نظمت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان، لقاء عبر الفضاء الافتراضي بعنوان “لقاء مع زوار الشمس”، في الذكرى السنوية الواحدة والثلاثين لرحيل الإمام الخميني (قده)، ضم مشاركين من النجف وباريس وقم وطهران.
بداية، ألقى المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية في لبنان عباس خامه يار كلمة ترحيبية قال فيها: “لقاء مع الشمس! كان ذلك انطباع الغالبية ممن نالوا حظوة لقاء الإمام روح الله الخميني.. ربما لأن النظر في وجه العارف عبادة. وربما كان ذاك الفيض من التجلي بمكان حتى عجز كل من حظي بشعاعٍ منه إلا أن يعبر عن ذاك النور المستقى من وجود الإمام.
لقد استحالت اللقاءات تلك، حدثا تاريخيا خالدا في ذاكرة أبطاله أولا، ثم في صفحات الزمان.. يذكرها محبوه مغبطين متمنين لو أنهم كانوا من أولئك الذين نظر الإمام في عيونهم وابتسم لقلوبهم العاشقة!”.
أضاف: “لقد نلت شرف لقاء الإمام عدة مرات عن قرب في قم وطهران، وقد عرفت ذاك الشعور المعنوي العارم الذي يبعث على البكاء شوقا وفرحا. في الذكرى الواحدة والثلاثين لارتحال الإمام الخميني قدس سره، نعزي النفس بالإصغاء لكل من وقف في حضرة النور، يستفيض بالسماحة والعرفان والمحبة. لكل من أمضى لحظات بالقرب منه وسمع تلك النبرة وتأثر بها.. أليس كما قيل، لسان العارف ينطق بالمعاني الإلهية؟ أليس الخالق هو الذي يلهم العرفاء بما يتكلمون به؟ إنه يروق لمسامعنا أن نعود معكم أيها الكبار الأفاضل، إلى لحظاتكم العزيزة مع شيخكم أيها المريدون! لا شك في أنه كان وصال المريد مع حبيبه العارف، ذاك الوصال الذي لن تنسوه ولن يمحى أثره البالغ في مسيراتكم الفكرية والحياتية”. وتابع: “يحضرنا غزل حافظ: وجهك السمح كشف لنا آية من الود… ومذاك الزمان، ليس في ذاكرتنا سوى الخير والود”.
وتناول عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل خليل حمدان العلاقة بين الإمام المغيب السيد موسى الصدر بالإمام الخميني الراحل، مشيرا الى أنها “علاقة قديمة للغاية، منذ أن كان السيد موسى الصدر تلميذا في قم، وبالتالي استمرت هذه العلاقة على مستوى المعرفة الشخصية وعلى المستوى النضالي”. وقال: “وما وجود عدد من المناضلين من الجمهورية الإسلامية الايرانية في لبنان إلا تعبير عن تواصل الإمام المغيب السيد موسى الصدر، مع حركة الإمام الخميني. في الواقع نحن تعرفنا على الإمام الخميني الراحل قبل ان نراه بكثير، بحيث كانت لنا نشاطات عديدة منذ عام 1975 وصاعدا”
أضاف: “إن الإمام المغيب السيد موسى الصدر وحتى آخر لحظة من تواجده في لبنان كان يعمل على نشر فكر الثورة الإسلامية الإيرانية، وآخر مقال كتبه في جريدة “لوموند” الفرنسية “نداء الأنبياء يتحدث فيه عن أهداف الثورة الإسلامية الإيرانية وعن ظلم شاه إيران، وعن تعذيب العلماء والمجاهدين الذين كانوا يعارضون سياسة شاه إيران في تلك الفترة”.
ولفت الى أن “الشهيد مصطفى شمران الذي استشهد وهو يدافع عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، هو المسؤول التنظيمي الأول لحركة “أمل”، أشرف على تنظيم الصفوف وإعداد أفواج المقاومة اللبنانية “أمل”، على صعيد المقاومة وسواها، ‘ذن هي ليست علاقة مستجدة مع انتصار الثورة الإسلامية، بل هي علاقة قديمة للغاية”.
وتابع حمدان: “عندما أبعد الإمام الخميني من العراق كان بعد 31 آب، ذكرى اختفاء الإمام موسى الصدر في ليبيا على يد المجرم معمر القذافي رئيس جمهورية ليبيا. وفي العام 1978 عندما ذهب الإمام الخميني الى الحدود، ينقل آية الله دعائي: “ان الامام الخميني قال وهو على الحدود الكويتية: “لو كان الإمام موسى الصدر في لبنان لذهبت الى لبنان قبل التوجه الى باريس”. أقام في فرنسا في نوفل لوشاتو، وبالتالي كان الاستهداف نفسه للامام موسى الصدر والإمام الخميني”.
ولفت الى أن مصطفى شمران “استطاع مع الإمام الصدر أن يصنع نهضة كبيرة جدا في أفواج المقاومة اللبنانية (امل) التي قدمت الشهداء الكثر”. وقال: “تشرفت بلقاء كبير مع الإمام الخميني وأثناء ذهاب وفد كبير جدا من لبنان ضم 72 شخصية، كان على رأسهم سماحة الشيخ المرحوم الإمام محمد مهدي شمس الدين، وايضا الرئيس حسين الحسيني الذي كان الأمين العام لحركة أمل في تلك الفترة، والرئيس نبيه بري الذي كان الأمين العام المساعد في تلك الفترة، وعدد من علماء الدين، منهم الشهيد الشيخ راغب حرب وعدد كبير من العلماء، التقينا بالإمام في المدرسة العلوية في طهران. في الحقيقة كان هذا اللقاء على مرحلتين، مرحلة مع عامة الناس، ومرحلة لقاء خاص مع الوفد الذي ذهب من لبنان، الذي كان يضم عددا من علماء الشيعة والسنة والمسيحيين، ذهب في 24 شباط 1979لكي يهنئ الإمام على هذا النصر الكبير. كان اللقاء ودودا جدا”.
وتابع: “ما قاله الإمام الخميني لفت نظري، ولازلت أذكر المسألة: “أفضل هدية جئتم بها معكم الى ايران هي مصطفى شمران”. في تلك اللحظة قرر الإمام ان يبقي الشهيد شمران في إيران”.
وتخلل اللقاء كلمات لكل من: الشيخ محمد حسن رحيميان مرافق الإمام الخميني منذ بدء مسيرته، رشيد بن عيسى خبير سابق في الاونسكو ومتخصص في علم اللغات (من الجزائر)، السيد عيسى الطباطبائي، محمد ابو سعيد الخنسا عضو المكتب السياسي لحزب الله، الدكتور حسن قناعتلي الاستاذ المحاضر في جامعة المصطفى (تركيا)، الشيخ ماهر حمود رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة من لبنان من صيدا، ورسالة مسجلة مع الشيخ حسين شحادة امين عام ملتقى الاديان والثقافات للتنمية والحوار في لبنان، عبد الشهيد الزهيري، ميشال نوفل الصافي الذي رافق الامام من باريس إلى طهران، السيد محمد جواد حجازي (مساعد رئيس فرع جامعة آزاد في لبنان)، مصطفى غلوم عباس عضو رابطة الصداقة الكويتية الإيرانية من الكويت، والدكتور طوني الحاج استاذ اللغة الفارسية في الجامعة اللبنانية سابقا.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام