نظم قسم الأمراض القلبية في “مستشفى أوتيل ديو دو فرانس” مؤتمره السنوي الثاني تحت عنوان “الإبتكار في معالجة قصور القلب: من الأقراص إلى الأجهزة”، برعاية وزير الصحة العامة د. جميل جبق ، وذلك بالتعاون مع “كلية الطب في جامعة القديس يوسف” و”الجمعية اللبنانية لأطباء القلب”.
حضر المؤتمر اضافة الى الوزير جبق ، نقيب الأطباء في بيروت شرف أبو شرف، ورئيسة “مستشفى أوتيل ديو” مارتين أوريو ممثلة رئيس جامعة القديس يوسف الأب سليم دكاش، نائب رئيس “كلية الطب في جامعة القديس يوسف إيلي نمر” ممثلا رئيس الجامعة رولان طنب، المدير الطبي في المستشفى نجيب جهشان، ورئيس “الجمعية اللبنانية لأطباء القلب” مالك محمد، ورئيس “قسم أمراض القلب في الجامعة الأميركية في بيروت” زياد غزال، ورئيس “قسم أمراض القلب” في “مستشفى أوتيل ديو” ربيع عازار، وأخصائيين في أمراض القلب والأوعية الدموية في لبنان والدول العربية المجاورة.
جبق
وأكد الوزير جبق في الكلمة التي ألقاها بالمناسبة ” أن “هذا المؤتمر الطبي يعنى بواحد من ابرز الامراض وأخطرها، وهو ضعف عضلة القلب congestive heartfailure وقصورها عن العمل، وما يسببه ذلك من ألم وإجهاد للمريض وتعريض حياته للخطر”.
وأضاف: “في وقت تشير الاحصاءات الى ان أكثر من 2 في المئة اي ما يزيد على 130 مليون من سكان العالم، يعانون من هذا المرض والذي تزيد نسبة الاصابة به مع تقدم السن لما بعد الستين سنة، يعاني منه في لبنان اكثر من 70000، ويسجل سنويا دخول ما يزيد على 11000 حالة مصابة الى المستشفيات، وتغطي وزارة الصحة ما يزيد على 33 في المئة منهم”.
وتابع جبق أن “هذه الأرقام تدل على الإنتشار الواسع لهذا المرض في لبنان، كما وفي العالم، ما يضفي أهمية خاصة على هذا المؤتمر”.
وقال إن ما يهمه في هذا المجال هو “تسليط الضوء على مسألة وهب الأعضاء”، داعيا المؤتمرين إلى “المشاركة في إحداث نقلة نوعية، والقيام بواجب ثقافي واجتماعي بهدف دعم لجان وهب الأعضاء، من خلال تشجيع الناس على التبرع بأعضائهم. فالمريض الذي يرقد في المستشفى من دون وعي، وما زال قلبه ينبض في حين أن أعضاءه الأخرى توقفت، يمكنه إعطاء حياة جديدة لمريض يحتاج إلى عملية زرع قلب، بخاصة وأن علاج المريض الذي يعاني من قصور في عضلة القلب يدوم بضع سنوات، باعتبار أن العلاج الحقيقي يتطلب زرع قلب. لذا علينا العمل على الحصول على أكبر عدد من المتبرعين في لبنان”.
وأعلن وزير الصحة العامة أن “الوزارة فتشت قبل مدة في أكثر من دولة عن إمكان زرع قلب لشاب لبناني لا يتجاوز عمره ثلاثين عاما، ويعاني من قصور في العضلة. لذا، دقت الساعة لتحقيق هذا التضامن الإنساني وترجمته وعلينا البدء بالعمل في لبنان فنصل إلى المثالية في خدماتنا الطبية”.
وختم مؤكدا أن “لبنان كان دائما منارة الشرق الأوسط في الإستشفاء ووزارة الصحة لن تألو جهدا لتعيد لبنان وجهة للعالم العربي في هذا المجال”.
المؤتمر
وكان البروفسور بيار عازار أوضح أهمية المؤتمر كون “معالجة قصور القلب أصبحت عملية متقدمة ومعقدة. فبالإضافة إلى الأدوية، يعتمد العلاج اليوم على تدخلات هيكلية غير جراحية متقدمة ومتطورة وعلى أجهزة كهربائية متنوعة. يتوجب على أطباء أمراض القلب أن يبقوا على اطلاع دائم في هذا المجال لأن الابتكارات فيه تشهد تزايدا مستمرا”.
وأضاف أن “قصور القلب حاليا يعد سببا رئيسا للوفيات في كل أنحاء العالم. ويعود سبب انتشاره إلى شيخوخة السكان وزيادة انتشار أمراض الشريان التاجي، وارتفاع ضغط الدم وداء السكري. ويعاني المريض من قصور القلب عندما تصبح عضلة القلب ضعيفة فتضخ كميات قليلة من الدم ما يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى أعضاء رئيسة في الجسم كعضلات الهيكل العظمي والكلى والجهاز الهضمي والدماغ في نهاية الأمر. وتشمل أعراض قصور القلب ضيقا في التنفس، انخفاضا في نسبة تحمل التمارين الرياضية، وذمة الأطراف السفلية والرئة. إذا لم يعالج قصور القلب، قد يتسبب بوفاة المريض جراء انخفاض معدل نبضات القلب أو اضطرابات في النشاط الكهربائي للقلب”.
مداخلات
كما وكانت مداخلات للحاضرين، شددت على أهمية انعقاد المؤتمرات لتبادل الخبرات والمعارف. وقد ناقش أعضاء كلية الطب المحليون مع أهم الأخصائيين في أمراض القلب والأوعية الدموية الأميركيين والأوروبيين كافة نواحي إدارة قصور القلب من علاجه من خلال الأقراص إلى علاجه بواسطة الأجهزة.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام