“الحصبة تتفشّى. أوقفها قبل أن تترك بقعها عليك. تحصّن ضدّ الحصبة”. هذا ما تقوله صراحة منظمة الصحّة العالميّة من خلال منشور مصوّر أعدّته بالتعاون مع منظّمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، فيما تؤكّد قلقها في منشورات أخرى. بالنسبة إليها، فإنّ الصورة في عام 2019 تبدو أسوأ ممّا كانت عليه في العام السابق، إذ تفيد بيانات أوليّة حتى نوفمبر/ تشرين الثاني المنصرم بأنّ عدد الإصابات بالحصبة ارتفع إلى ثلاثة أمثاله بالمقارنة مع الفترة نفسها من عام 2018.
كانت جزيرة ساموا الواقعة في جنوب المحيط الهادئ قد أعلنت السبت الماضي تمديد حالة الطوارئ نتيجة تفشّي الحصبة التي أودت بحياة 72 شخصاً، معظمهم من الأطفال. وأوضحت أنّ عدد الإصابات بالحصبة وصل إلى 5154 إصابة منذ بدء تفشّي المرض في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، علماً أنّ سكّان الجزيرة يُقدَّرون بنحو 200 ألف نسمة. وقد وجّهت وزارة الشؤون الخارجيّة والتجارة في ساموا، أخيراً، أصابع الاتّهام إلى نيوزيلندا كمصدر للحصبة المتفشّية في البلاد، مؤكّدة أنّ الحالة الأولى وصلت إلى ساموا من نيوزيلندا في نهاية أغسطس/ آب الماضي. يُذكر أنّ معدّل التحصين في الجزيرة يُعَدّ منخفضاً بالمقارنة مع البلدان المجاورة.
من جهتها، أعلنت نيوزيلندا تخصيص مليون دولار نيوزيلندي (نحو 660 ألف دولار أميركي) للمساعدة في مكافحة الحصبة بمنطقة المحيط الهادئ. يُذكر أنّ إصابات بأعداد كبيرة راحت تظهر هذا العام في مدينة أوكلاند النيوزيلنديّة، وهي مركز للسفر من جزر جنوب المحيط الهادئ وإليها، الأمر الذي دفع السلطات في أغسطس/ آب الماضي إلى تحذير الأشخاص غير المحصَّنين ضدّ الحصبة ومطالبتهم بالابتعاد عن المدينة.
وفي السياق، حذّر المركز الألمانيّ المعنيّ بصحّة المسافرين من تفشّي الحصبة في بعض البلدان من قبيل تايلاند وأوكرانيا ونيوزيلندا ونيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطيّة، مشدّداً على ضرورة حصول الراغبين في السفر إلى تلك البلدان على اللقاح اللازم ضدّ الحصبة قبل 15 يوماً على أقلّ تقدير لتجنّب خطر العدوى. وقد أكّد المركز أنّ الإصابة بالحصبة لا تقتصَر على الأطفال بحسب الظنّ الشائع، بل هي تهاجم البالغين كذلك، وتنتقل من شخص إلى آخر عبر العطاس والسعال ومخالطة المرضى.
في بياناتها المحدّثة قبل عشرة أيام، أفادت منظّمة الصحّة العالميّة بأنّ الحصبة أصابت نحو عشرة ملايين شخص في عام 2018 وأودت بحياة نحو 140 ألفاً منهم، معظمهم من الأطفال دون الخامسة، على الرغم من أنّ ثمّة لقاحات فعّالة متوفّرة حول العالم. لكنّها لفتت إلى أنّ التحصين ضدّ الحصبة ساهم في تراجع الإصابات بنسبة 73 في المائة ما بين عام 2000 وعام 2018، الأمر الذي جعل العالم يتفادى نحو 23.2 مليون وفاة كانت محتملة.
المصدر: العربي الجديد