حتى ظهور خفايا التحقيق سواء ذاك المتعلق بانفجار مرفأ بيروت والذي دونه حتى الان مجموعة شكوك ، او ذاك المتعلق بمجزرة الطيونة ، والتداعيات المحتملة على الاثنين معا ، مع ان هناك رابط اساسي بينهما يرقى الى الجريمة المنظمة ، لو جرى الاخذ فقط بعنصر التحضير المسبق للتصدي الى التظاهرة ، ما يعني بلغة القانون “الترصد مع سبق الاصرار والتصميم”، حتى ذلك الحين يمكن ملاحظة مؤشرات عدة على نية ضرب الاستقرار الوطني ، والعمل على ذلك باصرار مع اتباع تكتيكات بالية ومكشوفة، مترافقة مح حملة “شيطنة” لكل من يتمسك بالحقوق الوطنية ومقاومة الاحتلال الاسرائيلي ، مع تركيز واضح على حزب الله وسلاحه الذي حمى لبنان واوجد معادلة القوة مقابل القوة الغاشمة ، كتوطئة لساعة صفر يحددها الاميركي العابث، لتنفيذ المشروع الاساسي بما يخدم مصلحته ومصلحة الكيان الصهيوني .
في الواقع ظهر استعجال لتنفيذ الخطة العدوانية على لبنان بعد فشل جر القوى المناوئة للولايات المتحدة الى فتنة تعددت محطاتها ، ولعل احد معطيات التسريع هدفه المبطن اجهاض مبادرة حزب الله في المساهمة بحل ازمة المحروقات وهي الناجمة اصلا عن الحصار الاميركي ، بعد ان لمس الاميركيون وادواتهم الالتفاف الشعبي اللبناني حول خطوة الحزب الامر الذي جعل الذعر مخيما من اتساع الحضانة الوطنية للمقاومة اكثر فاكثر.
بات من الواضح ان الاميركي على عجلة من امره للامساك بأوراق لبنان والهيمنة عليه، بعد يقينه بأن وجوده المباشر في المنطقة لم يعد مجديا، لا بل يزيد في الاعباء دون نتيجة، وقد ظهر بارزا في اصرار الموفد الاميركي لمفاوضات الحدود البحرية آموس هوكسين ، وهو اسرائيلي الهوية والنشأة بأنه على استعجال لانهاء ملف الترسيم تمهيدا لبدء العمل في استخراج النفط والغاز عبر طرح لا يستقيم في عقل، يقوم على تعريج الحدود في الترسيم ما يمنح العدو ما يريد ، لكنه جوبه بان التعريج غير مقبول وحقل “قانا” لنا كما ليس مطروحا على اي مستوى رسمي ان تقوم اي شركة بالتنقيب في “حقول مشتركة”، وهي تعمد الى توزيع العائدات المالية، لان حقل قانا للغاز هو من الاملاك اللبنانية الصرفة ، وان السير بالتفاوض بشأن الخط 23 يتيح فقط للاسرائيلي المماطلة ، مع التأكيد على ان السلطة السياسية في لبنان موحدة في تشخيصها وقناعتها بشأن تحديد المنطقة المتنازع عليها.
لقد جاء كلام سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله معطوفا على التمسك بالحق اللبناني ، أن المقاومة ستتدخل عندما تجد أن إجراءات العدو تشكّل خطراً على حقوق لبنان . المقاومة لن تسمح للعدو باستغلال مرحلة المفاوضات الحالية من أجل استخراج الغاز أو النفط من المنطقة الخاضعة للتفاوض. إن قدرة المقاومة أعدت لحماية الثروة في لبنان من الأطماع الصهيونية وإذا كان العدو يتصور أنه يستطيع أن يتصرف كما يشاء في المنطقة المتنازع عليها قبل الحسم فهو مشتبه. وفي الوقت المناسب، عندما ترى المقاومة أن نفط لبنان في دائرة الخطر فستتصرف على هذا الأساس.
ان حدود التطابق بين ما اعدته قيادة الجيش واقتناع السلطات السياسية على اختلافها وتوحدها في فهم قانونية الحقوق اللبنانية باعتبارها حق الاجيال ، مع قدرات المقاومة وهيبتها الميدانية ، يمكنها انتزاع الحقوق اللبنانية ولو كانت في شدق وحش، والموقف الذي اعلنه السيد نصرالله واضح تماما ، كما كان عندما صنف السفينة التي تنقل المحروقات من ايران على انها ارض لبنانية ، وهذا يعني أنه ينتظر ما ستعلنه الدولة اللبنانية في هذا الإطار.
وقد كان الوفد اللبناني المفاوض اكد ان لا تنازل ولا تفريط بالحقوق اللبنانية بغض النظر عن اهواء البعض وممالأة البعض الاخر للاميركيين لغايات خاصة على حساب الوطن وبنيه ، لا بل وانخراط البعض الواهم في الخطة التي تهدف الى سرقة الحق اللبناني من جانب عدو لبنان، وهذا البعض الاخير ، لا يزال رهين تاريخه بان “اسرائيل” صديق ويمكن ان تكون ظهيرا له في الشدائد رغم ما فعلته به في الماضي الذي لا يزال منظورا.
لقد تم احباط المخطط الفتنوي حتى الان ولا سيما ببعده الداخلي ، وبعده الاميركي – الاسرائيلي الذي يستثمر غاليا في الفتن الداخلية ، وهذا يدعو الى العودة للمؤشرات الواضحة من اجل ارتكاب المعاصي في التوقيت الاميركي – الاسرائيلي مع تمويل من دول خليجية ترى ان ثقافة المقاومة تهدد وجودها تماما كما الكيان الصهيوني.
– لقد تم رصد من قبل المعنيين سلسلة دورات تدريبية على الاسلحة المختلفة سواء في لبنان او في دول عربية منها دولة خليجية ، واخرى طالما كانت مركزا للتدريب والدعم خلال الحرب الاهلية ، وهي دولة ناشطة على المستوى الاستخباراتي في لبنان بالتنسيق مع المخابرات الاسرائيلية .
– طفى على صفحة الاحداث في لبنان ، اعادة تزخيم الرميم السياسي .ولا داع للاسماء فكلها معروفة في بث الفتن والارتزاق عبرها ، مع تطعيمها بادوات جديدة لا تعرف من تاريخ لبنان شيئا ، لا بل اغلبهم لم يزر لبنان الا فيما ندر.
– رفع منسوب حملة الشيطنة بالاكثار من الاكاذيب ، ومحاكاة الغرائز ، بالتوازي مع شعارات فارغة عن السيادة والاستقلال والدفاع عن الدولة .
ان هذه الامور يمكن معالجتها ، لان الخطورة ليست في الادوات المنفذة على رعونتها ، وانما في الذين يديرون عدوانا وحشيا على لبنان، وتسويغ أعمالهم الإجرامية، بسبب خطورة المقاومة على المشروع الذي يريد ايقاع لبنان في فخ يسهل على اصحابه سرقة الحقوق .
لذلك فان البعض لم يأخذ العبرة لا من تجربته ولا من تجارب الاخرين عبر التاريخ ، مع ادراكه ان الاميركيين والصهاينة لا يمنحون حصانة لاحد بعد ان يدفعوه إلى نقطة اللاعودة ، بينما منطق الدولة هو الانتصار بالقانون ، والمقاومة إما تنتصر.. وإما تنتصر.