رأى الوزير السابق فايز شكر، في تصريح اليوم ان “كثيرة هي المرات التي خابت فيها آمال اللبنانيين إزاء الاستحقاقات الدستورية، وكان التفاؤل دائما ضحية إنتكاسة سياسية أو أمنية أو هجمة تكفيرية إنتحارية، إلا أن المؤشرات تبدو مختلفة حاليا لأنها تدل على أن الوطن أمام فرصة تاريخية نادرة قد لا تتكرر، إذا لم نعرف كيفية الاستفادة منها إلى أقصى الحدود، ولعل من المستحسن طرح هذه التساؤلات لكشف خبايا المخطط الصهيوني في لبنان والمنطقة الهادف إلى إبقاء الوطن على حالة من الشرذمة والتفتت والإنقسام في سبيل إبقاء فتيل الفتنة والموت مسلطا فوق رؤوس الشعب اللبناني، فإسرائيل تبقى المتضرر الأكبر من أي حالة وفاقية في لبنان خصوصا بالنسبة إلى ملء الشغور الرئاسي”.
واكد ان “المطلوب من الجميع وقفة تضامنية بعدما لم يبق للمواطن سواء أشلاء بلد ممزق بالعنف والموت، بدلا من الأمن الطمأنينة ونزاهة القانون والعدل التي يتمناها كل لبناني، فإذا كانت الحروب تهدم وتدمر وتزرع الفوضى فإن مسيرة السلام تعتبر الأصعب في إنطلاقة الوطن والكيان، خصوصا وأن البناء يتطلب تكاتف الجميع، ولحمة الوفاق هي الترجمة الفعلية لقيامة لبنان، والحوار الديموقراطي هو الأبقى أسلوبا وعملا”.
وقال “بقدر ما وضعت “الطبخة الرئاسية” على نار قوية خلال اللقاءات السياسية سواء في مجلس النواب أو بنشعي أو بيت الوسط أو الرابية أو معراب، يقال أن هذه “الطبخة” أضيفت إليها مقادير جديدة تساهم في إنضاجها في الوقت المناسب الذي تستلزمه ويأكل منها الجميع من دون الاعتراض على طعم الملح في الطعام، لكن مهما تنكر السياسيون لطبيعة الضرورة في ملء الشغور في هذا الملف الهام والضروري بعد حالة الفراغ المستعصية، فإن بناء الدولة لا يمكن أن يتحقق من خلال التسويات لأنه ليس من المقبول بعد كل التطورات التي حصلت في لبنان والمنطقة، أن لا تقوم البلاد على أسس مرحلة جديدة من العمل، فالوطن لا يزال يعيش الممارسات التي أدت في السابق إلى معاناة وطنية قاسية لا تزال رواسبها ماثلة للعيان حتى الآن”.
واوضح شكر انه هناك أسئلة كثيرة تراود اللبنانيين وهم يلتقطون ملامح بداية مرحلة جديدة تبشر بالتفاؤل والإنفراج، لكن بصورة ما تزال “مشوشة” إلى حد الغموض والإلتباس، فالمواطن الفقير كفر بالجوع وهو يرى أهل السياسة يلعبون بالماء العكر وكأن في البلد مياها غير عكرة، ويشنون حرب النكايات الرئاسية في محاولة لرفع “المتاريس” أمام الحلول المحتملة، وهم يعلمون ويدركون أن أسلحتهم محشوة بالصمت والصدأ، لذلك وجب على الجميع النظر إلى الانتخابات الرئاسية نظرة استراتيجية تتجاوز الأمور الداخلية التفصيلية التافهة، لأن العدو الصهيوني يرابط على حدودنا الجنوبية والعصابات التكفيرية تحاول مد خطوطها إلى الداخل واللبناني عليه التفاؤل لعل وعسى يستعيد الحياة فيستجيب القدر”.