أبرزت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الإثنين تطورات الملف السوري على الصعيدين الميداني والسياسي وترقب ختام قمة العشرين ولقاء اوباما وبوتين في الوقت الذي سيطر فيه الجيش السوري على الكليات العسكرية جنوب غرب حلب ،ومحليا ركزت الصحف على انعقاد هيئة الحوار الوطني اليوم، بمشاركة التيار الوطني الحرّ بشخص رئيسه الوزير جبران باسيل.
السفير:
نهر المليون فقير مجدداً في “السفير” ملف حوض الليطاني غداً
كتبت صحيفة “السفير” تقول: تنشر “السفير”، بدءاً من غد الثلاثاء، ملفاً شاملاً على حلقات عن حوض نهر الليطاني من منبعه في العلاق، غرب بعلبك، إلى مصبه في القاسمية قرب صور، بطول 170 كيلومتراً.
بعد 42 عاماً على مسحها الشامل للحوض نفسه، تعود “السفير” إلى الليطاني وناسه المتروكين وحدهم، للإهمال وغياب الإنماء المتوازن بقاعاً وجنوباً، والذين حكم عليهم أولياء الأمور في الدولة اللبنانية بـ “الإعدام”. يمضي الملف مع التفاصيل الحياتية للناس وقصصهم، مع النهر وذكرياتهم وكل مرافق حياتهم المعيشية والبيئية والصحية والاقتصادية، وحتى موتهم المرتبط به. والضرر لا يقع على أهل الحوض فقط بل يطال كل لبنان الذي يستهلك خيراته.
كيف تركت الدولة ربع مساحة لبنان للإهمال والتسيب منذ الاستقلال وحتى اليوم؟
تختصر الوقائع والمعطيات واقع الحال بـ:
-تراوح معدلات الإصابة بالسرطان عند سكان الحوض من ثلاثة إلى خمسة أضعاف المعدل العام في لبنان.
– تبلغ مساحته الإجمالية 2180 كيلومترا مربعا (20.8 في المئة من مساحة لبنان) منها 1468 كيلومترا مربعا في البقاع.
– تقع نحو 150 قرية وبلدة ومدينة بقاعاً وجنوباً على امتداد حوضه، ويقدر عدد سكانه بنحو مليون ونصف مليون نسمة.
-يتدفق إلى نهر الليطاني 263 مليون متر مكعب سنوياً.
– تبلغ سعة بحيرة القرعون 220 مليون متر مكعب سنوياً: 169 مليون متر مكعب للري وتوليد الطاقة الكهربائية و60 مليون متر مكعب للتخزين.
– يصب في ليطاني البقاع وحده 60 مليون متر مكعب من الصرف الصحي غير المعالج، والنفايات الصناعية السائلة لنحو 650 مؤسسة صناعية ومعمل ومزرعة. كما المجاري الصحية لكامل المناطق الجنوبية في الحوض.
– تحتوي مزروعات الحوض على 42 ضعف المعدلات المسموح بها من رواسب المعادن الثقيلة الضارة، بسبب المبيدات الزراعية، كما صنفت منتجاتها ملوثة بمياه الصرف الصحي المنزلي والصناعي، ورصدت آخر الدراسات تلوث الينابيع والآبار الجوفية في كامل الحوض.
النهار:
سوريا تنتظر لقاء أوباما بوتين اليوم قوات النظام تُحاصر مجدّداً حلب الشرقية
و كتبت صحيفة “النهار” تقول: على السوريين ان ينتظروا نهاية قمة العشرين اليوم في الصين واللقاء المتوقع على هامش القمة للرئيسين الاميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين، من أجل معرفة الاتجاه الذي ستذهب فيه مفاوضات الروس والاميركيين حول أزمة بلادهم. لكن التصريحات التي صدرت في اليوم الأول، وان حملت الكثير من الايجابيات من حيث قرب التوصل الى اتفاق بين موسكو وواشنطن يبدأ من مدينة حلب، ترجح كفة استمرار المفاوضات بين الطرفين الى ما بعد انتهاء القمة من أجل حل “عقتين أو ثلاث تبقى عاصية على الحل” على حد قول وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي يلتقي مجدداً اليوم نظيره الروسي سيرغي لافروف.
ويحاول الطرفان بعد أسابيع من اجتماعات مكثفة بين الفرق العسكرية والفنية الاميركية والروسية في جنيف، التوصل الى اتفاق عام لوقف النار يشمل كل الاراضي السورية وفك الحصار عن المناطق المحاصرة تمهيداً للعودة الى طاولة المفاوضات السورية- السورية. ويركز الطرفان في اتفاقهما المنشود، على البدء أولاً بتفاهم خاص بمدينة حلب.
وجاء في رسالة للمبعوث الاميركي الى سوريا مايكل راتني، بعث بها الى اطراف المعارضة المسلحة أن الاتفاق المتوقع اعلانه في حال تسوية آخر الخلافات بين الروس والاميركيين، “سيلزم روسيا منع الطائرات السورية الحكومية” من قصف المناطق الخاضعة لسيطرة “التيار الرئيسي للمعارضة” وسيطالب بانسحاب قوات الحكومة من طريق إمداد رئيسي شمال حلب، وفي المقابل ستنسق الولايات المتحدة مع روسيا ضد تنظيم “جبهة فتح الشام” (“جبهة النصرة” قبل اعلان فك ارتباطها بتنظيم “القاعدة”).
وينص الاتفاق على ايصال المساعدات الإنسانية، وأن تتجنب القوات السورية والروسية قصف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة “بما فيها المناطق التي تنشط فيها جماعات معارضة معتدلة قرب جبهة فتح الشام”. وسيضمن الاتفاق انسحاب القوات الحكومية من بعض المناطق، منها المنطقة المحيطة بحلب، للسماح لقوافل المساعدات الإنسانية بالوصول إلى المدنيين المحاصرين وسط القتال.
ويتطلب الاتفاق أن تقنع روسيا الرئيس السوري بشار الأسد بالموافقة على وقف نشاط سلاح الجو السوري، وهو ما يرفضه الجانب الروسي، اذ قال لافروف “إن هذه الخطوة لا تمثل الهدف”.
“الكاستيلو” تحت مراقبة أممية
وعلمت “النهار” ان المقصود بالطريق الذي ستنسحب منه القوات النظامية هو طريق “الكاستيلو”، الذي تصر الامم المتحدة على ايصال المساعدات عبره، وترفض المعارضة المسلحة والمجموعات في حلب الشرقية استخدام هذا الطريق “بسبب سيطرة القوات السورية عليه بالنار”. كما تشير المعلومات الى ان هذه الطريق سيسلّم الى الامم المتحدة وتنسحب القوات النظامية منه، وفي حال تعذر الانسحاب ستتولى الامم المتحدة مراقبة الطريق، بينما يتولى الروس والاميركيون تأمينه.
أوباما: خلافات كبيرة
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما قد أعلن في مستهل قمة مجموعة الـ20 ان الولايات المتحدة وروسيا تعملان على وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق لوقف النار في سوريا، الا انه أوضح “اننا لم نتوصل الى الاتفاق بعد ولدينا خلافات كبيرة مع الروس في ما يتعلق بالطرفين اللذين ندعمهما وأيضاً في شأن العملية اللازمة لإحلال السلام في سوريا”. وقال: “إذا لم نحصل على موافقة الروس على خفض العنف وتخفيف الأزمة الإنسانية سيكون من الصعب توقع كيف يمكننا أن ندخل المرحلة التالية”.
وبعد معلومات ايجابية سبقت لقاء كيري ولافروف على هامش القمة، وكان يتوقع ان يخرج الوزيران لاعلان التوصل الى تفاهم أولي، خرج كيري وحيداً وقال إن اللقاء تناول “مسألتين أو ثلاثاً لا تزال صعبة على الحل” وأن الطرفين سيلتقيان مرة جديدة اليوم.
وعزا مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية قرار عودة لافروف وكيري الى الاجتماع اليوم الى “تراجع روسيا عن بعض المسائل التي اتفق عليها الجانبان”.
استمرار التفاؤل الروسي
ورأى بوتين لدى لقائه عدداً من رؤساء الدول المشاركين في القمة أن تسوية الصراع السوري ممكنة فقط بالطرق السياسية، وقال ان روسيا ساعدت في بقاء سوريا كدولة، وإن نشاط القوة الجوية الروسية في سوريا سمح بالمحافظة على كيان هذه الدولة وألحق ضرراً جدياً بالجماعات الإرهابية. وشدد على أن الإرهاب العالمي يمكن التعامل معه بنجاح “من خلال تضافر جهود كل الدول”.
وحافظ الجانب الروسي على تفاؤله باقتراب التوصل الى اتفاق، ولكن من غير التكهن بتوقيت الاعلان عنه، وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الموجود في الصين أيضاً: “نتحدث عن أهم الأمور المتعلقة بتطبيق وقف النار، المحادثات المكثفة مستمرة ونوشك أن نتوصّل الى اتفاق، لكن فن الديبلوماسية يتطلب وقتا للتنفيذ، ليس في وسعي أن أبلغكم متى سيتم التوصل الى الاتفاق وإعلانه”.
حصار جديد لحلب الشرقية
ميدانياً، أعادت القوات النظامية السورية من جديد محاصرة حلب الشرقية تماماً إثر تمكنه من استعادة الكليات العسكرية جنوب غرب حلب بعد نحو شهر من سيطرة المعارضة عليها.
وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له لـ”النهار” أن فصائل المعارضة خسرت الكليات العسكرية وأقفلت طريق الراموسة الذي كانت الفصائل تطالب بمرور المساعدات الى حلب الشرقية عبره، ولم يعد هناك أي معبر مفتوح الى الشطر الشرقي من المدينة.
الحدود مع تركيا و”داعش”
على صعيد آخر، تمكنت المجموعات العسكرية المعارضة التي تدعمها تركيا من السيطرة على بلدة الراعي على الحدود التركية، والتي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش)، وبذلك تكون الحدود التركية – السورية قد خلت نهائياً من أي سيطرة للتنظيم، وتكون المعارضة قد سيطرت على كامل المنطقة الممتدة من جرابلس الى اعزاز.
الأخبار :
برّي لـ”الأخبار”: عبوة زحلة رسالة لنا
وكتبت صحيفة “الاخبار” تقول: أكّد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن العبوة التي انفجرت في زحلة الأربعاء الماضي كانت تستهدف موكباً لحركة أمل في طريقه للمشاركة في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه
على رغم مسارعة أكثر من جهة في حركة أمل إلى نفي أن يكون التفجير الذي وقع في زحلة الأسبوع الماضي قد استهدف مواكب سيارات للحركة كانت في طريقها إلى الجنوب للمشاركة في ذكرى اختفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه في صور، أكد الرئيس نبيه برّي لـ”الأخبار” أن “التفجير كان رسالة إلينا، هدفها عرقلة وصول البقاعيين إلى مهرجان الحركة في صور”.
وقال رئيس المجلس النيابي أمام زوّاره قبل يومين: “قمنا سريعاً بتطويق الأمر، وطلبت أن يعلن الحركيون أن التفجير لا يستهدف المواكب، كي تسير الأمور كما هو مرسوم لها، ولكي لا يتمّ بث أجواء من الرعب تعكّر صفو المهرجان الكبير. وتقديراتي أنه لم يكن الهدف وقوع ضحايا بل التخريب، وللأسف، استشهدت امرأة في المكان”. وأضاف: “الناس تردّدت ربع ساعة وحدثت بلبلة، لكن سرعان ما عادت الأمور إلى طبيعتها، وفشل هدف التفجير، وكانت الحشود هي الرّد”.
من جهتها، قالت مصادر معنيّة في الحركة لـ”الأخبار” إنه “لم يتمّ التوصّل حتى الآن إلى من قام بهذا العمل، لكن باتت الخلفية واضحة لدينا لجهة استهداف مواكب من حركة أمل، وصودف مرور الباص الآتي من عكّار، ونجت مواكب الحركة من التعرّض للأضرار البشرية”. وقالت المصادر إن “التفجير سبقه الحديث عن سيارة مشبوهة في الجنوب، والهدف هو حدوث بلبلة أيضاً للتشويش على المهرجان”.
وعن جلسة الحوار اليوم، أكّد برّي أمام زواره أمس أنه “بحسب معلوماتي التيار الوطني الحر سيشارك في الجلسة”. ومن المرجّح، بحسب أكثر من مصدر، أن يتناول وزير الخارجية جبران باسيل مسألة الميثاقية على طاولة الحوار، والإشارة إلى أن “جلسة الحكومة الأسبوع الماضي ليست ميثاقية بسبب غياب الفرقاء المسيحيين عنها”. ومع أن برّي سبق أن ردّ أكثر من مرّة على طرح التيار الوطني الحرّ حول عدم ميثاقية جلسة الحكومة بغياب وزيري التيار ووزراء الكتائب، معتبراً أن “من غير المنطقي اعتبار الجلسة غير ميثاقية بحضور ثلاثة وزراء موارنة من أصل أربعة”، (مع الأخذ في الاعتبار أن القوات اللبنانية لا تشارك أصلاً في الحكومة، وأن وزراء الكتائب لم يتقدموا باستقالاتهم رسميّاً من الحكومة)، إلّا أن المتوقّع اليوم أن تأتي الردود على باسيل من طرف أفرقاء مسيحيين آخرين مشاركين في الحكومة، لا سيّما كتلة النائب سليمان فرنجية ووزير الاتصالات بطرس حرب.
من جانبه، قال النائب آلان عون لـ”الأخبار” إن رد التيار الوطني الحر على قانون الانتخاب المطروح من بري كان إيجابياً، مؤكداً أن التيار سيطرح موضوع “الميثاقية” على طاولة الحوار اليوم. ولفتت مصادر تكتل التغيير والإصلاح إلى أن بري أيضاً وافق على اقتراح التكتل لقانون انتخاب مختلط. ولفتت مصادر سياسية إلى أن اقتراح التكتل متفق عليه مع القوات اللبنانية، وهو مبني على نظام مختلط: النسبية على مستوى المحافظة، والصوت الفردي (one man one vote) على مستوى القضاء. أما مشروع بري، فيقضي بإجراء الانتخابات على مرحلتين: مرحلة تأهيلية على مستوى الطوائف في الأقضية يُعتمد فيها نظام الاقتراع الأكثري، فيما يتنافس المتأهلون من المرحلة الاولى وفق النظام النسبي على مستوى المحافظات.
وعشية انعقاد الجلسة الـ21 من هيئة الحوار الوطني، ربط حزب الله “تعقيدات البلد” بملفين أساسيين: رئاسة الجمهورية وقانون الانتخابات. في الملف الأول، دعا نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم الى تحديد اسم شخص الرئيس “بدل تضييع الوقت في المواصفات والمعطيات والنظريات المختلفة”، موضحاً أن “الاتفاق على شخص الرئيس يفتح لنا الطريق للاتفاق على أمور أخرى أو ننجز هذا الاستحقاق بالطريقة المناسبة”. وذكر طريقتين لحل الأزمة، إما “السلة المتكاملة التي يتم الاتفاق على عدد من النقاط منها من أجل إنجازها، وإما أن تكون هناك حلول جزئية كل حل يتبعه حل آخر”. ووفقاً لكلام قاسم، الذي جاء خلال احتفال أقامته بلدية كوثرية السياد في منطقة الزهراني للطلاب الناجحين في الشهادات الرسمية، يجدر الاتفاق أولاً على قانون الانتخابات الذي يصلح للبنان ويكون عادلاً، ثم تحديد إذا كان جزءاً من السلة أو وحده. وسأل “ما فائدة النقاش العام إذا لم يكن هناك اتفاق على الرئيس ولا على قانون للانتخابات ولا على فتح المجلس النيابي”. وتوجه الشيخ قاسم الى المعنيين بالقول: “بدل أن تلعنوا الفساد أنجزوا ملف الإنترنت غير الشرعي وحاسبوا المتورطين، وهم معروفون بالاسم والرسم والجهة والمكانة، من أجل أن تدخلوا الى ملفات أخرى”.
الملفات نفسها طرحها رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، محمّلاً تيار المستقبل مسؤولية التعطيل من دون أن يسميه، ومشيراً الى أن “القوى السياسية المختلفة مع بعضها في لبنان حول رئاسة الجمهورية، كادت تتوصل الى اتفاق في هذا الشأن، لكن المعاندة أتت من السعودية ومن فريق معطل لبناني لا يريد أن يتم التفاهم”.
البناء:
بوتين وأوباما عشية الاتفاق التاريخي حول سورية… والشريك التركي بيضة القبان
حلب تتنفس من الكاستيلو بعد إغلاق الراموسة… والجيش يواصل التقدّم
هيئة الحوار بحضور باسيل… وقانصو من دمشق لتحية شراكة القوميين
وكتبت صحيفة “البناء” تقول: تتوقع المصادر الروسية والأميركية في وزارتي الخارجية اكتمال عناصر التفاهم بينهما اليوم، لتتويجه بإعلان يواكب الاجتماع المتوقع للرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما، فيما يبدو الرئيس التركي المتموضع دولياً في حلف الأطلسي الذي تقوده واشنطن، وإقليمياً في حلف عنوانه الجمع بين منع تقاسم سورية لدويلات يتقدّمها مشروع دويلة كردية مع مشروع الحرب على الإرهاب الذي تقوده موسكو، قد تحوّل إلى بيضة القبان التي منحت فرص التفاهم دفعاً وتسارعاً جعلا منه الخبر المتوقع حدوثه اليوم.
اللقاءات الثنائية للرئيسين الروسي والأميركي تركزت على ما يجري في سورية والتمهيد لفرص التفاهم الروسي الأميركي، رغم الحديث عن التعقيدات التي تعترضه، والتي يبدو أنّ تذليل بعضها تمّ ميدانياً ليلاً مع إحكام سيطرة الجيش السوري على معبر الراموسة وإغلاقه كلياً، بعد النجاح في استرداد الكليات العسكرية التي دخلتها جبهة النصرة وتمركزت فيها خلال الشهر الماضي، لتسقط فرضية الحديث عن معبرين لمنطقتين عسكريتين في حلب، أحدهما للدولة السورية والثانية لجماعات مسلحة يمكن ضمّها للهدنة، ويصعد البديل القائم على فتح باب الخروج للجماعات المسلحة وفرض حلب كمدينة تخضع للجيش السوري في قلب أيّ تفاهم.
العقدة السياسية المتمثلة بكيفية تأقلم المعارضات المنضوية تحت العباءة الأميركية بحلّ سياسي في ظلّ الرئيس السوري وشراكته، وهو ما يشكل جوهر التفاهم الذي فرضته موسكو وطهران في تفاهمها مع أنقرة، ولا تملك واشنطن كما يبدو فرص الخروج عنه، بدت هي الأخرى عقدة قيد الحلحلة مع انعقاد هيئة التفاوض التي تقود جماعة الرياض وبدء البحث في استراتيجية للحلّ السياسي تأخذ المتغيّرات والواقعية، كما قال بيانها بعين الاعتبار، وتقوم على ابتداع مرحلة جديدة أسمتها ما قبل الانتقالية، تكون بوجود الرئيس السوري وبالشراكة معه، ومعلوم أنّ هذا يعني ضمناً التهيّؤ للذهاب إلى جنيف للبحث بحكومة موحدة في ظلّ الرئاسة السورية، على قاعدة أنّ الله بعدها يخلق ما لا تعلمون.
لبنانياً، بعض الارتياح وتراجع القلق من التصعيد السياسي مع انعقاد هيئة الحوار الوطني اليوم، بمشاركة التيار الوطني الحرّ بشخص رئيسه الوزير جبران باسيل، رغم عدم وجود بوادر خروج الحوار باختراقات جدية، فيما العين على التطورات في سورية وما سيترتب على التفاهم الروسي الأميركي المتوقع من تغييرات إقليمية، تفتح الباب لتوازنات جديدة ستؤثر حكماً على الستاتيكو التعطيلي الذي يمنع إحداث اختراقات في الاستحقاقات اللبنانية.
ومن شرفة الوضع في سورية أطلّ رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير السابق علي قانصو، لتحية القوميين على مشاركتهم الفاعلة في قتال الإرهاب والدفاع عن سورية، موصّفاً الدفاع عن سورية ووحدتها، كخندق أول للدفاع عن فلسطين والمقاومة، شارحاً التخديم المتبادل للمشروعين الصهيوني والإرهابي الهادفين لتفتيت دول وكيانات المنطقة، وفي قلبها لبنان وسورية.
جلسة للحوار الوطني بحضور “التيار”
يحمل هذا الأسبوع معه عدداً من الاستحقاقات السياسية والدستورية والتي سترسم اتجاه الأزمة إن على صعيد رئاسة الجمهورية أو الحكومة أو قانون الانتخاب واستكمال البنود الإصلاحية التي نص عليها اتفاق الطائف. وبعد تعثر جلسات خلوة آب الحوارية في خرق ثغرة في جدار الأزمة تعود طاولة الحوار الوطني للانعقاد اليوم، بحضور رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل مكلفاً من العماد ميشال عون، كما أكدت مصادر “التيار” لـ”البناء” لمتابعة البحث في الملفات المطروحة والتي لن تحمل أي جديد في ظل تشبث الأطراف بمواقفها، بحسب ما قالت مصادر في 8 آذار مشاركة في الحوار لـ “البناء”، وأضافت: “الرئيس نبيه بري كان واضحاً في خطابه الأخير بقوله إن الوصول لحل مسألة الرئاسة يحتم الاتفاق على قانون انتخاب وعلى الحكومة. وهذا هو موضوع الخلاف الحاصل على الطاولة بين 8 و14 آذار منذ الجلسة الاولى”. ولفتت المصادر الى أن “فريق 8 آذار سيركز في جلسة اليوم على ضرورة التفاهم على السلة الكاملة للحل”، موضحة أن “أي تقدم أو اتفاق على بند من بنود جدول الاعمال الذي يتضمن قانون انتخاب وتفعيل عمل مجلسي النواب والوزراء وغيرهما يسهل الوصول لحل مسألة رئاسة الجمهورية وليس العكس”. مشددة على أن “الوضع في لبنان مرتبط بالتطورات الميدانية في سورية في ظل رهانات أفرقاء في الداخل أن تفرز الحرب السورية موازين قوى لصالحهم”.
قانصو: قرارنا الاستمرار في مواجهة الإرهاب
وأكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير السابق علي قانصو، خلال اجتماع لهيئات المنفذيات في الحزب السوري القومي الاجتماعي في الشام، أن الحلّ السياسي يقوم على أساس حق السوريين في تحديد مستقبلهم وقيادتهم وعلى أساس وحدة الشام ونهجها المقاوم وهويتها القومية ورفض أيّ محاولة تسمّم وحدة السوريين بالآفات الطائفية والمذهبية والعرقية”، مشدداً على أن “ما نشهده من انعطافات سياسية في مواقف بعض الدول هو نتيجة طبيعية لفشل أهداف الحرب الإرهابية، لكن ما تقوم به تركيا داخل الأراضي السورية هو فعل احتلال ندينه بشدة ومقاومة هذا الاحتلال واجب قومي”.
ودعا قانصو القوميين إلى البقاء على أعلى درجات الجهوزية، “إنفاذاً لقرار حزبنا بتعزيز دوره في مواجهة الإرهاب، وترسيخ ثقافة الوحدة القومية في مواجهة ثقافة التفتيت والتخريب التي نشرتها المجموعات الإرهابية. فالمعركة التي نخوضها ليست ضدّ المجموعات الإرهابية وحسب، بل هي معركة مصيرية ضدّ العدو “الإسرائيلي” وكلّ رعاة الإرهاب وداعميه”.
وتابع: “المؤامرة التي تستهدف إسقاط الشام، استهدفت لبنان في وحدته وخياراته وثوابته ومقاومته، واستهدفت تصفية المسألة الفلسطينية لمصلحة العدو “الإسرائيلي”. وللأسف هناك دول عربية وإقليمية متورّطة في هذا المخطط، ومتآمرة على فلسطين والفلسطينيين، وقد ثبت تورّطها من خلال نهج التطبيع مع العدو الصهيوني”.
بري متمسّك بسلة الحل
وأشارت مصادر عين التينة لـ “البناء” أنّ “بري سيطلب في بداية جلسة الحوار من الكتل تسليمه اسماء من يمثلونها لتشكيل لجنة للبحث في تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية، ثم سيستكمل البحث في الملفات الأخرى المطروحة على الطاولة وأبرزها قانون الانتخاب. كما سيطرح بري موضوع الميثاقية للنقاش وسيوضح موقفه منها، رغم أن الموضوع ليس عنده بل في الحكومة، وسيسمع رد الأطراف على صيغ الحلول للأزمة الرئاسية”.
ولفتت المصادر إلى أنّ رئيس المجلس لا يزال على موقفه بأنه إذا لم يتمّ التوصل الى تفاهمات على حلّ متكامل، كما حصل في اتفاق الدوحة فذاهبون الى طريق مسدود، “وسيجدّد دعوته المتحاورين للاتفاق على كل البنود المطروحة ولن يكون هناك ترجمة عملية ودستورية لأي بند الا بعد انتخاب الرئيس، كما حصل في الدوحة، حيث تم الاتفاق على رئاسة الحكومة وتكوينها وقانون الانتخاب وبعد انتخاب الرئيس بدأت ترجمة هذه التفاهمات”. مضيفة: “بري متمسك بالاتفاق على قانون الانتخاب والبنود الإصلاحية من اللامركزية الى صيغة مجلسَي الشيوخ والنواب وصلاحياتهما المادة 22 من الدستور قبل انتخاب الرئيس”.
.. وصيغة لقانون الانتخاب…
وبحسب المصادر، فإن “هناك أفكاراً مطروحة بين بري والعماد ميشال عون حول قانون الانتخاب يمكن أن تشكل صيغة للحل، وعلى ضوء مواقف الأطراف من موضوع الغاء الطائفية السياسية ومن اللجنة المكلفة سيفتح النقاش حول قانون الانتخاب وسيقدم بري طرحه”.
الخلاف لا يفسد في الودّ قضية
وعن العلاقة بين عين التينة والرابية أوضحت المصادر، أن “كل طرف يملك رؤية للملفات المطروحة ويوجد تباين في وجهات النظر حول بعضها، لكن العلاقة جيدة والتواصل دائم بين الرئيس بري والوزيرين جبران باسيل والياس بو صعب، ووجهات النظر المختلفة حول الميثاقية هو الخلاف الذي لا يفسد في الودّ قضية، وعلى ضوء طاولة الحوار سيتقرّر مصير جلسات الحكومة”، مضيفة أنّ “قانون الانتخاب لا ينتج بتفاهم التيار وبري بل بتوافق كلّ المكونات”.
“المستقبل”: الرئيس أولاً
وقالت مصادر مستقبلية مشاركة في الحوار لـ “البناء” إننا كتيار مستقبل سنحضر اليوم ومنفتحون على كافة صيغ الحلّ التي سيطرحها الرئيس بري والأطراف الأخرى لا سيما في قانون الانتخاب، وكنا قد تقدّمنا باقتراح قانون المختلط مع القوات اللبنانية والحزب الاشتراكي وناقشناه في جلسات اللجان النيابية المشتركة، ونحن متمسكون بهذه الصيغة التي نعتبر أنها تحقق العدالة في التمثيل وتراعي الوضع السياسي والطائفي لجميع القوى”. وعن موقفها من الصيغة التي يمكن أن يقدمها بري على الأقطاب والتي وافق عليها التيار الوطني الحر، أضافت المصادر: “لنرَ ما هي طبيعة وتفاصيل هذه الصيغة والأسس التي استندت اليها وكلّ ذلك يحتاج الى درس ونقاش، لكن نحن متمسكون بصيغة المختلط التي قدمناها ولن نذهب أكثر من ذلك”.
وشدّدت المصادر على أنّ “الرئاسة هي الأولوية ومنها ينطلق الحلّ، وبعدها نتحدث بباقي بنود أي تسوية. نحن مع الدستور وندعو الآخرين للالتزم بما يقوله الدستور وآليات انتخاب الرئيس وموضوع الحكومة ومنفتحون على الصيغ والحلول، لكن ضمن الدستور. ونحن تقدمنا بخطوات لم يقابلنا الآخرون بمثلها”.
وأضافت: “لنتفق على رئيس ومن ثم نناقش مع الطرف الآخر بقية الأمور كرئاسة الحكومة وتوزيع الحقائب والبيان الوزاري وقانون الانتخاب كما حصل في الدوحة، حيث اتفق على اسم الرئيس ميشال سليمان قبل الذهاب الى الدوحة وقبل الاتفاق على البنود الأخرى. واليوم يمكننا الاتفاق على اسم الرئيس ثم على الحكومة ورئيسها وبيانها الوزاري وبعدها ننتخب الرئيس ونبدأ بتنفيذ ما اتفقنا عليه وجلسة الانتخاب المقبلة يمكن أن تكون فرصة لانتخاب الرئيس إذا توافرت النيات والارادة”.
“التيار”: جلسة اختبار والميثاقية أولاً
وأكدت مصادر قيادية في التيار الوطني الحر أن “باسيل سيحضر جلسة الحوار، مكلفاً من العماد عون وذلك بعد التنسيق والتفاهم مع الرئيس بري على أن تكون مناسبة لاختبار مدى جدية أطراف الحوار للتوصل الى نتائج عملية لحل الازمة”، مشيرة الى أن “الأولوية التي سنشدد عليها في الجلسة هي التفاهم وتحديد مفهوم للميثاقية. وإذا لم نتفاهم ما هو المقصود من الميثاقية، فالحوارات ستتحول الى حوارات طرشان، فهناك تفسيرات مختلفة، لكن هل يمكن إقرار قانون انتخاب من دون مراعاة للميثاقية؟ وهل ينتخب رئيس للجمهورية من دون مراعاة الميثاقية؟ وهل تستمر الحكومة بلا الميثاقية لا سيما في ظل الفراغ الرئاسي؟ فكل الامور منوطة بالميثاقية وتحديد مفهوم لها”.
وأيدت المصادر ربط بري بين السلة المتكاملة للحلّ وبين انتخاب الرئيس، كما أبدت ترحيبها بطرح بري حول قانون الانتخاب موضحة أنه “مزيج من الأكثري والنسبي، فتطبق الأكثرية على مستوى الأقضية كمرحلة أولى ومَن يتأهل يطبق في المرحلة الثانية النسبية أي تطبيق الأكثري والنسبي على جميع النواب وليس نصفهم على الأكثري والنصف الآخر على النسبي، ونحنا وافقنا على هذا الطرح وننتظر اليوم رأي الأطراف الأخرى”.
اللواء :
كيف أصبحت خارطة المواقف عشيّة “حوار السلّة” اليوم؟
وكتبت صحيفة “اللواء” تقول: تكرّ سبحة المحطات السياسية بدءاً من اليوم، وحتى نهاية الاسبوع: من جلسة الحوار الوطني في عين التينة، حيث يتجدد البحث في مجلس الشيوخ وقانون الانتخاب، عبر ترشيح شخصيات من الكتل الممثلة بالحوار لتشكل لجان متابعة لقانون الانتخاب ومجلس الشيوخ.
الأربعاء، الجلسة رقم 44 لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، والتي لن تخرج عن الرتابة المسبوقة في الجلسات الـ43 السابقة، بحيث تنتهي بتعيين موعد جديد لجلسة جديدة.
والخميس، المحطة الثالثة حيث من المقرّر أن تعقد جلسة مجلس الوزراء التي تأجلت الخميس الماضي. وهي الأولى بعد جلسة 25 آب التي قاطعها وزراء “التيار الوطني الحر” و”الطاشناق”.
ولم يخف انه عازم على مقاطعة جلسة الخميس المقبل المدرج على جدول أعمالها 111 بنداً بعضها يتعلق بالتعيينات الإدارية في المراكز الأولى كرئاسة الجامعة اللبنانية، والمدير العام لوزارة الشؤون الاجتماعية، والتمديد للدكتور معين حمزة اميناً عاماً للمجلس الوطني للبحوث العلمية، وتعيين رئيس وأعضاء مجلس إدارة معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس، فضلاً عن اجراء مباراة للتعيين في المراكز الشاغرة في وحدات المديرية العام للطيران المدني، الى تصحيح مرسوم تعيين 1174 أستاذاً ثانوياً، فضلاً عن طلب الهيئة العليا للاغاثة اعطائها سلفة خزينة للتعويض عن الاضرار اللاحقة في بعض المناطق اللبنانية، اضافة الى مشاريع مراسيم نقل اعتمادات من احتياطي الموازنة العامة الى موازنات عدد من الوزارات، كالمالية، والداخلية، والتربية والشؤون الاجتماعية.
ونظرة اولية على المحطات السياسية، تكشف عن الترابط بين هذه الحلقات على نحو عضوي أو سببي.
فجلسة الحوار الوطني اليوم، يفترض أن تفتح الباب إلى ترطيب الأجواء، وإقناع التيار الوطني الحر بالعودة عن مقاطعة جلسات الحكومة.
والبحث بتشكيل مجلس شيوخ أو تسمية أعضاء اللجنة التي يمكن أن تدرس القانون الأساسي لهذا المجلس فضلاً عن لجنة قانون الانتخاب، من شأنها أن تستجيب لطلب المطالبين باجراء الانتخابات على أساس قانون جديد.
وهـذا الترابط على الرغم من مسارعة أكثر من فريق على طاولة الحوار بعدم تحبيذ منهجية الرئيس برّي، من خلال نموذج “السلة” الذي يُحاكي اتفاق الدوحة، بعد احداث العام 2008، يفرض التريث ومتابعة نتائج جلسة الحوار لمعرفة ارتداداتها على باقي الخطوات.
وتوقفت المصادر السياسية عند التحولات الجارية في ما خص الأزمة السورية، لإعادة تطبيع العلاقات الإقليمية – الدولية، وسط حديث متزايد عن إمكان التوصّل إلى اتفاق أميركي – روسي تتبين خطوطه العريضة اليوم في القمة على هامش قمّة العشرين بين الرئيسين باراك أوباما وفلاديمير بوتين.
وتساءلت هذه المصادر كيف يمكن للبنانيين استثمار ما يجري حولهم، عشية العودة إلى طاولة الحوار والبحث عن خارطة طريق تخرجهم من نفق الأزمة السياسية، وترفع عن كاهلهم وعن تقاطع طرقاتهم وشوارعهم آلاف الأطنان من النفايات المتراكمة، على خلفية حسابات فئوية مناطقية ضيقة، فرضت تعثراً قاتلاً على خطة النفايات التي اقرها مجلس الوزراء وانقلبت عليها قوى سياسية كانت وافقت عليها.
ولم يعرف ما إذا كانت هذه الأزمة ستداهم الطاولة أيضاً وإن كان رئيس لجنة المال والموازنة إبراهيم كنعان بشّر بإعادة تعويم خطة النفايات خلال الاجتماعات الـ7 التي عقدت ضمن إعادة النظر في المدى الزمني للخطة وحصره بين 6 أشهر وسنة، بما في ذلك إعادة فتح مكب برج حمود الذي يطالب حزب “الطاشناق” بتوازن بمكان ما لإعادة السماح بفتحه.
وفي ظل هذا الترقب، وتأكيد مصدر وزاري مطلع لـ”اللواء” أن الجولة حالياً لن تكون أفضل من سابقاتها لجهة الانتاجية، كيف بدا الموقف أمس، عشية الجولة الحوارية الجديدة:
1 – أوساط الرئيس برّي نقلت عنه انه سيسعى لالتقاط ارضية مشتركة لا تذهب بالحوار وتخفف من الانتقادات والمواجهات، على خلفية إدراكه لحساسية الوضع وتعقيداته وفقاً لما نقل الزوار عنه.
وأشار هؤلاء إلى أن رئيس المجلس سيتسلم أسماء لجنة المتابعة النيابية ومجلس الشيوخ اذا كانت جاهزة، مع العلم أن هذه الخطوة لن تبرّد الأجواء المتوترة بين القوى السياسية المجتمعة حول الطاولة.
2 – رئيس الحكومة تمام سلام الذي عاد من إجازة خاصة، ستكون له مواقف وفقاً لما أبلغته مصادر وزارية لـ”اللواء” ليلاً على طاولة الحوار في ضوء المقاطعة العونية والهجوم على الحكومة ورئيسها.
وتوقعت المصادر أن لا يبقى سلام مكتوف الأيدي في ظل الهجوم المستمر عليه خصوصا اذا اثير موضوع الميثاقية لا سيما أن رئيس مجلس النواب نبيه بري يدعمه ويدعم إستمرار عمل الحكومة في هذه الظروف الدقيقة.
ولفتت المصادر الى أن هناك مستجدات كثيرة حصلت منذ آخر جلسة حوار حتى اليوم، من هنا تشير المصادر الوزارية الى أن المواضيع التي ستطرح قد لا تكون مدرجة بالضرورة على الجدول الذي كان مقررا سابقا.
وشددت المصادر على ضرورة انعقاد جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل لأهمية الظروف ولتسيير شؤون المواطنين لا سيما أن لا جلسة للمجلس الاسبوع المقبل وربما الاسبوع الذي يليه بسبب سفر سلام لحضور قمة عدم الانحياز في كراكاس والجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك.
ودعت المصادر لانتظار ما سيتم بحثه ومناقشته اليوم لتبيان مسار الاجواء السياسية المقبلة وما يمكن أن يسلكه عمل الحكومة في الفترة المقبلة ومدى إمكانية إستمرارها في ظل شلل عمل المؤسسات.
واستبعد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس في اتصال مع “اللواء” أن يصل “التيار الوطني الحر” إلى طريق مسدود، وكذلك الحال بالنسبة لرئيس الكتائب النائب سامي الجميّل، معرباً عن اعتقاده أن يتم التوصّل إلى تسويات لمجمل المستجدات، وأن لا أحد من الأفرقاء يريد أخذ البلد إلى الفوضى.
واعتبر أن الحكومة ليست هي من تخرق الميثاقية داعيا جميع الاطراف للمشاركة في جلسة مجلس الوزراء خصوصا من يُغيب نفسه عنها، وأعتبر أن بغياب الاحزاب المسيحية تعتبر الحكومة محتضرة.
وقال درباس: نحن لا نزال نعمل في الحكومة رغما عنا إحساسا منا بمسؤولياتنا ولكن إذا أستمرت الامور على ما هي عليه الان فالافضل لنا الذهاب الى منازلنا وإذا ارادوها حكومة تصريف أعمال فلتكن، ولكن هل يعوا ما يعني حكومة تصريف أعمال؟
فحكومة تصريف أعمال تعني ان لا هبات ولا مساعدات ولا رواتب ولا إنفاق الا بادنى ما يمكن خصوصا ان الدولة هي المنفقة الاكبر فأنا كوزير لا أستطيع تحمل ذلك.
وردا على سؤال حول ما اذا تأكدت مقاطعة وزراء تكتل الاصلاح والتغيير لجلسة الخميس المقبل قال”لكل حادث حديث”.
3- أما الرئيس فؤاد السنيورة، فاستبق الجلسة بإعلان ثوابت “تيار المستقبل” فيما خص الأولويات السياسية وآلية إنتاج السلطات العامة.
وقال في معرض رده على خطاب رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع خلال قداس شهداء المقاومة اللبنانية في معراب والذي شدد خلاله على ان الحل يكمن بانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية والرئيس سعد الحريري رئيساً للحكومة، بالقول: “الدستور حدد كيفية انتخاب الرئيس وهو لا يتحدث عن فرض او تعيين، كما ان انتخاب رئيس الحكومة له اصول من ناحية التسميات، والمسألة ليست توزيع مغانم خارج الدستور”.
وذكّر بنص المادة 74 من الدستور التي تفرض على مجلس النواب الاجتماع فوراً لانتخاب رئيس للجمهورية إذا شغر الموقع.
ولفت إلى أن “تيار المستقبل” التزم الدستور عندما أسقطت حكومة الرئيس سعد الحريري رغم ما أصابنا من غضب وزعل.
4- في هذا الوقت، كان “حزب الله” يقدّم رؤية مرنة تجمع بين السلّة أو تجزئتها.
وقال نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم أنه بدلاً من خوض الجدال حول ما إذا كانت السلّة جيدة أو الحلول الجزئية أفضل، فلنتفق على قانون إنتخابي يَصلُح للبنان ويكون عادلاً. وبالنسبة للرئاسة الأولى دعا للإتفاق على شخص الرئيس بدل تضييع الوقت في المواصفات والمعطيات والنظريات المختلفة.
5- “التيار الوطني الحر” الذي يشكّل عقدة العقد من الطاولة إلى ساحة النجمة إلى جلسة السراي الكبير، أعدّ ملفاً توثيقياً بالمواقف، التي تدعم معزوفة “الميثاقية” التي جعلها المدخل إما للتفاهمات أو للأنفجارات.
وكان وزير الخارجية جبران باسيل قال في عشاء لتياره في الكورة، أن ميثاقية الحكومة لا تستقيم بـ6? من مكوّن أساسي في البلد (في إشارة إلى أن غياب تياره عن جلسات الحكومة يفقدها الميثاقية، وبالتالي الوزراء الباقون لا يوفّرون ميثاقية الحكومة، مؤكداً وجوب المحافظة على الميثاق، ورسالة لبنان).
وعليه تخوّفت مصادر مطلعة أن تؤدي لهجة الوزير باسيل إلى التشنج وتأزيم الجلسة، لأنه من غير الممكن أن يقبل الرئيس سلام وفريقه باتهامهم باللاميثاقية.
وانتقد الرئيس ميشال سليمان بقوة من الديمان حيث التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، التلهي بكلام عن الميثاقية أو التمثيل الناقص أو الزائد، داعياً النواب الـ128 للنزول إلى المجلس وانتخاب الرئيس في جلسات متواصلة.
على صعيد سياسي آخر، وجّه وزير العدل المستقيل أشرف ريفي كتاباً للحكومة طلب فيه رسميا طرد السفير السوري علي عبد الكريم علي من لبنان وتقديم شكوى للأمم المتحدة بحق النظام السوري، لثبوت تورط مخابراته في تفجير مسجدي “السلام” و”التقوى”، كما أرسل كتابا آخر لوزير الداخلية نهاد المشنوق يطلب فيه حل الحزب العربي الديموقراطي لثبوت تورط مؤسسه وافراد منه بالجريمة عبر إيواء منفذي الجريمة وتهريبهم، وطلب إتخاذ الإجراء نفسه بحق “حركة التوحيد الإسلامي” – فرع هاشم منقارة، في حال كانت تعمل بموجب ترخيص قانوني.
النفايات
بيئياً، توالت أزمة تكدّس أطنان النفايات في شوارع المتن وكسروان وكذلك بيروت فصولاً، بسبب استمرار إقفال مطمر برج حمود، وجديدها كان وقف نقل النفايات الطبية والتي يُشكّل بقاؤها مكدسة ضرراً كارثياً على صحة المواطن.
وفي هذا الإطار تواصل وزير البيئة محمّد المشنوق مع إدارة شركة “سوكلين” لتأمين استمرارية التخلّص من النفايات الطبية المعقمة نهائياً حسب الطرق العلمية.
توازياً، أكد وزير الزراعة أكرم شهيّب أن أزمة النفايات ستجد طريقها إلى الحل خلال 24 ساعة.
بدورها، كشفت شركة “سوكلين” في بيان أصدرته أن نفايات بيروت وكذلك النفايات الطبية المعالجة ستنقل إلى أرض الكرنتينا التي أمنتها بلدية بيروت، وأن ما تقوم به الشركة لا يتعدى نقل النفايات الطبية المعالجة لدى جمعية “آدك أون سيال”، وذلك بناء لتعليمات مجلس الإنماء والاعمار، مؤكدة أنها لم توقف نقل النفايات بل خففت وتيرة الجمع بسبب الأزمة المستجدة بإقفال موقع التخزين المؤقت في برج حمود.
المستقبل :
بوتين يشدّد خلال لقائه الأمير محمد بن سلمان على أهمية استمرار الحوار بين البلدين “قمة الـ20” تنشغل بالبحث عن اتفاق سوري
وكتبت صحيفة “المستقبل” تقول: بدأت قمة مجموعة العشرين في الصين أمس تحت عنوان “نحو بناء اقتصاد عالمي إبداعي ونشط ومترابط وشامل”، بحضور زعماء الاقتصادات الأقوى في العالم، ما استحضر بالضرورة أبرز الأزمات الساخنة ولا سيما السورية، باعتبار أن هذه المناسبة قد تكون الاخيرة للرئيس الاميركي باراك أوباما لاحداث خرق ديبلوماسي يبيّض صفحة عهده، مع اقتراب ادارته من التحول الى “بطة عرجاء” بانتظار الرئيس الجديد، وهو ما يبدو ان موسكو لن تمنحه اياه بسهولة، بعدما تراجعت عن اتفاق بشأن سوريا مع واشنطن، ولو أن البعض يبقي حيزاً من التفاؤل رهناً بما قد يحصل اليوم في لقاء متوقع بين اوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وعقد ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، الذي يرأس وفد المملكة، سلسلة من اللقاءات على هامش القمة في مدينة هانغتشو، كان أبرزها مع بوتين الذي شدد على أهمية استمرار الحوار بين بلاده والمملكة، فيما شدد الأمير محمد بن سلمان على أهمية التعاون بين البلدين لسوق النفط.
فقد اعلن الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة وروسيا تعملان على وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا، واتفق الجانبان على اللقاء مرة أخرى.
وقال أوباما للصحافيين بعد الاجتماع مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي على هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة هانغتشو الصينية “لم نتوصل (لاتفاق) بعد”، وأضاف “لدينا خلافات كبيرة مع الروس في ما يتعلق بالطرفين اللذين ندعمهما، وأيضا بشأن العملية اللازمة لإحلال السلام في سوريا.”
وأوضح إن الطرفين يعملان على “مدار الساعة” على هامش مباحثات قمة مجموعة العشرين في الصين، مضيفاً أن الموضوع السوري يظل “قضية شديدة التعقيد”. وأضاف أن “محاولة جمع كل هذه العناصر المتنافرة في بناء منسجم من أجل المفاوضات مسألة صعبة”.
وتابع الرئيس الأميركي أنه “إذا لم نحصل على موافقة الروس على خفض العنف وتخفيف الأزمة الإنسانية سيكون من الصعب توقع كيف يمكننا الدخول إلى المرحلة التالية.”
وقال البيت الأبيض إن أوباما وبوتين من المرجح أن تتاح لهما فرصة أخرى لحديث غير رسمي على هامش قمة مجموعة العشرين.
وبدا أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف على وشك إعلان اتفاق يوقف القتال ويسمح بوصول مزيد من المساعدات الإنسانية في المدينة السورية، فوضعت منصتان في قاعة لمؤتمر صحافي مشترك، لكن كيري خرج منفرداً ليقول إن هناك بعض الأمور التي ما زال يتعين حلها، وإن الطرفين سيستأنفان المحادثات الاثنين. ولم يذكر مزيداً من التفاصيل.
وقال كيري إنه يتعين الانتظار لرؤية ما إذا كان الطرفان بإمكانهما التوصل إلى اتفاق. وأضاف “هناك بضع قضايا صعبة تحدثنا عنها وسنعود لمراجعتها.. سأعود أنا لمراجعتها.. واتفقنا على اللقاء صباحاً لمعرفة ما إذا كان يمكن سد الفجوات والتوصل إلى نتيجة حول هذه القضايا.”
وقالت واشنطن إنها لم تتوصل إلى الاتفاق المرجو مع روسيا بشأن وقف العنف في حلب، ملقية اللوم على موسكو التي قالت عنها إنها “تراجعت” بشأن بعض القضايا.
وصرح مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأميركية: “تراجع الروس عن بعض القضايا التي اعتقدنا اننا اتفقنا عليها، ولذلك سنعود إلى عواصمنا للتشاور”، مشيراً إلى أن كيري ولافروف سيلتقيان مجدداً على هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة هانغتشو الصينية.
ويجتمع مسؤولون من الولايات المتحدة وروسيا اللتين تدعمان أطرافاً مختلفة في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ خمس سنوات منذ أن سافر كيري إلى موسكو في تموز الماضي باقتراح من شأنه وقف القتال.
وسيضمن الاتفاق انسحاب القوات الحكومية من بعض المناطق منها المنطقة المحيطة بحلب للسماح لقوافل المساعدات الإنسانية بالوصول إلى المدنيين المحاصرين وسط القتال. وسيراقب وقف إطلاق النار عن طريق تبادل الروس والأميركيين معلومات استخبارية وتعاونهم عسكرياً سيركز على ملاحقة تنظيم “داعش” وجماعات معارضة أخرى.
ووضع كيري أولويتين لصمود أي اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا وهما تعامل النظام السوري مع أي خرق لوقف إطلاق النار ومراقبة تنامي نفوذ جبهة النصرة التي أعلنت فك ارتباطها بتنظيم القاعدة وتطلق الآن على نفسها اسم جبهة فتح الشام.
وأضاف كيري أن “النصرة هي القاعدة، ولن يخفي تغيير اسمها أهدافها وما تحاول تحقيقه”.
ويتطلب الاتفاق أن تقنع روسيا بشار الأسد بالموافقة على تعطيل سلاحه الجوي، وهي خطوة قال لافروف إنها لا تمثل الهدف.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف والذي تحدث كذلك على هامش قمة مجموعة العشرين إن روسيا والولايات المتحدة تقتربان من التوصل لاتفاق بشأن سوريا لكن لا يمكن التكهن بتوقيت إعلان الاتفاق.
وأضاف “نتحدث عن أهم الأمور المتعلقة بتطبيق وقف لإطلاق النار… المحادثات المكثفة مستمرة.” وتابع “نوشك على التوصل لاتفاق… لكن فن الديبلوماسية يتطلب وقتاً للتنفيذ. ليس بوسعي أن أبلغكم متى سيتم التوصل للاتفاق وإعلانه.”
وقال مايكل راتني مبعوث واشنطن لسوريا في خطاب اطلعت “رويترز” على نسخة منه إن الاتفاق قد يعلن قريباً وأوضح بعضاً من شروطه. وتقول رسالة راتني إلى المعارضة السورية المسلحة المؤرخة في الثالث من أيلول، إن الاتفاق سيلزم روسيا بمنع الطائرات الحكومية السورية من قصف المناطق الواقعة تحت سيطرة التيار الرئيسي للمعارضة وسيطالب بانسحاب قوات دمشق من طريق إمداد رئيسي شمال حلب.
وأضافت الرسالة دون ذكر تفاصيل أنه في المقابل ستنسق الولايات المتحدة مع روسيا ضد تنظيم القاعدة.
وسيركز الاتفاق على توصيل مساعدات إنسانية إلى حلب حيث أدى تقدم أطراف الصراع إلى قطع إمدادات الكهرباء والمياه عن نحو مليوني شخص في المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد وتلك التي تسيطر عليها المعارضة.
وسيتطلب الاتفاق كذلك أن تتجنب الحكومة السورية وروسيا قصف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بما فيها المناطق التي تنشط بها جماعات معارضة معتدلة بالقرب من جبهة فتح الشام التي كانت تعرف من قبل باسم جبهة النصرة التي تربطها صلات بتنظيم القاعدة.
وحض الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند نظيره الروسي على السعي للتوصل الى “حل سياسي” في سوريا اثناء لقاء بينهما على هامش قمة مجموعة العشرين. وقال هولاند امام بوتين “علينا ان نعمل الآن من اجل حل سياسي يمكن ان نتوصل اليه معاً من اجل السلام في سوريا”، مؤكداً انه وبوتين يتشاطران “هدفاً مشتركاً هو مكافحة الارهاب”.
واضاف الرئيس الفرنسي “بالنسبة لسوريا علينا ان نعمل على التوصل الى حل سياسي عبر التفاوض”، ملاحظاً انه “عندما تندلع حروب ونزاعات و(يكون هناك) ارهاب ولاجئون، هناك بالضرورة تأثيرات” على اقتصادَي كل من روسيا وفرنسا في ما يتجاوز “الشعوب المعنية”. ودعا هولاند بوتين في مستهل الاجتماع الذي تمكنت وسائل الاعلام من مواكبته لوقت قصير “الى التصدي بشكل مباشر للوضع في اوكرانيا وسوريا”.
وفي مستهل الاجتماع اكتفى بوتين بالقول انه بعد ان “بحث بشكل مطول ملفات اقتصادية دولية كبرى” خلال النهار، فإنه يقترح “الاهتمام الان بالقضايا الصغيرة البسيطة التي تعني روسيا وفرنسا”. وكان مقرراً ان يستمر الاجتماع نصف ساعة لكنه امتد ليناهز ساعة وربع ساعة، وفق ما قال مصدر ديبلوماسي فرنسي.
وتطرق الرئيس الروسي خصوصاً الى المفاوضات المباشرة بين موسكو وواشنطن حول سوريا والتي قال مسؤولون اميركيون كبار على هامش قمة مجموعة العشرين انها “تراجعت” في نقاط عدة.
ودعا وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير روسيا إلى الانتهاء من اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا مع الولايات المتحدة وشدد على ضرورة تسليم المساعدات الإنسانية للمحاصرين في حلب.
وقال شتاينماير “لقد تقدمت الولايات المتحدة بعرضها. وبمقدور روسيا الآن أن تظهر أنها مهتمة بحق في وضع نهاية للقتال في سوريا.” وأضاف “حتى روسيا ليست لديها مصلحة في استمرار القتال في سوريا. فموسكو تعلم كما يعلم الجميع أنه لا يوجد حل عسكري للصراع في سوريا.” وقال إن إنهاء القتال في سوريا ليس بيد موسكو وحدها ولكن “أيضاً بيد لاعبين آخرين داخل سوريا وخارجها لا يريدون إلا استمرار القتال”.
وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن المستشارة أنغيلا ميركل بحثت أيضا الموقف الإنساني “الكارثي” في سوريا مع بوتين خلال اجتماع دام نحو ساعتين على هامش قمة مجموعة العشرين.
وأوضح شتاينماير للصحافيين في أوسلو مساء إن وقف إطلاق النار في حلب هو الشرط الأساسي للمعارضة السورية كي توافق على العودة للمفاوضات. وأضاف “هذا هو الشرط الوحيد الذي تضعه المعارضة كي تكون مستعدة للعودة إلى جنيف من أجل محادثات سياسية.”
وفي سياق آخر، وعلى هامش قمة العشرين في الصين التقى الأمير محمد بن سلمان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال ولي ولي العهد السعودي للرئيس الروسي إن التعاون بين المملكة وروسيا سيعود بالنفع على سوق النفط العالمية. وتسعى السعودية وروسيا، أكبر منتجين للنفط في العالم، إلى سبل لدعم سوق النفط الضعيفة.
وأبلغ بوتين الصحافيين أن من المهم لروسيا أن تبقي الحوار مفتوحاً مع السعودية، مشددًا على أهمية الحوار المستمر بين الرياض وموسكو في مختلف القضايا.
كما التقى الأمير محمد بن سلمان رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، وجرى خلال اللقاء بحث أوجه التعاون الثنائي القائم وسبل دعمه، إضافة إلى تطورات الأحداث على المستوى الإقليمي والدولي.
واجتمع ولي ولي العهد السعودي كذلك مع الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، حيث تم استعراض العلاقات الثنائية بين المملكة وإندونيسيا، وتطورات الأوضاع على الساحتين الإسلامية والدولية.
كذلك اجتمع الأمير محمد بن سلمان مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وجرى خلال الاجتماع بحث العلاقات الثنائية والمسائل ذات الاهتمام المشترك.
المصدر: صحف