حذر النائب ملحم خلف، الشاهد على مأساة الحرب الأهلية اللبنانية، عندما كان مسعفًا متنقلاً بين محاور التماس، من استعادة البعض لخطاب تلك المرحلة، مناشدًا الجميع للحفاظ على لبنان الرسالة.
مرّت خمسون سنة على اندلاع الحرب الأهلية في لبنان، وذكراها أصبحت محطة لأخذ العبر. هي الحرب التي كلفت اللبنانيين الكثير، ولا يزال الوطن يدفع أثمانها. مشاهد الحرب تختصر الكثير من الإجابات عن أسئلة كبيرة، وتفاصيل موجعة عن تلك الحرب التي لا تزال حية في ذهن من عايشها، نموذجًا بالنائب ملحم خلف.
وروى النائب خلف تجربته عندما كان مسعفًا في الصليب الأحمر اللبناني، حيث توجه إلى مدرسة لإسعاف أحد الأطفال، البالغ من العمر 11 سنة، الذي كانت قد انقطعت رجله. وخلال نقله إلى الطوارئ، تم إبلاغهم عن مهمة أخرى في كورنيش المزرعة. هناك، وجدوا طفلًا آخر، عمره 13 سنة، وقد استشهد.
وأكد النائب خلف أن هذه الصورة قد تلخص العبثية التي مر بها البلد في تلك الفترة، بحرب مدمرة للذات.
وشاء القدر أن يخرج المسعف الشاب حيًّا، ليبقى شاهدًا ومحاربًا من أجل تحقيق السلم والحفاظ على العيش المشترك، ومنع عودة الأجيال إلى فترة سوداء في تاريخ الوطن.
وقال النائب خلف: “العيش المشترك هو رسالة لبنان الغنية وثورته، التي يسعى البعض إلى تدميرها”. وأضاف أن العالم يتخبط في سعيه إلى إدارة التنوع مع الوحدة، بينما في لبنان لدينا تراكم تاريخي في هذا المجال. وأكد أن لبنان يمتلك تنوعًا دينيًا وإيمانيًا، ونحن نعتز بشعبنا اللبناني الذي نجح في العيش المشترك اليومي.
وفي الذكرى الخمسين للحرب الأهلية اللبنانية، تحتاج هذه الذكرى إلى الكثير من التأمل والمراجعة، لتكون محطة للتأكيد على رفض الاقتتال والتوتر والتحريض، وضرورة اعتماد الخطاب المتوازن والعقلاني.
وعليه، يجب على من يتجرأ على استعادة لغة تلك الحرب أن يتعلم من أوجاع الماضي، وأن يجهد في تحصين البلد بما يعزز العيش المشترك، ليبقى لبنان الرسالة، لبنان الغني بجميع انتماءاته، وواصلاً سدا منيعًا في وجه كل من يحاول استدراج الآخرين إلى تكرار مأساة تلك الحرب.
المصدر: موقع المنار