استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، الرئيس نجيب ميقاتي الذي قال بعد اللقاء: “التشاور مع دولة الرئيس دائم ومستمر، واليوم خصوصا في هذه الظروف الدقيقة، بحثت مع دولة الرئيس بري في عدة مواضيع وابرزها الاجتماع الذي تمت الدعوة اليه في القصر الجمهوري يوم الخميس المقبل. وتحدثنا بإسهاب عن هذا الموضوع وابديت وجهة نظري الشخصية، لا موقف رؤساء الحكومات السابقين، لأننا سنصدر بيانا موحدا فيما بعد، وقلت ان هذا الاجتماع المزمع عقده يتم من دون جدول أعمال أو خارطة طريق، ولا نعلم اذا كان سيقتصر على جلسة واحدة ام عدة جلسات. كما اننا نسمع كلاما ان هذا الاجتماع هو للبحث في مواضيع الثوابت الوطنية، في حين ان هذه الثوابت ليست مادة حوارية، ناهيك عن قيام البعض بإعطائنا دروسا في الوطنية وبكيفية أن نكون على مستوى المسؤولية الوطنية، وقيام بعض النافذين في هذا العهد بإطلاق كلام فوق السطوح. رأيي الشخصي أن هذا المؤتمر، في حال عقده، نتمنى ان يكون ناجحا، وسنعلن موقفنا منه في الساعات المقبلة”.
أضاف: “نحن طلاب حوار وننادي بالحوار دائما، ولم يصدر عني اي تصريح لا اقول فيه ان الحل في لبنان هو بالحوار بين اللبنانيين، ولكن اذكر أننا عقدنا جلسة حوار في الاول من ايلول الفائت في قصر بعبدا، واتفقنا على سلسلة قرارات اقتصادية وعلى تشكيل هيئة طوارىء اقتصادية ولم تتم ترجمة هذه المقررات بشكل عملي. كما عقد اجتماع ثان في السادس من ايار الفائت، في القصر الجمهوري، لم نشارك فيه، وقد اتخذت قرارات لم تترجم على الأرض، بل على العكس قامت الحكومة بعرض الخطة الاقتصادية التي اعدتها، ولكننا نسمع اليوم كلاما معاكسا لما اتفق عليه. هذه الحكومة تقول انها حققت في مئة يوم سبعة وتسعين في المئة من برنامجها، وقد مضى على تشكيلها 132 يوما، اي انه في حساباتها حققت 127 في المئة من مهماتها، وبالتالي لا ضرورة لأن نعذب انفسنا بالصعود الى بعبدا”.
سئل: هل مقاطعة الحوار هي محاولة لاستهداف رئاسة الجمهورية وعزلها؟
أجاب: “نحن نحترم المقامات وليس هناك قرار بالقطيعة، الوضع الاجتماعي والاقتصادي صعب جدا اليوم، ولا يمكن ان نقبل بتخدير الناس بعقد مثل هذه الاجتماعات من دون ان نعرف مسبقا جدول الاعمال وما قد يصدر. وضع البلد معروف وما يهم الناس هو المواضيع الاقتصادية لأن الفقر والجوع يدق كل الابواب، وهناك قول مأثور “اذا دخل الفقر من النافذة خرج الايمان من الباب”. نحن اليوم في وضع صعب جدا، وانا شخصيا لا يمكن ان أقاطع اي مقام، انما يجب ان نعرف مسبقا ما نحن مقبلون عليه قبل ان نخطو اي خطوة. وكنت اتمنى لو أن فخامة الرئيس قام بمشاورات ثنائية مع مختلف الاطراف قبل ان يدعو الى هكذا اجتماع ويستشرف الجو العام، لكي ينعقد الاجتماع في ظل اتفاق مسبق على الخطوط العريضة لما سيتم اقراره، اما مجرد عقد اجتماع ونقوم بعملية تخدير جديدة للناس، فهذا امر غير مقبول. عندما كان الرئيس بري يحدثني عن اهمية هذا الاجتماع قلت له دولة الرئيس قبل أن تقنعني انا، قم بإقناع جمهورنا والناس”.
وعن تغير الظروف بين الاجتماعات السابقة ومؤتمر الحوار الحالي والاحداث الاخيرة التي كادت تتسبب بفتنة، قال: “نحن لا يمكن أن ننجر الى اي فتنة، لا طائفية ولا أهلية ولا مذهبية. لبنان اولا واخيرا، وعلينا العمل على معالجة المواضيع الاقتصادية والاجتماعية الخطيرة بدل التلهي بنقاشات لا طائل منها”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام