أعلن نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عن خطوات يقوم بها الآن رئيس مجلس النواب نبيه بري على خط تشكيل الحكومة وقال “توجد خطوات يقوم بها الآن الرئيس بري يؤمل من خلالها أن تفتح فرصة للحل والمعالجة، ونحن نساعد ونعاون وأطراف آخرون أيضًا يساعدون ويعاونون. نحتاج الى هذا الاسبوع لتظهر النتائج بشكل مباشر”.
ولفت الشيخ قاسم في مقابلة مع موقع “العهد” الى أن “خيار استمرار البلد من دون حكومة يعني استمرار الفوضى الاقتصادية والاجتماعية والتدهور المتواصل”، وشدد على أن “تشكيل الحكومة هو المدخل الطبيعي والضروري والحصري لبداية الحل في لبنان”.
وردا على سؤال قال ان “أي أمر يتعلق بحاكم مصرف لبنان من بقاء أو اقالة يتطلب حكومة تتخذ هذا القرار. النقاش حول هذا الموضوع يكون للتسلية إذا لم يترجم بنقاش داخل الحكومة التي عليها اتخاذ الموقف السليم بهذه المسألة بحسب المعطيات التي تقدم لها”.
وحول ما أثاره حاكم مصرف لبنان مؤخرا في ما يرتبط بجمعية القرض الحسن، أوضح الشيخ قاسم أن “مؤسسة القرض الحسن مؤسسة اجتماعية خيرية لا تتعاطى المسائل البنكية وليست داخلة ضمن النظام المصرفي في لبنان، وبالتالي أي ملاحظة قد تكون لأي جهة تعتبر نفسها صاحبة صلاحية تستطيع أن تتابعها بالقنوات القانونية الطبيعية وستجد أن هذه المؤسسة هي مؤسسة خيرية لا ينطبق عليها ما يدعيه البعض من اتهام”.
هل لدى حزب الله مشروع للاستفادة بطريقة ما من العروض الايرانية المستمرة للبنان ؟ يجيب سماحته “الأفضل أن ننتظر تشكيل الحكومة وسنحاول أن نساعد لتتعاون الدولة مع العروض الايرانية والروسية والصينية وكذلك الغربية، والتي تكون أسرع لمعالجة مشكلة الكهرباء أو غيرها من المشاكل”.
وحول قدرات المقاومة اشار الشيخ قاسم انه “خلال 21 عامًا قامت “اسرائيل” مرة واحدة بعدوان سنة 2006 بتوقع أن تسحق المقاومة في لبنان، لكنها فشلت فشلًا ذريعًا، ومنذ 15 سنة حتى الآن ما تزال “اسرائيل” مردوعة بكل ما للكلمة من معنى، وهذا دليل على ما تركه التحرير والنصر في عدوان سنة 2006 من آثار على “اسرائيل” كي لا تتجرأ أن تدخل الى عدوان بأي صورة أو شكل لأنها تعلم تمامًا أن رد المقاومة سيكون قاسيًا جدًا، خاصة أن إمكاناتها وأساليب عملها تتطور بشكل غير عادي خلال السنوات السابقة وهي الآن في وضع أفضل بكثير مما كانت عليه أثناء التحرير أو بعد عدوان 2006.
واشار ردا على سؤال انه “أصبح معلومًا أن مستوى التعاون بين الجمهورية الإسلامية وحزب الله والمقاومة في فلسطين عالي الوتيرة تجهيزًا وإمكانات وتدريبًا وتصنيعًا وبكل العناوين، وبالتالي أي تفاصيل أخرى لها علاقة بآليات التنسيق تبقى أمنية ولا يمكن أن نصرح بتفاصيلها لكن الواضح أن المعركة التي حصلت (في فلسطين) كانت بمتابعة حثيثة وتعاون دائم بحمد الله”.
وحول المعادلة التي أشار اليها الأمين العام لحزب الله “القدس مقابل حرب اقليمية” وهل هي قابلة للفرض في المدى المنظور قال “لا يمكن تحديد أوقات متوقعة لحروب قد تبدأها “اسرائيل” أو تطورات ممكن أن تؤدي الى حرب اقليمية شاملة. هذا أمر له علاقة بمعطيات ميدانية ليست متوفرة حاليًا ولا الظروف مؤاتية لها، لكن يجب أن يبقى واضحًا أننا كحزب الله في حال استعداد دائم لأي تطور محسوب أو غير محسوب”.
وعن المؤتمر الصحفي الذي تحدى فيه السنوار أمس العدو الاسرائيلي قال الشيخ قاسم “العدو الاسرائيلي يكثر عادة من التهديدات من أجل أن يترك آثارًا معنوية على أعدائه، لكن يبدو أنه لم يفهم بعد المقاومة والمقاومين الواثقين بنصر الله تعالى، والواثقين أنهم في مجال التحدي والمواجهة يقفون في الصفوف الأمامية مع المجاهدين الشرفاء، لذا فإن ظهور السنوار العلني تحدٍّ واضح للعدو الاسرائيلي بأن تهديداته لا يمكن أن تترك أثرًا في المقاومة وقيادتها”.
وردا على سؤال اشار ان “صحة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله حفظه الله بخير والحمد لله تعالى. وقد أصابه عارض صحي طارئ خلال الأيام السابقة وكان يحتاج إلى يومين أو ثلاثة للشفاء منه، ولكن لأن محبيه ينتظرون كلامه في 25 أيار، فإن عدم الإطلالة كانت ستثير تساؤلات في غير محلها، وكان من الأفضل أن يطل رغم عدم الشفاء الكامل. والأمين العام بخير إن شاء الله”.
وحول الانتخابات في سوريا، أكد الشيخ قاسم أن “الإقبال الكثيف على الانتخابات في سوريا دليل على أن سوريا تتعافى وأن النظام ثبّت موقعه بشكل جيّد”، وتابع “هذا المشهد هو مشهد مخالف تماما لكل المراهنات السابقة التي كانت تعتبر أن بقاء النازحين خارج سوريا، هو أداة لأجل أن يصوتوا لرئيس غير الرئيس الأسد، وبالتالي تتم إزاحة الرئيس بطريقة ديمقراطية – دستورية”.
وفي ما يرتبط باعادة ترميم العلاقة بين حركة “حماس” وسوريا ودور حزب الله على هذا الصعيد، لفت الشيخ قاسم الى أن “العلاقة كانت محل متابعة خلال الأشهر السابقة وكان هناك تقدم أيضا في احتمال إعادة العلاقات بينهما، لكن ما حصل من معركة مشرفة في سيف القدس سرّع هذه الخطوات وإن شاء الله نرى قريبًا عودة العلاقات بشكل طبيعي وترميم التصدعات”.
المصدر: موقع العهد