قال فريقان من العلماء الأوروبيين، الذين يعملون بشكل مستقل، إنهم عثروا على سبب حالة تخثر الدم النادرة التي حدثت لدى بعض الأشخاص بعد تلقي لقاح شركة “أسترازينيكا” المضاد لمرض “كوفيد 19″، مع توصلهم لطريقة علاجية سهلة للجلطة.
في وقت سابق من هذا الشهر، أشارت تقارير إلى حدوث ما يقرب من 30 جلطة دموية بعد التطعيم باللقاح، بعضها قاتل، وأدى ذلك إلى تعليق استخدام لقاح “أسترازينيكا” في دول عدة، أغلبها في أوروبا.
استأنفت معظم الدول استخدامه، بعد أن أجرت وكالة الأدوية الأوروبية تحقيقا وأعلنت يوم الخميس أن اللقاح آمن وفعال. وقالت الوكالة إن فوائد اللقاح تفوق بكثير المخاطر المحتملة، وأشارت إلى أن معدل جلطات الدم بعد اللقاح كان في الواقع أقل من المعدل المتوقع في عموم السكان.
لكن مجموعة من الباحثين الألمان، بقيادة الأستاذ أندرياس غرينشر بجامعة غرايفسفالد، قالت يوم الجمعة في بيان إنهم يعتقدون أن لقاح “أسترازينيكا”، في بعض الحالات، يؤدي إلى فرط نشاط الصفائح الدموية في الدم. ويتسبب بعد ذلك في جلطات الدم وحالات وفاة، وقال الباحثون إن الأمر مشابه لما يحدث مع حالة تسمى قلة الصفيحات التي يسببها الهيبارين، حسبما ذكرت “الإذاعة الوطنية العامة” الأمريكية.
وأخبر البروفيسور بال أندريه هولمي صحيفة “VG” النرويجية أنه واثق من أنهم قد حددوا الأجسام المضادة التي يسببها اللقاح، وينتج عنها لاحقا رد فعل مفرط من قبل الجهاز المناعي يؤدي إلى تجلط الدم.
قال هولم: “نظريتنا أن هذه استجابة مناعية قوية تأتي على الأرجح بعد اللقاح، لا يوجد شيء آخر غير اللقاح يمكن أن يفسر هذه الاستجابة المناعية”. إنها نفس النظرية التي طرحها غرينشر وزملاؤه في ألمانيا، لا يوجد تاريخ آخر لهؤلاء المرضى يمكن أن يعطي مثل هذه الاستجابة المناعية القوية. أنا متأكد من أن هذه الأجسام المضادة هي السبب، ولا أرى أي سبب آخر غير ذلك اللقاح؛ هو الذي أطلقها”.
لم يقتنع الكثيرون، بما في ذلك وكالة الدواء الأوروبية، بأنه تم العثور على سبب لهذه الجلطات، والذي يرتبط باللقاح.
يوم الجمعة الماضية، ذكرت الوكالة أنه “لا توجد زيادة في المخاطر الإجمالية لجلطات الدم” بين الأشخاص الذين حصلوا على لقاح “أسترازينيكا”، مضيفة أنها تلقت تقارير عن 25 جلطة حتى الآن بين 20 مليون شخص تلقوا اللقاح.
ومع ذلك، لم تستبعد الوكالة وجود رابط محتمل، وقالت في بيان: “لم يتم إثبات الصلة السببية مع اللقاح، لكنها ممكنة وتستحق مزيدا من التحليل”.
على أي حال، يقول الباحثون الألمان إن الخبر السار هو أنه إذا كانت نظريتهم صحيحة، فيمكن التعرف على رد الفعل السلبي النادر هذا ومعالجته.
وينصحون المتلقين بأن يراقبوا الكدمات أو التورم أو الصداع غير المعتاد الذي يبدأ بعد 4 أيام أو أكثر من الحصول على التطعيم، ويقولون إنه إذا تم التعرف على مشكلة التخثر بسرعة، يمكن إدارتها بسهولة نسبيا من قبل المتخصصين الصحيين.
المصدر: سبوتنيك