عقلَه ان لعبةَ الدولارِ هذه مغمسةٌ بالنوايا الخبيثةِ والسياسةِ الرخيصةِ وكلِّ انواعِ المبازرةِ والمتاجرةِ والمساجلة..
ببيانٍ من حاكمِ مصرفِ لبنانَ حولَ التعاملِ مع منصةِ صيرفة اَوقفَ الدولارَ الذي فاقَ السبعةَ والثلاثينَ الفَ ليرة، وعادَ به الى ما يلامسُ الثلاثينَ الفاً . فكيف لهذا الجنونِ ان يكونَ دونَ حسيبٍ او رقيب؟ طالما انَ المتحكمَ بامرِ المالِ قادرٌ متى شاء؟ ولماذا لم يتدخل قبلَ ان يبلغَ سعرُ الصرفِ هذا الرقمَ المهول؟ ولمصلحةِ من تَركُ لقمةِ الفقيرِ وارزاقُ واعصابُ اللبنانيينَ تحتَ رحمةِ التجارِ والصرافين؟ وهل من يحاسب؟
لقد عادَ الدولارُ وانخفضَ عدةَ آلافٍ خلالَ دقائقَ لا ساعات، لكن ماذا عن الاسعارِ التي كلما ارتفعَ الدولارُ رافقته، ومتى تراجعَ تركته؟ الم يتبقَ في هذه الدولةِ من جهةٍ رقابيةٍ تعيدُها الى اقربِ حدودِ المنطقِ ومراعاةِ حالِ الشعبِ المسكين؟
ويبقى السؤالُ الصعب: ماذا عن الغد؟ ومن يضعُ حداً لهذا التلاعبِ بكلِ شيء، في بلدٍ متروكٍ لكلِ ادواتِ التنكيلِ والتضليلِ والتأزيم؟
ولم يستحِ المُؤَزِّمُون والمُتَحَكِّمُون بهذا البلدِ وببعضِ سياسييهِ من التعبيرِ عن دورِهم بهذا الانهيارِ الكبير، وعندَ كلِ شاشةٍ او منبرٍ لهم يعيدونَ انَ حصارَهم احدُ أكبرِ المساهمينَ بالواقعِ اللبناني المرير، ويبشرونَ اللبنانيين بانَ ازمتَهم المتشعبةَ ستطول، وانَ معضلتَهم السياسيةَ باقيةٌ وتتمدد، وهو ما جددَ الحديثَ عنه بكلِ صلافةٍ مساعدُ وزيرِ الخارجيةِ الاميركيُ السابقُ ديفيد هيل، الذي قال لاحدى القنواتِ اللبنانيةِ اِنَ الحكومةَ ستواجهُ صعوبةً في تنفيذِ مهامِها ونحن نواجهُ اليومَ واقعاً عصيباً .
واقعٌ اميركيٌ واسرائيليٌ عصيبٌ فرضَه البرلمانُ العراقيُ بقرارِه القوميِ الشريفِ تجريمَ التطبيعِ معَ الكيانِ العبري، وهو ما ازعجَ الاميركيَ الذي عبرَ عن ذلك ببيانٍ للخارجية، واسعدَ حزبَ الله وقوى المقاومةِ الفلسطينيةِ الذين عبروا عن اعتزازِهم بهذا القرارِ التاريخي .
وعندَ مفترقٍ تاريخيٍ يقفُ الصهاينةُ بمسيرةِ اعلامِهم على ابوابِ القدس، وحتى تَحسِمَ الساعاتُ المقبلةُ شكلَ مسيرةِ المستوطنينَ حسمَ المقاومونَ القرارَ ورفعوا سيفَ القدسِ وساعدَ اهلِها وصواريخَ مقاومتِها الى اعلى استعداد ..
المصدر: قناة المنار