رسالة من حديد، الى كيان القِبَب الحديدية – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

رسالة من حديد، الى كيان القِبَب الحديدية

medium_2020-09-29-459a8f3c7a
أمين أبوراشد

فوراً، وقبل أن يشرب بنيامين نتانياهو جرعة ماء ليبتلع كذبته أمام منبر الأمم المتحدة، حول وجود مصنع للصواريخ بين الأبنية السكنية في منطقة الجناح، قررت قيادة المقاومة الردّ الصادق الدامغ، ووجهت دعوات الى كافة وسائل الإعلام، للدخول الى المصنع المزعوم، ونقلت الحقائق بالصوت والصورة عن معملٍ خاص لتقطيع صفائح الحديد والصلب غُبّ الطلب للزبائن، وكل موجودات المعمل ومكاتبه ومستودعاته تم نقلها بالصورة الى العالم، ونشرت غسيل الإرهابي الكاذب نتانياهو على سطوح كل العالم!

هذا الردّ الإعلامي الصاعق من قيادة المقاومة، تكمُن أهميته بالنسبة للغالبية الساحقة من اللبنانيين، أنه تزامن مع إطلالة تلفزيونية بانورامية شاملة لسماحة السيد حسن نصرالله مساء الثلاثاء، ونقلتنا بالذكرى الى ليلة 14 تموز 2006، عندما أطلّ سماحته عبر الشاشة وقال: “المفاجآت التي وعدتكم بها سوف تبدأ من الآن.. الآن في عرض البحر، في مقابل بيروت، البارجة الحربية العسكرية الإسرائيلية ساعر 5، التي اعتدت على بنيتنا التحتية وعلى بيوت الناس وعلى المدنيين، انظروا إليها تحترق”.

وهذا الردّ الإعلامي الفوري لقيادة المقاومة، جاء أيضاً أسرع من ردّ وزير الخارجية اللبناني السابق جبران باسيل، عندما دعا سفراء الدول المعتمدين في لبنان لجولة في محيط  مطار بيروت، برفقة كافة وسائل الإعلام بتاريخ 01/10/2018، لدحض مزاعم نتانياهو نفسه، عن إقامة مخازن ومعامل لتطوير “صواريخ دقيقة” قرب مطار بيروت الدولي، وبين المدنيين، “بأمرٍ من إيران”، محدداً يومذاك مواقعها على الخريطة، لتأتي وقائع الخريطة على الأرض وأمام أعين الدبلوماسيين الدوليين، أن إسرائيل لا تُعاني فقط من مرض الكذب والتزوير، بل أيضاً من فشلٍ في المعلومات وخيبةٍ في التقدير.

وحيث أن نتانياهو، أراد من خلال أكذوبته، تأليب العالم على لبنان ومقاومته، فإنه في الوقت نفسه شاءها رسالة الى الداخل اللبناني، وتحديداً الى حفنة من سياسيين لبنانيين لا “قميص عثمان” لديهم سوى سلاح المقاومة، رغم أنهم يُدركون، أن حزب الله لديه من الحكمة والدراية والخبرة والأخلاق ما يكفي ليقرر أماكن تخزين أي عتاد، وأنه يعتبر بيوت الناس كما العتبات المُقدسة، وسلامة ساكنيها مُقدسة وأنهم شركاء في كل معارك المقاومة المُقدسة.

لم تكن الرسالة التي وجّهتها قيادة المقاومة من معمل حديد، الرسالة الحديدية الأولى من لبنان الى كيان القبب الحديدية ولن تكون الأخيرة طبعاً، لكن لا بُد من رسالة وردية ربيعية الى بعض الشركاء في الوطن، الذين تجذبهم أكاذيب ترتبط بصفقة القرن وعمليات التطبيع المشبوهة مع الكيان الصهيوني، أن يكونوا بنفس حرص المقاومة على الناس ومساكن عيش الناس، سيما وأن الشعب اللبناني يُعاني في زمن الوباء الحالي من كل الأزمات الصحية والإقتصادية والإجتماعية، والأولَى بنا أن نعود الى لُحمةٍ وطنية حقيقية من حديد لمواجهة الإستحقاقات بدل التلهِّي بأكاذيب فاسد مُلاحق قضائياً بمستوى بنيامين نتانياهو…  

المصدر: موقع المنار