كثرت التساؤلات عقب ظهور المتحورة “دلتا” حول الإجراءات المتوقع اتخاذها للحد من انتشارها، في حين كان العالم يتطلع إلى نهاية وشيكة لقيود الجائحة.
وبادرت منظمة الصحة العالمية، إلى إصدار إرشادات جديدة بشأن أجل التعامل هذا المتحور الذي انتشر في 85 دولة على الأقل، ويملك قدرة على التفشي بسرعة أكبر مقارنة بالعدوى الأصلية.
وظهرت المتحورة “دلتا” لأول مرة في الهند، ثم تفشت عبر هذا البلد الآسيوي وبريطانيا، ويقول الخبراء إنه يشكل تهديداً أكبر في الدول التي لم تقطع شوطاً كبيراً في التطعيم ضد فيروس كورونا.
كما حذرت منظمة الصحة العالمية من احتمال وصول موجة جديدة من حالات الإصابة بفيروس كورونا إلى أوروبا، مؤكدة أن تراجع عدد الإصابات في المنطقة قد انتهى الآن.
وحذر المدير الإقليمي لأوروبا في منظمة الصحة العالمية، هانز كلوغ، من أن “التراجع لمدة 10 أسابيع في عدد حالات الإصابة بـ”كوفيد-19” في 53 دولة في المنطقة الأوروبية لمنظمة الصحة العالمية قد انتهى”، وقال، “في الأسبوع الماضي، ارتفع عدد الحالات بنسبة 10 في المئة مدفوعة بزيادة الاختلاط والسفر والتجمعات وتخفيف القيود الاجتماعية”.
وتابع كلوغ أن الزيادة في عدد الحالات تأتي على خلفية “وضع سريع التطور”، بالنظر إلى سلالة “دلتا” الجديدة التي وصفتها منظمة الصحة العالمية في مايو (أيار) بأنها مصدر قلق مختلف، وحذر من أن الملايين لا يزالون غير محصنين في أوروبا، مع توفير الحماية ضد “دلتا”، في الغالب، من خلال الحصول على جرعتين من اللقاحات المعروضة.
و أظهرته البيانات بالفعل أن سلالة “دلتا” أكثر قابلية للانتقال من متغير “ألفا” (الذي كان في حد ذاته أكثر قابلية للانتقال من السلالات السابقة)، وقال، “دلتا تتفوق على ألفا بسرعة كبيرة، وهي تترجم بالفعل إلى زيادة في حالات دخول المستشفيات والوفيات”، وأضاف أن “دلتا” ستكون المهيمنة في المنطقة الأوروبية بحلول أغسطس (آب)، في حين أن اللقاحات لم تكن لتلحق بها.
وأوضح أن 63 في المئة من الأوروبيين لا يزالون ينتظرون الجرعة الأولى من اللقاحات المعتمدة في المنطقة، بينما من المرجح أن يتم رفع القيود المفروضة على الحياة العامة بحلول الشهر المقبل، وقال إن هناك ثلاثة عوامل موجودة الآن تدعم ضرورة التحذير من موجة جديدة من فيروس كورونا، وهي: متغيرات جديدة، وعجز في التطعيمات، وزيادة الاختلاط الاجتماعي، ودعا الجمهور إلى أخذ اللقاح كلما أمكن، مشيراً إلى أن “للقاحات فعالة ضد متغير دلتا. ليست جرعة واحدة بل جرعتين”.
ونصحت الصحة العالمية، الأشخاص الذين أخذوا جرعتين من التلقيح، بأن يتريثوا ويواصلوا ارتداء الكمامة، في ظل التزايد المستمر لحالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
وتأتي النصيحة بينما كانت المراكز الأميركية لمراقبة الأمراض والوقاية منها، قد قالت للأميركيين في مايو الماضي، إنهم لم يعودوا في حاجة إلى ارتداء الكمامة بالأماكن الخارجية أو مراعاة التباعد الاجتماعي.
وتشير إرشادات المنظمة إلى أن الوقاية من هذا المتحور، ينبغي أن تكون على غرار الإجراءات التي ألفناها منذ ظهور الوباء، أي عبر التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة.
ويدفع المتحور “دلتا” أيضاً، نحو مواصلة فرض قيود السفر بين عدد من الدول، في وقت كان قطاع السياحة يترقب تنفس الصعداء، لا سيما في ظل تقدم حملات التلقيح بعدد من دول العالم.
المصدر: الاندبندنت