أحيا تجمع العلماء المسلمين الذكرى السنوية الثلاثين لغياب الامام الخميني بحفل في مركزه – حارة حريك، قال خلاله رئيس مجلس الأمناء في التجمع القاضي الشيخ أحمد الزين: “إننا في كل يوم يوجه لنا العالم من خلال الولايات المتحدة الأميركية والعدو الإسرائيلي الإهانة تلو الإهانة، فهل نصرخ عاليا وننتقد؟ الصراخ لا يكفي أبدا، ولا بد من الذهاب للقاء وللتشاور وللتأكيد على القيادة، والآن القيادة الملتزمة إنما تتمثل اليوم بالسيد الخامنائيبعد الإمام الخميني”.
بدروه، قال القائم بأعمال سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد أحمد الحسيني: “استطاعت المدرسة الفكرية التي أرساها الإمام الخميني أن تحقق الكثير من الانتصارات العظيمة التي كانت من ضمن الآمال والطموحات البعيدة المنال لكثيرين، وقد اعتبر البعض من المعجزات الإلهية، فعلى سبيل المثال من كان يصدق أن لبنان الذي كان يقال أنه ضعيف بإمكانياته سيتبدل إلى العدو الشرس الأول والأقوى للكيان الإسرائيلي وسيصبح نموذجا سيقتدي به لمواجهة الأعداء؟ هذا البلد الذي حرر أرضه بقوة السلاح والمقاومة ليس إلا”.
أضاف: “لا شك أن صفقة القرن التي تتحدث عنها الإدارة الأميركية الحالية لن يكتب لها النجاح أمام إرادة الشعب الفلسطيني وطريق المقاومة التي اختارها لنفسه اقتداء بالمقاومة الإسلامية ونجاحها في لبنان، فلا قيمة لمثل هذه المشاريع والخطط والمؤامرات الخبيثة والمشبوهة، وسعيها المستميت سواء انعقد مؤتمر البحرين الاقتصادي أم لم ينعقد، أو المغريات المادية التي يتحدثون عنها لشراء الذمم والدفع بصفقة القرن إلى الأمام بغية تصفية القضية الفلسطينية أمام حفنة من الدولارات النفطية”.
وقال رئيس “مجلس علماء فلسطين” الشيخ حسين قاسم: “علينا أن نعلم بأن كل دعوة حق لا بد أن تعادى من الطغاة والجبارين، لذلك، لو أن الصهيونية العالمية والماسونية وأميركا قد رضيت على محور المقاومة من إيران إلى لبنان وفلسطين لشككنا في هذا المحور، لأن رضا الأعداء ليس بشرى خير”.
من جهته، قال منسق الأحزاب والفصائل الشيخ غازي حنينة: “مشروع الإمام الخميني السياسي شكل طموحا للقوميين العرب وللقوى اليسارية العربية وللقوى الإسلامية والحركات الإسلامية ولجمهور المسلمين في العالم اجمع، ولم يختلف مع الإمام الخميني إلا من كان عميلا لأميركا”.
وأخيرا، قال رئيس المجلس السياسي لحزب الله السيد إبراهيم أمين السيد: “نحن أمام رجل لم يستعن بأحد، وثورة لم تنتصر من ضمن تحالفات دولية ولا اتفاقات دولية على من يحكم إيران بعد الشاه، ولا على صيغة الحكم ولا شكله، الثورة لم تكن في سياق إسقاط سلطة وإقامة سلطة بديلة بل كانت بشكل واضح على وظيفة إيران ودورها وموقعها”.
أضاف: “كانت ثورة إسلامية على قاعدة فكرية عقائدية ثقافية إيمانية قبل أن تكون سياسية، الثورة هي تحرير إيران والمنطقة وتحرر شعوب المنطقة والمسلمين والعرب والمستضعفين من الطواغيت. وتقع فلسطين بالنسبة لاستراتيجية الإمام في جوهر الصراع، وهذا يعني بأنه ليس منة من الإمام على الشعب الفلسطيني وليس سياسة أن يحمل الإمام قضية فلسطين، وإنما ما يعني الكيان الصهيوني من جوهر في الصراع القائم الذي هدفه سيطرة أميركا وإسرائيل بالتعاون مع العالم على منطقتنا بالقرار السياسي، والاقتصادي. نعم تأتي فلسطين بالجوهر، لذلك من الطبيعي جدا أن يقول الإمام “اليوم إيران وغدا فلسطين”. هذا هو جوهر الموقف الذي على أساسه حوصرت إيران وعوقبت وحوربت وتآمروا عليها، إلى أين يذهب هذا الجيل؟ إلى أين تذهب هذه الأمة؟ هذا السؤال برسم الجميع”.
وتابع: “مسؤوليتنا عظيمة جدا وكبيرة جدا في أن نتمكن من أن نأخذ أمتنا وأجيالنا إلى المكان الصحيح، إلى الإسلام الصحيح. هذه مسؤوليتنا، الحل عندي هو ضرورة أن يعيد الجميع صياغة الرؤية والإستراتيجية وبناء عليها يعاد بناء تشكيل الأصدقاء والحلفاء والإخوة، ونعيد تحديد الهدف والأولوية خصوصا في هذه اللحظة السياسية لأننا أمام لحظة يتحقق فيها الفشل الكامل أو الانتصار الكامل التي أسمها صفقة القرن. إذا استطعنا بإذن الله تعالى أن نفشل هذه الصفقة، فنحن أمام فرصة لانتصار كامل وأما إذا نجحت فنحن أمام فشل كامل”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام