تؤثر أعداد الحالات المتزايدة في جميع أنحاء الولايات المتحدة على الأطفال “بمستويات غير مسبوقة”، وفقًا للأرقام الجديدة الصادرة يوم الاثنين من قبل الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ورابطة مستشفيات الأطفال.
وقالت الرابطة في بيان إن هناك 61 ألف حالة إصابة جديدة بين الأطفال خلال الأسبوع الأخير من أكتوبر “وهو أكبر من أي أسبوع سابق في الوباء”. وقالت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال إنه منذ بداية الوباء حتى 29 أكتوبر / تشرين الأول، ثبتت إصابة أكثر من 853 ألف طفل بفيروس “كوفيد -19″، بما في ذلك ما يقرب من 200 ألف حالة جديدة خلال شهر أكتوبر.
وقالت رئيسة الرابطة الدكتورة سالي جوزا في البيان: “هذا تذكير صارخ بتأثير هذا الوباء على الجميع – بما في ذلك أطفالنا ومراهقينا، هذا الفيروس شديد العدوى، وبما أننا نشهد طفرات في العديد من المجتمعات، فإن الأطفال أكثر عرضة للإصابة أيضًا”.
ومع ذلك، من المحتمل أن تكون هذه الأرقام أقل من قيمتها. فنظرًا لأن الأعراض عند الأطفال غالبًا ما تكون خفيفة ويمكن أن تبدو مثل نزلات البرد أو الفيروسات، لا يتم اختبار العديد من الأطفال.
الأعراض عند الأطفال
وتشمل الأعراض النموذجية لـ”كوفيد-19″ لدى كل من الأطفال والبالغين حمى تصل إلى 100 درجة فهرنهايت أو أعلى، وسعال جاف، وصعوبة في التنفس، وصداع، ومشاكل في الجهاز الهضمي، وآلام في الجسم وإرهاق، وسيلان الأنف، والتهاب الحلق والعطس.
ويمكن أن تشمل الأعراض غير المعتادة “أصابع كوفيد” – وهي حالة جلدية، وفقدان مفاجئ للتذوق والشم والتهاب الملتحمة، وحالة شديدة العدوى تُعرف أيضًا بالعين الوردية.
ومع ذلك، أشارت الأبحاث المبكرة إلى أن الأطفال قد لا يصابون بالحمى أو السعال أو ضيق التنفس مثل البالغين. وتم العثور على الحمى والسعال لدى 56٪ و 54٪ من الأطفال في دراسة واحدة، مقارنة بـ 71٪ و 80٪ من البالغين، وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. وعُثر على ضيق في التنفس لدى 13 ٪ فقط من مرضى الأطفال، مقارنة بـ 43 ٪ من البالغين. كما كانت حالات التهاب الحلق، والصداع، وآلام العضلات، والتعب، والإسهال أقل شيوعًا لدى الأطفال.
وبينما أن حالات المرض الشديد بسبب “كوفيد-19” تبدو نادرة بين الأطفال، فقد تم الإبلاغ عن مرض شديد، في أغلب الأحيان عند الرضع الذين يبلغون أقل من عام.
وعندما احتاج الأطفال إلى دخول المستشفى، وجد مركز السيطرة على الأمراض، أن واحدًا من كل ثلاثة يحتاج إلى العلاج في وحدة العناية المركزة – بنفس معدل البالغين.
الآثار طويلة المدى غير معروفة
وكان المراهقون الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 17 عامًا، وفقًا لتقرير صدر في أوائل شهر أكتوبر من قبل مركز السيطرة على الأمراض، أكثر عرضة للإصابة بـ”كوفيد-19″ بمقدار الضعف مقارنة بالأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 11 عامًا.
وقالت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إن الحالات الأكثر خطورة من “كوفيد-19” كانت على الأرجح موجودة لدى الأطفال الذين يعانون من ظروف صحية أساسية، مع أمراض الرئة المزمنة، بما في ذلك الربو، وهي الحالة الأكثر شيوعًا (55 ٪). بينما في النسب الصغيرة، الأطفال من ذوي الإعاقة (9٪)، الاضطرابات المناعية (7٪)، السكري (6٪)، الحالات النفسية (6٪)، أمراض القلب والأوعية الدموية (5٪) والسمنة الشديدة (4٪) يعانون بشكل خاص من حالات شديدة جراء “كوفيد-19” أيضًا.
وقالت غوزا: “أنا أِشعر بقلق كبير بشأن الأضرار طويلة المدى التي قد يعاني منها الأطفال، وخاصة الأطفال السود ومن ذوي الأصول الأسبانية الذين يعانون من عدد أكبر من الإصابات”، موضحة: “هذا لا يشمل فقط الأطفال الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس، ولكن كل شخص في هذه المجتمعات يعانني من أضرار نفسية وعقلية غير متناسبة”.
حاجة للحذر
وتدفع درجات الحرارة الباردة العديد من الأشخاص إلى الداخل، إلى أماكن أقرب، حيث يمكن للفيروس أن ينتشر بسهولة أكبر. وبالإضافة إلى ذلك، قد يعرض السفر في الإجازة القادمة الأطفال والبالغين لخطر أكبر أثناء تجمع الأسرة.
وبالنظر إلى الأعداد المتزايدة من الحالات والاستشفاء في هذا الوقت، يجب على العائلات اتخاذ المزيد من الاحتياطات والنظر في إلغاء أي خطط لعيد الشكر أو أي عطلة أخرى.
وقالت غوزا: “يمكننا المساعدة في حماية كل فرد في مجتمعاتنا بالحفاظ على التباعد الاجتماعي، وارتداء الأقنعة، واتباع توصيات أخرى من الأطباء وخبراء الصحة العامة”.
المصدر: سي ان ان