تناولت الصحف الصادرة في بيروت يوم الجمعة في 4-9-2021 العديد من الملفات المحلية والإقليمية، وركزت على ملف تشكيل الحكومة اللبنانية، بالإضافة إلى زيارة الوفد اللبناني إلى دمشق يوم السبت، وجاءت افتتاحياتها على الشكل التالي.
الأخبار
المفاوضات الحكومية تهتز على وقع البيانات نهاراً قبل أن تستقر ليلاً
مبادرة ابراهيم … الفرصة الأخيرة؟
على وقع تفاقم الأزمات المتلاحقة التي تواجه الناس، لا تزال الحكومة عالقة بين فكّي فقدان الثقة. وأمس، بعدما كان التشاؤم سيّد الموقف صباحاً، ربطاً بحرب البيانات التي صدرت عن رئيسَي الجمهورية والحكومة المكلف، لم ينته النهار إلا وكان الهدوء قد عاد على وقع توضيحات متبادلة انتهت بعودة الزخم إلى المبادرة التي يقوم بها اللواء عباس إبراهيم. وبالرغم من أن التباين اقتصر على حقيبة واحدة، فإن فرص التأليف من عدمه تبدو متساوية. وقد صار واضحاً أن الجميع يتعامل مع مبادرة إبراهيم بوصفها الفرصة الأخيرة، إما أن تؤلّف الحكومة خلال أيام وإما لا حكومة في المدى المنظور.
لم يُحرز أمس أي تقدّم في ملف تأليف الحكومة، لكن ذلك لم يُسجّل في خانة تراجع حظوظ التأليف. حتى اليوم، لا تزال وساطة اللواء عباس إبراهيم مستمرة، وتشكّل الخيط الوحيد الذي يحول دون إقفال ملف التأليف. ففي حال فشل هذه الوساطة، ستكون النتيجة اعتذار الرئيس نجيب ميقاتي، وفقدان أي أمل بتأليف حكومة في المدى المنظور. لذلك، يتشبّث كل الأطراف بهذه الفرصة، على الأقل كي لا يتحمل مسؤولية الفشل في تأليف الحكومة. وبالرغم أن العقدة الباقية، أي الاتفاق على اسم وزير الاقتصاد، ليست صعبة الحل، إلا أن الحذر يبدو جلياً عند الجميع، وخاصة أولئك الذين يرون أن الخلاف على الأسماء ليس سوى واجهة لعقد أكثر جدية، هي التي تؤخر فعلياً تأليف الحكومة حتى اليوم.
ليتمكّن إبراهيم من استكمال مهمته، فإن الأمر يتطلب الهدوء على جبهتَي رئيسَي الجمهورية والرئيس المكلّف. ولذلك، بعد نهار متشنّج بسبب البيانات الصادرة عن الطرفين، عاد الهدوء مساء، بعد توضيحات متبادلة كسرت حدّة الخطاب وفتحت المجال أمام استئناف الوساطة، بما يسمح في حال نجاحها بتأليف حكومة خلال أيام.
قبل ذلك، كان مكتب ميقاتي قد أصدر بياناً رأى فيه أن «البعض مُصرّ على تحويل عملية تشكيل الحكومة إلى بازار سياسي وإعلامي مفتوح على شتى التسريبات والأقاويل والأكاذيب، في محاولة واضحة لإبعاد تهمة التعطيل عنه وإلصاقها بالآخرين. وقال إن ميقاتي «ماضٍ في عملية التشكيل وفق الأسس التي حدّدها منذ اليوم الأول وبانفتاح على التعاون والتشاور مع فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون، ويتطلّع في المقابل الى تعاون بنّاء بعيداً عن الشروط والأساليب التي باتت معروفة».
وسريعاً، صدر عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية بيان جاء فيه أنه «كثُرت في الآونة الأخيرة وبوتيرة تصاعدية، أصوات مسؤولين وسياسيين، وأقلام منسوبة تارةً الى مصادر ومتلطّية طوراً وراء خلفيات باتت ممجوجة، عبر مواقف استنسابية وتحليلات غير مستندة الى أساس صحيح، لتصبّ في هدف واحد وهو إلصاق سبب التأخير في تشكيل الحكومة العتيدة برغبة أو إصرار أو مطلب لدى رئيس الجمهورية بالحصول على الثلث الضامن في الحكومة، لكي يُوافق عليها ويُوقّع على مراسيم تشكيلها».
وكرر البيان التأكيد على تمسك رئيس الجمهورية «أكثر من غيره باحترام الأصول الدستورية لتشكيل الحكومات في لبنان وحتى الأعراف التي نشأت إلى جانبها». وأعلن أنه «لا يريد، لا بصورة مباشرة ولا بصورة غير مباشرة، الثلث الضامن، إيماناً منه بأن الظروف الصعبة التي يجتازها لبنان والشعب اللبناني تُحتّم على الجميع الارتقاء إلى أقصى درجات المسؤولية من أجل المبادرة والإسراع في إنقاذ الوطن والشعب».
لكن مساء، بدت بعبدا حريصة على التأكيد أن البيان الصادر بعد 10 دقائق من بيان ميقاتي لم يكن موجهاً ضده، إنما ضدّ من يتّهمون الرئيس بأنه يريد الثلث المعطل. وعلمت «الأخبار» أن التوضيح كان متبادلاً أيضاً، بما أنهى عملياً تأثير البيانات تلك على مسار التأليف، تمهيداً لتواصل إبراهيم مع الطرفين.
إلى ذلك، استمرت معاناة اللبنانيين من نقص الكهرباء والبنزين، من دون أن يظهر أي حل مستدام في الأفق. وعملياً، لولا قرب وصول شحنة الفيول التي تم استبدالها مع الفيول العراقي، لما وصلت نهاية أيلول إلا وكانت العتمة قد حلّت على كل البلد.
في السياق نفسه، لن يتأخر المازوت الإيراني بعدما اقترب وصول الشحنة إلى لبنان، وهو ما أكده السفير الإيراني في بيروت محمد جواد فيروزنيا لبرنامج «بانوراما اليوم» عبر قناة «المنار»، مؤكداً أن «الجمهورية الإسلامية لن تسمح بسياسة تجويع الشعوب وسياسة الحصار والعقوبات الظالمة غير القانونية من قبل الأميركيين». وأكد أن طهران لن تسمح لأي جهة إقليمية ودولية بأن تمنع هذه العملية. وقال إنها «ستصل إلى مقصدها، وهناك بواخر أخرى على الطريق». كذلك فإن الباخرة تصل إلى لبنان في إطار تجارة مشروعة، ولا داعي لتدخّل أي جهة أخرى، ولا يحق للأميركيين ولا للآخرين أن يتدخلوا في هذه العملية. وذكّر بأن العقوبات الأميركية على النفط الإيراني هي عقوبات أحادية وغير مشروعة وغير قانونية، وليس من حق الأميركيين أن يتدخلوا بيننا فهذا يخصّ لبنان وإيران.
وبالنسبة إلى قطاع الكهرباء، ذكّر السفير الإيراني بأن سلطات بلاده سبق أن عرضت على لبنان المساعدة في إنشاء معامل لإنتاج الطاقة الكهربائية، من دون أن تلقى تجاوباً من الحكومة اللبنانية. وأكد أن الاقتراحات والاستعدادات موجودة من جانبنا، ونأمل أن تتجاوب الحكومة اللبنانية في هذا المجال. وقال إنه «يبدو أن هناك جهات خاصة تمنع تجاوب الحكومة اللبنانية، ونحن نفهم وندرك ظروف لبنان، لكنّ واجبنا ومهمتنا أن نستمر في هذه الاقتراحات والعروض والاستعدادات».
البناء
وفد وزاري في دمشق بعد طول غياب… وسورية تفتح الباب لتعاون يحقق المصالح المشتركة
استنفار قواتي لافت لحماية احتكار الصقر في زحلة… بوجه فرع المعلومات
العونيون يلوّحون بخيارات أخرى ما لم ينكسر الجليد… والاثنين يذوب الثلج
الحدث المتمثل بزيارة الوفد الوزاري اللبناني الرسمي إلى سورية، بعد انقطاع على هذا المستوى منذ أكثر من عقد، لا يمكن اختصاره بأزمة الكهرباء أو بالإشارة التي منحتها السفيرة الأميركية بلسان إدارتها حول خيار استجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر سورية، فالأمران، أي تفاقم أزمة الوقود والكهرباء في لبنان والإشارة الأميركية، اعتراف بحقيقة حاول فريق لبناني وإقليمي ودولي إنكارها وبذل جهوداً ووقتاً للالتفاف عليها، وهي حقيقة التداخل والتشابك بين البلدين، بحيث يشكل أحدهما قدر الآخر بالنسبة للذين لا يريدون أن يشكل خياراً، فعندما نتحدث عن العنوان الأبرز لأزمة المحروقات بصفتها ثمرة من ثمرات تفاقم أزمة الكهرباء، سنكتشف أن ما تتيحه العلاقة بين البلدين من خيارات يملك الكثير من الأجوبة المشتركة لولا التدخلات والموانع التي يزرعها الأجنبي، ممثلاً بالأميركي وحلفائه، فخط النفط العراقي إلى لبنان وحده يمثل حلاً جذرياً لتغطية حاجات لبنانية وسورية وعراقية، يعطله الأميركي عمداً، واستجرار الكهرباء عبر الأردن والغاز عبر مصر ليس إلا مثالاً بسيطاً عن الممكن عبر التعاون اللبناني- السوري، فلدى سورية معامل كهرباء قادرة على إنتاج حاجات سورية ولبنان، إذا توافر لها الوقود اللازم، بتعاون الدولتين، والقضية التي يكثر اللبنانيون الحديث عنها كمركز تأثير جوهري في مفاقمة أزمتهم الاقتصادية، لكنهم لا يفعلون لحلها إلا القليل، والقليل جداً، هي قضية النزوح السوري التي لا يمكن التفكير بأيّ حلّ لها خارج التعاون بين البلدين، ومجال الدواء والغذاء وقد تحوّل كل منهما إلى مصدر أزمة كبرى في لبنان، تقوم الدولة السورية رغم محدودية مواردها بإدارة حلول أتاحت لها توفيرهما بأسعار معقولة لمواطنيها، وتحقيق اكتفاء ذاتي تطال عائداته المناطق التي لا تخضع لسيطرة الدولة، بالإضافة للمناطق التي تسيطر عليها الدولة السورية وترعاها.
فتح كوة في جدار الأزمات اللبنانية لم يكن ممكناً خارجياً وداخلياً إلا من بوابة العلاقة اللبنانية- السورية، وهو لم يحدث إلا عندما بلغ الجميع الجدار المسدود، ما يعني وبمعزل عن التفاصيل اللبنانية الحكومية، والحدود التي سيتاح عبرها تنمية هذه العلاقات، أنّ مساراً قد بدأ، وأن بيد اللبنانيين أن يقوموا بتطويره بحسن النوايا، لأنهم لن يلاقوا في سورية إلا مثلها، وخير شاهد ما لمسه اللبنانيون يوم استغاثوا بسورية في ذروة أزمة وباء كورونا، مع انقطاع الأوكسجين، وكيف لبت سورية الاستغاثة بلا أثمان سياسية يتوهّم الكثيرون، من الذين يبررون حصار دول عربية وغربية المفروض على لبنان بذريعة خصومة هذه الدول مع طرف لبناني، أن سورية ستفعل المثل مع لبنان لأن بعض اللبنانيين يسيء إليها صبحاً ومساءً ويتوقع منها بالتالي عندما يطلب لبنان معونتها أن تعاقب اللبنانيين، وتضع الشروط التعجيزية، وهؤلاء معذورون لأنهم ينقلون نموذج معاملة من يعتبرونهم حلفاء وأصدقاء وينظرون لموقف سورية من خلاله، ومعذورون لأنهم لا يعرفون أن سورية تنظر للعلاقات بين البلدين والشعبين بصفتها تعبيراً عن مصير واحد لا يمكن فصله، اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وأمنياً، ولذلك فليس في سورية من يقبل التفكير بانهيار لبنان وبيد سورية أن تفعل شيئاً لمنع هذا الانهيار، بعكس الذين يقودون التهريب إلى سورية لمراكمة الأرباح الخيالية على حساب أموال اللبنانيين، ولتخريب الاقتصاد السوري واستنزاف الدولارات من السوق السورية ويرمون بمساوئهم على سورية ويحملونها مسؤولية هذا الخراب المشترك.
مثال التهريب والمهربين والاحتكار والمحتكرين كان أمس محور جذب انتباه اللبنانيين، مع قيام حزب القوات اللبنانية بتنظيم حملة استنفار للدفاع عن محروقات الصقر، التي كشف فرع المعلومات في مخازنها في زحلة تخزين ملايين ليترات البنزين والمازوت، وقامت قوة من الفرع بتطويق المخازن أمس لسحب الكميات المخزنة، فيما قامت قيامة القوات لتوفير الحماية لصقر واتهام فرع المعلومات بالاستهداف السياسي والطائفي.
في المسار الحكومي صمت القبور، رغم التطمينات الموزعة من فريق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وفريق الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، فالمصادر المتابعة للاتصالات أكدت أن الجمود بقي قائماً وأن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم جمّد تحركاته وانصرف للتحضير لزيارة دمشق التي سيشارك فيها ضمن الوفد الوزاري الذي تترأسه نائب رئيس الحكومة وزيرة الدفاع والخارجية زينة عكر، ويضم وزير المال غازي وزني ووزير الطاقة ريمون غجر، خصوصاً أن اللواء إبراهيم هو الجهة التي تتولى بتكليف حكومي سابق العلاقات مع الحكومة السورية وتنظيم ملفاتها.
الجمود الحكومي وفقاً لقادة التيار الوطني الحر يجب أن يشهد تحركا الاثنين، وإلا فهذا يعني أنّ هناك قراراً بعدم تشكيل حكومة، خصوصاً أنّ قادة التيار يؤكدون أن لا عقد متبقية تذكر، وأنّ حكاية الثلث المعطل لم تعد صالحة كذريعة بعدما ثبت أنها تهمة باطلة لرئيس الجمهورية، وقالت المصادر القيادية في التيار إن الثلاثاء سيعني يوماً آخر لخيارات أخرى إذا ثبت أن الرئيس المكلف لا يريد تأليف حكومة، لحسابات تتصل بالفريق الذي يمثله رؤساء الحكومات السابقون، فالاثنين يذوب الثلج ويبان المرج سواء كسر الجليد الحكومي أم لم يكسر، بينما تتحفظ الأوساط القريبة من الرئيس ميقاتي على كل كلام عن سقوط طلبات الثلث المعطل لدى الفريق الرئاسي، وتعتبر أن عقدة الحكومة الرئيسية لا تزال تدور حول هذه النقطة بصورة مباشرة وغير مباشرة، من بوابة تسمية الوزيرين المسيحيين الأخيرين في الحكومة، أو بوابة وزارتي الاقتصاد والشؤون الاجتماعية.
ودخلت عملية تأليف الحكومة في استراحة حتى مطلع الأسبوع المقبل فلم يشهد خط بعبدا – بلاتينوم أي حركة للمدير العام للأمن العام اللواء إبراهيم بعدما استقرت المفاوضات على خلاف بين عون وميقاتي حول عدد من الحقائب، لا سيما حقيبة الاقتصاد، فضلاً عن الشؤون الاجتماعية والطاقة والوزيرين المسيحيين.
وأشارت مصادر مطلعة لـ»البناء» إلى أن تأليف الحكومة «توقف عند شروط كل من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، فكل منهما يعتبر أنه مغبون في عملية توزيع الحقائب، فميقاتي يعتبر أن كل الحقائب توزعت على الأحزاب السياسية ورئيس الجمهورية فيما نال فقط الداخلية بوزير محسوب على المستقبل وكذلك وزير الصحة، لذلك يطلب إحدى الحقائب الاقتصاد أو الشؤون الاجتماعية أو الطاقة ليكون شريكاً في مفاوضات صندوق النقد الدولي. في المقابل يعتبر عون أن كل الأطراف سمت ممثليها في الحكومة ولم يتدخل بها، فمن حقه تسمية من يريد من الوزراء على غرار الآخرين. وهنا تضاربت المطالب مع رئيس الجمهورية». ولفتت المصادر إلى أن «عقدة الثلث المعطل لا تزال تطغى بقوى على التأليف، لا سيما في تسمية الوزيرين المسيحيين، إذ إن أي وزير منهما يشترك في تسميته عون يحصد بذلك الثلث المعطل الأمر الذي يرفضه ميقاتي ومن خلفه نادي رؤساء الحكومات السابقين». وتخلص المصادر إلى أن «العقد ما زالت أساسية رغم التقدم الذي أحرزته مساعي اللواء إبراهيم خلال اليومين الماضيين، إلا أن ذلك لا يعني بحسب المصادر توقف الاتصالات والمشاورات بل سيتابع إبراهيم مساعيه مطلع الأسبوع المقبل لأنه سيكون في عداد الوفد الوزاري الذي سيزور سورية اليوم للبحث مع الحكومة السورية بموضوع استيراد الغاز من مصر والكهرباء من الاردن».
وقالت مصادر أخرى أن في حال أعطيت حقيبة الاقتصاد لرئيس الجمهورية فهي ستكون في مجال المقايضة، أي ستؤخذ منه حقيبة أخرى. وأشارت إلى أن المعنيّين بعملية تشكيل الحكومة وضعوا مهلة ضمنية حتى يوم الثلثاء، بالتالي إذا لم تولد الحكومة حتى الثلثاء فهذا يعني أننا سنكون أمام فراغ قاتل.
فيما أكدت مصادر ميقاتي لـ»البناء» أنه مستمر في مساعيه حتى تأليف الحكومة بالتعاون مع رئيس الجمهورية رغم الصعوبات القائمة. وقال عضو كتلة «الوسط المستقل» النائب علي درويش، «اشتدي أزمة تنفرجي وقد يكون عكس ذلك». وأشار إلى أن «كل ما ذكر في تفاصيل الحقائب والأسماء هو في عهدة الرئيسين بما فيه خير لمسار التأليف وهو غير نهائي، وهذا ما أكده الرئيس ميقاتي في بيانه أمس الذي قال فيه أن لا شيء ناجزاً حتى إصدار مراسيم التشكيل». وجدد التأكيد أن «الرئيس نجيب ميقاتي سيبذل كل ما في وسعه للتوصل إلى خواتيم سعيدة».
وواصل تيار المستقبل حملته على عون، وأشار عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار إلى أن رئيس الجمهورية وصهره النائب جبران باسيل مصرّان على حكومة بمواصفات عكس ما يطلبه المجتمع الدولي من أجل مساعدة لبنان، لافتاً إلى أن العهد «خرب» البلد على قاعدة «ما خلّونا». وفي حديثٍ إذاعي قال «هذا العهد كارثة على البلد بدليل ما وصلنا إليه، فيما جاء الرئيس عون فوق التراكمات لتأمين وصول صهره إلى سُدّة الرئاسة، فيما فريق عون – باسيل لا يهتمّ لمآسي الناس بل يهتمّ بمصالحه الخاصة فقط ويعرقل عملية تشكيل الحكومة». وعن الملفّ الحكومي أضاف الحجار «الأجواء الحكومية تتقلّب بطريقة غريبة فتكون الأمور قد تحلحلت وتصبح ولادة الحكومة قريبة تارةً، وطوراً يأتي باسيل بعراقيل جديدة في التشكيل في كل مرّة من أجل حزب الله لأن إيران لا تريد حكومة في لبنان».
في المقابل اتهم مصدر نيابي مطلع في التيار الوطني الحر عبر «البناء» نادي رؤساء الحكومات بأسر التأليف في جيبه والتأثير في أي رئيس مكلف وتقييده بجملة شروط وسقوف لا يستطيع تخطيها. ولفت المصدر إلى أن اعتبارات داخلية تتعلق بنجاح ميقاتي بالتأليف حيث فشل الرئيس سعد الحريري وأسباب خارجية تتعلق بارتباطات أعضاء النادي بالخارج والمصالح العميقة في الداخل والخارج. كما شدد المصدر على أن عون منفتح على كافة الطروحات والوساطات والمساعي لكن ضمن إطار الدستور والأصول وحفظ حقوق كافة الطوائف واحترام التوازن السياسي والعدالة بتوزيع الحقائب. وأكد أن التيار الوطني الحر غير مشارك في الحكومة.
في سياق متصل نقلت قناة الـ»OTV» عن مصدر رفيع المستوى قوله إن «الحكومة ستؤلف وستنتهي الأمور كما يجب»، وأضاف: «لا يراهنن أحد على ضعفنا أو على أن مجتمعنا لم يعد قادراً على الصمود، فنحن أقوياء على عكس ما يظنون، وبعد تشكيل الحكومة ستتحسن الأوضاع، فلا أحد يريد الفوضى في لبنان، وهناك استعداد خارجي واضح للمساعدة». وأشار المصدر إلى أن «مسار التدقيق الجنائي سينطلق جدّياً وعملياً في الأسبوع المقبل، ولا إمكانيّة للعرقلة بعد اليوم، لأنّ الشركة المعنيّة كانت قد حصلت على موافقة مسبقة على طلباتها، قبل أن تبدأ التفاوض في المرّة الأخيرة».
وأشارت مصادر سياسية لـ»البناء» إلى أن كل الأطراف تتعاطى مع الحكومة على أنها ستحكم البلد عندما يقع الشغور في رئاسة الجمهورية بعد حوالي العام ونيف، ولذلك تحصن وضعها وحقوق طوائفها في الحكومة. كما لفتت إلى أن ميقاتي لن يؤلف الحكومة قبل تمرير جملة استحقاقات كرفع الدعم وتداعيات دخول بواخر النفط الإيراني وزيارة الوفد الوزاري إلى سورية.
وسأل النائب جميل السيد في تغريدة عبر «تويتر»: «لماذا التأخير؟!». وقال: «يتشاور الرئيسان ميشال عون ونجيب ميقاتي ويصلان إلى تفاهم حول المرشحين، ويغادر ميقاتي ويستشير حلفاءه، يقولون له هذا مرفوض هذا مقبول بحسب قُرْب المرشّح أو بعده عن الرئيس عون، يعود إليه الميقاتي بأسماء أخرى!». وتابع: «كل القصّة قصة عدد، ممنوع أن يكون للرئيس عون عدد وزراء يؤثر على استفرادهم بالحكومة».
في غضون ذلك يتوجه وفد وزاري لبناني إلى سورية اليوم يضم الوزراء في حكومة تصريف الأعمال الدفاع زينة عكر والمالية غازي وزني والطاقة ريمون غجر، إضافة إلى اللواء إبراهيم، وذلك للبحث مع الحكومة السورية بتفعيل خط استجرار الغاز المصري والكهرباء من الأردن. وأشارت معلومات «البناء» إلى أن الوفد اللبناني سيجري مشاورات مع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد. وكانت الخارجية السورية أعلنت عن زيارة الوفد اللبناني إلى سورية.
فيما أزمة شح المحروقات على حالها، سُجل موقف إيراني لافت من مسألة النفط الايراني المرتقب وصوله إلى بيروت. ففي حين أعلن موقع «تانكر تراكرز» أن «سفينة الوقود الأولى للبنان تأخر وصولها إلى سورية والثانية غادرت إيران»، مضيفاً «سفينة ثانية محملة بالوقود غادرت إيران نحو لبنان»، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، اليوم أن بلاده مستعدة لبيع وإرسال الوقود إلى لبنان، في حال طلبت الحكومة اللبنانية ذلك. وشدد على استعداد بلاده لبيع منتجاتها النفطية لزبائنها الجدد، مضيفاً أن في حال رغبت الحكومة اللبنانية والتجار اللبنانيون في شراء الوقود الإيراني، فإن طهران مستعدة لبيع وإرسال الوقود إلى لبنان ولتزويده بالمزيد إذا ما ظهرت لديه حاجة لذلك، معرباً عن تأييد مقترح الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصر الله، والخاص بإنهاء هذه الأزمة ضد اللبنانيين، مشيداً «بكسره الحصار الذي اصطنعه الكيان الصهيوني ضد الشعب اللبناني». وذكر أن «لا توجد قيود في مجال توسيع العلاقات الثنائية مع لبنان، وفي دعم بلاده المستمر للحكومة والجيش والمقاومة».
على صعيد آخر بقيت أزمة المحروقات تلقي بثقلها على الحياة اليومية للمواطنين مع استمرار طوابير السيارات أمام المحطات في موازاة استمرار عمليات الاحتكار والتخزين. إلا أن القوى الأمنية تشدد قبضتها على المحتكرين والمخزنين. وأفادت مصادر المديرية العامة للنفط، لقناة «المنار»، بأن «المديرية تقوم بنقل الكميات الكبيرة من مادة البنزين من خزانات إبراهيم الصقر في منطقة حوش الأمراء في زحلة، إلى خزاناتها، وسوف تتوزع لاحقاً على شركات المحروقات، وتقدر بمليوني ليتر بنزين».
وعلمت «المنار» من مصادر أن «اتصالات سياسية حصلت لمنع نقل المخزون إلى المنشآت النفطية، وأن جهات حزبية وعائلية نقلت تهديدات للجهات التي ستنقل البنزين للضغط على إبقائه في مكانه، مما دفع إلى اتخاذ إجراءات أمنية مشددة لحماية عملية النقل من دون أي خلل أمني». وأثار دخول قوة كبيرة من فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي إلى مكان تخزين المحروقات في محيط منزل الصقر في زحلة ردّ فعل من حزب القوات التي اعتبرت أن هذا الأمر رسالة إلى القوات.
اللواء
أسبوع الحسم: حكومة الثلاثاء أو انهيارات متلاحقة!
الجوع يعصف بـ82 ٪ من اللبنانيين.. والوفد الوزاري في دمشق اليوم لتعويم اتفاقية الغاز
انتهى أسبوع التأليف الحكومي، بلا صعود الدخان الأبيض كما كان متوقعاً، وانقلبت اسارير الانفراج، الذي انعكس في سوق القطع، لجهة الانخفاض الملحوظ لسعر صرف الدولار، قبل استئناف الارتفاع، إلى «تجاعيد عميقة» في وجه البلد، الذي ينتقل من معاناة إلى معاناة، من المحروقات إلى الخبز، فالمدارس والجامعات، والمياه وغلاء الأسعار الخطير، الأمر الذي دفع بمنظمة «الاسكوا» إلى دق ناقوس الخطر، من تفاقم الفقر الذي بات يطال 74٪ تقريباً من مجموع السكان، فضلا عن ان 82٪ من السكان يعيشون في فقر متعدّد الأبعاد، في أحدث تحديث للبيانات خلال العام الجاري.
تجري هذه الوقائع القائلة، وسط «مماحاكات تتعلق بتأليف الحكومة» بمعنى فريق بعبدا في التفنن بها، غير عابئ، لا بوعود تقطع لهذا الفريق الدولي، أو ذاك، ولا للتفاهمات التي تجري، سواء مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي أو مع حتى «الثنائي الشيعي»، في ذلك المرجعية المارونية الروحية بكركي، التي رفعت الصوت عالياً، في ندائها الأخير، بوجه ما تناهي إليها من معلومات عن استمرار احابيل العرقلة، ويحصل ما يحصل، وفقا لرئيس كتلة كبرى، داعمة للحكم، ولا تأبه لمفاعيل التأخير بتأليف الحكومة.
ووسط معلومات ان الثلاثاء المقبل في 7 أيلول الجاري، هو موعد حاسم بين التأليف وللاتأليف، وعلى الشيء يُبنى مقتضاه، وتستأنف الاتصالات على مستوى رسمي، بين لبنان وسوريا لاحياء اتفاقية استجرار الغاز المصري عبر الأراضي السورية إلى شمال لبنان. وتوقعت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة معاودة اتصالات التشكيل الى طبيعتها، مطلع الاسبوع المقبل، برغم الجمود التي سادها خلال الأيام الماضية، بعد التراشق بالبيانات وتسريب الإيجابيات المصطنعة بهدف الابتزاز والاستمرار بالدوران في دوامة المطالب والشروط والحصص المتجددة من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون ووريثه السياسي النائب جبران باسيل من خلفه. واشارت الى ان الاتصالات الهاتفية وحركة الموفدين لاكثر من مرجعية سياسية وحزبيه،لم تتوقف مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، طوال الساعات الماضية، وتركزت بمجملها على تقريب وجهات النظر وتضييق شقة الخلافات القائمة، والعمل على تسريع الخطى لتشكيل الحكومة الجديدة. واكدت المصادر ان الاسس والافكار التي تم التوافق عليها لتشكيل الحكومة منذ البداية، ما تزال قائمة، وهي ان، لا ثلث معطلا لاي طرف فيها، وهذا الامر محسوم، برغم كل محاولات تسمية شخصيات حزبية مموهة او تتغطى بالحيادية.
واشارت المصادر الى ان الرئيس المكلف يرفض الانصياع لمثل هذه المحاولات ولاسيما موضوع سعي رئيس الجمهورية وفريقه السياسي للحصول على الثلث المعطل، وتدعمه القوى السياسية المؤثرة في الحكومة، من رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وحزب الله وكتلة المردة وحلفائها والاخرين. ولذلك، فإن المماطلة لتحقيق مكاسب بالثلث المعطل، مرفوضة كليا، ولم تعد تجدي نفعا، والرئيس المكلف سيتجاوزها، لحلحلة ما تبقى من عقد نحو انجاز التشكيلة الوزارية بصيغتها النهائية باقرب وقت ممكن. واكدت ان إسناد الحقائب الوزارية الاساسية، لن يكون الا لشخصيات تتمتع بالمؤهلات المطلوبة ومن اصحاب الكفاءة واستبعدت المصادر ان يشكل موضوع بواخر النفط الايراني، اي مؤثرات سلبية على عملية تشكيل الحكومة، بعد ان اصبحت وجهتها مرفأ اللاذقية، بفعل تدخلات ديبلوماسية ناشطة من اكثر من دولة فاعلة بالمنطقة.واشارت المصادر الى ان بلورة نتائج الاتصالات والوساطات الجارية، ستظهر اوائل الاسبوع المقبل، وتوقعت ان يزور رئيس الحكومة المكلف، بعبدا اواسط الاسبوع المقبل، في حال الانتهاء من حلحلة ما تبقى من عقد وخلافات، للتفاهم على إنجاز التشكيلة الوزارية بصيغتها النهائية.
وترددت معلومات عن انهيارات ستتلاحق ما لم يحدث خرق حقيقي الثلاثاء المقبل، بما في ذلك توجه تكتل لبنان القوي إلى الذهاب إلى خيار الاستقالة من مجلس النواب، في محاولة لخلط جديد للأوراق.
أوّل زيارة لوفد رفيع إلى دمشق
وفي خطوة هي الأولى من نوعها، منذ عشر سنوات، يزور وفد وزاري لبناني اليوم دمشق، لبحث استجرار الطاقة والغاز من مصر والأردن عبر سوريا، بعد الضوء الأخضر الأميركي الذي اعطته سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في بيروت دورثي شيا. وأكدت رئيسة الوفد وزيرة الدفاع والخارجية في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر لـ «اللواء» ان موضوع الزيارة يتعلق فقط باستجرار الغاز والكهرباء، وليس أي موضوع آخر. ويضم الوفد إلى عكر وزيري المال غازي وزني، والطاقة ريمون غجر، بالإضافة إلى المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم. وسيجتمع الوفد مع ارفع مسؤول سوري هو وزير الخارجية السوري فيصل المقداد. وتردف المحادثات إلى «إعادة احياء» اتفاقية موقعة عام 2009، وتتضمن نقل الغاز المصري إلى لبنان عبر سوريا. ووفقا لمصادر الطاقة اللبنانية فإن الزيارة تندرج في إطار التحقق من قدرة سوريا على السير بمشروع استجرار الغاز المصري عبر الأردن ثم سوريا وصولا إلى شمال لبنان.
حكومياً، سجلت مراوحة حكومية، واكتفى الوسطاء بتبريد الأجواء، وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن ما من تطور بارز سجل أول من أمس على صعيد الاتصالات الحكومية ولفتت إلى ان النقاش لا يزال يدور حول حقيبتي الشؤون الاجتماعية والاقتصاد وبالتالي لم يحصل أي تطور يبدل من الوقائع.
وأوضحت المصادر ان هناك جوجلة وبالتالي المشكلة تكمن في أن تبديلاً يلحق بوزارة يستتبع تبديلا بوزارة أخرى مع العلم أن هناك وزارات مقفلة وحسمت معلنة أن هامش التحرك محدود ويدرس من كل جوانبه. وأكدت المصادر ان هناك قرارا من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف بتأليف الحكومة لكن تحديد الموعد ليس معروفا بعد. وأكدت أنه بعد حسم توزيع الحقائب السيادية والخدماتية فإنه تبين أن رئيس الحكومة المكلف لم يحصل على أي وزارة خدماتية كما أن في تأكيد الرئيس ميقاتي أن اللجنة التي يفترض بها أن تفاوض صندوق النقد الدولي تضم وزراء المال والاقتصاد والطاقة والشؤون الاجتماعية والرئيس ميقاتي ليس ممثلا بأي وزير من هذه الوزارات.
وقالت إن الرئيس ميقاتي يرغب في الحصول على إحدى هذه الوزارات وأكدت أنه حتى الآن رئيس الجمهورية يتمسك بها انطلاقا من أن ما من وزارة خدماتية أساسية من ضمن حصته. وفهم ان ما هو عالق الوزيرين المسيحيين لكن الأمور قابلة للاخذ والرد. وقالت المصادر إنه ليس معروفا ما إذا كان الذي صدر مؤخرا بشأن مرشح وزارة الداخلية قد يؤدي إلى الأشكال كما لا بد من التوقف عند مطالبة الطائفة العلوية بالتمثيل.
الى ذلك رأت أوساط مراقبة لـ«اللواء» أنه إذا كانت النية قائمة لقيام الحكومة فإن اي سبب للتأخير يمكن معالجته. لكن برغم ذلك لم يصل الامر الى حد قطع الاتصالات وحركة الموفدين بشكل نهائي، بل بقيت قائمة لمعالجة مسألة لمن تؤول حقيبة الاقتصاد ومن يكون وزيرها؟ وانه في حال كانت الحقيبة من نصيب الرئيس عون فإنه لا بد من تخليه عن حقيبة اخرى اساسية للرئيس ميقاتي كالشؤون الاجتماعية او الطاقة. عدا عن مسألة تسمية الوزيرين المسيحيين الباقيين ربما لحقيبتي السياحة والمهجرين والمفروض ان يكونا توافقيين بين الرئيسين، علما انه تردد اسم احدهما طوني سرياني وبقي الوزير الثاني اما ماروني واما كاثوليكي، وهنا الخوف من ان يكون هو الوزير الذي يعطي عون الثلث الضامن، وهو الامر الذي نفته اوساط بعبدا، وقالت لا ثلث ضامناً لأحد بوجود فيتوات كبيرة من قبل اطراف اساسية في الحكومة على أي موضوع يطرح، عدا عن ان الوزيرين المسيحيين سيكونا بالتوافق بين عون وميقاتي فكيف يكون لرئيس الجمهورية الثلث الضامن؟
ورجحت المصادر ان يكون يوما عطلة نهاية الاسبوع فرصة اضافية لجوجلة نتائج الاتصالات القائمة حول اسمي الوزيرين المسيحيين وحول مصير حقيبة الاقتصاد، بحيث تعود الحرارة الى خطوط الاتصال. واكد الرئيس ميقاتي امس، «أنه لم يحدد مهلة لتشكيل الحكومة ولكن الأكيد أنها ليست مفتوحة إلى ما لا نهاية، مشيراً إلى أن الاعتذار عن عدم تشكيل الحكومة يبقى خياراً قائماً». وقال ميقاتي لـ«العربية نت»: العراقيل حتى الآن طبيعية ولن تعيقنا عن تشكيل الحكومة، ولن أتوقف عند السجالات وما يهمني تشكيل الحكومة وتضييق الخلافات. واوضح أنه يتطلع إلى «تعاون بناء بعيدًا عن الشروط والأساليب التي باتت معروفة».
وحسب مصادر مقربة من الرئيس ميقاتي، يؤكّد المتابعون والمعنيّون أنّ «ما وُصِفت في مكانٍ ما بحرب البيانات لم تُنهِ الاتصالات الحكوميّة التي نجحت إلى حدّ بعيد في احتواء المشكل الذي كان يمكن أن ينتج عن البيانين، ولا سيما بيان بعبدا الذي لم يرتَح كثيرون لمضمونه، في الشكل والمضمون، ولكن قبل ذلك في التوقيت».
اضافت المصادر: في المقابل، يتوقف البعض عند نقاطٍ وردت في بيان الرئيس ميقاتي قد تكون شكّلت «الحافز» الذي انطلق منه «الوسطاء» في تفعيل اتصالاتهم، لأنّ البيان لم يبدُ، على الأقلّ في الشكل، «مقدّمة اعتذار» وفق ما أوحى بعض الدافعين باتجاه هذا الخيار الذي يبقى مؤجَّلاً، حيث حمل في مضمونه، على العكس من ذلك، رسائل إيجابيّة، تكرّس نهج الانفتاح على رئيس الجمهورية والتشاور معه بمقتضيات الدستور، وهو ما يكرّره الرئيس ميقاتي منذ اليوم الأول.
وقالت: لذلك، يُعتقَد أنّ «الرسائل» من البيانين وصلت، وقد تمّ احتواؤها بشكلٍ أو بآخر، من دون الإطاحة بعملية تأليف الحكومة، لأنّ كلّ الأطراف المعنيّة تدرك أنّ لا بديل عن التأليف سوى الذهاب إلى المجهول، وهو مجهول لن ينعكس سلباً على البلد وعلى الناس التي ما عادت قادرة على الصبر فحسب، ولكن حتى على العهد الذي سيفقد كلّ فرصة لتعويض ما تقدّم في سنواته الأولى، ولا لترميم الصورة في الأيام المتبقية له.
واكدت المصادر انه «لم تنتهِ الوساطة الحكومية، حتى إنّ الحديث عن تبديد الإيجابيّات، على وقع بياني المكتبين الإعلاميين للرئيسين ميقاتي وعون قد لا يستقيم. لكنّ الأكيد أنّ المراوحة لم تعد مسموحة، والمماطلة لم تعد ترفًا لأحد، فضلاً عن الإصرار على شروط ما عادت تلائم المرحلة والضغوط. المطلوب تشكيل الحكومة اليوم قبل الغد، شرط أن تكون كاملة المواصفات حتى تستطيع أن تنتج، في زمن الفرص الضائعة».
وحسب موقع الانتشار فإن اتصالاً مباشراً تمّ أمس وأمس الأوّل بين رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف جرى خلاله التأكيد على المضي معا في عملية التأليف. وتردد ان عون صارح ميقاتي قائلا: «بدنا نألف حكومة معك مش مع غيرك وانت بدك تألف معنا مش مع غيرنا.
وفي حين بقيت الأزمات المعيشية آخذة بالتفاقم، أكد وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان، أن بلاده مستعدة لبيع وإرسال الوقود إلى لبنان، في حال طلبت الحكومة اللبنانية ذلك. وشدد على استعداد بلاده لبيع منتجاتها النفطية لزبائنها الجدد، مضيفا أنه في حال رغبت الحكومة اللبنانية والتجار اللبنانيون في شراء الوقود الإيراني، فإن طهران مستعدة لبيع وإرسال الوقود الى لبنان ولتزويده بالمزيد إذا ما ظهرت لديه حاجة لذلك.
وايد عبد اللهيان «مقترح الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، والخاص بإنهاء هذه الأزمة ضد اللبنانيين، مشيدا بكسره الحصار الذي اصطنعه الكيان الصهيوني ضد الشعب اللبناني» . وذكر أنه «لا توجد قيود في مجال توسيع العلاقات الثنائية مع لبنان، وفي دعم بلاده المستمر للحكومة والجيش والمقاومة». وتردد ان مواقف عبد اللهيان جاءت خلال اتصال هاتفي تلقاه من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، امس الاول. وجرى خلاله البحث في «تطورات الوضع في لبنان في ضوء المساعي القائمة لتشكيل الحكومة، وما يصيب لبنان من ضائقة اقتصادية وازمة سياسية داخلية وخارجية، وظروف صعبة يتوّجب العمل والتعاون بين البلدين للمساعدة على الخروج منها».
نسبة الفقر 82%
ابرزت دراسة أصدرتها امس، لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) تحت عنوان «الفقر المتعدد الأبعاد في لبنان: واقع أليم وآفاق مبهَمة»، اشارت الى ان نسبة الذين يعيشون في فقر متعدد الأبعاد تصل إلى 82% من السكان. وتأتي الدراسة بعد عام من إصدار الإسكوا لتقديراتها حول ارتفاع معدّلات الفقر في لبنان في عام 2020، حيث كانت أشارت إلى أن الفقر طال 55% من السكان تقريبًا، بعد أن كان 28% منهم يعانون منه في عام 2019. واصدرت الإسكوا تحديثًا جديدًا للبيانات، يُقدّر أن نسبة السكان الذين يعانون من الفقر المتعدد الأبعاد قد تضاعفت تقريبًا بين عامي 2019 و2021 من 42% إلى 82%.
وجددت الأمينة التنفيذية للإسكوا رولا دشتي الدعوة إلى إنشاء صندوق وطني للتضامن الاجتماعي للتخفيف من وطأة الأزمة الإنسانية. وذكّرت أن في عام 2020، كانت الإسكوا قد قَدّرت أنّه يمكن للعُشر الأغنى من اللبنانيين، الذين كانوا يملكون ثروة قاربت 91 مليار دولار آنذاك، تسديد كلفة القضاء على الفقر من خلال تقديم مساهمات سنوية لا تتعدى نسبة 1% من ثرواتهم.
صرخة دينية في محطة
وفي خطوة، عبّرت عن وحدة اللبنانيين في مواجهة أزمة المحروقات، اقيمت صلاة الجمعة أمس في باحة محطة «كورال» في الجية لصاحبها فادي أبو شقرا، على المسرب الغربي من الأوتوستراد الساحلي، بعنوان: «صرخة حق باسم اللبنانيين». وشارك الشيخ جهاد حيدر في رسالة واضحة إلى التضامن بين أبناء الوطن الواحد وألقى الشيخ علي الحسين خطبة الجمعة، امام المصلين الذين كانوا ينتظرون دورهم لتعبئة المحروقات بمشاركة أبو شقرا، وقال: «نعلنها صرخة لكرامة الإنسان، لنقول ان العبادة الحقيقية هي هنا، ان نكون على الأرض مع المظلومين والجوعى وندافع عن حقوقهم، ونجاهد بكلمة الحق في وجه سلطان جائر، إذا كنا نحب لبنان صدقا وحقا».
تأزم الوضع التربوي
تربوياً، وفيما كشف الرئيس عون عن نيته الدعوة لعقد مؤتمر تربوي لمعالجة الشأن التربوي والمساعدة في انطلاق العام الدراسي، تتحضر نقابات المعلمين في القطاعين الخاص والعام والاتحاد العمالي العام وهيئة التنسيق النقابية لتنظيم تحرك الثلاثاء، امام وزارة التربية والتعليم العالي رفضا لانطلاق العام الدراسي، ما لم تتحقق مطالب المعلمين والأساتذة.
605521 إصابة
صحياً، سجلت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي عن اصابة 1112 شخصاً بكورونا و9 حالات وفاة، ليرتفع العدد التراكمي إلى 605521 اصابة مثبتة مخبرياً، منذ 21 شباط 2020.
المصدر: صحف