تحت العنوان أعلاه، كتبت آنّا كوروليوفا، في “إكسبرت أونلاين”، حول الصراع على زعامة العالم بين الولايات المتحدة والصين.
وجاء في المقال: وفقا للخبير الاقتصادي، في BNP Paribas، تشي لو، ستنتهي الحرب التجارية بين الولايات المتحدة عاجلاً أم آجلاً، لكن “الحرب التكنولوجية الباردة” ستستمر.
فسوف يعقد أكبر اقتصادين في العالم، عاجلاً أم آجلاً، اتفاقية تجارية مؤقتة. وبحسبه “سوف يمهد ذلك الطريق لمفاوضات طويلة الأجل حول القضايا التي تحتاج إلى حلول منذ فترة طويلة”. لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستخدم الرسوم كأداة تسمح له بحل مسائل لا تقتصر على التجارة، بما في ذلك الأمن القومي وخطر نقل التكنولوجيا.
وبحسب محلل فريدوم فاينانس، آلان سابيتوف، فإن الحروب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، تتسم أكثر بطابع الصراع على زعامة العالم. لذلك، فحتى مع إبرام هدنة تجارية، من الممكن أن تشهد العلاقات بين البلدين تصعيدا بين حين وآخر في مجالات أخرى. فالتكنولوجيا، أحد المجالات الرئيسية التي يمكن أن تتكشف فيها هذه المواجهة، كونها المحرك الرئيس للنمو الاقتصادي والنفوذ.
إلا أن التفوق الأمريكي واضح للعيان اليوم ولا يمكن إنكاره، كما يقول سابيتوف. فأكبر شركات التكنولوجيا المعروفة عالميا- Amazon, Microsoft, Apple, Alphabet – والتي تقدر بمئات مليارات الدولارات، أمريكية.
في الوقت نفسه، تشرك الصين بنشاط بلدانا أخرى في بنيتها التحتية. مثلا، من خلال بناء شبكات الجيل الخامس. فالشركة الصينية Huawei تتصدر العالم في السوق بحصة تصل إلى 30% تقريبا. وهذا يؤدي إلى تبعية بعض الدول الشريكة في المستقبل.
إلى ذلك، يلاحظ بشكل خاص تأثير الصين المتزايد في جنوب شرق آسيا والدول المجاورة الأخرى. فتأثير الصين وتزايد مؤشرات الاحتكاك مع الولايات المتحدة يعيد إلى الأذهان “فخ ثوكيديدس” القديم عندما أصبحت أثينا النامية تشكل تهديدا لإسبرطة، ما أدى إلى الحروب البيلوبونيزية.
لذلك، لا يستبعد سابيتوف أن تسير الأمور بين الصين والولايات المتحدة وفق سيناريو مماثل، ولكن ليس نحو حرب مفتوحة، إنما حرب تكنولوجية على الزعامة العالمية.
المصدر: روسيا اليوم