أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية في اجتماع لها عقد مساء الثلاثاء 19-4-2022 موقفها الحاسم بالاستنفار العام ورفع حالة التأهب والجهوزية بمواجهة أي عدوان جديد للعدو الاسرائيلي على المسجد الاقصى المبارك او “ارتكاب حماقات جديدة من قبل الاحتلال والمستوطنين الصهاينة” بحق الشعب الفلسطيني بالقدس والضفة المحتلتين.
هذا الموقف للمقاومة واضح انها ستكون بالمرصاد بمواجهة العدوانية الاسرائيلية وان للصبر حدودا، وبالتالي لا يمكن ان يواصل العدو ممارساته وجرائمه بدون رد، وتجربة معركة “سيف القدس” حاضرة في الأذهان خاصة عند الصهاينة الذين عليهم مراجعة حساباتهم، والعمليات الفلسطينية الفردية لا تزال ماثلة ايضا، فاستمرار تصاعد العدوانية الصهيونية سواء بشكل مباشر من قبل القوات الاسرائيلية او بشكل غير مباشر عبر المستوطنين والجماعات اليمنية المتطرفة، ستوصل الى نقطة اللاعودة بضرورة الدخول في معركة جديدة تردع العدو وتمنعه من تغيير الواقع المكاني والزماني القائم في الحرم القدسي والمسجد الاقصى.
ولا مجال للعدو من دعمه وحمايته للمستوطنين لتنفيذ مخططاتهم في الاقصى والقدس، بل عليه المبادرة فورا الى ضبط هذه العدوانية لان رد المقاومة سيكون حاضرا في الزمان والمكان المناسبين وبالمقدار المطلوب لتحقيق حالة الردع وتثبيتها، وما يجري على الأرض يظهر ان هناك نوايا صهيونية بمحاولة تمرير مخططاتهم في ظل الاوضاع والتطورات الحاصلة اقليميا ودوليا.
فالعدو يحاول الاستفادة من ارتفاع منسوب تطبيع بعض الانظمة العربية والخليجية معه، والحقيقة ان هذه الانظمة المطبعة ليست بموقع الرافض لهذه الجرائم الاسرائيلية بل هي داعمة بشكل او بآخر ما يجعل العدو يتجرأ على كل ما يفعله، كما ان العدو يحاول الاستفادة من انشغال العالم بما يجري في اوكرانيا والازمات السياسية والاقتصادية المرتبطة بها التي تؤثر على الكثير من الدول، وكل ذلك بهدف تمرير المخططات التي تستهدف فلسطين ومقدساتها بتثبيت وقائع جديدة لم يكن بمقدور العدو سابقا ان يثبتها، ولذلك سمعنا برغبة ما يسمى “جماعات الهيكل” بذبح قرابين داخل المسجد الاقصى لاول مرة منذ احتلال فلسطين المحتلة، بالاضافة الى رغبة بتنظيم مسيرة أعلام على شاكلة المسيرة التي فجّرت الوضع خلال شهر رمضان الماضي وأدت الى تنفيذ المقاومة معركة “سيف القدس”.
فالمقاومة قالت كلمتها إنه لا تنازل عن أي حبة تراب من فلسطين ولو طبّعت كل الأنظمة العربية والخليجية مع العدو الاسرائيلي ولو اجتمع العالم كله ضد الشعب الفلسطيني، كما لا تراجع امام تهديدات الصهاينة ومخططاتهم التي تفشل امام ثبات الشعب الفلسطيني ووحدة فصائلهم لا سيما في الميدان، فكما سبق ان سقطت ما يسمى “صفقة القرن” ستسقط كل المشاريع المشبوهة التي يحاول العدو تمريرها ومن خلفه الادارة الاميركية والأنظمة المُطَبِعَة.
وبمقابل الدعم الذي يتم الإيحاء بأن العدو الاسرائيلي يلقاه من الأنظمة الخليجية لتنفيذه مخططاته، فإن الشعب الفلسطيني ومقاومته يستندون الى دعم ثابت وراسخ لا يتبدل من قبل دول وفصائل محور المقاومة الذي تشكل فيه إيران رأس حربة بوجه كل المشاريع الأميركية والصهيونية في المنطقة، وبالتالي لا مجال للمقارنة بين محورين أحدهما ينتمي الى فلسطين والآخر يقف مع العدو الاسرائيلي، خاصة ان محور المقاومة اليوم أقوى من أي وقت مضى بينما المحور الآخر يعاني الكثير وغير قادر على حماية نفسه.
يبقى ان على الشعوب العربية والاسلامية في الدول التي تطبع أنظمتها مع العدو الاسرائيلي التحرك الجدي للضغط على الحكام لوقف هذا التطبيع مع العدو لان من يطبع هو شريك بالجرائم ضد الشعب الفلسطيني والمقدسات في الاراضي المحتلة، وعلى الشعوب الالتزام بإحياء “يوم القدس العالمي” الذي أعلنه الامام الخميني في آخر يوم جمعة من شهر رمضان، ليكون محطة يجدد فيها أحرار الأمة والعالم الولاء والانحياز للقضية الفلسطينية ولحقوق الشعب الفلسطيني ورفض كل من يعارض ذلك والوقوف بوجه الظالمين في كل مكان.
المصدر: موقع المنار