ترتبط زيادة الوزن بالعديد من المشاكل الصحية، ما يجعل فقدان بعضه أفضل حل لتجنبها، لكن الأمر ليس بهذه السهولة ففقدان الوزن بمراحل معينة من العمر قد يترتب عليه نتيجة غير متوقعة، وفقا لدراسات حديثة، فما هي؟
تتوقف العلاقة بين زيادة أو فقدان الوزن ومخاطر الوفاة المبكرة بشكل كبير على المرحلة العمرية التي يكتسب أو يفقد خلالها الشخص الوزن. فوفقا لدراسة صينية حديثة، لا تؤدي زيادة الوزن مع تقدم العمر بالضرورة إلى ارتفاع احتمالات الوفاة، بل أن فقدان الوزن بتلك المرحلة العمرية يرتبط بشكل ملحوظ بالوفاة.
ويمكن لفقدان الوزن بنهاية مرحلة الشباب أو بمنتصف العمر أن يرفع مخاطر الموت المبكر، خاصة فيما يتعلق بأمراض القلب، حيث يقول الأستاذ في قسم الأوبئة والإحصاء الحيوي بكلية “تونغجي” للطب الصينية، “أن بان”: “خلصنا إلى أنه من الأفضل منع زيادة الوزن خلال المراحل الأولى من العمر لتقليل خطر الموت المبكر فيما بعد”.
ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذي تستمر السمنة لديهم خلال فترة الشباب تزيد احتمالات وفاتهم المبكرة، إذ يرتبط اكتساب المزيد من الوزن في العشرينات وحتى منتصف العمر بارتفاع مخاطر الوفاة مقارنة بمن يحافظ على وزن طبيعي على مدار حياته.
وشملت الدراسة أكثر من 36 ألف شخص تبدأ أعمارهم بـ 40 عاما، إذ اعتمدت على بيانات المعهد القومي للصحة بالولايات المتحدة، حيث يتم إجراء استطلاع سنوي على عينة ممثلة لقياس الحالة الصحية لدى المواطن الأمريكي.
إلا أن الباحث أشار إلى نقطة ضعف بالدراسة وهي عدم الوصول للأسباب التي تؤدي إلى فقدان الوزن بمراحل متقدمة من العمر حيث يقول: “الفقدان غير المقصود بالوزن قد يكون بفعل عوامل أخرى كالإصابة بالسكر أو السرطان”، وفقا لموقع سي ان ان الأمريكي.
وينصح “أن بان” بمحاولة عدم اكتساب مزيد من الوزن خلال المراحل الأولى من العمر، بينما بالنسبة للأكبر سنا، من الأفضل التركيز على “محاولة اتباع أسلوب حياة صحي”.
وكانت دراسة سابقة تم إجرائها بالمملكة المتحدة على حوالي 3 ملايين شخص قد أكدت على نتيجة مقاربة لما توصلت له الدراسة الصينية، حيث وجدت أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة بمنتصف العمر تزيد احتمالات وفاتهم مبكرا بمعدل 50% مقارنة بغيرهم من أصحاب الأوزان الطبيعية، وفقا لموقع صحيفة الغارديان البريطانية.
وتعد السمنة من المشاكل الصحية الرئيسية في العالم، فبالولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال، ارتفعت معدلات السمنة من 14% لدى النساء و11% لدى الرجال عام 1975 لتصل إلى 38% لدى النساء و36% لدى الرجال في عام 2016.
المصدر: DW