حل اردوغان في ضيافة بوتين في لقاء تكريس اعادة الحرارة بين البلدين بعد اشهر من التوترات الروسية التركية التي نجمت عن التضاد والتواجه في دور الطرفين بالملف السوري.
ياتي اللقاء الذي شد الانظار بعد سياسات تركية تمسك بها اردوغان خلال الخمس سنوات الماضية اوصلت تركيا الى عدة مآزق بحيث يرى خبراء ان المأزق والوضع الخطير نتيجة السياسات التركية وانتشار عمليات ارهابية وعدم استقرار داخلي في تركيا دفع اردوغان الى التفكير بخصوص دوره في الازمة السورية وحول علاقاته مع موسكو.
قمة الساعتين في بطرسبورغ التي سبقتها 3 ساعات من لقاء الوفدين انتجت اعادة تأسيس لعودة العلاقات ولكن الاهم هو امكانية التعاون اكثر في الموضوع السوري. خلاصة عامة طفت على سطح القمة ان هناك تشاركاً في الهدف ازاء سوريا.. لكن رغم ذلك ستبقى السياسات التركية موضوع اختبار نيات في الفترة المقبلة حول سوريا في وقت سيتوجه ممثلون عن الجهات التركية إلى روسيا لإجراء محادثات جديدة بشأن سوريا، تحت عنوان آلية أقوى وأكثر فعالية للتعاون بشأن سوريا.
يشير الدبلوماسي الروسي السابق والمحلل السياسي فيتشسلاف ماتوزوف في حديث لموقع المنار حول هذه الزيارة ونظرة روسيا اليها الى ان “العديد من العوامل فتحت الباب لتعاون روسي مع تركيا على اساس واحد: تغيير الموقف التركي من الاحداث في سوريا!”.
يشرح ماتوزوف ” ان سلطات تركيا في الفترة الماضية كانت تعيش المأزق بل المخاطر، ورأينا انه قبل المحاولة الانقلابية كان اردوغان وجه اعتذارا الى بوتين بعد ان كان على مدى اشهر مهاجما للموقف الروسي، وكان لهذا الأمر طابع غير عادي”، بالاضافة الى ذلك “فمن الناحية الاقتصادية أثّر تدهو العلاقات التركية الروسية بشكل كبير على الاقتصاد التركي، اما الاستقرار السياسي والامني فتعرض لخضات نتيجة التورط التركي في سوريا بحيث بدأ ينعكس على تركيا نفسها”.
ولفت ماتوزوف الى ان “رئيس الوزراء التركي قبل المحاولة الانقلابية اعلن ان على تركيا ان تعيد النظر في سياستها ازاء سوريا.. هذا كله اثار مشكلة امام اميركا لان تركيا كانت غير راضية عن رفض الانضمام الى اوروبا وعلاقاتها مع اميركا متوترة وشاهدنا نتيجة ذلك المحاولة الانقلابية التي كان خلفها جزء من الجيش وقائد القوات الجوية الذي كان يامل ان يكون رئيسا بدل اردوغان”.
واضاف: “الكل يفهم جيدا ان وراء العسكر في تركيا المدارس الاميركية التي هم خريجون منها وهناك جهاز استخبارات اميركي كان على صلة مع العسكر التركي وقرروا ان يتخلصوا من اردوغان وياتوا بشخص امين اكثر للمصالح الاميركية” بحسب ما يعتبر ماتوزوف.
ويشير الى ان “الاستخبارات الروسية الموجودة في سوريا في قاعدة حميميم قد تكون سجلت اتصالات او تحركات في الجيش التركي وابلغت الاتراك، وبوتين كان اول رئيس قدم ادانة لما حدث وايد اردوغان كرئيس منتخب”.
لكن كيف تنظر روسيا الى افق التعاون مع تركيا حول سوريا بعد لقاء بطرسبورغ؟
يقول ماتوزوف “انا لا اتصور ان تعيد روسيا العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية مع تركيا فيما كل المقاتلين ياتون من تركيا بالالاف لمهاجمة الجيش السوري والقوات الروسية فهذا سيعني تناقضا، لذا لا يمكن ان تطبق مبادئ مسجلة في روسيا بدون تغيير الموقف التركي من الارهابيين فروسيا لا يمكن ان تكافح الاتراك بيد ، وبيد اخرى تعقد معها صفقات .. هذا مستحيل.. لذا فالاتراك في مرحلة تجربة عنوانها هل سيستمرون في سياساتهم فاذا استمروا فكل الاتفاقات لن تتحقق”..
ويلفت ماتوزوف ان “روسيا تفهم الوضع الذي اوجد اردوغان نفسه فيه تحت الضغط الاميركي، وترحب بتعاون ثلاثي ايراني تركي روسي” في الملف السوري، لافتا ان “هناك صلة مباشرة لهذه التطورات مع اللقاء الروسي الايراني في باكو الذي حصل قبل لقاء اردوغان وبوتين في روسيا ، واللقاء في باكو دليل على ان روسيا تبني على علاقاتها الاستراتيجية مع ايران كأساس للتقارب مع تركيا”، معتبرا ان “مواقف روسيا وايران منسقة بالنسبة للخطوات الضرورية في هذا المجال”.
المصدر: موقع المنار