أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.
وطننا اليوم يمر بأوضاع حساسة ودقيقة، وهذا يتطلب منا أن نتكلم بمسؤولية وأيضا بهدوء.
طبيعة الكلمة الآن كونها لا تتوجه إلى مهرجان جماهيري وفي منطقة بعيدة، الآن نحتاج إلى أن أرفع صوتي أكثر وانما يساعد على الكلام الهادئ وأيضاَ الكلام الأكثر دقة.
أنا سأتحدث بداية بتذكير وملخص جدا عن موقف حزب الله يوم السبت الماضي. أدخل إلى تقييم، أتحدث عن إيجابيات ما حصل حتى الآن.
لن أتوقف عند السلبيات والمخارج والحدود، وأيضاً تشخيص طبيعة ما يجري والإلفات إلى بعض المخاطر، واختم بالموقف الواضح والمباشر والذي أريد أن أتوجه به إلى الناس، وأيضاً إلى جمهور المقاومة بشكل خاص ومحدد.
يوم السبت، بعد يومين ثلاثة من بدء الحراك الشعبي، أنا سأسميه بالاصطلاح الحراك الشعبي، أنا قلت أن هذا حراك شعبي نحترمه، عفوي، صادق، عابر للطوائف، للمناطق، يعبّر عن آلام الناس وأوجاع الناس وهموم الناس وليس خاضعاً لأي حزب ولأي سفارة.
ويمكن أنا أكثر شخص يمكنني أن أقول أنني احترمت الحراك والناس الذين نزلوا إلى الحراك، قلت لهم نحن نحترمكم، نقدركم، أكثر من أنه نتفهمكم، ونعتبر أن ما فعلتمهم مهم جدا، عظيم ونتائجه ممتازة، وأيضا أوضحت أن حزب الله لا يستطيع مشاركتكم بهذا الحراك، لأنه إذا شارك حزب الله سيظهر لونه بشكل واضح في كل الساحات وسيأخذ الحراك مسارا آخر.سيصبح له بعداُ سياسياً ويتهم بالموضوع الإقليمي والصراعات الإقليمية وما شاكل.
مصلحة الحراك ان يبقى بعيدا عنا وعن الأحزاب، وأيضاً قلت أنكم يمكنكم النزول إلى الشارع لأنكم جهة غير محددة، جهات شعبية متنوعة، تستطيعون أن تبقوا يوماً يومين وثلاثة وأسبوع، سواء حققتم الأهداف أو بعضها، تستطيعون الخروج من الشارع وقتما شئتم، لكن إذا نزل حزب الله على الشارع لا يستطيع الخروج قبل تحقيق الأهداف.
للأسف الشديد، دعوني أبدأ بهذا التوضيح، لأنه بباقي كلامي سأكون حذراً جداً بالتعابير نتيجة بعض الشياطين.
البعض حاول من أول يوم القول أن السيد والحزب يهددان المتظاهرين، وعمل عليها الإعلام الخليجي والإعلام الأجنبي وبعض الأبواق الداخلية المحلية، وهناك أناس أصلاً لم يسمعوا الخطاب، صدقوا بالوقت الذي كان نصي واضحاً، نحن لا نستطيع النزول معكم لأننا إذا نزلنا، إذا جاء يوم بدنا ننزل يعني لنفس المطالب، لنفس الأهداف، بوجه السلطة وليس بوجه المتظاهرين.
على كل، وأيضاً تمنيت على المتظاهرين من موقع أخوي من أجل أن ينجح حراككم ان يتجنبوا الشتائم والسباب وأعمال التخريب والأملاك العامة والأملاك الخاصة والصدام مع الجيش والقوى الأمنية، وتمنينا على الجيش والقوى الأمنية أيضا أن يأخذوا الناس بحلمهم ولطفهم، وأهم نقطة أنا تمنيت فيها أن لا تسمحوا للأحزاب السياسية ولبعض القوى السياسية أن تركب موجة الحراك حتى تأخذه لمكان آخر يتناقض مع أهدافكم وآلامكم وأوجاعكم وتطلعاتكم الحقيقية. هذا كله حدث يوم السبت طبعا مع إضافات أخرى لا داعي لتكرارها.
من هنا أود الدخول إلى العناوين:
العنوان الأول:
بالإيجابيات والانجازات لنكون عادلين ومنصفين، بالنهاية كلما يحدث بالبلد يجب أن يوظف لمصلحة البلد كله، لمصلحة الشعب اللبناني كله.
ما حصل حتى الأيام الأخيرة بشكل عام حقق إيجابيات كبيرة خصوصا في الأيام الأولى، للأسف هذه الإجابيات لم يتم شرحها للناس حتى للمتظاهرين، حتى من قبل من يدعون أنهم يقودون المتظاهرين.
أنا سأحاول أن أضيء قليلاً وبسرعة على بعض هذه الإجابيات للبناء عليها، لأن هذه إيجابيات يُبنى عليها ويجب أن لا تضيع، يجب أن تحفظ، لأن هذه الإيجابيات صنعها الناس من خلال نزولهم ليلا ونهارا وعطلّوا أعمالهم، حياتهم، وتحملوا الشمس والمطر، وبالتالي مسؤولية الكل أن يحافظوا على الإيجابيات التي حققها الحراك الشعبي حتى الآن، والتي هي تخدم مصلحة الجميع.
ا- بالإيجابيات ان الحراك استطاع أن يفرض على الحكومة اللبنانية ان تنجز وان تقرر ميزانية خالية من الضرائب والرسوم وعجز “صفر فاصلة كذا” هذه المرة الأولى من عشرات السنين، ما في ميزانية في لبنان بلا ضرائب ورسوم، ما في غالباً هيك، حسب علمي.
ومن سنوات طويلة هناك عجز بالموازنة، وبالفعل أنا لا أخفي عليكم، النقاش كان كبيراً بالحكومة والموازنة التي كانت تصدر عن الحكومة في مكان ما فيها ضرائب ورسوم نتيجة القرار الذي كان يمكن أن تصل إليه
اليوم الحراك فرض على الحكومة ان تصدر موازنة بلا ضرائب ولا رسوم، هذا ليس انجازاً صغيراً ولا يسخفه أحد، هذا أمر مهم جدا وكبير جدا.
القوى السياسية كانت تحلم دائما عندما يدخلوا لنقاش الموازنة أن يصلوا لنتيجة من هذا النوع.
هذا طبعا له آثار على كل الناس، لأن الضرائب والقيمة المضافة حتى على بعض الكماليات أو ما كان مطروح بالزيادة على الوقود وبعض المحروقات وما شاكل، كان سيصيب كل بيت وكل عائلة في لبنان.
ب – تحت ضغط الحراك الشعبي خرجت ورقة الاصلاحات التي تحدث عنها رئيس الحكومة قبل أيام، هذه الورقة مهمة جداً، وغير مسبوقة، وفيها مطالب على درجة عالية من الأهمية، صحيح هي دون الطموحات، دون الآمال، دون التوقعات، ولكنها خطوة أولى متقدمة جدا.
للأسف الشديد، من يقف أو من يعتبر نفسه معني بقيادة الحراك وبعض وسائل الاعلام وحتى بعض من يقدّمون أنفسهم محللين موضوعيين وأنا أحترمهم، سخّفوا هذه الورقة بشكل غريب، مع العلم أنني لا أتذكر أنه في ظل حكومة لبنانية، في أي وقت من الأوقات، أنه بجلسة واحدة، بقرار واحد، يخرج هذا الكم من القرارات والتوجهات مع تحديد جداول زمنية.
لماذا سيتم تسخيفه؟ هذا انجاز للحراك، أنتم تسخّفونه! وهناك بعض من يعتبرون أنفسهم ناطقين باسم الحراك الشعبي او يقودون الحراك الشعبي، هم يسخّفون انجازات الحراك الشعبي، وهذا بالمناسبة يأخذنا إلى الشبهة.
لا يسخف احد انجازاته بالدنيا كلها، لا ثورة شعبية، ولا حركة متظاهرين، ولا محتجين، ولا حركة مقاومة، بالعكس يحاول أن يضيء على انجازاته ليمنح الناس معنويات ليكمل الطريق ويفتح أمامها أفق واضح وأمل، لكن تسخيف الانجازات بهذه الطريقة هذا غبر صحيح.
هذه الورقة الاصلاحية، أحب أن أقول للناس هي ليست وعوداً، ما يرتبط بالحكومة نفسها هي قرارات وضعت جداول زمنية لتنفيذها، وما يحتاج إلى إقرار في المجلس النيابي، تعد مشاريع قوانين لترسل للمجلس النيابي أيضا ضمن جداول زمنية
من أهم العناوين التي طرحت، موضوع قانون استرداد الأموال المنهوبة الذي يضعون له أولوية ويعملون عليه ليل نهار.
إستعادة الأموال المنهوبة: مجموعة من القرارات اتخذت، ومجموعة من مشاريع القوانين التي يتم تحضيرها وسوف تُرسل إلى المجلس النيابي.
أنا أُحب أن أقول لكم كحزب الله بالتعاون مع كل الجادين،الذين يُعبّرون فيما بعد عن موقفهم، أنا اليوم لا أُريد أن أتكلم بالنيابة عن أحد، أبداً، أُريد أن أتكلم فقط بالنيابة عن حزب الله، هذه الورقة الإصلاحية هي للتنفيذ، وهي ليست وعود، وهي ليست حبراُ على ورق، ولن تكون حبراً على ورق، ونحن وبقية الجادين لن نسمح بتسويف هذه القرارات وعدم تنفيذها، هذا يجب أن يكون حاسماً، وهذا ليس له علاقة بأن تبقوا في الشارع أو أن تخرجوا من الشارع، أصلاً هذه مسؤوليتنا، وآتي بالإيجابية المهمة فيما بعد، التي حققها الحراك.
من جملة النتائج: دفع الحراك المسؤولين في الحكومة للبدء في تنفيذ ما وعدوا به والجلسات المكثفة التي تُعقد الآن، في الجلسات إلى الآن كانوا يُناقشون مشروع قانون إستعادة الأموال المنهوبة، ومشروع قانون عدم الالتزام الضريبي وعدم التهرب الضريبي، وإنجاز مشاريع قوانين التي لها علاقة بمكافحة الفساد، ويوجد شيء لاحقاً سوف أتكلم عنه بعد قليل، الحكومة مُصممة بكل أطرافها أن تبذل جهداً كبيراً لتفي وتُنفذ قراراتها ضمن المهل الزمنية المحددة.
د- وهذا من الإيجابيات المهمة جداً: كَي الوعي لدى المسؤولين في السلطة، المسؤولين الحاليين والمسؤولين الذين سوف يأتون فيما بعد، كي الوعي ماذا يعني؟ يعني كان يوجد مناخ في البلد أسمه أن السلطة أو الذين يُمكن أن يأتوا إلى السلطة يقدرون أن يعملوا أي شيء يريدونه، ويقرروا الذي يريدونه بالأموال والضرائب، ويستمروا بالهدر والفساد والفشل والتقصير، ولا أحد يُحاسبهم، وفي الإنتخابات الماضية بالمناسبة، كانت إنتخابات حرة ونزيهة، وشهد العالم بنزاهتها وحريتها، وبأحسن قانون إنتخابي نسبةً إلى كل القوانين الإنتخابية السابقة، وكانت الإنتخابات تُعيد إنتاج نفس القوى ونفس السلطات ونفس المسؤولين ونفس المعنيين، أنا لا أُحاكمهم لكنني أُريد توصيف الواقع، كان يوجد تصور أنه كلا، نقدر أن نعمل الذي نُريده، الحراك عمل كي وعي، والآن هذا الشعب اللبناني بلحظة من اللحظات في حراك عابّر للطوائف وحاضن للمناطق، عندما يضيق صدره يضيق الخناق، يقف ويصرخ ويرفع صوته في وجه الجميع، هذه إيجابية مهمة كثيراً، وسوف يكون لها، وأنا بدأت أرى بشكل واضح أن لها تأثير كبير على أداء العديد من المسؤولين في المرحلة المقبلة.
النتيجة التي تأتي بعدها لها علاقة بنفس الناس، الناس أصبحت لهم ثقة من جديد بأنفسهم، لأن التقسيم الموجود في البلد الطوائفي والمناطقي والمذهبي والإنقسامات السياسية والعامودية والأفقية، أوصلت الناس إلى قناعة أنه لا توجد إمكانية لحراك جماهيري عابر للطوائف والمناطق، أتت هذه التجربة لتُعيد ثقة الشعب اللبناني بنفسه، أنه كلا، مثلما نزل اليوم يقدر أيضاً أن ينزل بعد شهر او بعد شهرين أو بعد سنة، لأن هذه التجربة يُمكن التأسيس عليها، وكما قُلت أعادت الثقة والأمل للناس بأنفسهم.
النقطة التي بعدها: أعطى الحراك أيضاً فرصة لكل الناس أن تعود وتنزل لتتكلم كما تريد، اتركوا السباب جانباً، التي هي من السلبيات في هذا الحراك، وطبعاً بعضها سلبيات عفوية وبعضها سلبيات موجهّة، وأنا لديّ معلومات ومعطيات عن تعاميم من قبل بعض القوى تطّلب الشتم، أُشتموا فلاناً وفلاناً وفلان… أُشتموا أُشتموا، ويوجد أناس عفويين، الإيجابية أنها أعطت بمعزل عن هذه السلبية فرصة لكل الناس بأن يُعبّروا عن أوجاعهم وآلامهم بطريقتهم الخاصة وبلغتهم وبتعابيرهم وبمصطلحاتهم، وهذا الذي يجب أن نقف عنده للمستقبل، إذا أحد يريد أن يقعد ويُجمع ويقول ما هي أهداف الحراك التي يجب علينا كلنا أن نُحققها؟ يجب أن نرى الناس العاديين والفقراء وطلاب الجامعات والبسطاء والعاطلين عن العمل، والذين يريدون فرض عمل و.. و..، يجمع كل الذي قالوه ويقول هذه هي أهداف الحراك، لأنها بشكل أساسي مطالب إجتماعية ومعيشية من وجع الناس ومن فقر الناس، يتكلمون بالصحة، ويتكلمون بفرص العمل، ويتكلمون بالبيئة، ويتكلمون بالمساواة، ويتكلمون بكل هذه العناوين التي كنا نسمعها من الناس منذ أيام وبشكل مباشر وفي كل المناطق وبتعابير مختلفة، هذه الأهداف التي يجب أن يكون هناك إخلاص لتحقيقها، الإيجابية هنا أن الناس في كل المناطق ومن دون أي خوف ومن دون أي وجل ومن دون أي حواجز عبّرت عن تلك الأهداف.
وأيضاً من الإيجابيات التي أختم بها والتي هي ليست آخرها، ولكن لنوفر الوقت لعرض بقية النقاط، أن الحراك أوجد مناخاً في البلد، مناخ ممتاز جداً ليفتح الباب أمام كل القوى السياسية الجادّة، سواء الموجودة الآن في السلطة أو التي يُمكن أن تدخل إلى السلطة لاحقاً، أنها إذا كانت جادة وصادقة في محاربة الفساد والهدر والعمل للإصلاح ومعالجة الأوضاع الإقتصادية والمعيشية، هذا المناخ سوف يجعلها جدية أكثر وجريئة أكثر ومقتدرة أكثر وتُبادر أكثر، ومن جملة هؤلاء الجادين حزب الله. بالتأكيد نحن خلال كل المرحلة الماضية كنا نتصرف ونحن نأخذ في عين الإعتبار مجموعة من التعقيدات ومن الصعوبات ، وهذا لا يَخفى على أحد، هذا المناخ سوف يفتح الباب أمام الجميع، كل ما هو جاد وصادق، والكل الآن يقول أنهم كانوا يريدون محاربة الفساد ويريدون وقف الهدر ويريدون خدمة الناس، حسناً تفضلوا، هذا المناخ سوف يفتح هذا الباب، ونحن لاحقاً، إضافةً إلى الورقة الإصلاحية، أنا أُريد أن أبني على هذه النتائج، الورقة الإصلاحية أو الإقتصادية هي خطوة أولى على طريق خطوات يجب أن تُتابع، توجد إقتراحات قوانين موجودة في المجلس النيابي، معلوماتي أن المجلس سوف يُفّعل نفسه بإقرار هذه القوانين، نحن سوف نَدفع مع قوى أخرى باتجاه الإسراع في اقرار قانون استعادة الأموال المنهوبة واقرار قوانين مكافحة الفساد، وموضوع رفع السرية المصرفية عن كل مُتصدي للشأن العام، أياً يكن وفي أي مستوى من المستويات، وموضوع رفع الحصانات الدستورية والقانونية عن المتصدين في الشأن العام، حتى لا يكون لدى القضاء عقد وحواجز كي يستطيع أن يُحاسبهم، والضغط بإتجاه إطلاق يد القضاء، المُطالب بأن يكون نزيهاً وعادلاً وغير إنتقامي وغير إنتقائي، ويفتح كل ملفات الفساد، وكل سياسي أو رجل دين أو مرجعية سياسية أو مرجعية دينية تُغطي، فلتحاسبه الناس، هذه مرحلة نحن كلنا قادرون على أن نذهب إليها، وأيضاً المزيد من النقاش والتعاون والحوار من أجل تحريك عجلة الإقتصاد وهناك آفاق، أنا أشرت إليها يمكن أن تحدث عندنا في البلد نتيجة بعض التطورات الموجودة في المنطقة، ويوجد شيء أُقرّ في الورقة الإصلاحية، بالتأكيد يقدر أن يُعطي دفعاً للوضع الإقتصادي.
هذا المقطع أو هذا العنوان أُريد أن أختمه أيضاً تحت عنوان الإيجابيات، أنه أمس، فخامة الرئيس فتح الباب أمام الحراك الشعبي، وقال لهم تفضلوا، أنا رأيت التحريف المباشر من قبل بعض وسائل الإعلام، الرئيس لم يقل أنا لم أسمع مطالبكم وأُريد أن أَسمع مطالبكم، الرئيس يقول أريد أن أسمع مطالبكم وهواجسكم وتسمعوا هواجسنا، ونتحاور ونتناقش، اقتطعوا كلامه، قصوه مثل العادة، كلا، اليوم فخامة الرئيس فتح الباب تفضلوا على الحوار وتفضلوا على المفاوضات، وهذه النقطة سوف أرجع إليها فيما بعد، وفتح باب التفاوض والحوار على عناوين عديدة ، ولم يأت ليقول لكم تعالوا أريد أن أُحاوركم وأفاوضكم فقط بهذه النقطة والنقاط الأخرى لا أريد أن أُناقش ولا أُريد أن أُحاور ولا أُريد أن أُفاوض، بالعكس، واليوم هو رأس السلطة وهو المؤتمن على الدستور وهو المسؤول الأول في البلد، إذا لا تستطيع الناس أن تطلع لتتكلم معه وتفاوضه وتحاوره، ماذا يفعلون؟ ما هو الأفق الذي ذاهبون إليه؟ أيضاً هذا نرجع إليه بعد قليل.
النقطة الثانية أو العنوان الثاني: عندما نتكلم عن الوضع القائم، بطبيعة الحال كلنا يجب أن نبحث عن الحلول، أنا أُريد أن أكون واضحاً، ومن باب النصح والمسؤولية، أي حل أيها الناس وأيتها القوى السياسية وكل المعنيين يجب أن يقوم على قاعدة عدم الوقوع في الفراغ، فراغ في مؤسسات الدولة وفراغ في السلطة، لماذا؟ لأن هذا خطير جداً، خطير الفراغ إذا حصل مثلما يُنادي البعض، ويريد أن يوصل البلد إلى الفراغ ، وهذا سوف أعود إليه بعد قليل، الفراغ سوف يؤدي في ظل الوضع الإقتصادي والمعيشي والمالي الصعب والمأزوم، والذي عبّر عنه الناس، لا يعنيني أصحاب ملايين الدولارات ومئات ملايين الدولارات والمترفين الذين هم دخلوا على خط الحراك، هؤلاء لا يعرفون ماذا يعني الجوع وماذا يعني الألم، وماذا يعني أنك لا تستطيع أن تُدخل إبنك إلى المستشفى، كل هذه الآلام والأوجاع التي تكلم الناس عنها لا يفهمونها.
في ظل الوضع المالي والإقتصادي والمعيشي الصعب والمأزوم، وفي ظل التوترات السياسية الموجودة في البلد وفي الإقليم، وفي ظل ما يمكن أن يكون استهداف على المستوى الدولي والإقليمي، الفراغ سوف يؤدي إلى الفوضى، والفراغ سوف يؤدي إلى الإنهيار، وبعد مدة إذا استمر البلد هكذا، قادر يدفع معاشات أم لا؟ حتى الجيش الذي هو الآن يُعتمد كحافظ للأمن وأساس لحفظ وحدة البلد والسلم الأهلي، يأتي وقت يكون غير قادر على أن يأخذ معاشات، ويأتي وقت لا يعد لديه أموالاً كي يأكل، إذا أردنا أن نُكمّل بهذه الطريقة، ويسيطر الفراغ والفوضى والتوتر، وان كل شخص يريد أن يكسب طريقة رزقه لأن البلد قد يفلت، واذا فلت البلد، وهناك بداية فلتان سأتكلم عنها، معناه ان البلد ممكن أن يذهب إلى فوضى عارمة وخلل أمني، والعياذ بالله يكون هناك أحد يقوم بالتحضير لحرب أهلية مثلما فعلوا في عدد من دول المنطقة ودول الجوار، لذلك أنا أريد أن اكون حريصاً وواضحاً، أي حل، نحن منفتحين على أي نقاش والنقاش مع دولة الرئيس لكن ليس على قاعدة الفراغ واي شكل من اشكال الفراغ، الفراغ سيكون قاتلاً.
يوم السبت، أنا عندما أعلنت موقفنا وقلت في ذلك اليوم أنتم تطالبون بإسقاط الحكومة، بإسقاط العهد، بإنتخابات نيابية مبكرة ما معناه اسقاط المجلس النيابي، وخرج أناس يقولون الرؤساء يجب أن يرحلوا والوزراء والنواب كذلك والجميع يجب أن يستقيلوا، ما معناه الذهاب الى الفراغ؟ فكان جوابنا أننا لا نقبل، لا نقبل بإسقاط العهد ولا نؤيّد إستقالة الحكومة، ولا نقبل الآن في هذه المعطيات والظروف بإنتخابات نيابية مبكرة لأن هذا موضوع معقد ، بكل بساطة اذا ما أراد المرء ان يكون صادقاً وشفافاً ويمكر في السياسة يقول لكم حسناً نحن متفقين على انتخابات سياسية مبكّرة، انتم الحراك انتخبوا ممثلين وضعوا قانون انتخاب وقدموه لنا، ونحن سنوافق عليه على بياض، هل تتفقون انت على قانون انتخاب؟؟ هذا بلدنا وكلنا نعرف بعضنا. البعض يريد لبنان دائرة انتخابية واحدة، جميعكم تريدون ذلك؟ البعض يريد نسبي والبعض أكثري، البعض يريد خارج القيد الطائفي والبعض متمسك بالقيد الطائفي والبعض يريد القانون الاروثوذكسي، لا نريد أن نضحك على بعض ولا نريد تضييع الوقت، حسناً عندما قلت هكذا، طبعاً خرج اشخاص يقولون انتم تحمون السلطة، هناك اشخاص فاشلين وفاسدين، كلا، نحن نحمي البلد من الفراغ، الفراغ الذي سيؤدي الى الفوضى والى الانهيار، نحن ننظر الى الابعد من بعيد، ديننا واخلاقنا ومسؤوليتنا ان نحمي ناسنا واهلنا وشعبنا، نحميهم بالمقاومة وندفع ضريبة هناك، دم وشهداء واولاد واخوة اعزاء ورجال ونساء وأطفال في المجازر، واموال وبيوت وتنهدم البيوت على رؤوسنا لنحرّر أرض كل لبنان وليس أرض بيئتنا وجمهورنا وناسنا.
ايضاً في السياسة بالموضوع الداخلي نحن معنيين أن نحمي البلد، الان ندفع ضريبة الاتهام والشتم والسباب، انتم تقومون بحماية الفاسدين والفاشلين، أنتم ضد المطالب المحقّة، نحن لسنا كذلك قطعاً لأنها هذه مطالبنا، حاضرين أن ندفع هذه الضريبة وهذه أهون من ضريبة الدم، هناك من عنده دم ليقدّمه وماء وجه – كرامته – نحن جاهزون أن نقدّم دمنا وكرامتنا وماء وجهنا لنحمي بلدنا وناسنا وشعبنا والشيء الذي يراه البعض ولا يراه البعض الاخر. اذاً النقطة الاساسية أي حل يجب أن لا يذهب الى الفراغ، حسناً، أيضاً هنا ممكن ان يأتي أحد ليقول لأنه قيل – وبعض الناس لازلت اعتبرهم كتّاب محترمين – يقدّمون أنفسهم أنهم موضوعيون، قالوا إن حزب الله لا يستطيع أن يقول اننا نريد أن نمنع الفراغ وهو عطّل البلد سنتين ونصف حتّى تم انتخاب الرئيس ميشال عون رئيساً للجمهورية، هذا قياس خاطئ وظالم، نحن لم نأخذ البلد الى فراغ، سنتين ونصف هناك حكومة تعمل وتقوم مقام الرئيس، ومجلس نواب قائم، والطرقات كلها مفتّحة والمصانع تعمل، والجامعات والمدارس والمستشفيات ولا احد كان يُذلّ على الطرقات، والمزارعين والفلاحين وأعمال البناء والحركة التجارية وحركة السفر والذهاب والإياب لم يتعطل شيء في البلد على الاطلاق، هناك شيء واحد كان ناقصاً وهو في قصر بعبدا، كان يجب ان يكون هناك رئيس يجلس ويستعيد الصلاحيات المعطاة له دستورياً، هذا لم يكن موجوداً انما كانت صلاحياته بتصرّف الحكومة، ليس صحيحاً اننا فرضنا الفراغ على البلد لمدّة سنتين ونصف، نعم نحن عطّلنا الانتخابات الرئيسية، صحيح، الا ان هذا مختلف تماماً، هذا القياس مع الفوارق قياس غير صحيح على الاطلاق، حسناً، بناءً على هذا أعود لأكمل وأقول، امس فتح فخامة الرئيس الباب، تفضلوا ايها المتظاهرون، اذا لم يكن لكم قيادة او انها غير واضحة اختاروا قيادة او وفوداً تمثلكم، اذا لم تستطيعوا اختيار قيادة واحدة مثلما يحدث الان في كل انحاء العالم، كل ساحة تختار قيادة لها، هناك منصات وساحات وميادين وحراك في المناطق، اختاروا ممثلين واجتمعوا سوياً واتفقوا على المطالب التي تريدونها والتي تنسجم مع مطالبات الناس وليس مع اهواء القوى السياسية واذهبوا الى فخامة الرئيس وقوموا بإجراء تفاوض وحوار، وهذا لا يعني ان تخرجوا من الساحات والميادين، لا، ابداً، ابقوا في الساحات والميادين و فاوضوا تحت ضغط الشعب والتظاهر والاحتجاج ليس هناك مشكلة في هذا الموضوع، هذا اذا اردنا ان نكمل بالايجابية. لا احد يقوم بطرح التفاوض من أجل أن تنسحب الناس من التظاهرات الى بيوتها، كلا، كل يوم يمكن للناس ان تذهب الى بيتها وكل يوم يمكن أن تتظاهر وتحتج، لا مشكلة في هذا الموضوع.
حسناً العنوان الذي يليه، حتى هذا الحد لا زلنا نتكلم بإيجابية، هذا الأفق، وهذا تقييمنا لما جرى وهذا طريق العلاج وهكذا يستطيعون ان يذهبوا ويفاوضوا ويتكلموا بما لديهم، بالوضع الحكومي، بالفساد، بالوضع الاقتصادي، بأي شيء يريدونه، طبعاً بمطالب المتظاهرين، إذا كان لدى احد موال سياسي يريد تركيبه على المتظاهرين هذا غير صحيح، بل يجب ان لا يسمح المتظاهرين بذلك.
العنوان الذي يليه، ايضا كي نأخذ البلد على منحى ايجابي في موضوع قطع الطرقات، أنا لا أناقش بالمبدأ، نحن نسلّم بأن قطع الطرقات هو من وسائل الاحتجاج المدني، الذي تلجأ اليه حركات الاحتجاج والعصيان المدني عادةً، وفي السابق نزلنا وقطعنا الطرقات، حتى لا يأتي أحد ويقول لي انت تطالب بفتح الطرقات وتدين اغلاق الطرقات، نعم نحن اغلقنا الطرقات لتحقيق مطالب، ويمكن يوم من الايام في المستقبل ان نقوم بإغلاق طرقات لتحقيق مطالب محقّة، انا لا اناقش في المبدأ وانما في التوقيت الآن، بعد 9 أيام من اغلاق الطرقات والآن نحن شارفنا على نهاية الشهر، الوضع المالي والاقتصادي والمعيشي أنتم سمعتم آلام الناس، الناس تقول اليوم الذي لا أعمل به ليس لدي مال أطعم أولادي. 9 ايام انتم تمنعون الناس عن العمل، ليس المتظاهرين بصرف النظر عن اعدادهم يا اخي اعداد عظيمة جداً، ممتاز، بقيّة الناس الغير موجودة في الميادين تحبسونها في بيوتها في كل المناطق، انتم تمنعونها عن الأكل والعمل بوضع معيشي صعب، تأثير على مجمل الوضع الاقتصادي وهناك شيء أخطر من هذا، الذي يحدث اليوم على بعض الطرقات تقوم حواجز حتى الآن غير مسلحين، شباب جاهزين للضرب والشتم والاهانةز الاذلال الذي يحدث على الطرقات اذا ما اراد أحد ان يمرّ بسيارته يتعرّض للاهانة والسّب والإذلال.
هذا موجود على التلفزيونات انا لا افتري على احد. الاخطر من هذا طلبات الهويّة، هذا بماذا يذكّر اللبنانيين؟ اذا الشباب، الجيل الجديد لا يذكّر فاليسألوا آبائهم وأمهاتهم ماذا يعني هذا ان نبدأ بطلب هويات الناس على الحواجز والطرقات! بعض الطرقات تحولت الى حواجز خوّات، مريض يريد الوصول الى المستشفى – بفتحلك الطريق هات 50$ او مئة الف ليرة – مسافر يريد الوصول الى المطار – هات 100$ آخذه بسيارتي او دراجتي واوصله الى المطار – ماذا يسمّى هذا؟ عصيان مدني؟ حركة احتجاج؟ بكل صراحة انا لا اريد تحميل المسؤوليات لأحد، اريد أن اقول فقط ، اذهبوا واجروا استطلاع رأي كما تقولون على احترام القاعدة الشعبية، اذا الارادة الشعبية في لبنان تريد بنسبة 50% ولن اقول 60 او 70 %، اذا 50% لن اقول زائداَ واحداً تريد الابقاء على تسكير الطرقات ابقوها مغلقة، لكن اليوم الناس تريد فتح الطرقات وانا اناشد المتظاهرين، رجاءً هؤلاء الناس ناسكم وهذا بلدكم وانت تدافعون عن الفقراء وانتم فقراء ومطالبكم محقّة ولديكم آلام وأوجاع، تفهمون آلام وأوجاع الآخرين، أنتم بادروا وافتحوا الطرقات، لا احد يقوم على الاطلاق بطرح الخروج من الميادين والساحات، على العكس ضاعفوا الميادين والساحات وضاعفوا التظاهر وضاعفوا الحشود ابدا لا توجد مشكلة، وحتى على نفس الاوتوستراد، خذوا قسماً من الاوتستراد واتركوا قسماً آخر وافتحوا طريقاً للناس. الآن من الذي يتحمل المسؤولية؟ هو يعرف.
انا اليوم في هذا الموضوع لا أريد تحميل مسؤوليات، لكن انا اريد ان اناشد الناس والمتظاهرين ومن يقطع الطرقات بكل ادب واخلاق ومحبة واخوة بأن يفتحوا الطرقات امام الناس حتى يتسنّى لهم الذهاب الى اشغالهم ومدارسهم وجامعاتهم ومستشفياتهم، وبكل الاحوال هم بعض الظهر وفي الليل عندما يعودون من اشغالهم ومدارسهم وجامعاتهم ويذهبوا ليتظاهروا ويحتجوا وليفاوضوا تحت الضغط والتظاهر الاحتجاجي لا توجد اي مشكلة في هذا الموضوع.
ايضاً يوجد نقطة مهمة جداً من واجبي ان اشير اليها، ان البعض يحاول ان يثير مناخات في البلد، ان هناك احد في السلطة او القوى السياسية يدفع الجيش باتجاه صدام مع المتظاهرين واطلاق النار عليهم، هذا كذب وهذا افتراء وهذا تضليل وهذا تحريض وليس له اي اساس من الصحة، بالأصل غير مطلوب من الجيش ان ينزل ويفك المتظاهرين والمحتجين بالميادين والساحات، مطلوب ان ينزل ويحميهم فقط، هناك قائد جيش كما أذكر عام 2005 عندما حصلت الاحداث في لبنان والذين كانوا يتظاهرون في ساحة الشهداء لم تكن مطالبهم اجتماعية بل كان موضوع ومشروع سياسي وكبير وضخم كلنا نذكره، أرسل لي وأظن أرسل لآخرين، وقال هناك من يطلب مني تفريق المتظاهرين بالقوة ولو ادى الى اطلاق النار عليهم، انتم ما رأيك يا حزب الله؟ قلنا له ابداً نحن نرفض ذلك، مهما كان تقييمنا لهذه المظاهرة وهذا المشروع السياسي الذي كان يتظاهر في ساحة الشهداء، نحن نرفض ذلك، نحن نعرف ماذا يعني أن يتم اطلاق النار على المتظاهرين، لاننا تعرّضنا لاطلاق نار في أيلول 1993 وسقط منا شهداء وجرحى، كما اطلق علينا النار في حي السلم على ناسنا وشبابنا، للاسف في ظل نفس قائد الجيش هذا الذي اتحدّث عنه اطلق النار على الشباب والناس في المشرفية وكانوا يطالبون بقضايا اجتماعية، وقلت له حينها – ليش ايدكم مالحة بس هون – لا يجب ان تكون يدكم مالحة في اي مكان، انا لا اطالب ان تكون يدهم مالحة في اماكن اخرى، الجيش اللبناني والقوى الامنية لا يجوز ان تطلق النار على احد.
حسناً، هذا اتهام غير صحيح على الاطلاق، نعم الدولة تتحمل مسؤوليتها اذا ما كان هناك اعتداء على الاملاك العامّة، قطع طرقات، اعتداء على الناس، اذا ما هناك حواجز للهوية، الدولة تعلم مسؤوليتها، انا لا اريد ان ادلّهم على مسؤوليتهم ولا اريد ان احمّلهم مسؤولية، هم يعلمون ما هي مسؤوليتهم..
العنوان الذي يليه، ندخل هنا قليلاً الى الإزعاج، بموضعية الحراك الحالي لأنه قلت أنا السبت ولا زال يُبنى عليه، أنا أريد أن أعدّل فيه، ما بدأ شعبياً وعفوياً لا يوجد أحزاب ولا سفارات واستغلال، وهو مطالب اجتماعية وحياتيّة وفيهم أناس كادحين وفقراء وموجوعين، الان بنسبة كبيرة ولا أقول 100 % لم يعد كذلك، اليوم هذا الحرك بنشاطه اليومي، وبشعاراته، بمواقفه التي تصدر عنه لم يعد حركة شعبيّة عفويّة والشباب الذين ينزلون الى الميادين والمظاهرات فليعرفوا وأنا لا أريد أن أطلب منهم شيئاً، أمّا جمهور المقاومة فسأترك مخاطبتهم الى الاخير.
اليوم الحراك أصبح تقوده أحزاب معيّنة معروفة وأنا لا أريد أن أسمّي اليوم، وقوى سياسيّة معروفة وتجمعات مختلفة معروفة بأسمائها وأشخاصها ويوجد أيضاً أشخاص ومؤسسات معيّنة، هذه النقطة سأفصّلها بعد قليل، ويوجد إدارة وتنسيق وأيضاً يوجد تمويل، لا أحد يدّعي أن لا تمويل، إذا أردت أن تحتفل 3 ساعات، أنت بحاجة إلى فلوس وإلى إمكانات ماليّة، هذه من البديهيّات، نحن تظاهرنا وإحتجّينا ونزلنا إلى الساحات، ونعرف لكي تقيم وتداوم بالميادين والساحات وتؤمّن طعاماً وشرباً ودواءً وإعلاماً وصوتيات وتلفونات هذا كله بحاجة الى فلوس، هل تجمعون هذا من جيوب الفقراء؟ كلا أكيد هناك من يموّل، من هي الجهات التي تموّل؟ انا لا أتهم أحداً، أنا أتمنى من يعتبرون أنفسهم قياديين في الحراك، أن يشرحوا لنا، مثل ما هم يطالبون بالشفافية، يوجد مبالغ طائلة تنفق في بعض الساحات، يوجد ساحات فقيرة ولكن يوجد في ساحات أخرى إنفاق وإغداق أموال وفرص ممتازة جداً، حسناً، فلتكشفوا للناس بشكل شفاف وواضح أنه لديكم المتبرع الفلاني من الدولة الفلانيّة أو السفارة الفلانيّة أو الغني أو الثري أو المؤسسة الفلانيّة لنرى هؤلاء الذين يدفعون الأموال، هؤلاء سفارات الدول هل يريدون مصلحة الشعب اللبناني أو لا، متربّصون سياسيون أو أمر آخر، هؤلاء الأثرياء الذين يدفعون الأموال هذه من أموال فساد وصفقات مشبوهة أم أنها أموال نظيفة ونقيّة، هذا يفتح سؤال بالحد الأدنى وأنا اليوم لا أريد أن أفصّل كثيراً، بموضوع التمويل أكيد يوجد سؤال كبير في هذا الموضوع يفتح سؤالاً وشكوكاً، حسناً يا أخي هذا المال من أين؟ نحن حزب الله عندما نقوم بنشاط أنا بصراحة أقول المال من أين ولا أخفي ولا أخجل، وبالمقابل هناك من يخرج ويدين، هذا ليس مشكلة، حسناً فلتقولوا من أين هذا المال؟ المطالب أيضاً، المطالب التي يحكى فيها اليوم، لم تعد مطالب الناس الطيبين والذين نزلوا بشكل عفوي، الان بدأ يحكى بإسقاط النظام، ماذا يعني إسقاط النظام في لبنان؟ هل في لبنان نظام بمعنى النظام، يعني على طريقة الأنظمة الموجودة في العالم؟
على كل، إسقاط النظام الطائفي، عظيم، إذا جدياً هذا الحراك الشعبي الذي رأيناه في الميادين يريد أن يسقط النظام الطائفي وأن يلغي الطائفية السياسية نحن أول ناس معكم، فلتتفضلوا لنضع آليات سلمية دستورية لنحقق هذا الهدف، ولكن الناس لم يخرجوا من أجل هذا الهدف، أو أنه تفريغ السلطة، هل تريد الناس حقيقة تفريغ السلطة؟ إذا عدنا الى الوراء كل الناس الذين خرجوا ونسألهم: هل تريدون فراغ في السلطة يكون جوابهم، كلا نريد أن نأكل ونعيش ونريد دواء وفرصة عمل وبيئة نظيفة وأن لا يذلنا أحد، ونريد قضاء عادل ونظيف، ونريد أمن واستقرار وعدالة اجتماعيّة، هذه هي المطالب، حسناً وصولاً الى واحدة من الجهات الفاعلة في الحراك تعد ورقة وتروج لهذه الورقة، الطلب من مجلس الأمن الدولي إخضاع لبنان للفصل السابع، هل هذه مطالب المتظاهرين والمحتجين والناس الذين نزلوا إلى الميادين والساحات؟ إذاً المطالب أخذوها إلى مكان أخر وصولاً إلى إستخدام بعض الساحات لتوصيف المقاومة بالإرهاب والتصويب على سلاح المقاومة، حسناً، بمعزل عن أحقيّة هذه المطالب أو عدم أحقّيتها، ليست هذه هي المطالب التي تكلّم بها الناس، لكل الناس أرشيف، فليخرجوا أرشيف الناس العفويين الطيبين، ولنرى ما هي مطالبهم، وهل وضعوا ألية لتحقيق مطالبهم أم لا؟ هل يوجد من ناقشهم، أو كان هناك من يحرّضهم ويأخذهم بالإندفاع الجماعي الحماسي الإنفعالي.
اليوم نحن إذا أصبحنا أمام حراك يوجد قوى سياسيّة وأحزاب سياسيّة وتجمعات تركب موجة شعبيّة لتحقيق أهداف تتفاوت بين جماعة وأخرى، أنا أحببت أن أقول هذا التوصيف لأصل إلى النقطة التي تليها، حسناً، المتظاهرون الموجودون في الشارع بعد 9 أيام، يوجد سؤال: ألا تريدون أن تحققوا أهدافكم؟ أجل. البقاء في الشارع لوحده من دون أي إضافة، هل يحقق الأهداف؟ يمكن، وممكن كلا، الممكن نعم هذا يريد وقت، نحن في السابق تظاهرنا في ساحة الشهداء ورياض الصلح، ممكن وقتها لأننا لم نقطع طرقات إستضعفنا النّاس، لا بأس، بقينا أسبوع وأثنين وسنة وفي الآخر، لا، ذهبنا إلى تفاوض، والأخرين أصمّوا الأذان وأكملوا في البلد ولم يسألوا عن شيء وبحكومة بتراء ولم يحصل شيء، اليوم التظاهر لا يكفي لوحده، هو بحاجة إلى إضافة، الإضافة يوجد فيها جزئين، الأول هل السلطة جاهزة للتفاوض؟ الجواب نعم جاهزة للتفاوض، الثانية أن تذهبوا أنتم للتفاوض، حسناً، اليس آن الآوان أن يكون هناك قيادة لهذا الحراك؟ أين هي هذه القيادة؟ يخرج أحدهم ليتكلم كلاماً شعبوياً، كلنا قادة الحراك، هذا كلام في أيام الثوران والإنفعال والأيام الأولى صحيح، ولكن عندما نصل إلى الحلول، فهذا ليس صحيحاً، هذا مغالطة، المتظاهرون بكل الأحوال ليحققوا أهدافهم يجب أن يحددوا من يمثّلهم لكي يتفاوض مع السلطة ليحقق أي هدف يريدون الوصول إليه.
حسناً، لماذا لا تحددون قيادات؟ هل هناك قيادة حقيقية للحراك؟ أنا أقول لكم نعم، قيادة غير ظاهرة وغير واضحة وغير معلنة، لماذا لا يعلنون عن نفسهم؟ يوجد أسباب كثيرة، لا أريد الدخول بها لكي لا أضيّع وقتكم، هم معنيون أن يقولوا الأسباب، لكن أنا أعرف من هي قيادة الحراك، يعني ليس هناك قيادة واحدة هناك أحزاب وتجمعات وشخصيات وهناك أطر وهناك أشخاص فعالين، هؤلاء يفترضون أنفسهم أنهم هم قيادة الحراك والناس هم شعب الحراك، حسناً، إذا أتيت على تصنيف هؤلاء لأنه من واجب المتظاهرين أن يعرفوا خلف من يسيرون، عندما يقال لهم فلتنزلوا للتظاهر، فلتقطعوا الطرقات، عندما يقال لهم فلتردوا على ورقة الإصلاحات، ويقال لهم ردوا على مبادرة فخامة رئيس الجمهورية، هل هم الناس لوحدهم يردون أو يوجد من يوجههم من موقع سياسي وموقع إعلامي وإداري، أكيد الثاني، وهذا ليس تحليلاً بل هذه معلوماتنا.
حسناً، اليوم بالمجموعات التي تعتبر نفسها هي من تقود الحراك، أنا أريد أن أكون منصفاً يوجد فئات، المتظاهرون يجب أن يعرفوا من يقود حراكهم وهم الذين يقدّمون الجهد والتعب ويقفون بالشارع وتحت الشمس وتحت الشتاء، يوجد فئة أعرفهم شخصياً وطنيين ومخلصين وصادقين وكفّهم نظيف وفعلاً قلبهم على قلب الناس، هذه الفئة كم تبلغ نسبتها المئوية وكم هو تأثيرها بمجمل الحراك، يوجد في هذا الكثير من النقاش، هذه الفئة ما تدعيه وما هو واقع الحال يوجد نقاش هنا، يوجد فئة ثانية هي أحزاب سياسيّة معروفة، بعضها كان في السلطة وإستقال، وبعضها سابقاً كان في السلطة لعقود وعهود ولها تاريخها ومشروعها وخطاباتها وماضيها وإرتباطاتها الخارجية والداخلية.إلخ… يوجد فئة هي عبارة عن تجمعات وتكتلات وكيانات سياسية جديدة تشكلت في الآونة الاخيرة شاركت في الانتخابات النيابية، أنفقت أموالاً طائلة في الانتخابات النيابية الأخيرة، ورغم اعتماد القانون النسبي عجزت عن الوصول الى المجلس إلا بأرقام صغيرة ومتواضعة جداً.
يوجد فئة أخرى يوجد فيها تجمعات وأشخاص قطعاً ترتبط بسفارات أجنبيّة وبأجهزة إستخبارات أجنبيّة وهنا الجزء الأهم الذي أريد أن أقوله لكم، يوجد شخصيات وجهات اليوم تعتبر نفسها أنها هي تدير الحراك وتمول الحراك بعض هؤلاء هم من الفاسدين بل من الأشد فساداً، يوجد أناس اليوم يقدّمون أنفسهم أنهم يريدون محاربة الفساد ويتهمني أنا بالفساد ويتهم حزب الله بالفساد وهو من أفسد الفاسدين ولديه ملفات بالقضاء اللبناني وبعض من في السلطة السياسيّة الحالية التي أنا متهم بالدافع عنها، هم محامون في القضاء اللبناني ولا أريد أن أدخل بالأسماء، هم اليوم موجودين في قيادة الحراك الشعبي، هناك من يبحث عن ثأر سياسي وهناك من يبحث عن تصفية حسابات سياسيّة، وهناك من يبحث عن موقع شعبي كمقدمة للانتخابات في المستقبل، أنا لدي أسماء لكل هذه الفئات، ولكن لا يوجد اليوم متّسع من الوقت لندخل بالأسماء، أنا أحببت فقط أن أثير هذا التساؤل ليس لأنني أريد أن أثير شكوكا، كلا، أنا أريد أن أقول للناس، عندما تحملون ألمكم وأوجاعكم وتنزلون إلى الميدان في نهاية المطاف أنتم يجب أن ترون على من تأتمنون في صرخاتكم ودموعكم وآلامكم وكل شيء أنجزتموه وتعبتم به الى حد الأن، المتظاهرون هم معنيون بالدرجة الاولى أن يعرفوا من هم هؤلاء، ماذا يعني أن هؤلاء لن يستغلوا هذا الحراك لأهداف شخصيّة أو حزبيّة، ما هي الضمانات أنّ هؤلاء لن يأخذوا الحراك لخدمة مشاريع سياسيّة خارجيّة، ما هي الضمانات؟ أنا إلى حد الأن لا أتهم أحداً، بل أنا أسأل عن ضمانات، لأنه يوجد مخاوف وشكوك، أنا أريد أن أتوجه إلى المتظاهرين، عندما تقبلون بقيادة الحراك التي بعضها ليس لديه الجرأة للإعلان عن شخصه، عندما تقولون أنكم تريدون أن تواجهوا الفساد والفشل والتقصير وتتهمون الناس بالفشل والفساد، أتريدون أن تستبدلوا فاشلاً بفاشل، وفاسداً بفاسد؟ لا يوجد في العالم شيء من هذا النوع، الثورات الشعبية وحركات الاحتجاج الشعبي، كانت دائماً تقدم قيادات واضحة وبدائل واضحة ويدقق الناس بالبديل، فيجدون هذا البديل نزيهاً ونظيفاً ووطنياً ومخلصاً وليس مرتبطاً مع السفارات ولديه كفاءة ويستطيع أن يقدّم إدارة أفضل ويستطيع أن يساعد الناس لمعالجة قضاياهم، من سنخ الناس وحياتهم، وليس إمبراطوراً ويعيش حياة إمبراطورية، ساعتها يقول الناس، نعم هذا هو بديلنا، ونحن جاهزون لنتظاهر ليوم التظاهر، وأن نحتج ليوم الاحتجاج لان بديلنا جاهز، نحن لسنا ذاهبون إلى الفراغ ولا نريد ان نستبدل من نعتبره فاسداً بما هو فاسد قطعاً، هذا سؤالي وهذا حكي أخوي معكم ومع المتظاهرين ومع الناس والساحات وبعد ذلك فلتقولوا ماذا تريدون، لا يوجد مشكلة.
أنا أتحمل مسؤولية كبيرة مهما تكون أعباؤها ولوازمها، أنا جاهز لها، أنا أدعو أيضاً وأقترح على من يعتبر نفسه قيادي في الحراك، أو قيادات الحراك، أن تبادر هي الآن وأن تذهب إلى القضاء اللبناني وأن ترى، هل لها ملفات أم ليس لها ملفات ؟ تعلن إستعدادها إذا إتهمها أحد بالفساد أن تذهب إلى القضاء اللبناني، ليس أن تهرب، وهناك إشاعات، لماذا أنتم تقطعون الطرق، لأن المسؤولون يريدون الهرب، لماذا تقطعون طريق المطار لأنهم يريدون أن يهربوا من طريق المطار، أتريدون ان تستخفوا بعقول الناس بهذه الطريقة وهذه السخافات، فلتكشفوا أنتم عن وجوهوكم الحقيقة، إذا كنتم حزبا فلتقولوا أنكم حزب، هذا رئيسنا وهؤلاء وزرائنا وهؤلاء نوابنا، من يتهمنا بالفساد فليتفضّل، وأنا جاهز لإرسالهم إلى القضاء، وإكشفوا، أنتم تطالبون الوزراء والنواب بكشف السريّة المصرفيّة، فلتكشفوا السرية المصرفية، اكشفوا سريتكم المصرفية، أنتم التي تقدمون أنفسكم بديلاً ولا تريدون أن تأخذوا البلد إلى الفراغ، قولوا للناس ماذا عندكم من أموال وإذا عندكم فلوس والله منعم عليكم قولوا للناس من أين جاءت هذه الأموال. هكذا نقدم بديلاً لائقاً وتُعلق عليه الآمال ويُحقق أهداف الناس وطموحاتها.
النقطة التالية وأكتفي الآن بهذا المقدار، عندها نقول نعم هناك حراك وهناك قيادة جديرة ومؤهلة وكفوءة أن تجري إصلاحاً وتحارب الفساد وتوقف الهدر وتسجن الفاسدين وتغير وجه البلد وتعمل اقتصاد وتنشله من المصائب التي هو فيها، إذا كان هناك بديلاً ليس طائفياً ولا عقليته عقلية طائفية ولا عقليته عقلية مناطقية ويريد أن يعمل بعقل وطني وبروح وطنية كلنا جاهزين أن نبايعه، قدموا لنا هذا البديل.
العنوان التالي الذي هو قبل الأخير، يعني العنوان الأخير الذي يليه خاتمة، أنا هذه النقطة حقيقةً تركتها للأخير لأنه بناءً عليها أنا أريد أن أوجّه حديثي لجمهور المقاومة وللبيئة التي أنتمي إليها وأيضاً لكل أصدقاء وحلفاء المقاومة والحريصين عليها. وهذه النقطة التي هي أكثر حساسية، أنا أول شخص قلت هذا حراك عفوي وليس خاضعاً لا لسفارات ولا لأحزاب، أول يوم، ثاني يوم، ثالث يوم، وجهات كثيرة اتصلت بي وسألوا وكانوا قلقين وقلت لهم ليس هناك شيء يدعو إلى القلق لأن هذا موضوع شعبي وعفوي ومطالب محقة والناس طيبين، نعم هناك نقطة قلق أن يأتي لاحقاً أحد ويركب الموجة، سفارات ودول ووضع إقليمي وأحزاب سياسية وأناس تريد أن تعمل تصفية حسابات وأناس تريد أن تتسلق على ظهور الناس، هذا احتمال وارد، لكن الذي بان حتى الآن أنه لا ليس هناك شيء يدعو إلى القلق، وكنت أرفض قطعاً نظرية المؤامرة، ليس كل شيء يحصل في البلد هو مؤامرة، أنا أجري بعض اللقاءات وأقرأ عنها ثاني يوم بالصحف كلاماً ليس له علاقة بكل اللقاء، يعني بعد اللقاءات التي أجريتها الأسبوع الماضي كان كل النقاش لساعات عن الموازنة والضرائب وكيف سنأتي بالموارد وكيف سنخفف نفقات، كيف سنعالج، كيف سنحرك الوضع الاقتصادي، خطورة الوضع المالي، خطورة الوضع الاقتصادي، ثاني يوم أقرأ بالصحف أنه أنا أناقش الاستحقاق الرئاسي وأن فخامة الرئيس ميشال عون وضعه الصحي صعب، ما هذا الكلام السخيف الذي لا طعم له، ليس له أي أساس من الصحة.
على كلٍ، أنا أرفض نظرية المؤامرة، لكن بالأيام الأخيرة مجموعة المعلومات والمعطيات وأعيد وأقول ليس تحليلاً، معلوماتنا ومعطياتنا التي قاطعناها من أكثر من مكان الآن الوضع في لبنان دخل في دائرة الاستهداف السياسي الدولي والإقليمي والذي يوظف جهات داخلية. ما عاد الموضوع حراك شعبي واحتجاجات شعبية وصحة وبيئة وفرص عمل وجوعانين وفساد وما شاكل، كلا، بالحد الأدنى معلوماتنا ومعطياتنا والمؤشرات والقرائن. حسناً، إذا لا أريد أن أجزم بهذه النتيجة، ألا يكفي هذا الاحتمال، أن يضعنا هذا في وضعية شك!؟ أنا أدعو اللبنانيين لأنهم جالسين أمام التلفزيونات المحلية، إذهبوا إلى وسائل الإعلام الخليجية والأجنبية شاهدوا الإعلام الأجنبي والعربي والخليجي، شاهدوا المقالات والتلفزيونات، شاهدوا مواقع التواصل، شاهدوا الجيوش الإلكترونية، شاهدوا اللغة، شاهدوا التحريض، أيتبين معكم عفوي والناس جوعانين والناس يريدون أن يأكلوا؟!! هذا كان بالأيام الأولى صح، مع إحترامي للجميع في البلد، الآن الوضع لم يعد هكذا.
أنا أريد أن أحذّر، وهذا حصل في بلدان أخرى، إن شاء الله لا يكون يُخطط للبنان هكذا، أنا بالحد الأدنى أريد أن أقول يا ناس انتبهوا هناك هكذا احتمال، أنا برأيي أكثر من احتمال، الآن ما نحن فيه هو أكثر بكثير من احتمال، لا تصدقوا ما تقول السفارات، اليوم السفيرة الأميركية والسفارات يقولون نحن لا نريد أن تسقط الحكومة ولا أن تستقيل، غير مهم ماذا يقول، المهم ماذا يعمل، غير مهم ماذا يقول وماذا يعِد، المهم “CIA” وأجهزة المخابرات ماذا يفعلون؟! شاهدوا الإسرائيلي والإعلام الإسرائيلي والرهانات الإسرائيلية ماذا يفعلون، ماذا يعني أنه بهذا التوقيت الإسرائيليين يأتوا بلبنانيين من الموجودين داخل الكيان الصهيوني على الحدود ليتضامنوا مع الحراكات الإحتجاجية؟! نحن أهل المقاومة يحق لنا أن نتحسس. لذلك لا، أنا أريد أن أعبّر بصراحة بالحد الأدنى عن خشية والذي يقول هذه الخشية غير موجودة فليطمئننا، أنا لست خائفاً على المقاومة، أنا خائف على البلد، نحن خائفين على البلد، أن يكون هناك أحد يريد أن يأخذ بلدنا ويعمل فيه توترات إجتماعية وأمنية وسياسية ويأخذه إلى الحرب الأهلية، اليوم كم بلد هناك في المنطقة تجري فيه حرب أهلية، كم بلد في المنطقة؟ بمعزل عن خلفيات وتفاصيل ما يجري في العراق، ماذا يجري اليوم في العراق؟ إذهبوا إلى بقية الدول أتريدون أن يصبح لبنان هكذا؟
أنا لا أهبط حيطاناً على أحد، اليوم في المعادلة الداخلية أقوى طرف هو المقاومة، لا أهدد أحد – وهذا الأصبع الذي يريد أن يخاف منه فليخاف منه ليس هناك مشكلة – لا أهدد أحداً، أنا أوصّف، أقوى طرف في المعادلة الداخلية هو المقاومة، نحن غير خائفين على المقاومة، نحن خائفين على البلد، اليوم هناك خشية أن يكون هناك أحد ذاهب ليستهدف البلد، كيف؟ البلد التي هي دولة وجيش وشعب ومقاومة، هذه حصانة لبنان، هذه قوة لبنان التي تزعج إسرائيل وبدأت تعتبره تهديد وجودي، التي كانت بأيام زمان تجتاحه بالفرقة الموسيقية، وأرعب إسرائيل وأذلّ إسرائيل، هذه هي المعادلة، إذا أخذوا البلد إلى الفوضى والحرب الأهلية، دولة لا توجد، الجيش “يفرط” مثل ما حصل سابقاً، يعني الشعب يتقاتل، يعني المقاومة تستدرج، هذا لمصلحة من؟! لا أهبط حيطاناً، سجّلوا، ضعوا الساعة اليوم وهذا التاريخ، إن شاء الله لا يحصل شيئاً منه، إن شاء الله لا يكون هناك شيء منه، لكن أنا أؤكد لكم هناك معلومات وهناك معطيات وهناك شكوك حول هذا الموضوع، هناك أناس حتى بالداخل اللبناني في جلساتهم الداخلية كانوا يائسين من كل شيء ويراهنون على شيء واحد إسمه حصول حرب أميركية مع إيران وتغيير وجه المنطقة وإسقاط محور المقاومة، جلسات داخلية وتعبئة داخلية وعلّقوا عليها آمالاً كبيرة جداً، هذه الآمال ذهبت الآن، لا يوجد حرب أميركية على إيران، لا يوجد حرب بين أميركا والمحور، الأميركيون يلمّون أنفسهم، شاهدتم ماذا فعلوا في شرق الفرات، شاهدتم ماذا فعلوا في منطقة الخليج؟ وتسمعون خطابات ترامب؟ حسناً، إذا هذا الخيار وهذا الرهان سقط فلنذهب إلى شيء آخر إذاً.
أنا أريد أن أحذّر من هذا الموضوع وأريد أن أقول نعم، في الحد الأدنى القيادات الحقيقة في الحراك هي معنية أن تُطمئن اللبنانيين، وبكل صراحة هي معنية أن تُطمئن المقاومة وهي معنية أن تُطمئن المقاومة أن البلد غير مستهدف، لأن المقاومة ليست هدفاً بذاتها، المقاومة هي لحماية البلد وحماية الناس وكرامات الناس وسعادة الناس وحياة الناس ودماء الناس وأعراض الناس.
من هنا أنا أصل إلى الخاتمة وأتوجه بها إلى جمهور المقاومة. أريد أن أشير – أنا أتوجه لجمهور المقاومة وحتى إلى الناس عموماً – إلى مسألة طُرحت هذه الأيام ولها طابع ثقافي – سياسي، أن هناك بعض الأصوات ومن مختلف الطوائف، وهذا بالمناسبة جيد، جيد أن يتعاطى أحد على أن الإمام الحسين عليه السلام هو نموذج للثورة على الظالمين والفاسدين والمفسدين ونصير المظلومين، ممتاز جداً، جاءوا وقالوا لنا أنتم لستم بمعسكر الحسين بهذه الحركة الاحتجاجية الأخيرة، معسكر الحسين الموجود بمختلف الساحات – لا أريد أن أسمي – الحسين اليوم معسكره هناك وأنتم خارج معسكر الحسين، وتكلموا معنا بهذه الأدبيات وبهذا المنطق، أن تتساءل الناس وتسأل ليس هناك مشكلة، لكن أن تحكم على الآخرين هكذا بشكل قاسي وحاد هذا به ظلم، لماذا؟ لأن الحسين وعاشوراء وكربلاء هو أولاً نعم قضايا محقة، ثانياً شعارات محقة، ثالثاً نصرة المظلومين، لكن هو مشروع مكتمل، رابعاً الذي هو بالحقيقة أولاً وثانياً هو قيادة علنية واضحة صادقة مخلصة زاهدة عادلة مضحية مستعدة أن تضحي بنفسها وأولادها وأخوتها وعائلاتها وأموالها من أجل المظلومين، هذه كربلاء، كربلاء وعاشوراء يعني البديل المأمون، البديل الموثوق، البديل الذي يمكنك أن تسلمه رقاب الناس ودماءهم وأموالهم وكراماتهم وأعراضهم ومستقبلهم، الحسين قدّم نفسه بديلاً، الحسين لم يكن فقط قائد ثورة، قدّم نفسه بديلاً عن الطغمة الحاكمة المستبدة الطاغية الظالمة، وعندما ذهب إلى العراق لأن العراق بايعته، ذهب ليكون إماماً وحاكماً وحكومةً، عندما تتحدث عن الحسين وتريد أن تشبه حراكاً معيناً بالحسين، قدّم لي قضية محقة، شعارات محقة، قيادة واضحة صادقة عادلة مخلصة مضحية وبديل مأمون وكفؤ، قدّموا لي حراكاً من هذا النوع وأنا اليوم أقول لكم الساعة 5:07 أنا وكل حزب الله سنكون جنوداً في هذا الحراك وعند قيادة هذا الحراك وجاهزون لنقدم دماءنا وأرواحنا وفلذات أكبادنا وأموالنا من أجل تحقيق أهداف هذا الحراك، لأن الحسين يصبح هنا، إذا كانوا غير موجودين دعوا الحسين قضية مختلفة، دعونا نتكلم بالتطورات وبالأوضاع وبالمخاطر وبالفرص وبالتحديات الموجودة ببلدنا.
بناءً على كل ما تقدم، لأنه أنا سابقاً قلت تريدون أن تتظاهروا تظاهروا وإذا لا تريدون أن تتظاهروا لا تتظاهروا هذا شأنكم، أول يوم وثاني يوم نحن لم نطلب من أحد أن يتظاهر ولم نمنع أحداً أن يتظاهر، لم نمنع أحد، العالم وحدها ذهبت، هناك أناس يقولون حزب الله ضد وأناس يقولون حزب الله هو الذي يقف وراء هذه الحركة كلها، وأنه نحن “قبينا باط”، أنا صادق معكم لا “قبينا باط” ولا طلبنا ولا منعنا، الناس بعفويتها نزلت. نعم، يوم السبت طلبنا من الحزبيين أن لا تنزلوا، لأنه أنا عندما أطلب من الحراك أن لا تسمحوا للأحزاب أن يركبوا الموجة وأن حضور حزب الله الكامل العلني الواضح إلى جانبكم هذا يؤثر على أهداف ومطالب الحراك – أنا أيضاً أريد أن أكون صادقاً بالإجراء – فقلنا لإخواننا وأخواتنا لا تنزلوا، لكن جزء من جمهور المقاومة ومن أصدقائها ومن حلفائها بقي يحضر بمختلف المناطق ويعبّر عن موقفه، اليوم نتيجة كل ما تقدم، نتيجة التطورات، نتيجة أن هناك أبواب فُتحت وهناك أناس لا تريد أن تدخل من هذه الأبواب المفتوحة نتيجة الأسئلة، نتيجة الشكوك، نتيجة الملاحظات، نتيجة المخاوف، أنا بصراحة لأن هناك أناس أيضاً اعتبروا أني أضعتهم، أنه ماذا تريد لم نفهم، تريد أن نذهب أو لا نذهب، وصل الحال أنه وضع أحد الأشخاص على مواقع التواصل أنه يا سيد إذا لا تريد أن تتحدث بصراحة، أعطس عطسة واحدة يعني انزلوا، عطستين يعني لا تنزلوا، أريد أن أتحدث بالمباشر، أنا أطلب من جمهور المقاومة أن يتركوا هذه الساحات، حتى الشباب الذين نزلوا بالآونة الأخيرة ليؤيدوا المطالب ويدافعوا عن المقاومة، لأن هناك ساحات لم نُشتم فيها فقط، غير مهم أن نُشتم، لكن عندما يقال أن المقاومة إرهاب وبقية الساحات تصمت، وعندما يُفتح ملف سلاح المقاومة وبقية الساحات تصمت، هناك أناس وجدوا من واجبهم أن ينزلوا ليقدموا صوتاً ثانياً، طبعاً يجب أن تشاهدوا عدالة وسائل الإعلام، عندما الناس تتحدث عن حزب الله إرهاب هؤلاء مواطنين لبنانيين، هؤلاء لا ينتمون إلى الحزب الفلاني، ليسوا مجموعات حزبية، عندما يخرج شباب أو صبايا يدافعوا عن المقاومة هؤلاء مجموعات حزبية تريد أن تخرّب الحراك الشعبي.
أنا أطلب من هؤلاء الشباب أن لا يبقوا بتلك الساحات، ليس هناك داعٍ أن تذهبوا وتدافعوا عن المقاومة، إذا احتجنا أن ندافع عن المقاومة بالإعلام وبالسياسة وبالشارع وبالساحات وبالميادين وبالمنابر، هذا نحن قادرون عليه ونحن أهله، لا نريد أن يضعنا أحد في موضع أي اتهام أو تساؤل، اتركوا الساحات للمقتنعين بالساحات ونحن نحترم كل القناعات ونحترم كل الآمال ونحترم كل الآلام والمقتنع أن هذا الطريق توصله لأهدافه نحن لا نقف ضده. جمهور المقاومة أقول له كلام واضح وصريح، نحن لسنا معنيين بل ليس هناك مصلحة أن نتواجد في هذه الساحات والميادين، بل المصلحة أن نبتعد عنها ونتابع، إذا تحققت إيجابيات نبني عليها للبلد كله، لكن إذا هناك مخاطر وسلبيات نراقب ونحاذر ونتابع ونسعى لفتح كل أبواب الحوار والتفاوض، لأنه المطلوب أن نكون جميعاً حريصين على الأمن وعلى الإستقرار وعلى السلم وعلى المعالجات الهادئة وعلى الحكمة.
هذا ما أحببت اليوم أن أقوله، طبعاً، أصدقاؤنا وحلفاؤنا الذين نحن وإياهم في الخط السياسي نلتقي بالقضايا الإستراتيجية أتمنى أن يسمعوني اليوم جيداً، أنا أدعوهم أن يعيدوا التفكير، أنا أحترم خياراتهم، أتفهم منطلقاتهم، دوافعهم، هم خارج الشبهة قطعاً، كل شخص ممكن أن يكون عنده رؤية أو حسابات معينة، لكن المكان الذي وصلنا إليه، النقطة التي وصلنا إليها، الأداء الذي نراه الآن، خصوصاً إذا تم رفض الدخول في تفاوض وفي حوار مع رئيس الجمهورية، معنى ذلك وراء الأكمةِ ما وراءها، معنى ذلك أن هناك استهداف سياسي كبير في البلد، هناك استهداف سياسي كبير لكل شيء اسمه عناصر القوة بالبلد، أنا أدعوكم أن تدرسوا وتقيّموا واتخذوا القرار الذي تجدونه مناسباً .
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا للتشخيص الصحيح وللتقيم الصحيح وللموقف الحكيم والصحيح وأن يحمي بلدنا وشعبنا وأن يساعد الشعب اللبناني للعبور من هذه المرحلة الصعبة بما يحقق أماله وأحلامه ومستقبله الواعد. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصدر: العلاقات الإعلامية