شدد أمين العام الحزب “الشيوعي اللبناني” حنا غريب على ضرورة ان تنصب الجهود للتصدي للواقع المأزوم في بلدنا من أجل إنتاج برنامج نضالي وميزان قوى راجح يسمح بإحداث خرق في بنية النظام الطائفي المذهبي المولد للحروب.
ولفت غريب في حديث له الاثنين الى ان “هذا النظام الطائفي عاجز عن إنتاج دولة تشكل مرجعية لمعالجة مشاكل المواطنين مدركين بذلك ضخامة الصعوبات والمأزق الذي يعيشه البلد بحكم تبعية هذا النظام للخارج”، وتابع “قد أثبت تطور لبنان أن القوى السياسية التي إحتلت المسرح السياسي لم تكن فقط عاجزة عن إدارة الشأن العام فقط بل أنها شكلت عائقا أمام تأمين أبسط شروط الحياة اليومية للبنانيين”.
واعتبر غريب ان “هذه المرحلة قد انطوت على تطييف منهجي غير مسبوق للحياة السياسية اللبنانية وعلى التوظيف السياسي لتحويل الطوائف إلى أحزاب صافية قائمة بذاتها”، واضاف ان “ذلك أدى الى اختصار مجمل العملية السياسية في البلد بحفنة من أمراء الطوائف الذين أحكموا سيطرتهم على القرار السياسي والاقتصادي والمالي”.
ورأى غريب ان “الأزمة تكمن في نظامنا السياسي لا في الرئاسة وما يجري اليوم على هذا الصعيد ليس سوى محاولة بائسة لانقاذ هذا النظام الطائفي البالي من التحلل والانهيار ولإعادة تقاسم الحصص في السلطة التنفيذية وترتيب البيت الطائفي بما ينسجم مع التغيرات المستجدة في توازنات القوى بينها”، وتابع “أما تغليف هذه الخطوة بادعاء الحاجة إلى انقاذ الدولة والوطن فإنه ليس سوى ذر للرماد في العيون”.