تحدث الوكيل الشرعي العام للإمام الخامنئي (دام ظله) في لبنان سماحة العلامة الشيخ محمد يزبك (حفظه المولى) وذلك أثناء خطبة الجمعة في مقام السيدة خولة(ع)قائلاً:
أيُّها المؤمنون:
عُلّقت آمال طاولة الحوار، وبعد جلسات ثلاث متتالية عادت إذا، والجملة الشرطيّة لا تستلزم وقوع طرفيها، بل هي فرضيّة فإذا سمعت دغدغت، ولكن عندما ينظر إلى الواقع فلا يرى إلا السراب، فالمشكلة ليست بالنصوص والطائف والميثاقيّة، وإنّما المشكلة بما تنطوي عليه القلوب من تشكيك وعدم الثقة، وقيمة الحوار بما يترتّب عليه أن ينطلق من الثقة وعدم الاتهام، وأن تكون المصلحة العامّة حاكمة على كل مصلحة شخصيّة أو طائفيّة أو مذهبيّة، فلا حوار مع عوامل الهدم، وإلى أين تذهبون أيها السياسيّون وما تقدّمونه للوطن والمواطن؟.
أيّها المؤمنون:
كنّا كلبنانيين نتوقع من المتحاورين وفي أول جلسة من جلسات الحوار كانت الذكرى السبعين والنيّف لتأسيس الجيش، المطالبة بدعم الجيش المؤسسّة الوطنيّة الموحّدة والحامية للسيادة الوطنيّة، بالتصدّي للإرهاب من الجرود إلى حدود لبنان مع فلسطين، وقد استكثر على الجيش ما أعلن من هبة حتّى استرجعت، وممنوع من تقديم ما يمكّن الجيش على التصدّي، ولكن العدو الإسرائيلي يرفض وأميركا التي تقدّم المليارات لمساعدة جيش الإحتلال والعرب وآل سعود في خدمة العدو.
وذرائع المنع من مساعدة الجيش خوفاً على السلاح فيه إهانة للمؤسّسة وللبنانيين.
أيها المؤمنون:
نحيّ الأسير الفلسطيني كايد على موقفه وإضرابه على الطعام، واستخدام كل الأسلحة في مواجهة العدو الإسرائيلي المحتل، ونحيّ تضامن المئات من الأسرى بإضرابهم عن الطعام دعماً، ونحيّ جورج عبد الله المتضامن وهو في سجنه في فرنسا، ونحيّ كل من يتضامن ويشعر بمعاناة الأسرى، ولكن أين العرب؟، وأين الذين يلهثون وراء التطبيع مع العدو الإسرائيلي؟، فأين القيم والشهامة العربيّة؟.
لقد مات من يستحي وبقي من يستجدي الملك بالرضا الصهيوني، أما يخجل هؤلاء مما يمارسه العدو بحق الشعب الفلسطيني من استباحة المناطق قتلاً واعتقالاً، وحماية قطعان الاستيطان للتمادي أكثر، وحادثة الحريق المفتعلة لإحراق الطفولة والانعام، كل ذلك برسم آل سعود ومن وراءهم من عرب يلهث استرضاء لمشروع صهو – أمريكي.
أيَّها المؤمنون:
وأمريكا تتمادى بظلمها وغيّها بدعم الإرهاب، وكل المصائب من أمريكا الشيطان الأكبر، وكل من ضيّق على الإرهاب من النصرة وجيش الفتح والتفريعات، تصاعد الموقف الأمريكي، وهذا ما حدث بعد حصار حلب، فأين الديمقراطيّة والإدعاء على السعي من أجل الحل السياسي؟، وهل الحل السياسي في اليمن أو ليبيا والعراق والتريّث في مواجهة داعش في الموصل؟، أما آن الأوان للأمّة أن تعتبر وتستيقظ من غفلتها، فالخلاص بالوحدة والاعتصام بحبل الله المتين والنصر آتٍ لا محال.
المصدر: موقع المنار