رأى العلامة السيد علي فضل الله في تصريح، أن “استمرار التراشق الانتخابي قفز فوق جوع الناس وأوجاعهم، ويمثل خيانة لقضاياهم واستهتارا بمعاناتهم”، داعيا الجميع إلى “مصارحة الناس بوضع البلد وما قد يؤول إليه بعد الانتخابات أو في الشهور المقبلة”.
وقال”لعل من اللافت أننا لا نجد في كل هذا التراشق الانتخابي الحاد، شيئا مما يمكن أن تقدمه القوى السياسية والانتخابية للناس لانتشالهم من هذا الواقع المؤلم، وإلى أين يمكن أن تصل الأمور إذا قرر العالم وقواه المؤثرة الاستمرار في التعامل مع لبنان كملف هامشي، بانتظار نضوج أمور كثيرة على مستوى صراعات المنطقة والعالم”.
وأضاف “إن الخطورة التي نعيشها ، فاقت التصورات وباتت أزمة البلد من أكثر الأزمات سوءا في العالم، ومع ذلك نجد أن القوى السياسة والحزبية مشغولة بهمومها الخاصة ولا تعيش هم الناس ووجعهم حتى بات الناس يتساءلون، هل أن هذه القوى قررت أن تعيش لوحدها في هذا البلد بعدما سافر من يمكنه السفر ومات من لا يستطيع دفع ثمن الدواء والعلاج، ولم يبق إلا الفقراء والجوعى والمعوزين، ومن أثرى على حسابهم وبقي من دون حساب وعقاب. وكأن المطلوب هو أن يختنق الناس في بلدهم ولا يتنفسون إلا من أوكسجين الانتخابات الذي يعقبه الدمار والانهيار الكبير”.
وتابع “الجميع يعرف أن الحديث عن إفلاس البلد ليس زلة لسان، بل حقيقة واقعة لا تواجه بأية خطة واقعية للإنقاذ، وإن قدموا معالجات فهي بمثابة لحس المبرد، ونحن بتنا على أبواب مرحلة الجوع الحقيقي الذي لا نعرف هل ستدخل الناس بسببه في الفوضى المدمرة أو الفوضى المحدودة ضمن سقوف معينة، ولكننا نخشى من أن الناس وفي ظل هذا الكم من السجال الحاد البعيد عن همومها باتت تعيش التخدير تحت ركام النفايات في الشوارع”.
ورأى السيد فضل الله أن “السؤال لن يكون بعد الآن عن الانهيار لأنه حصل وهو يتفاقم، بل حول إذا كان الناس سيعبرون عن رفضهم لهذا الانهيار في صناديق الانتخابات أو أنهم سيتعايشون مجددا؛ مع كل أولئك الذين أوصلوهم إلى هذا المستوى الذي قد لا نجد مثيلا له في العالم كله”.
المصدر: الوكالة الوطنية