زعم علماء أنهم كشفوا أخيرا عن لغز سبب تعرض بعض الحيوانات للإصابة بفيروس كورونا دون بعضها الآخر.
ويزعمون أن ذلك يرجع إلى اختلافات طفيفة في التركيب الجزيئي لمستقبلات ACE2، الموجودة على أسطح الخلايا.
ويعد الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 (ACE2) شائعا لدى البشر، ويوجد في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الرئتان.
وتمتلك العديد من الحيوانات نسختها الخاصة من ACE2، ولكن تختلف نسخة كل نوع قليلا في تركيبته الجزيئية.
ويعتقد العلماء أن هذه الاختلافات تفسر سبب إصابة بعض الحيوانات – مثل القطط والأبقار – بالعدوى، في حين أن الأنواع الأخرى – بما في ذلك الخنازير والدجاج – محصنة.
وطوال فترة الوباء، أبلغ عن العديد من الحالات التي أصيبت فيها الحيوانات بفيروس كورونا.
ووجدت ورقة بحثية نُشرت في أكتوبر أن عشرات الحيوانات التي تتعامل بشكل منتظم مع البشر معرضة للإصابة، على سبيل المثال. ووجد هذا البحث من كلية لندن الجامعية (UCL)، ما مجموعه 28 نوعا من الأنواع البرية، التي تشمل الغوريلا والدببة القطبية والخيول.
وبحثت دراسة منفصلة نُشرت في نوفمبر من قبل باحثين في جامعة Dalhousie في كندا، في الثدييات البحرية، واكتشفت أن ما لا يقل عن 15 نوعا من الدلافين والفقمات والحيتان يمكن أن تكون مصابة.
وعملت كلتا الدراستين على مواقف افتراضية بناء على المعرفة الموجودة مسبقا لـ SARS-CoV-2 والجينات الحيوانية التي تصنع مستقبل ACE2.
وبُني أحدث بحث، نُشر في مجلة PLOS Computational Biology، على هذه النتائج السابقة وخلق نماذج حاسوبية لمستقبلات ACE2 الموجودة في 28 نوعا من الحيوانات.
ووجد باحثون من جامعة ستانفورد أن المستقبلات تبدو متشابهة جدا في جميع الأنواع التي تم تحليلها. وتبين أن الأكثر تشابها مع البشر، كان الشمبانزي (99.5٪ تشابه)، والأكثر اختلافا كان في الأسماك الذهبية (72٪ تشابه).
وأجرى الباحثون بعد ذلك اختبارات على الكمبيوتر للجمع بين نتوءات الفيروس التاجي ومستقبلات ACE2 لكل حيوان، والتنبؤ بالروابط التي يمكن أو لا يتم إنشاؤها.
ويوجد لدى البشر مجموعة من المواقع التي يخلق فيها النتوء والمستقبلات قوة جذابة، ما يبقيها معا جسديا. ويحدث الكثير من هذا في موقع على نتوء فيروس كورونا يسمى مجال ربط المستقبلات (RBD).
ومع ذلك، فإن بعض الطفرات في RBD للحيوانات تمنع إجراء هذه الروابط، وبالتالي لا يمكن للفيروس أن يلتصق بمستقبل ACE2 ويتسلل إلى الخلية.
وكتب الباحثون في دراستهم أنهم وجدوا أن “الأنواع المعروفة بأنها ليست معرضة للإصابة بعدوى SARS-CoV-2، لها طفرات غير محافظة ”في عدة مواقع على مستقبل ACE2″، التي تعطل الاتصالات الرئيسية مع بروتين سبايك الفيروسي”.
وقال جواو رودريغز، معد الدراسة: “بفضل بيانات الوصول المفتوح، والمطبوعات المسبقة، والبرامج الأكاديمية المتاحة مجانا، انتقلنا من التساؤل عما إذا كان بإمكان النمور التقاط “كوفيد-19″، إلى امتلاك نماذج ثلاثية الأبعاد لهياكل البروتين التي تقدم تفسيرا محتملا لسبب حدوث ذلك في غضون أسابيع قليلة فقط”.
ولتقليل مخاطر إصابة الحيوانات الأليفة والبرية، بما في ذلك الأنواع المهددة بالانقراض، أوصى باتباع إرشادات المنظمة العالمية لصحة الحيوان.
وأضاف رودريغز: “يجب على الأشخاص المصابين بـ “كوفيد-19″ الحد من الاتصال بحيواناتهم الأليفة، وكذلك مع الحيوانات الأخرى”.
المصدر: ديلي ميل
المصدر: ديلي ميل