كشف علماء عن انتشار مرض في جزء من أستراليا يسبب الشلل، وقد يؤدي للوفاة في غضون 4 سنوات، وأن الطحالب السامة قد تكون السبب وراء ظهوره.
ويعتقد بعض الباحثون في جامعة ماكواري الأسترالية أن “التكاثر الضار للطحالب الخضراء المزرقة يرتبط بارتفاع معدلات الإصابة بأمراض الخلايا العصبية الحركية، وهي حالة تسبب الشلل والوفاة المبكرة”.
وقال الباحثون لـصحيفة “سيدني مورننغ هيرالد” الأسترالية إن “أمراض الخلايا العصبية الحركية تهاجم الخلايا العصبية بشكل تدريجي، مما يقلل من قدرة الشخص على الكلام والحركة والتنفس وعادة ما تقتل المرضى في غضون عامين إلى 4 سنوات بعد التشخيص”.
وتابعوا مؤكدين أن “معدلات الوفيات الناجمة عن مرض الخلايا العصبية الحركية ارتفعت بنسبة 250 بالمئة على مدار الـ30 عاما الماضية في أستراليا”.
وحاول العلماء وكذلك المرضى المصابين بمرض الخلايا العصبية الحركية فهم سبب ارتفاع معدلات معدلات الإصابة به في مناطق معينة من البلاد، مما أدى بهم إلى نظرية الطحالب.
وتفرز بعض أزهار الطحالب سموما ضارة في الماء والهواء، وهناك مناطق معينة من أستراليا لديها معدلات عالية بشكل مثير للفضول من المرض، مثل ريفرينا، وهي منطقة زراعية تتواجد في نيو ساوث ويلز، لديها ما بين خمسة إلى سبعة أضعاف الإصابة الوطنية بالمرض.
وتعتبر المنطقة موطن لبحيرة ويانغان، وهو خزان يتفشى في كثير من الأحيان بالبكتيريا الزرقاء أو الطحالب الخضراء المزرقة، وتم وضع المنطقة المحيطة بالبحيرة حاليا في حالة “تأهب أحمر”، مما يعني أنه يجب على الناس تجنب الصيد والسباحة في المياه التي يحتمل أن تكون سامة وكذلك عدم شربها.
ومن المعروف أن البكتيريا الزرقاء تطلق عددا من السموم، بما في ذلك السم العصبي الذي يسمى “BMAA”، وتشير بعض الأبحاث التي أجريت على الحيوانات إلى أن سم “BMAA” يمكن أن يكون أحد العوامل العديدة التي تؤدي إلى تطور تدهور الخلايا العصبية الحركية.
ووجد الباحثون أن سم “BMAA” يتواجد في الممرات المائية الأخرى التي تنتشر فيها الطحالب في منطقة ريفرينا، لكنهم لم يؤكدوا بعد ارتباطا بمرض الخلايا العصبية الحركية، ورجحوا أن يكون مرض التنكس العصبي ناتجا عن مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية.
وقال دومينيك رو، رئيس قسم ماكواري للأعصاب، لصحيفة “سيدني مورننغ هيرالد” إنه
“حتى في الحالات المهيأة وراثيا للإصابة بمرض التنكس العصبي، فإن الضغوطات البيئية مثل تكاثر الطحالب يمكن أن تساهم في ظهور المرض وتطوره، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم كيفية تفاعل هذه العوامل بشكل أفضل”.
وتابع: “حتى ندرس الأسباب الجينية بشكل منهجي ونخرجها من البيئة، من الصعب أن نكون دقيقين بنسبة 100 بالمئة فيما يتعلق بالعوامل البيئية”.
ومن الممكن أن يسبب تكاثر الطحالب مجموعة من المشاكل، بداية من الأسماك القاتلة الجماعية إلى تسمم الهواء الذي تتنفسه.
المصدر: سبوتنيك