“كل البيوت التي تهدم لا تساوي فردة حذاء ابني او فردة حذاء اي مناضل فلسطيني.. احنا ربينا اولادنا احسن تربيه حتى نراهم هكذا”، بهذه الكلمات ردت “والدة الاسير قسام البرغوثي” الدكتورة وداد البرغوثي، على هدم العدو الاسرائيلي لمنزل العائلة في بلدة كوبر شمال غرب رام الله بالضفة الغربية المحتلة، في ما يعتبره العدو انه مزيد من الانتقام من هذا الاسير، في سياسة عنصرية وارهابية ينتهجها الاحتلال بمواجهة عائلات الاسرى والشهداء في الاراضي المحتلة.
وهذه المواقف البطولية ليست غريبة او جديدة على أهالي وأبناء المقاومة في فلسطين ولبنان وكل احرار الامة الذين يرفضون الخضوع او مخططات الإذلال التي يعتمدها المستكبرون اليوم او عبر التاريخ المشرق لهذه المنطقة، وهذا تطبيق عملي مباشر للحديث النبوي بأن “أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر”.
ويذكرنا كلام والدة الأسير البرغوثي بمواقف عوائل الشهداء في فلسطين ولبنان الذين يرفعون لواء الصمود والمواجهة والثبات بوجه العدو امام جثامين الشهداء وخلال تشييعهم، ويؤكدون السير في درب النضال والمقاومة أيا كانت التضحيات، وهي مشاهد اعتدنا ان نشاهدها في محضر التضحيات وتقديم فلذات الأكباد في سبيل الوطن، كما يذكرنا كلام الدكتورة البرغوثي بما قالته الحاجة كاملة سمحات التي وقفت على أنقاض منزلها في الضاحية الجنوبية لبيروت خلال عدوان تموز 2006 حيث قالت “هيدا بيتي راح فدى رجل(قدم) المقاومة…”، كل هذه المواقف تؤكد ان المقاومة واحدة وهي تنطلق بشكل عفوي وفطري في ابناء هذه الارض وشعوبنا الولادة للمجاهدين والقادة والشهداء.
هذه الروح الثائرة والمقاومة لن تطفئها كل المحاولات الاسرائيلية والمخططات الاميركية في المنطقة للقضاء على القضية الفلسطينية وقمع حركات المقاومة، التي رغم كل الظروف نراها تتفاعل وتكبر سواء عبر تطور قدرات المقاومة في لبنان وفلسطين او عبر العمليات الفردية التي تحصل بين الفترة والاخرى في الاراضي المحتلة والتي شكلت أحد نماذجها الحية عملية قتل الجندي الصهيوني في بلدة يعبد في جنين بالضفة الغربية أثناء اقتحام قوة إسرائيلية للبلدة فجر الثلاثاء 12-5-2020.
وبالحديث عن قدرات المقاومة يطول الكلام خاصة اننا في محضر الذكرى السنوية لاستشهاد أحد أبرز قادتها الشهيد الجهادي الكبير السيد مصطفى بدر الدين الذي كان له الباع الطويل في تطوير هذه القدرات ورفع شأن المقاومة في مختلف المجالات العسكرية والأمنية، وبالتأكيد مع ثلة من القادة والمجاهدين على رأسهم رفيق دربه الشهيد القائد الحاج عماد مغنية الذي أطلق عليه بعد استشهاده “حاج فلسطين” لشدة اهتمامه بفلسطين القضية والمقاومة والقدس، بل كانت شغله الشاغل وبوصلة عمله الجهادي الطويل.
وعن ميزات وقدرات الشهيد القائد بدر الدين(السيد ذوالفقار) تحدث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الذكرى السنوية لاستشهاده يوم 2-5-2019، حيث قال كان صاحب “الهمة العالية، العزم، الإرادة، عدم التعب.. هؤلاء الرجال لا يعرفون الكلل والملل واليأس، لا يملون، لا يضوجون عن مواصلة الطريق ويواصلون أيا تكن الصعوبات والتحديات.. ثقته بالقدرة على صنع الإنجاز والانتصار وتغيير المعادلات وإلحاق الهزيمة بالعدو مهما كانت الظروف.. عدم الخشية من العدو: أمريكا في لبنان، قوات المتعددة الجنسيات في لبنان، مئة الف ضابط وجندي إسرائيلي في لبنان، انهيار في العالم العربي، انسحاق في العالم العربي، قلة الصديق وكثرة العدو وسطوة العدو لم تكن تنال لا من قلوبهم ولا من إرادتهم ولا من عزمهم… “.
وعندما يكون لدينا قادة من أمثال هذا الشهيد القائد الذي واجه العدو الإسرائيلي والإرهاب التكفيري وانتصر ونال وسام الشهادة في سوريا، وقادة من أمثال سيد المقاومة السيد حسن نصر الله لا يمكن التفكير سوى بالانتصارات تليها الانتصارات أيا كانت الساحات وصولا الى تحرير كل الارض المحتلة وزوال كيان العدو الاسرائيلي من الوجود، كما لا يمكن الركون الى المعادلات الظالمة التي يرسمها الاستكبار بل يجب العمل دائما لتعطيلها وتغيير الواقع وفرض المعادلات التي تريدها الشعوب وحركات المقاومة لحماية سيادة الأوطان وكرامتها وخيراتها وثرواتها في البر والبحر.
المصدر: موقع المنار