اغتيال القائد سليماني والحسابات الخاطئة – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

اغتيال القائد سليماني والحسابات الخاطئة

الشهيد اللواء قاسم سليماني
خليل موسى- دمشق

 

القائد سليماني، اسم لطالما تداوله العدو بطريقة الحذر والتّرقّب، حذرٌ في التعامل معه ضمن الميدان، وترقّبٌ لما يأتيهم به من أعمال لا يتوقعها أحد، ودائما تثمر عن انتصارات تهزُّ كيان البيت الأبيض في واشنطن، وتُرعب الكيان الصهيوني داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، نعم هذا هو قاسم سليماني بكل اختصار لواء الرعب المزلزل لأعداء المحور.

هو أيقونة الصمود في الحرب ضد الإرهاب، رفيق دائم وداعم للجيش السوري، في جميع ميادين الحرب ضد الإرهاب، شريك في التحرير، على امتداد الأراضي السورية، حيث حضَرَ وقّع على النصر ومضى نحو آخر. هذا ما بدأه الدكتور عقيل محفوظ، الباحث السياسي في حديث لموقع المنار، ليجزم أن هناك دينا في أعناق السوريين لهذا الرجل العظيم.

الدكتور محفوظ اعتبر ان الاميركيين كانوا يرصدون القائد سليماني، ويعتبر ان استهدافه كان أمرا متاحا، ولكن بذات الوقت غير ممكن لأنها كانت تخشى كثيرا من ردود الأفعال على اغتيال شخصية بهذا الوزن والمقام عسكرياً وسياسياً .
اختيار التوقيت هذا، أتى لأن الأميركي يعتبر أن هناك ضغوطا كبيرة على ايران، اقتصادياً بشكل أساسي، وعسكرياً من خلال الانشغال بمحاربة الإرهاب إقليمياً، ولا بدّ من التنويه لما تحاول اميركا ان تعمل عليه وهو موضوع اضطرابات في الداخل الإيراني، واضطرابات في محور المقاومة نتيجة الوضع في لبنان.

محفوظ اشار الى ما يراه الاميركي من دور كبير لسليماني و بناء على ذلك كانت الحجة العلنية ما قال ان اللواء قاسم سليماني كان يعدُّ مع رفاقه العراقيين لتكتيكات وخطط تريد أن تنهي وتخرج الوجود الأميركي .

وهنا يقول محفوظ ان هناك سؤال يطرح نفسه فيما إذا كان اغتيال الشهيدين قاسم سليماني والمهندس، هو فرصة اقتنصتها واشنطن بناء على ظروف للمنطقة والتي هيأت البيئة الزمانية والمكانية المناسبتين لهكذا عمل غادر، أو أنه فعلا قرار اتخذته عن اصرار وترتيب وتريد أن تبدأ به مرحلة مختلفة من الصراع مع إيران ومع هذا الحلف، والإجابة عن هذا السؤال سيتضح من خلال المرحلة اللاحقة لتحدد أمورا كثيرة من السابق الحديث عنها الآن.

ضرب القائد سليماني يأتي في سياق محاولة إعطاب مشروع، فلا بدّ أن يستمر هذا المشروع كرد أساسي على عملية الاغتيال، ويتم تهيئة البدائل والاستمرار على الخط الذي قضى من أجله الشهيد سليماني، وهذا ما حدث فعلا من خلال اختيار قائد جديد لمتابعة المرحلة في الساعات الاولى من الاغتيال، وهذا ما يفسر أيضا تصريحات طهران حول استمرار ما كان مخططا له دون التعمق في تفاصيله.

وبتقديره يجب في اطار الرد  العمل على ضبط الصفوف في العراق وإخراج الأميركي من العراق.

بالخلاصة فان هذا الرد في الميدان العراقي ضد الاحتلال سيكون جزءا من الرد الاشمل على اغتيال القادة و الحسابات الاميركية سيظهر مدى فشلها وخيبتها في مقبل الايام.

المصدر: موقع المنار