دعا السيد علي فضل الله في رسالة يوم العاشر من محرم، القوى السياسية إلى “الخروج من حساباتها الخاصة والشروط والشروط المضادة والإسراع في تشكيل حكومة إنقاذ وإصلاح تعيد ثقة المواطنين والعالم بهذا البلد”، معتبرا أن “هذا البلد أريد له أن يبقى ساحة للصراع بين الطوائف والمذاهب تحت عناوين حصة هذه الطائفة أو غبن هذا المذهب”، مشيرا إلى “ضرورة الخروج من هذا المنطق إلى منطق دولة المواطنة”، داعيا اللبنانيين إلى “عدم الرهان على الخارج لحل مشاكلهم فالحل لن يكون إلا بأيديهم”.
وتوجه بالتحية لصمود الشعب الفلسطيني، معتبرا أن “سياسة التطبيع التي تقوم بها بعض الدول لن تزيد هذا العدو إلا غطرسة وأطماعا وتهويدا لكامل فلسطين”، وقال: “كان الحسين وهو في كربلاء يتطلع إلى المستقبل الآتي كان يتطلع إلى كل أولئك الذين لن يخذلوه كما خذله الذين وقفوا في مواجهته أو الذين سكتوا عن سفك دمه لقد أراد من خلال دمائه ودماء أصحابه الزكية أن تكون الأمة على الصورة التي جاء لأجل بنائها رسول الله، الأمة الواعية التي تفكر.. الأمة التي لا تؤجر عقولها لأحد، الأمة التي ترفض أن يتسلط على رقابها رجل كمثل يزيد.. الأمة التي تملك حريتها وقرارها.. الأمة التي ترفع صوتها في وجه المنكر والانحراف والفساد التي لا تعطي إعطاء الذليل ولا تقر إقرار العبيد..”.
ورأى أن “فلسطين، تبقى الشاهد الأبرز على غياب العدالة عن هذا العالم، وعلى تداعيات هذا الانقسام، حيث ما زالت إسرائيل تواصل مشروعها التهويدي لفلسطين، ومواصلة عمليات القمع والإخضاع لما تبقى من شعب فلسطيني في الضفة الغربية وشن الغارات وإحكام الحصار على غزة، من دون أن تكف عن سياسة انتهاك المقدسات في القدس والمسجد الأقصى، غير آبهة بقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن كلها، ومن دون أي التفات إلى النداءات الدولية كلها الداعية إلى حل سياسي يحقق ولو الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية”.
وحيا “ثبات الشعب الفلسطيني وصموده”، داعيا إلى “توحيد صفوفه ونبذ أي مظاهر للانقسام”، وقال للدول العربية ب “أن سياسات التطبيع التي تحصل أو يراد لها أن تحصل، لم تؤد إلى تشجيع العدو على الموافقة على حل سلمي عادل بل إنها تشكل حافزا له للمزيد من التمرد على هذا الحل، ما يتطلب مراجعة هذه السياسات وممارسة المزيد من الضغوط على هذا الكيان باعتبارها السياسة الأكثر جدوى في الحد من الأطماع الإسرائيلية التي لا حدود لها”.
واعتبر أن “لبنان تستمر فيه معاناة أبنائه بفعل تداعيات الواقع الاقتصادي والاجتماعي والانقسام السياسي الحاد والفساد المستشري”، داعيا إلى “رفع الصوت عاليا في وجه القوى السياسية التي كانت سببا في كل هذه المآسي وفي إيصال اللبنانيين إلى حافة الجوع والوطن إلى شفير الانهيار، كي تسرع الخطى في إصلاح نفسها والكف عن طرح الشروط والشروط المضادة، وليكون الهم الأول هو إخراج هذا البلد من النفق المظلم وإنسانه من معاناته من خلال تشكيل حكومة لا تكرر كل السلبيات التي انتجتها الحكومات السابقة من محاصصة وفساد بل حكومة إنقاذ وإصلاح تعيد ثقة المواطنين وثقة العالم.. وعلى اللبنانيين أن يكفوا أن يكونوا صدى للآخر.. وأن يكفوا أيدي الفاسدين والسارقين والمتسببين بمآسيهم…”.
وقال: “أريد لهذا البلد أن يبقى ساحة للصراع بين الطوائف والمذاهب تحت عناوين حقوق هذه الطائفة أو تلك، ونحن نريده أن يكون دولة المواطنة القائمة على حفظ حقوق جميع أبنائها، وأن يكون النموذج الذي يحمل إلى العالم رسالة روحية تؤكد قدرة الأديان على التكامل في ما بينها على قاعدة القيم الأخلاقية والإنسانية المشتركة، والتي نريد لها أن تكون ليس فقط هي الحاكمة في العلاقة بين اللبنانيين بل في العلاقة بين الدول والشعوب كلها”.
وجدد السيد فضل الله قوله إن علاج مشاكل لبنان لن يأتي من الخارج الذي له حساباته ومصالحه وليست دائما تتلاقى مع حساباتنا ومصالحنا هي تأتي عندما يتوحد اللبنانيون على حل مشاكله واخراجه من أزماته. جربنا كل الفتن والصراعات والحروب ولم تنتج إلا المآسي والأزمات الذي ما زلنا نعاني من تداعياتها على أكثر من صعيد فلنجرب الوحدة والتعاون والتلاقي”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام