كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في الاحتفال الـتأبيني الذي أقامه حزب الله بمناسبة مرور أسبوع على رحيل العلامة المحقق آية الله السيد جعفر مرتضى العاملي قدس سره في مجمع المجتبى عليه السلام.
إلى روح فقيدنا الكبير والغالي سماحة آية الله العلاّمة السّيد جعفر مرتضى رضوان الله تعالى عليه نهدي ثواب الفاتحة.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرّحمن الرّحيم، الحمد لله ربِّ العالمين، والصّلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبين، أبي القاسم محمد ابن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحبه الأخيار المنتجبين، وعلى جميع الانبياء والمرسلين.
السّادة العلماء، الإخوة والأخوات، السّلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
يقول الله تعالى في كتابه المجيد:
بسم الله الرّحمن الرّحيم
}الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ{
ويقول تعالى:
}يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَــاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَـلُونَ خَبِيرٌ {
وعن الإمام الصاّدق (ع): (من تعلّمَ لله وعمِلَ لله وعلّمَ لله دُعيّ في ملكوتِ الله عظيماً، فقيل تعلّمَ لله وعمِلَ لله وعلّمَ لله).
أرحّبُ بكم جميعاً في هذا الحفل التأبينيّ، وفي هذه المناسبة الحزينة والمؤلمة، والتي نقابلها مع الحُزنِ والأسَى بالتّسليم لمشيئة الله والرّضى بقضائه وقدره.
أتوجّه في البداية إلى عائلة سيدنا الفقيد والعزيز والكبير فرداً فرداً بأسمى آيات العزاء ومشاعر المواساة في هذه المناسبة وعلى هذا الفقد والخسارة الكبيرة للعالم الإسلامي، للفكر الإسلامي، للتحقيق وللعلم، ولأحد مواقع الجهاد الكبرى، الجهاد الفكري الذي هو جزء أساسي من عمليّة الجهاد الكبرى.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يمنَّ على هذه العائلة الكريمة وعلى كل المحبّين بالطمأنينة والسّكينة والتسليم والرّضى وهذا شأنهم وهذا هو المتوقّع منهم بطبيعة الحال.
أودّ في هذه الكلمة أن أتحدّث في قسمين، في مقطعين، المقطع الأوّل، عن صاحب المناسبة.
والمقطع الثاني، عن المستجدات الحاصلة في بلدنا.
سماحة السّيد رحمه الله قضى عمره المبارك في طلب العلم عندما كان طالباً في الحوزة العلميّة، في طلب العِلم والتّعلُّم والتّعليم والدراسة والتحقيق والتأليف والإجابة على الأسئلة الدينية والثقافية والفكرية المتنوّعة، وكذلك قضى عمره المبارك في تربية طلاب العلوم الدينية، أجيال من العلماء وتأسيس وإيجاد العديد من الحوزات العلمية لهذا الهدف سواءً في لبنان أو في قم المقدّسة.
الطابع العام الذي غلب على شخصيّته وعلى حياته هو هذا، الطابع العلمي والإهتمام العلمي والتربوي، في ما يتقدّم آخرون في العمل السّياسي أو الجهادي… إعتبر سماحة السّيد الراحل أن تكليفه الشرعي أن يصرف كل وقته لهذه المساحة المهمّة ليملأ فراغاً كبيراً في هذه الجبهة. صحيح، أنه لم يباشر العمل السّياسي التفصيلي والمباشر واليومي، لكنه كان موجوداً بقوّة في الأحداث الأساسية والكبرى. كان داعماً للثّورة الإسلاميّة في إيران بقيادة الإمام الخميني (قده) التي غيّرت وجه المنطقة والعالم عام 1979 م، وكذلك كان من مؤيّدي وبقوّة قيام نظام الجمهوريّة الإسلامية في إيران بعد الإنتصار، وكانت له علاقاته الواسعة بالقادة الكبار في هذه الثورة، وبالمراجع العظام والعلماء الأجلاء في الحوزات العلمية، ومن هذا الموقع كانت له إسهاماته العلميّة المساعدة في الشؤون المختلفة التي تعني الدولة الفَتيَّة ومن جملتها في تدوين الدستور الأوّل للجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، أيضاً في الحرب المفروضة التي فرضتها قوى الإستكبار في العالم على الجمهورية الإسلامية في إيران على مدى 8 سنوات، سماحة السّيد كان يذهب إلى الجبهات ليقوم بدوره التعبويّ والإستنهاضيّ والتحريض على الجهاد والثبات وكان يعقد الكثير من اللقاءات والدورات التثقيفية والتوجيهية حتى مع قادة وضبّاط وأمراء في القوات المسلّحة، مستفيداً من التوجيهات الإسلامية ومن النّصوص المتوفّرة بين أيدينا، من كتاب الله عزّ وجل ورسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وتجربة صدر الإسلام في قضايا الحرب والقتال والجهاد. كما أنّه كان دائماً من مؤيّدي وداعمي حركات المقاومة في المنطقة في مواجهة الكيان الإسرائيلي والمشروع الصّهيوني، وخصوصاً حركات المقاومة في لبنان وبالأخصّ المقاومة الإسلامية، وحتى آخر لحظةٍ من حياته عبّر عن ذلك في كُتبِه التي تبقى ويتوارثها الأجيال، كان يتحدّث عن المقاومة الإسلامية في لبنان وتجربتها وانتصارها ومجاهديها وشعبها وناسها في كُتبهِ وخُطَبه ودروسه وأجوبته، وأيضاً عبّر عن ذلك من خلال احتضانه الأبويّ لكثير من مجاهديها. كان سعيداً جداً بانتصار المقاومة في حرب تموز وكما ورد في التقرير قبل قليل، كان فخوراً بالانتصار الذي حقّقته المقاومة وأهلها، مهما كانت التضحيات، المهم أننا انتصرنا – كان يقول -، مع أنه بالنسبة إليه والذي يقاتل في الجبهة الفكرية أغلى ما يملك هي مكتبته التي تحوي عشرات الآلاف من الكتب وعدد كبير من المخطوطات ومؤلفاته التي كتبها بخط يده ولم تُطبع وضاعت في القصف والتدمير الذي لحق الكثير من البيوت والمنازل ومنها بيته ومركزه، كما كان داعماً دائماً لخيار المقاومة في مواجهة الهجمة التكفيرية الإرهابية في المنطقة، تعلمون في ذلك الوقت هناك نقاش في بعض الأوساط في هذا الخيار، خيار المواجهة، والتي كانت تريد أن تقتلع كل الحاضر والماضي وترمي بمنطقتنا وشعوبها إلى المستقبل المجهول والمظلم.
كان عاشقاً للإمام الخميني (قده)، ونظمَ في رثائه أطول قصائده وسمّاها “سنابل المجد”، وعندما انتخبَ مجلس خبراء القيادة في إيران بعد رحيل الإمام الخميني (قده) عن هذه الدّنيا، عندما انتخب هذا المجلس سماحة الإمام الخامنئي (دام ظله) قائداً ووليّاً لأمر المسلمين، كان سماحة السّيد الراحل من المؤيدين والدّاعمين بشدّة لهذا الإنتخاب المناسب واللائق سواءً عندما كان في إيران أو بعد مجيئه إلى لبنان، وكان حريصاً دائماً على أن يكون هذا الموقع القياديُّ عزيزاً ومُصاناً ومُطاعاً ويعلّقُ الآمال الكبيرة عليه.
أعود إلى الميّزة الرئيسيّة والطابع العام في شخصيّته، الطابع العلمي والفكري، لقد كتب سماحة السّيد وبحث وحقق ودقّق في مختلف العلوم والمعارف، في الفقه والأصول والتفسير والكلام والعقائد والسّيرة والتاريخ ومباحث الحكم والإدارة والحرب والجهاد والأخلاق والتربية وعلمَيّ الإجتماع والنّفس وفي قضايا الإقتصاد الإسلامي والسُّوق، تقريباً يمكن القول أنّ سماحته كتب في جميع المجالات التي فيها للإسلام رأيٌ وموقف، وإطلالة سريعة على لائحة مؤلّفاته الكثيرة يؤكّد هذا المعنى. لم يتوقّف عن الكتابة والتأليف والتحقيق الذي كان جهاده، إلا عندما أعجزه المرض الأخير عن الإمساكِ بالقلم، أمّا طيلة السّنوات التي عانى فيها من مرضه العُضال وبالرّغم من الظروف الصّعبة والمتعبة جسديّاً ونفسيّاً – كلنا نعلم ما يعني أن يُصاب الإنسان بهذا النوع من المرض وما يلقيه على جسده من تعبٍ وعلى نفسه من أثقال – لكنّه مع ذلك لم يتوقّف عن التحقيق والكتابة حتّى في أصعب الظّروف الصّحية، وقد أنجز العديد من الموسوعات الكاملة الجديدة أثناء هذا الوضع المرضيّ الصّعب، خصوصاُ في ما يتعلّق بحياة وسيرة سيِديّ شباب أهل الجنّة الحسن والحسين (عليهما السلام) بما يزيد عن 30 مجلّداً.
بالرّغم من تنوّع إهتماماته ودراساته العلميّة والتحقيقيّة الا أنّ سماحة السّيد ذهب إلى المجال الأصعب، برأيي إلى المجال الأصعب والأخطر والأكثر حساسية من بعض الزوايا والجهات، وهو مجال التاريخ الإسلامي، تحقيقاً وكتابةً وتأليفاً موسوعياً.
في مجال التاريخ الإسلامي، لماذا نقول عن هذا أصعب وأخطر وأدق وأكثر حساسيةً؟ عندما تُريد أن تعرف حقائق التاريخ، والوقائع التي حصلت في التاريخ، لأنه عندما يتكلم أحد عن التاريخ، التاريخ هو الوقائع والحقائق والأحداث والتطورات التي حصلت، سواء كانت كبرى أم تفصيلية وجزئية.
ما يُكتب عن هذه الوقائع يُسمى تاريخ، ونفس هذه الوقائع قد تُسمى تاريخ، عندما تُريد أن تصل إلى هذه الوقائع، وخصوصاً في التاريخ الإسلامي، هناك صعوبات جمّة وكبيرة في مواجهة هذا النوع من التحقيق، على سبيل المثال، الكلمة هي، يعني كلمتي ليست بحثاً علمياً وإنما فقط للإشارة، على سبيل المثال، الفاصل الزمني الطويل، نبحث عن تاريخ وعن وقائع وأحداث حصلت قبل 1400 سنة أو 1300 سنة أو 1200 سنة أو 1100 سنة…، خصوصاً أن المرحلة الزمنية التي تصدى لها سماحة السيد هي المتعلقة بالقرون الأولى من تاريخ الإسلام.
هذا الفاصل الزمني يُصعّب إمكانية المعرفة الدقيقة والصحيحة، لا يَمنع ولكن يجعله أمراً صعباً، اليوم نحن في حياتنا المعاصرة حصلت أحداث قبل عشرات السنين، عندما يأتي من يَكتب عنها أو يُؤرخ لها أو يُحقق حولها، سوف نَجد كتباً وآراء ونظريات ومقولات وروايات متباينة، بتباين مواقع أصحابها وإنتماءاتهم وخلفياتهم الفكرية والثقافية والسياسية، بل ليس فقط ما حصل قبل سنين أو عشرات السنين، ما يَحصل بين أيدينا، الآن مثلاً في لبنان هذا الحراك الذي حصل خلال الأُسبوعين الماضيين، ليس بعد سنة أو سنتين أو مئة سنة ماذا يَكتبون عنه، الآن كل أحد يكتب عنه بشكل ٍ مختلف، وكل أحد يقرأه بشكلٍ مختلف، وكل أحد معلوماته مختلفة، وكل أحد تقييمه مختلف، وفيما بعد إذا كَتب أحد تاريخاً، سوف نقرأ قراءات متباينة ومتناقضة ومتعارضة حول حدثٍ نملك كل أدوات ووسائل الإطلاع والإحاطة المعلوماتية حوله.
إذاً الفاصل الزمني، هذ أمر يضع صعوبة كبيرة.
ثانياً: مثلاً، على سبيل المثال، قلّة أو عدم كثرة المصادر التاريخية في الدرجة الأولى، يعني التي تَنقل مباشرةً، لأنه لدينا كتب تاريخ، مثلاً لدينا كتاب تاريخ ثم يأتي كتاب ثانٍ يَنقل عنه ثم كتابٍ ثالث ينقل عنه ثم كتاب رابع ينقل عنه، هذه ليست مصادر موازية وليست مصادر درجة أُولى، الكتاب الأول هو مصدر درجة أولى، ولذلك عندما نَتصفّح كتب التاريخ الإسلامي، نجد أحياناً أنها نسخة طبق الأصل، مع بعض الإضافات أو بعض التعديلات، أو بعض الإضافات الزمنية، التي لم تكن في زمان الكاتب أو المؤلف الأول، وهذا طبعاً عدم التنوع في المصادر وتعدد المصادر، وعدم وجود مؤرخين من كل الإتجاهات الفكرية والدينية والثقافية والسياسية في التاريخ الإسلامي أيضاً يُحدث مشكلة.
من أهم المشاكل التي يُعانيها أي مُحقق في التاريخ أن أغلب ما كُتب في التاريخ ليس له أسانيد إلاّ القليل، أسانيد يعني عن فلان وعن فلان وعن فلان..، وعن الشاهد المباشر للحدث، أو الناقل المباشر للحدث.
في الفقه وفي البحث عن الأحكام الشرعية أو بعض قضايا الفكر الإسلامي، الحمد لله قرآننا موجود ومُصان ومحفوظ ومعصوم إلى قيام الساعة في الوعد الإلهي، وأيضاً الروايات الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعن أهل البيت وعن صحابة النبي رضوان الله عليهم، حفظها ورعاها المسلمون طوال التاريخ سنةً وشيعة، في كتبهم الحديثية والروائية، حفظوا أسانيدها وكتبوا الأسانيد، وحققوا في الرجال، واستحدثوا علوماً لصيانة هذه الروايات وهذه الأحاديث التي يُستند إليها، أما في قضايا التاريخ، ليس لدينا أسانيد إلا القليل، وهذا الأمر خطير جداً، لأنه يجب أن تعرف أن الذي يَنقل هذه الكلمة أو هذا الموقف أو هذا الحادث أو هذه التفاصيل عن المعركة هل هو ثقة؟ وهل هو صادق؟ أم أنه يتحدث من موقع مختلف؟ كشاهد أيضاً حي على أهمية هذا العامل، اليوم نحن أيضاً في الأسبوعين الماضيين رغم أنك عندما تنقل الأحداث أو عندما تَخطب مثلي أنا مثلاً، أنت تَخطب وتنقل عشرات التلفزيونات أو الشاشات كلمتك، ويَسمعها كثيرون، وبعد دقائق قليلة تقوم وسائل إعلام وجهات سياسية بتحريف ما قُلت بالكامل، مع العلم أنه يوجد شهود ويوجد تلفزيونات، مثلاً على سبيل المثال عندما قُلت للمتظاهرين أنتم مطالبكم مُحقة ولكن يجب أن تحذروا من أن يركب موجتكم أحد، لأنه يوجد تمويل لهذا الحراك في مكانٍ ما، من حقكم أن تَبحثوا عن الممول، إذا كان ثرياً فهل أمواله ليست من فساد؟ أو إذا كان من سفارة، فهل هذه السفارة تُريد مصلحة البلد؟ بعد دقائق، كثير من المراسلين من بعض وسائل الإعلام وبعض السياسيين الآخرين يسألون الناس السيد قال عنكم أنتم تُمولكم السفارات، والسيد قال عنكم أنتم عملاء السفارات، والسيد يقول عنكم … وأنا لم أقل شيئاً من ذلك، هذا شاهد حي، كل ما يجري أمامنا الآن يجعلنا نَفهم ما كان يجري في التاريخ، ويجعلنا نفهم أيضاً الكثير من وقائع التاريخ ونُحللها بشكلٍ صحيح، ويجعلنا نفهم أيضاً أن قراءة التاريخ واكتشاف حقائقه ليس أمراً سهلاً، ولا يجوز الإستعجال فيه واطلاق الأحكام، بل يحتاج إلى كثير من الجهد والتحقيق والتدقيق، وتَتبع كل المصادر وكل الكتب وكل المقولات حتى يصل الإنسان إلى نتيجة، فتلاحظون أيها الإخوة وأيها السادة أنه في كتب التاريخ، حتى القضايا التي لا تدخل فيها الأهواء السياسية، تجد مقولات متعددة، مثلاً في ولادة الشخصيات المهمة، تجد في خبر الولادة ثلاثة أو أربعة أخبارأو خمسة أخبار، في خبر الوفاة كم عاش؟ وكيف مات؟ قُتل أم مات بشكلٍ طبيعي؟ هذه التفاصيل لشخصيات مهمة مع ذلك تَجد، وقد لا تدخل فيها الأهواء السياسية أحياناً، في كل الأحوال هذه أيضاً من الصعوبات، من صعوبات التاريخ واكتشاف التاريخ وتدخل الأهواء السياسية والاتجاهات والخلافات الفكرية والمذهبية والدينية، وأيضاً العرقية والقومية والقبلية، الكثير مما نقرأه، وهذا ما يقوله العلماء والمحققون من أهل السنة والشيعة، لأن هذا ليس رأياً شيعياً، أن الكثير من الروايات التي تتحدث عن فضل البلد الفلاني على البلد الفلاني والقوم الفلاني على القوم الفلاني، كثير منها من الموضوعات التي يجب في الحد الأدنى التدقيق فيها قبل البناء عليها، لأنها كانت تخدم مصالح أقوام أو قوميات معينة أو بلدان معينة أو أهواء معينة، تدخل السلطات الحاكمة طوال التاريخ، مثل الآن السلطات التي تتدخل في وسائل الإعلام وتُدير وسائل الإعلام، طبعاً ليس السلطات المحلية بل الدول الكبرى الممسكة بالإعلام والممسكة بثورة الإتصالات والممسكة بالسيطرة على العقول ، هذا كان دائماً موجوداً ولكن بوسائل مختلفة.
في كل الأحوال، هذه الأمور الصعبة سماحة السيد رحمه الله دخل في هذا المجال الصعب، ووضع لنفسه منهاجاً محدداً وقواعد معينة لدراسة التاريخ ووقائع التاريخ، وأمضى القسم الأكبر من عمره في هذا المحيط المتلاطم، وكتب الموسوعات وخلص إلى نتائج، قد تُوافقه عليها، الآن في الدائرة الشيعية يوجد نقاش حول بعض هذه الإستنتاجات التاريخية، وفي الدائرة الإسلامية يوجد نقاش حول بعض هذه الإستناجات التاريخية، قد تُوافق على منهجه في التحقيق أو لا تُوافق، قد تُوافق على استنتاجاته أو لا توافق، ولكن هذا أمر طبيعي، لأن موضوع التاريخ وبسبب بعض الصعوبات التي تحدثّت عنها قبل قليل، يضع العلماء والمحققين الجادين والصادقين أيضاً أمام مساحة من الإختلاف والإجتهاد وتباين الرأي، وخصوصاً في نوع من هذه الموضوعات التي قد تُثير بعض الحساسيات أو العواطف، لكن أمام ما أنجزه سماحة السيد يجب أن نعترف أمام ما أنجزه سماحة السيد من تأليفات موسوعية في مجال التاريخ الإسلامي والسيرة، وخصوصاً ما يرتبط برسول الله الأعظم صل الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين، يجب أن نعترف أنه جُهدٌ غير مسبوق في التاريخ الإسلامي، وخصوصاً فيما يتعلق بجهود وعطاءات العلماء المسلمين الشيعة في الحد الأدنى، هذه ميزة خاصة لسماحة السيد العلامة السيد جعفر مرتضى رضوان الله تعالى عليه، ما قام به وما أنجزه على مستوى البحث التاريخي، والموسوعات التي كتبها وقدّمها، والجهد الذي بذله هو أمر بإعتقادي إما أنه نادر أو غير مسبوق، يعني لا نظير له في تاريخ علمائنا ومحققينا طوال التاريخ، الأمل يبقى بأن يأتي من يُكمل هذا العمل الموسوعي الاستثنائي حول بقية أئمتنا صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، أسأل الله تعالى لسيدنا العزيز والكبير الراحل الرحمة والرضوان وعلو الدرجات في جوار آبائه وأجداده الطاهرين.
فيما يتعلق بالأحداث والتطورات الأخيرة في لبنان، لابد أن أتوقف عند النقاط التالية بما يتسع له بقية الوقت.
أولا، بعد مضي أسبوعين على بدء الاحتجاجات والتظاهرات وما حصل فيها من أحداث في لبنان، الآن نحن سميّناها حراك شعبي، هناك من يريد تسميتها ثورة، انتفاضة، لا مشاحة بالتسمية وفي الاصطلاح.
لكن أمام ما حصل هناك نقطة مهمة أود أن أشير إليها، كل النقاط باستثناء موضوع الجنوب التي ستكون النقطة الأخيرة تتعلق بهذه الأحداث. يجب دائما أن نسلّط الضوء على بعض الإيجابيات والبناء على الإيجابيات.
أود أن ألفت عناية اللبنانيين إلى أنهم وبفعل الكثير من الوعي والصبر والانضباط تمكنوا خلال الأسبوعين الماضيين من تجنب الوقوع فيما كان يخطط له البعض أو يتمناه البعض من الذهاب إلى الفوضى أو الصدام الكبير في الشارع وصولا إلى الاقتتال الداخلي. ليس هناك شك يا إخوان وبحسب معلوماتي أن هناك من كان يدفع في هذا الاتجاه.عناصر الدفع باتجاه الفوضى والصدام الداخلي كانت حاضرة بقوة في الأسبوعين الماضيين.
على سبيل المثال: كم الشتائم والسباب الذي لا سابقة له في تاريخ لبنان. لا يوجد هكذا سابقة بكل الأحداث اللبنانية والخلافات اللبنانية والصراعات اللبنانية. ما شهدناه، وهذا أؤكد لكم وأنا واثق مما أقول بناء على المعطيات أن هذا لم يكن عفوياً، هذا كان موجهاً، اذهبوا اشتموا سبوا، وأيضا مدان الشاتم، ومدانة بعض وسائل الاعلام التي فتحت الهواء مباشرة لكل سب وشتم وتعرض للكرامات والأعراض، بل كان بعضها يحرّض على ذلك وإن وجد أحد يتحدث بكلام موزون يقطع كلامه، وإن وجد من يشتم ويسب يعطيه كل الوقت.
هذا أمر ليس له سابقة في لبنان، وخصوصاً عندما يتردد الشتم والإهانة والسب والتعرض للأعراض: أم فلان واخت فلان وبنت فلان وزوجة فلان وعائلة فلان، أليس لهؤلاء أناس؟! أليس لهؤلاء محبين؟! أليس لهم أنصار؟ أليس لهم شارع كبير؟ أو أقل من كبير ينفعل ويتأثر عندما يسمع أن رموزه وقادته وأعراضه تشتم وتسب على مدار الساعة وعلى الهواء.
انا أجزم أن بعض الذين دفعوا باتجاه الشتم والسّب كانوا يريدون استدعاء الشارع الآخر أو الشوارع الأخرى من أجل الفوضى ومن أجل الصدام ومن أجل الاقتتال الداخلي وكلنا نعرف في لبنان أن كل الناس لديها سلاح، السلاح ليس فقط عند المقاومة، السلاح النوعي عند المقاومة، أما السلاح الفردي كل الناس لديها سلاح، وكل الناس لديها عصي، وكل الناس لديها سكاكين، وكل الناس لديها مشاعر، وكل الناس لديها “قبضايات”، وكان المطلوب هو أن يحتدم هذا الشارع.
عامل آخر، عنوان آخر، طبعا ما سمعناه على مدى أيام من شتم وسباب وتعرض للأعراض هذا لا يليق بثورة ولا بانتفاضة ولا بحراك أناس طيبين، صادقين، وأنا أجزم بأن الطيبين والصادقين لا علاقة لهم بكل هذا الذي حصل من سباب وشتائم.
أيضا من العناصر التي كانت تدفع في هذا الاتجاه، أنا لا أقول هذا لأتحدث عن التاريخ بل لنقول مازلنا لم ننته وعلينا أن نحذر إلى الأمام لنبني عليه أمراً عملياً.
عنصر آخر، قطع الطرقات لأسبوعين، إقامة حواجز الإذلال للمواطنين، أخذ الخوات، التعرض للمواطنين، التعرض حتى لمراسلي القنوات التلفزيونية والمراسلات. أنتم تعرفون هذا موضوع مؤثر، على مدى أسبوعين اغلبية الناس التي لم تكن بالشارع، قولوا العدد الذي تريدونه، بالشارع الحديث عن مليون ومليونين ونصف مليون كلنا نعرف أن هذا كلام غير علمي، قولوا مئة ألف، مئتي الف، مئات الآلاف، لكن الملايين كانوا في بيوتهم، الآن متعاطفين بحث آخر، وكانوا يريدون ان يذهبوا إلى مدارسهم، إلى جامعاتهم، إلى أعمالهم، وقطعت عليهم الطرق وتعرض الكثير منهم للإهانة. يوم، اثنان، ثلاثة، أربعة، خمسة، خصوصا طريق الجنوب وبقية المناطق، لكن طريق الجنوب كان هناك تعمد أساسي، كان مستهدف بشكل أساسي.
ثالثاُ، أيضا من المؤشرات هم الذين ركبوا موجة الحراك ورفعوا الأسقف السياسية إلى المدى الذي كان واضحا أن المطلوب هو تنفيذ انقلاب سياسي وأخذ ثارات سياسية وتحطيم المؤسسات والذهاب بالبلد إلى الفراغ.
كل هذا الأمر أوجد حالة من التوتر النفسي والعاطفي والهياج والغضب في العديد من الشوارع، الذي يجب أن نتوقف عنده هنا، والذي له قيمة كبيرة، أن الذي منع الذهاب إلى الفوضى وإلى الصدام هو مستوى الوعي والانضباط والسيطرة على الأعصاب والبصيرة التي تحلى بها كثير من اللبنانيين في كل المناطق اللبنانية. هذا الذي يجب أن يظهر كمشهد، حصلت خروقات، نعم، حصلت ردات فعل على سباب هنا وشتائم هناك، خرجت بعض الأمور عن السيطرة، هذا هو توصيفها الحقيقي.
لكن هذه أحداث محدودة أمام مشهد كبير ومهم وإيجابي جد،ا وهو مشهد الانضباط والالتزام وعدم الخضوع للمشاعر، وانا أقول لكم، الكثير من القوى السياسية، قيادات في القوى السياسية مارست جهدا كبيرا للسيطرة على الشارع، وأنا أعرف كثيراً من الناس لو قيل لهم فقط، افعلوا ما ترونه مناسبا، كنتم شاهدتم ما الذي حصل في الطرقات والشوارع وما حصل للناس.
البعض سيأخذ هذا الكلام ليقول نعود للنغمة القديمة، السيد يهدد. أنا لا أهدد، أنا أوصف وأقول من يريد أن يواصل العمل الاحتجاجي، هذا حقه الطبيعي وحقه الصحيح، ونحن نقدر ونحترم اهدافه ودوافعه الوطنية غير راكبي موجة الحراك، لكن عليهم أن ينزّهوا، أن ينزّهوا احتجاجاتهم وتظاهراتهم ومنابرهم، وعلى وسائل الاعلام بالدرجة الأولى أن ترفض، لا تستطيع أن تقول أنا أنقل صوت الناس، السب والشتم ليس صوت الناس، السب والشتم وإهانة الأعراض هذا ليس صوت الناس، هؤلاء أشخاص مبعوثين ليشتموا ويسبوا وللدفع باتجاه الفتنة.
إذا نحن أمام ظاهرة إيجابية كبيرة جدا يجب البناء عليها للمرحلة المقبلة.
وفيما يعني المرحلة المقبلة في هذا الجزء طبعا، أنا أدعو دائما إلى الصبر، إلى لانضباط، إلى الوعي، إلى البصيرة، إلى التحمل، إلى عدم الذهاب حيث يريد الحاقدون أو المتربصون أو المتآمرون بالبلد.
كل من يريد الفوضى، كل من يريد الصدام بين الشوارع وبين القوى السياسية او القواعد المؤيدة لهذا او ذك، كل من يريد أن يدفع إلى الاقتتال الداخلي يجب ان نواجهه بالصبر وان لا نحقق له رغبته مهما كانت الضغوط النفسية والعاطفية علينا.
وايضا يجب وأنا أدعو هنا القيادات السياسية، أن لا تسمح بتحول بعض الشارع، الآن من إيجابيات الحراك خلال الأسبوعين الماضيين التي كنا نتحدث عنها انها كانت عابرة للطوائف شعاراتها سياسية، مطلبية، عابرة للطوائف إلا ما حاول ابعض أن يزعج به.
اليوم لا يجوز ان يدفع أحد باتجاه حراك له عناوين طائفية، يجب أن نبني على ايجابية الحراك والتحرك والمشاعر الوطنية العابرة للطوائف لنؤسس عليها للمرحلة المقبلة، أما دفع الأمور مجدداً باتجاه حراك بعناوين طائفية أو هويات طائفية هو أمر ليس من مصلحة البلد، هذه من الايجابيات التي يجب أن نبني عليها أيضاً.
هذه أول نقطة، وأنا أعيد وأؤكد هذا الانضباط، هذا الوعي، هذه البصيرة، هذا الصبر يجب أن نتحلى به ويجب أن لا ننفعل.
ثانياً، كل همنا خلال الأسبوعين الماضيين وما زال، مع التقدير والاحترام لكل المطالب المحقة الشعبية، كان همنا العمل لمنع إسقاط البلد في الفراغ والفوضى خصوصاً أمام الذين ركبوا موجة الاحتجاجات ومن يقف وراءهم، وطالبوا وسعوا – لاحقاً بدأوا بالقول كلا، هذا الإعلام موجود والتلفزيونات موجودة والشعارات موجودة وتغريدات “تويتر” موجودة، كله موجود – الذين رفعوا في اليوم الأول والثاني – خصوصاً في اليوم الثاني وما بعد – شعار أو وضعوا أهداف إسقاط العهد وإسقاط المجلس وإسقاط الحكومة، يعني ماذا؟ يعني إسقاط مؤسسات الدولة وبالتالي الذهاب إلى الفوضى، إلى الفراغ، وهم ما كانوا يستطيعون أن يملأوا هذا الفراغ، هم لا يستطيعون أن يشكلوا وفداً للحوار فضلاً أن يشكلوا حكومة بديلة أو يتفقوا على قانون انتخاب يتفقون ويجمعون عليه من أجل انتخابات نيابية مبكرة أو ما شاكل. نحن همنا كان حقيقةً هو هذا الأمر.
حسناً، أخذنا مجموعة من المواقف، كنا نسير بكل صراحة على حد السيف، من جهة هناك مطالب محقة وهناك مشاعر وعواطف للكثيرين من الناس الصادقين المخلصين الموجوعين، وهناك فساد كبير في البلد وفي السلطة، وهناك وضع خطير سيذهب إليه البلد نتيجة الفراغ من انهيار مالي واقتصادي، وهناك صعوبات لتأمين البدائل ليست بالبساطة والسهولة التي يتحدث عنها البعض، كان مطلوباً منا أن نتصرف بمسؤولية ونحن تصرفنا بمسؤولية، لم نركب موجة ولم نرفع شعارات مضللة وأخذ حزب الله بصدره لأنه كان الحاضر الأكبر في التصدي والحديث والتوضيح والتعليق والتبيين، أخذ بصدره هذه المسؤولية ليمنع انهيار البلد، وأنا أقول نعم ليس وحدنا طبعاً، بفعل الوعي أيضاً والثبات وتحمل المسؤولية من قبل الكثيرين في الدولة وفي الحراك الشعبي تم الحيلولة دون وقوع البلد، والآن بدأنا نسمع أصواتاً من الذين قالوا، يعني هناك أناس خفضوا السقف السياسي، الذي كان يقول نريد إسقاط العهد والمجلس ونريد أن نفعل، الآن بدأوا يقولون لم يكن هذا هدفنا وهو كان هدفهم ومعلن ومسجل.
بكل الأحوال، وصلنا إلى نقطة الحكومة واستقالة الحكومة، في موضوع استقالة الحكومة أنا أريد قليلاً أن أبيّن بعض الأمور، خلال السنوات الماضية كان هناك البعض في لبنان وفي الخارج مُصر على تسمية الحكومات اللبنانية المتعاقبة بأنها حكومات حزب الله وهي لم تكن كذلك على الإطلاق، يعني بالحد الأدنى حكومة الرئيس ميقاتي الأخيرة وبعدها حكومة الرئيس تمام سلام وبعدها حكومتا الرئيس الحريري، الأولى قبل الانتخابات والثانية بعد الانتخابات، هناك أناس كانوا مصرين على أن يقولوا هذه حكومة حزب الله وهي لم تكن كذلك، أبداً، حزب الله لم يتول في كل الحكومات أي مسؤولية، أي وزارة حساسة ومهمة لا في الشأن السيادي ولا في الشأن الاقتصادي والحياتي، آخر شيء أربحونا جميلة بهذه الحكومة بوزارة الصحة، وأقول لكم أيضاً بصدق، حزب الله لم يكن هو العنصر الأقوى في الحكومات، حتى هذه الحكومة، يعني الذي له قدرة على الحسم أو التأثير أو تغيير المسارات، غير صحيح. الآن هناك أحد يقول أنتم لا توظفوا حضوركم وقوتكم ونفوذكم، هناك أحد يعتبرنا مخطئين، هناك أحد يقدّر أن حزب الله بالموضوع الداخلي في نهاية المطاف عنده حدود للاستفادة من القدرة والنفوذ، هذا يحتاج لنقاش، يحتاج لنقاش هادئ لاحقاً. لكن أؤكد لكم أنه في كل الحكومات كانت تؤخذ قرارات نحن لم نكن موافقين عليها، لكن ماذا نفعل؟! نستقيل من الحكومة؟! نقاتل؟! هذا يحتاج لنقاش على كل حال.
لكن النقطة التي أنا أريد أن أتحدث عنها، لم تكن هناك حكومة اسمها حكومة حزب الله خلال كل السنوات الماضية في تاريخ لبنان وفي السنوات الماضية، لكن هذا الإصرار على تسمية الحكومات بأنها حكومة حزب الله هو في محاولة لاستعداء بعض الخارج عليها وهو أيضاً نية سيئة في محاولة لتحميل حزب الله مسؤولية أي فشل أو تقصير أو قصور أو فساد في السلطة، إذا يحصل هناك ايجابيات فالإيجابيات للآخرين، لكن إذا هناك فشل وقصور وتقصير فهو حزب الله، وإذا هناك فساد إما حزب الله أو حزب الله حامي الفساد. هذا على كل حال كان يسلط الضوء عليه بشكل قوي جداً، نحن عندما كنا نقول لا نؤيد استقالة هذه الحكومة ليس لأنها حكومة حزب الله، هي ليست حكومة حزب الله أبداً، لم تكن كذلك ولا الحكومات السابقة كذلك ولا الحكومة الآتية كذلك، ليس صحيحاً. وأنا أود أن أؤكد أيضاً في هذه النقطة على مدى السنوات الماضية وعلى مدى الأيام الماضية والآن وفي المستقبل القريب نحن لسنا قلقين على أنفسنا، لسنا قلقين على المقاومة، لأننا أقوياء جداً، أقوياء جداً جداً، لم يأتِ زمان على المقاومة في لبنان كانت بهذه القوة، في قوتها الشعبية والجماهيرية، في قوتها السياسية، في احتضان الناس لها، في عديدها، في عتادها، في عدتها، في موقعها الإقليمي، في قوة محورها، لا أحد يشتبه ويخمن أن الناس انهزت، لم يُهز أحد، وحزب الله لم يتصرف بأي ورقة قوة من أوراقه، أبداً، نعم أنا تحدثت كلمتين فقط، إذاً نحن لسنا قلقين ولسنا خائفين على الإطلاق، لا أحد يشتبه بتقدير الموقف، نحن إذا أبدينا قلقاً أو خشية إنما كنا نبديها على بلدنا، على شعبنا، على أناسنا.
البعض يأخذ عليّ الصراحة والشفافية لكن أنا أؤمن بذلك، أنا قلت في الأيام الأولى لبعض الذين كانوا يراجعوننا، قلت لهم إذا ذهب البلد إلى الفوضى، يمكن أن يأتي وقت لا تستطيع الدولة اللبنانية أن تدفع فيه رواتب وينهار الجيش والقوى الأمنية وإدارات الدولة ويخرب البلد، لكن أنا أؤكد لكم أن المقاومة ستظل قادرة على أن تدفع الرواتب. هذه المقاومة ليست في هذا الوضع على الإطلاق ولذلك عندما أتحدث الآن أو نتطلع إلى المستقبل لا أحد يفسر أننا خائفين على حزب الله وخائفين على المقاومة، كلا، أي أحد آخر هو حر يخاف أو لا يخاف، لكن نحن لسنا خائفين ولسنا قلقين وأعيد وأقول لا أحد يشتبه بهذا الموضوع.
حسناً، لنقارب موضوع الاستقالة خلال الأيام القليلة الماضية، كان هناك وجهتي نظر، وجهة نظر نحن نتبناها، كنا نقول لا نؤيد الاستقالة، يجب أن نعطي شيئاً ايجابياً للناس، الناس الموجودين في الشارع لهم مطالب محقة يجب أن نصغي للحراك الشعبي الحقيقي وليس لمن ركبوا موجة الحراك، إذا كنا نريد أن نصغي للحراك الحقيقي، الصدمة الايجابية – لأنه كانت وجهتا النظر كانت تتحدث عن صدمة ايجابية – الصدمة الايجابية المطلوبة أن تقدم للناس ما هي؟ نحن كنا نقول فلتجتمع الحكومة في وضع طارئ واتركوا الناس في الساحات ويضغطوا على الحكومة ما المشكلة، هذه واحدة من الأكاذيب التي أشاعوها، أنا قلت جمهور المقاومة أخرجوا من الساحات لأنه سيحصل اشتباك نتيجة السباب والشتائم، أخرجوا من الساحات، لكن قلت للآخرين ابقوا في الساحات واحشدوا وزيدوا وابقوا واضغطوا وأنتم تفاوضون، أنا لم أقل أخلوا الساحات ولم نكن نتآمر على إخلاء الساحات، أبداً، وجهة نظرنا كانت أن تجتمع الحكومة بشكل متواصل ليلاً ونهاراً، تعتكف وتصدر للناس مشروع قانون استعادة الأموال المنهوبة وترسله إلى المجلس والمجلس النيابي يجتمع سريعاً ويقر القانون، قوانين لمكافحة الفساد، مشاريع قوانين تذهب إلى المجلس، المجلس يجتمع ويقر، قانون العفو العام، عشرات الآلاف اليوم في لبنان، عشرات العائلات كانت تعيش على أمل أنه إن شاء الله قبل نهاية السنة يصدر قانون عفو عام، فلننجز قانون عفو عام، فلنقوم بإجراءات، فلنستجيب لمطالب الناس، هذه هي الصدمة الايجابية التي كنا نؤمن بها ونطالب بها، وكنا نتكلم بها مع شركاء الحكومة ومع رئيس الحكومة. وكنا نعتقد أن الذهاب إلى الخيار الثاني، وجهة النظر الثانية أنه فلنقوم بصدمة ايجابية تعديل حكومي، كنا نقول أي تعديل حكومي لن يؤدي إلى صدمة ايجابية، بالعكس سيزيد مشاعر الغضب والإحباط والاحتجاج في الشارع، هذا لا يؤدي إلى صدمة ايجابية، بمعزل عن من هو المستهدف بالتعديل الحكومة، أو الصدمة الايجابية بأن تستقيل الحكومة ونذهب إلى تغيير حكومي، كنا نقول لهم، نحن نخاف من هذا الخيار أن يأخذنا إلى الفراغ وإلى تعطيل البلد وإلى فترة طويلة من تصريف الأعمال، هذه حقيقة موقفنا وهذه حقيقة محاذيرنا، ولم نكن ندافع لا عن أنفسنا ولا عن أحد ولا نتمسك بحكومة يعتبر البعض أنها حكومة حزب الله ولا أي شيء من هذا على الإطلاق، كان موقفنا ينطلق من رؤيتنا لمصلحة البلد.
حسناً، في اليوم الأخير، يوم الثلاثاء رئيس الحكومة أخذ خيار الاستقالة، بطبيعة الحال دستورياً عندما يستقيل رئيس الحكومة كل الشركاء في الحكومة ليس عندهم رأي، يعني الحكومة استقالت، استقالت الحكومة يعني ماذا الآن!؟ في بعض التداعيات يعني ورقة الإصلاحات جُمّدت، لأن كل مشاريع القوانين التي يجب أن تصدر عن الحكومة الآن لا يوجد حكومة تصدرها، يعني مشروع قانون عفو عام لا يوجد، لعشرات آلاف اللبنانيين المنتظرين للعفو العام، يعني مشروع قانون استعادة الأموال المنهوبة لا يوجد، يعني قوانين مكافحة فساد جديّة وحقيقية ورفع حصانات لا يوجد، هذا كله الآن ذهب إلى الانتظار، أليس هذا ما كنتم تريدون؟ يعني معالجات اقتصادية ومعيشية لا يوجد، ذهبت إلى الانتظار، هذا الانتظار ما هو!؟ أتكلم عنه بعد قليل. وأنا لا أعلم أن المجلس النيابي سيتمكن من إقرار موازنة 2020 أو لا لأن هناك اجتهادات دستورية مختلفة حول هذا الموضوع. بكل الأحوال نحن لم نكن نؤيد هذه الاستقالة ورئيس الحكومة أخذ هذا الخيار له أسبابه ولا أريد أن أناقش في هذه الأسباب، ندعها لوقت آخر، لكن واقع الحال الآن هو هذا.
حسناً، هذا أمرٌ قد حصل. مستقبلاً، ما يخشى منه البلد يجب أن لا يقع فيه، يعني من المفترض في الأيام القليلة المقبلة يحصل تكليف، بمعزل عن من، وبعد التكليف يجب أن يتعاون اللبنانيون من أجل التكليف ومن أجل تقليل وتضييق مرحلة تصريف الأعمال لأنه إذا طالت مرحلة تصريف الأعمال هذا هو الفراغ الذي كنا نتحدّث عن بعض جوانبه، لأنه ليس لدينا حكومة تصيغ مشاريع قوانين ولا حكومة تقوم بإصلاحات ولا معالجة للوضع المالي والإقتصادي ولا حكومة لتأخذ قرارات ولا شيء، وكل الذي نزل الناس من أجله وصرخوا من أجله سيضيع ولن يتحقق، من يتحمّل المسؤولية؟ هذا بحث أخر، يأتي وقت له لاحقاً، وليس الآن، لأن الآن لا تزال حالة الانفعال والعنفوان والغضب والمشاعر الطاغية، يأتي وقت بشكل هادىء يقال أن هذه الموجة العارمة الشعبية الصادقة من الإحتجاجات وكانت لها أحلام، من الذي سرق أحلامها؟ لأنه من الآن بدأت الناس توزّع الإتهامات، سنتكلم به لاحقاً.
اليوم مسؤولية اللبنانيين جميعاً، القوى السياسيّة، الكتل النيابية، الأحزاب، من في الحراك والناس والشعب اللبناني بكل فئاته أن يدفع بإتجاه أن لا يكون هناك فراغ في السلطة وأن تشكل حكومة جديدة في أقرب وقت ممكن، هذه الحكومة الجديدة التي نطالب بتشكيلها ندعوها من الآن، يعني الذي يريد أن يشكّل ومن الذين سيشكّلون يجب أن يكونوا على هذه الشاكلة، وينطلقوا من هذه الخلفيّة، وأن يصغوا إلى مطالب الناس الذين خرجوا إلى الشوارع، أنا إقترحت في السابق وأعيد وأقترح أن أوّل شيء يجب أن تقوم به الحكومة الجديدة أن نأتي بكل الفيديوات والـسديات وأن تستمع إلى مطالب الناس، ومن ركب الموجة أن تضعه على حدى، الناس العاديون الطيبون الموجوعون المتألمون، ماذا قالوا وماذا حكوا وماذا طالبوا وماذا يريدون؟ ويعمل برنامجاً للإستجابة لكل مطالب هؤلاء، الحكومة الجديدة يجب أن يكون عنوانها وهدفها الحقيقي بالدرجة الاولى عنوان إستعادة الثقة، أنا يوم العاشر من محرم تحدثت عن مشكلة الثقة بين الشعب اللبناني والسلطة وهذا قبل الحراك، ودعوت إلى إستعادة الثقة، اليوم أيضاً أقول الحكومة الجديدة، بغض النظر عن مكوناتها ومِن من تشكلت يجب أن يكون هدف برنامجها وخطتها بالدرجة الاولى إستعادة الثقة بين الشعب وبين السلطة، لأنه إذا كانت هذه الثقة مفقودة لن تستطيع هذه الحكومة أن تقوم بإنجازات مهمة، سوف تبقى في دائرة الشبهة وفي دائرة الإتهام، وبالتالي يجب أن تكون هذه الحكومة تمتلك أو تقدّم كل العناصر التي توحي بالثقة أو توحي بأنها حقيقة وفعلاً تتجه بإتجاه إستعادة الثقة مع الشعب اللبناني.
الجديّة في العمل، أي أن لا تعتبر أن لديها وقت طويل وعلى مهلها، الوقت المالي والإقتصادي للبلد ضيق، صبر الناس وصدورها ضاقت وهذا ما عبّر عنه الحراك الصادق، وبالتالي حكومة جديدة أن تعمل على مهلها وأن تقوم بلقاءات على مهلها وأن تأخذ قرارات على مهلها ومشاريع قوانين على مهلها يعني محلك يا واقف، لن تستطيع أن تنقذ البلد، المطلوب الجدية والعمل الدؤوب وإعطاء الأولوية، يعني رئيس الحكومة وكل الوزراء يجب أن يكون عملهم في الليل وفي النهار هو الحكومة، أن لا يكون عملهم في الحكومة وقتاً إضافياً، وإنما كل الوقت الحقيقي من الليل والنهار يجب أن يكون في الحكومة، ومن أهم عوامل إستعادة الثقة هو الوضوح والشفافية، وهذا مفقود في عمل الحكومات لدينا في لبنان، سأضرب مثلا وهو نقد ذاتي للجميع، وإن كنت لا أحب أن “ألكوش بالعالم” شمالاً ويميناً، حتى يبقى لنا القليل من الأصدقاء، ولكن أضرب مثلاً على عدم الشفافية، حسناً لمّا حصل الحراك وأصبحت العالم تتكلم بالمطالب وتطالب بإصلاحات نحن كل مكونات الحكومة الحالية، كل واحد من موقعه خرج ليقول هذه المطالب هي مطالبنا وهذه الإصلاحات نحن كنا نطالب بها، وهذه البرامج نحن كنا نعمل لها، حسناً، أكيد يوجد من لا يتكلم بشفافية ولا أريد أن أتهم أحداً، لأنه إذا كل مكونات الحكومة كانت تؤمن بهذه المطالب وتسعى جادة لتحقيق هذه الإصلاحات لماذا لم تتحقق؟ ! يعني مثلاً عندما كنا نذهب إلى بعض القضايا والمباحث المالية، حسناً بالإعلام الجميع ضد الضرائب ولكن داخل الجلسة ليس كذلك، والدليل الذي حصل بموازنة 2019 والذي كان يحصل بموازنة 2020 صحيح وزارة المالية تقول أنها قدمت ميزانية من دون ضرائب لكن في الجلسة توضع الضرائب، حسناً بعد ذلك خارج الجلسة كلنا ضد الضرائب، هذا يُفقد المصداقية، أهم شرط لإستعادة المصداقية هو الصدق والشفافية والوضوح، من يريد أن يدير بلداً، خصوصاً في مرحلة الأزمات والشدائد، يجب أن يملك شجاعة أن يصارح شعبه بقناعاته وقراراته، يخرج فيقول أنا مع الضريبة الفلانية لأنه أيها الشعب اللبناني لا يوجد حل إلا بهذه الطريقة، يعني يكون شجاعاً وصريحاً، وإلا من غير الصحيح أن يكون دائماً الفساد موجود ولا فاسد، والذبيحة في الشارع ولم يذبحها أحد، هذا غير صحيح والناس من غير الممكن أن يُستخف بعقولها بهذه الطريقة، الحكومة الجديدة من أول الطريق، إذا لم يكن لديها وضوح وشفافية وصراحة وصدق مع الناس لا نصل إلى أي مكان ولا ننقذ بلدنا حتى لو سمّيناها حكومة إنقاذ، فلتسمّونها ما تشاؤون ، المهم الحقيقة والمضمون.
النقطة الثالثة قبل الأخيرة أو ما قبل قبل الأخيرة، نحن ندعو إلى الحوار والتواصل بين جميع مكونات القوى السياسيّة والكتل النيابيّة وأيضاً الممثلين الصادقين للحراك، نحن لسنا مع القطيعة، نحن نقدّر أنّ ما جرى خلال الأسبوعين الماضيين ترك جروحاً عميقة على المستوى النفسي، لكن المصلحة الوطنية تقضي أن يتجاوز الجميع هذه الجروح، البلد يحتاج إلى الجميع، أن يتحمّل الجميع المسؤولية.
رابعاً، في وقت لاحق يجب أن نتحدّث عن الدور الأميركي في لبنان، الذي يمنع اللبنانيين من الخروج من مشاكلهم الماليّة والإقتصاديّة، لا يصدّق أحد أن الأميركيين لهم دور مساعد، أبداً بالعكس، لهم دور تعطيلي وتأزيمي في الوضع اللبناني، بعد ذلك إن شاء الله سأتكلم في لقاء واضح وفي تفاصيل ووقائع وليس إتهامات سياسيّة أو إعلاميّة، الدور الأميركي يمنع من الخروج من الأزمة، بل أكثر من ذلك في سد الأفاق، أفاق الحلول على اللبنانيين التي يمكن أن تعالج أزمتهم الإقتصادية وتطلق إنتاجهم الصناعي والزراعي، الضغوط التي يمارسها الأميركيون على لبنان من أجل خدمة سياسة عدائية بحتة ليفرضوا عليهم شروطهم في المستقبل، ونحن نعتقد جازمين أن اللبنانيين إذا مارسوا سيادتهم، ولذلك نحن نطالب بحكومة سيادية حقيقيّة، بحكومة كل من في الحكومة ومن في مؤسسات الدولة يكون قرارهم عن جد لبناني وعن جد وطني، ليس أن نتصل بالسفارة الأميركية لنسألهم ماذا يجب أن نقوم به الآن، وماذا تقبل السفارة الفلانية والسفارة الفلانية، البعض سيقول لنا انتم والسفارة الايرانية أصحاب وهذا السفير موجود، الجميع يعرف أن قرارنا قرار محلي ذاتي وطني سيّد حر مستقل حقيقي، وهذه هي الحقيقة، على كل المطلوب حكومة سياديّة حقيقيّة، إذا مارسنا سيادتنا وعملنا بما تقتضيه مصالحنا الوطنية وليس الإملاءات الأميركية والغربيّة والخارجية على حكومتنا، نريد أن نقوم بكذا ممنوع، نريد أن نستقبل الشركات الفلانية ممنوع، نريد أن نذهب الى البرنامج الفلاني ممنوع ممنوع ممنوع ممنوع وبتهديد، إن شاء الله سنتكلم بالتفاصيل لاحقاً.
نحن نجزم بأننا كلبنانيين لدينا من العقول والتجارب والخبراء والقدرات البشرية ومن إمكانيات الإبداع والنشاط والحيويّة لو مارسوا سيادتهم وأخلصوا لمصالحهم ما سيساعدهم على الخروج من المأزق المالي والإقتصادي ومن تطوير أوضاعهم وتطوير أوضاعهم نحو الأحسن.
النقطة الأخيرة، ما حصل بالأمس في الجنوب من تصدي مقاومي ومجاهدي المقاومة الإسلامية لإحدى المسيّرات الإسرائيلية هو أمر طبيعي. الآن الإسرائيليون بالأمس واليوم كانوا يحللون كثيراً بطبيعة الحال جيش العدو/ الاجهزة الأمنية، الصحافة ووسائل الإعلام، يقومون بتقدير أن هل هذه فلتة شوط ام أنها حادثة منفصلة، كلا هذه ليست حادثة منفصلة، نحن من يوم العدوان على الضاحية الجنوبية وما حصل بعد ذلك قلنا نحن ماضون في مسار، مسار إسقاط المسيّرات بالمكان الذي نستطيع أن نسقطها، لكن الهدف الحقيقي الأعلى من إسقاطها لأن إسقاطها ليس هدفاً بحد ذاته، هو تنظيف الأجواء اللبنانية من الخروقات الإسرائيلية، فنحن إذا إستطعنا ان نسقط المسيرة هذا جيد ولكن إذا لم نستطع أن نسقطها ونستطيع أن نبعدها ونحافظ على سيادتنا وأمننا وأمن بلدنا أيضاً هذا هدف مطلوب، الذي حصل هو في سياق سيستمر وأنا أقول للعدو هذا، للعدو نقول هذا السياق سيستمر، للداخل نقول لا يحلل أحد بالسياسة، موضوع المقاومة موضوع منفصل عن أي تطورات في الداخل، أبداً ليس له علاقة، ولا يوم نحن أدخلنا موضوع المقاومة في أي تطورات سياسية في الداخل، نحن نمارس مقاومتنا بشكل طبيعي لأننا هادؤون ومطمئنون وواثقون ولسنا خائفين ولسنا قلقين، وليس بأنه المقاومة مشغولة في الداخل، كلا، أنا دائماً كنت أقول والذي حصل بالأمس يؤكد هذا المعنى، المقاومة الإسلامية لها قيادتها العسكرية المتخصّصة المتفرغة ولها كوادرها ومجاهدوها وإمكاناتها وبرامجها وهي تعمل بمعزل عن كل التطورات الداخلية، من أصعب الأيام قبل الـ2005 وبالـ2005 إلى اليوم، وبمعزل عن التطورات الإقليمية، يعني سواء كان بقية حزب الله منشغل بأحداث سياسية، أو منشغل حتى بمعارك كما كان الحال في سورية، المقاومة المعنيّة بمواجهة العدو الإسرائيلي هي واقع قائم ومنعزل عن التطورات والأحداث ولا ينشغل بها ولا يتأثر بها، لذلك هذا المسار إن شاء الله هو مسار مستمر، وطبعاً العدو كان وقف وله الحق أن يقف عند هذه النقطة، الجرأة، هو كان يفترض أن المقاومة لن تجرؤ على إستخدام هذا النوع الذي أُستخدم بالامس من الأسلحة المناسبة، المقاومة لن تجرؤ، أثبتت المقاومة أمس أنها تجرؤ، وأنها ملتزمة بوعدها وبقرارها وبحماية بلدها وبصيانة سيادتها.
على كل حال أسال الله سبحانه وتعالى لسيدنا الغالي والعزيز والكبير الرحمة والرضوان وأعلى الدرجات وأن يحشره الله سبحانه وتعالى مع أبائه وأجداده الأطهار وأحبائه محمداً صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الأطهار، وأن يمنّ على عائلته وعلى جميع المحبين بالطمأنينة والسكينة والرضا، وعظم الله أجوركم وشكر الله سعيكم وحضوركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصدر: العلاقات الاعلامية