فاجأت أمريكا أمس أعضاء مجلس الأمن الدولي بعرقلتها التصويت على قرار يدعو لوقف إطلاق النار في العالم من أجل التفرغ لمكافحة وباء كوفيد-19، بعد ساعات من موافقتها على النص.
وبعد شهرين من المفاوضات الشاقة حول النص، فاجأت البعثة الأمريكية ممثلي الدول الـ14 الأخرى الأعضاء في مجلس الأمن بإعلانها أن “الولايات المتحدة لا يمكنها دعم المسودة المطروحة حاليا”.
وقال دبلوماسيون إن اللغة التي استخدمت في مشروع القرار لوصف منظمة الصحة العالمية التي تعارضها واشنطن، هي سبب عرقلة الولايات المتحدة للتصويت.
وكانت واشنطن هددت باستخدام حق النقض (الفيتو) إذا وردت أي إشارة صريحة إلى منظمة الصحة العالمية، بينما لوحت بكين بالفيتو إذا لم يرد ذكر هذه المنظمة الدولية قبل أن توافق على الصيغة الأخيرة.
وقال مسؤول في الخارجية الأمريكية “من وجهة نظرنا، يجب على المجلس إما تبني قرار يقتصر على دعم وقف إطلاق النار أو قرار أوسع يتناول بالكامل الحاجة إلى تجديد التزام الدول الأعضاء بالشفافية وقابلية المحاسبة في إطار كوفيد-19”.
ويدعو النص الأخير لمشروع القرار، إلى وقف الأعمال العدائية في مناطق النزاعات، وإلى “توقف إنساني” للسماح للحكومات بمعالجة الوباء بشكل أفضل بالنسبة للأكثر معاناة.
ورأى سفير إحدى الدول الأعضاء في مجلس الأمن أن تغير موقف الولايات المتحدة “نبأ سيء جدا للأمم المتحدة ومجلس الأمن والتعددية”.
ويدفع الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش باتجاه وقف لإطلاق النار في النزاعات منذ 23 مارس.
وصرح السفير الفرنسي في الأمم المتحدة نيكولا ريفيي، بأنه يرغب “بالتأكيد في مواصلة المحاولات من أجل التوصل إلى اتفاق، إذا كان ذلك ممكنا”.
أما نظيره التونسي قيس القبطني فصرح بأن المناقشات مستمرة “لإقناع الأمريكيين”، متعهدا بالتوصل إلى إجراء التصويت.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية