نفذ طلاب مجمع الحدت الجامعي والفرع الأول في الجامعة اللبنانية، بمشاركة رئيس الجامعة البروفسور فؤاد أيوب، بعد ظهر اليوم، وقفة احتجاجية بعنوان: “لإنقاذ مستقبل جامعتنا الوطنية”، بدعوة من المجالس الطلابية في مجمع الحدت الجامعي، مطالبين الأساتذة في الجامعة اللبنانية ب”تعليق الإضراب فورا والعمل على تكثيف الدروس من أجل إنقاذ العام الدراسي”.
وألقى أيوب كلمة قال فيها: “إن الجامعة اللبنانية ما وجدت، إلا من أجل رسالة واحدة، هي رسالة العلم والمعرفة والعطاء، وهذا دورها، والطلاب يشكلون عصب الجامعة وشريانها الحيوي، وهم من دعائمها وركائزها التي تستند اليها مع الأساتذة والموظفين. ولا شك أن الجامعة لا تتكامل إلا بالتئام وتكاتف عناصرها، وإن مصلحتها هي مصلحة من فيها، وحقوقها هي حقوق كل العاملين فيها، وهذه حقيقة نعلمها جيدا”.
أضاف: “لا شك أيضا أن من واجبنا جميعا أن نصون الجامعة ونحافظ على مكتسباتها التي ما نالتها، إلا بعد نضال طويل ومطالبات متكررة، ولا يمكن أن نقبل بالتفريط بها أو المساس بأي حق من حقوقها أو حقوق أساتذتها”.
وتابع: “إننا وإياكم كنا وما زلنا مع التحرك الذي قام به أساتذة الجامعة، ومنذ اليوم الأول لهذا الحراك، برهنتم كما برهنا وفي أكثر من موقف عن الدعم المطلق للاساتذة، إن من خلال التصريح او من خلال المشاركة في الحراك. ولقد وصل صوت الجامعة واهلها إلى حيث يجب ان يصل، وكان لكم أيها الطلاب الموقف المؤيد للاساتذة، ولكن علينا اليوم أن نعي المسؤولية الكاملة التي تتطلب منا رؤية واضحة في ما خص العام الدراسي، الذي بات على باب قوسين من انتهائه”.
وأردف: “إن مسؤوليتنا في رئاسة الجامعة هي مسؤولية شاملة ومرتبطة بمصير 90 ألفا من طلابنا وأساتذتنا وموظفينا. ولا بد في هذه الحال من اتخاذ موقف مسؤول حيال هذه الأعداد ومستقبلها، لأننا نعلم أن من الطلاب من ينتظر إجراء الامتحانات لمتابعة دراساته، ومنهم من هو مرتبط بجامعات وفق توقيت معين. ولذلك، أصدرنا في رئاسة الجامعة بيانا توجهنا فيه إلى رئيس واعضاء ورابطة الاساتذة المتفرغين، متمنين اتخاذ قرار بالعودة عن الإضراب المفتوح، لا سيما أننا تلقينا وعدا من معالي وزير الترببة والتعليم العالي اكرم شهيب بعدم المساس بموازنة الجامعة أو برواتب أساتذتها. وأكرر مجددا الطلب من الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين بالعودة عن قرار الإضراب المفتوح، حرصا على مصلحتنا جميعا، وذلك للأسباب التي ذكرت، وتقديرا لموقف الطلاب الداعم لمطالب الاساتذة”.
أبو حمدان
من جهته، قال مسؤول دائرة الطلاب في حركة “أمل” رشيد أبو حمدان: “الطلاب هم أطهر المواطنين وأكثرهم إخلاصا للوطن. وإن إمام الانسانية السيد موسى الصدر علمنا أن لبنان لا يحفظ، إلا من خلال العيش المشترك والوحدة الوطنية. ومن خلال هذا القول المبارك، نجتمع اليوم على حب الوطن وجامعته الام ونجتمع لننقذ ما تبقى من العام الدراسي لكي نثبت اننا الاحرص على كيان الجامعة ووجودها، بالتعاون مع البروفسور فؤاد أيوب إلى مجلس الجامعة والطاقمين الأكاديمي والإداري وجميع العاملين فيها”.
أضاف: “نلتقي اليوم لنعرب عن قلقنا على العام الدراسي الذي شارف على الانتهاء، ونؤكد أمام الرأي العام اللبناني وشاشات التلفزة أن اعتصامنا ليس ضد الأساتذة، وأننا في مكتب الشباب والرياضة في حركة أمل نتابع قضاياهم المحقة، بالتنسيق مع المكتب التربوي المركزي في الحركة، الذي بدوره ينسق كل تحركاتهم. ونقف أمام الشعب اللبناني لنقول إن طلاب الجامعة اللبنانية يدفعون فواتير، يا حبذا، لو كانت مادية. نعتصم اليوم لنقول إن مستقبل طلاب الجامعة اللبنانية دخل مرحلة الخطر الذي قد يؤثر على أحلام وطموحات آلاف الطلاب الذين يشكلون ركائز لبنان الغد. ونؤكد أن موقف دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري كان ولا يزال كما يعبر دائما: إن الجامعة اللبنانية بطلابها واساتذتها هم جيش لبنان الثاني الذي يحمل اسم الوطن”.
وتابع: “إخوتي الطلاب، نعلم أن قضاياكم كثيرة وتتطلب من إدارة الجامعة تعديل وتحديث بعض الانظمة والبرامج الاكاديمية لتدخل ضمن معايير الجودة العالمية. وباسم مجالس طلاب الفروع، نعدكم بأننا سنعد ورشة عمل كبرى وخطوات لاحقة لدرس هموم الطلاب ومشاكلهم من دون استثناء بعد انتهاء هذه الأزمة والاخذ في الاعتبار التكاليف المترتبة على الطلاب من جراء الاضراب المفتوح”.
وختم: “ندعو جميع الأساتذة في الجامعة اللبنانية إلى تعليق الإضراب فورا والعمل على تكثيف الدروس من أجل إنقاذ العام الدراسي، ولن يكون كلامنا وعدا فقط، بل الوقوف إلى جانبكم سيكون عهدا علينا وسننتصر للجامعة اللبنانية وهيئاتها الطلابية والتعليمية والادارية”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام