نافورة مائية عملاقة وضخمة يندفع منها وبقوة حوالي نصف مليون غالون من الماء، ليصل ارتفاعها في الجو عدة مئات من الأمتار.
الأمر المثير حقا في هذه المسالة هي أن هذه “النافورة الفضائية” تتوقف بعد 60 ثانية، أو أنها تستمر لمدة دقيقة واحدة فقط، بحسب ما ذكر موقع بيزنيس إنسايدر.
وقد أنشأت وكالة الفضاء الأميركية ناسا هذه “النافورة الفضائية”، نظرا لعلاقتها بإطلاق الصواريخ إلى الفضاء، كجزء من اختباراتها لنظام الإطلاق الفضائي المعروف اختصارا باسم “أس إل أس”، المقرر أن يبدأ في وقت ما من العام 2020.
والنافورة تمثل أيضا ما يعرف بنظام الغمر المائي، وتستخدم للحد من الحرارة الشديدة والطاقة الناتجة عن إطلاق الصاروخ، بالإضافة إلى إخماد الصوت. ومن المتوقع أن يكون نظام الإطلاق الفضائي هذا “أكبر وأقوى صاروخ” توصلت إليه ناسا على الإطلاق.
وكغيره من صواريخ الفضاء التي أطلقتها ناسا سابقا، سيكون إطلاق صاروخ “أس أل أس”، البالغ طوله 98 مترا (أعلى من تمثال الحرية بحوالي 5 أمتار) بشكل عمودي، أي أنه يتم نصبه وقوفا على منصة الإطلاق، التي ستكون في مركز كينيدي الفضائي في فلوريدا.
أما أول مهمة لهذا الصاروخ، الذي يزن حوالي2.7 مليون كيلوغرام، فسوف تستغرق 25 يوما، وتتلخص بالدوران حول القمر.
ووفقا لموسوعة ويكيبيديا، فنظام الإطلاق هذا عبارة عن صاروخ حامل تخطط له ناسا لاكتشاف الكون بواسطة رحلات مأهولة برواد فضاء عبر رحلات تتعدى مدارات الأرض المنخفضة، لكن أول انطلاق في العام 2020 لن يكون مأهولا برواد فضاء، في حين ستكون أول رحلة مأهولة برواد فضاء في العام 2022.
وعندما يبدأ الصاروخ بالارتفاع على منصة الإطلاق، ستولد محركاته ما يعادل 3.8 مليون كيلوغرام من القوة والموجات الصوتية القوية التي بإمكانها تدمير الصاروخ كليا بسهولة.
وفي نظام الغمر المائي للحماية من الاشتعال وإخماد الصوت، تقوم ناسا بإطلاق المياه على منصة الإطلاق ووفي محيطها أثناء عملية تشغيل الصاروخ وإطلاقه.
وفي هذه المرحلة، لا يحمي نظام الغمر المائي أرضية منصة الإطلاق من محركات الصاروخ فحسب، بل يمنع أيضا الموجات الصوتية من الارتداد وبالتالي يحول النظام دون حدوث أضرار كارثية للمحركات، كما يمنع نظام الغمر النيران الهائلة التي تولدها المحركات من إحراق أي شيء، وباختصار، فإن النظام يساعد على حماية جميع المعدات والتجهيزات في الصاروخ ومنصة الإطلاق ومحيطها.
وخلال عملية الإطلاق الفعلية للصاروخ العملاق، يتبخر بعض الماء بسبب الحرارة الشديدة الناجمة عن المحركات، بينما يخرج الباقي من خلال قنوات مائية، ستعمل على توجيه باقي الكمية نحو مجموعة من المصارف والأحواض القريبة.
يشار إلى أنه تم تصميم الصاروخ “أس إل أس” للقيام بمهام في عمق الفضاء، واستكشاف ما هو أبعد من مدار الأرض، كما يمكنه حمل رواد فضاء في كبسولة أوريون، أو نقل شحنات أخرى، مثل الروبوتات الاستكشافية، إلى عوالم بعيدة مثل كوكبي المشتري والمريخ.
المصدر: سكاي نيوز