أكد العراق التزامه بسداد مستحقات استيراد الغاز والكهرباء من إيران، مؤكدا أن طهران لم تقصر مع العراق رغم تعثره في السداد، وذلك في ظل أزمة تشهدها البلاد في قطاع الكهرباء دفعت الحكومة لمعاقبة عدد من المسؤولين في ذلك الصدد.
وقال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، في تصريحات نشرها مكتبه الإعلامي “في ملف الغاز، وجدنا أن شبكات تزويد المحطات بالطاقة مرتبطة أيضاً بالأخوة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهم لم يقصروا، ومستمرون بضخ الغاز رغم وجود تعثر في تسديد مستحقاتهم بسبب العقوبات المفروضة، ونحتاج لوقت طويل وبنى تحتية حتى نجد مصادر بديلة للغاز من دول أخرى”.
وحول سداد المستحقات الإيرانية، أكد الكاظمي، “نحن جادون بحل هذه المسألة لإيصال كل الأموال المترتبة على العراق للجارة إيران نتيجة استيراد الغاز والكهرباء للسنوات السابقة، وسنحقق تقدما في هذا المجال”.
ووجه الكاظمي الجمعة الماضية بإقالة مدير ومعاقبة مسؤولين بقطاع الكهرباء بسبب تقصيرهم في مهامهم، وفتح تحقيق بحالات التقصير والإهمال في بعض مفاصل الوزارة التي أدت إلى تراجع تزويد المواطنين بالطاقة الكهربائية وفاقمت من معاناتهم، وفق بيان الحكومة.
وكانت شركة توزيع كهرباء الجنوب في العراق قد أعلنت، يوم الثلاثاء الماضي، عن انفصال جميع محطات توليد الطاقة الكهربائية عن العمل في مناطق جنوبي البلاد بدون معرفة الأسباب. وأعلنت الشركة ذاتها، بعد قرابة الساعتين من إعلان العطل، بدء إعادة خطوط الطاقة تدريجيا، بعد الانقطاع التام للمنظومة الكهربائية بأربع محافظات جنوبية هي السماوة وميسان وذي قار والبصرة.
وتتعرض أبراج نقل الطاقة الكهربائية في العراق إلى هجمات بشكل مستمر بالعبوات الناسفة مما يؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق متفرقة من البلاد، والتي تعاني نقصاً في إمدادات الطاقة الكهربائية منذ العام 1990 عقب فرض الأمم المتحدة حصاراً على العراق. وتفاقمت المشكلة بعد العام 2003، وازدادت ساعات انقطاع الكهرباء إلى ساعات طويلة، الأمر الذي زاد من اعتماد الأهالي على مولدات الطاقة الصغيرة.
ويستورد العراق حاليا ما بين 500 ميغاوات من الكهرباء من إيران في فصل الشتاء و1200 ميغاوات في فصل الصيف بتكلفة تبلغ نحو 1.2 مليار دولار في السنة. وتقول بغداد إن خططها للربط الكهربائي مع الخليج والأردن بمراحلها الأولى لن تغني العراق عن الاستمرار بشراء الطاقة الكهربائية من إيران لسد الحاجة من الطاقة في البلاد.
وكانت إيران قد أكدت في 30 كانون الأول/ديسمبر الماضي، استلامها جزءا من مستحقات صادرات الكهرباء والغاز لدى العراق، وذلك بعد ساعات من إعلان الجانب العراقي استئناف ضخ الغاز الإيراني بعد توقف على خلفية وجود متأخرات مستحقة. ولجأت إيران في وقت سابق إلى استرداد قيمة المتأخرات المستحقة على العراق من ديون الكهرباء من خلال أسلوب المقايضة، حيث يجري تسوية هذه الديون بسلع تستوردها طهران.
المصدر: سبوتنيك