ما تتعرض له جمهورية فنزويلا من عداء أميركي، ومحاولات الولايات المتحدة لضرب استقرارها، وتصاعد المواجهة السياسية بين كل من كاراكاس وواشنطن، كان محور مؤتمر صحفي عقده في دمشق السفير الفنزويلي لدى سورية، من أجل توضيح آخر ما توصلت له مجريات المواجهة بين بلاده والولايات المتحدة الأمريكية والإجراءات العدوانية من قبل واشنطن.
وأكد السفير خوسيه بيومورجي، أن جميع ما قامت به واشنطن من إجراءات وحصار وحظر تعامل تجاري، خاصة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة على الرئيس الفنزويلي المنتخب مادورو، كلها تأتي بالضرر على الشعب الفنزويلي ومحاربة لهذا الشعب، وليس فقط على حكومة البلاد كما تدعي أميركا.
ونوه أن كل ما يقول به ترامب ما هو إلا محاولة سرقة وليس إجراءات ديبلوماسية كما يحاول البيت الأبيض تصويرها.
وفي معرض حديث السفير الفنزويلي زوّد الصحفيين بإحصائيات عن ما سماه بالسرقة الاميركية، ونتائجها، من مصادرة أموال في البنوك ومصادرة الذهب الفنزويلي ومحاولة أميركا وضع يدها على خيرات فنزويلا من الثروات النفطية والمعدنية، ومنع الأدوية واستيرادها أو استيراد موادها الاولية ما تسبب بتعطيل معامل لأدوية مهمة وضرورية، ووفاة أشخاص بسبب نقص الأدوية عنهم او منع اميركا لكاراكاس عن مساعدة المرضى الذين يتلقون العلاج من أمراض مستعصية مثل السرطان، حيث وصل عدد ضحايا هذا المنع إلى قرابة 20 مواطن خارج فنزويلا يتلقون المساعدة والدعم المالي من حكومة بلادهم بسبب عجزهم عن متابعة العلاج في المشافي خارج البلاد، وعدم تمكنهم من دفع التكاليف، علاوة على وصول المبالغ المحتجزة في المصارف الدولية إلى 5 مليار يوريو، موزعة بين الذهب والقطع النقدي.
وتطرق السفير الفنزويلي في لقاء خاص لموقع قناة المنار، لمواقف فنزويلا التاريخية منذ عهد الرئيس الراحل هوغو تشافيز، والتي كانت داعمة للقضايا المحقّة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وما لحقه من استمرار دور الصديق في الوقوف بجانب سورية في أزمتها خلال عهد الرئيس الحالي مادورو.
مجموعة أسباب جعلت أميركا تحاول ضرب استقرار فنزويلا، حيث نوه السفير بداية إلى طمع اميركا بثروات فنزويلا، كما أنه منذ عهد الرئيس الراحل تشافيز، حتى عهد مادورو في السلطة، تم تطوير سياسة عدالة اجتماعية تم نشرها على مستوى دولي، وهذا لم يعجب الولايات الاميركية طبعا، مروراً بموقف فنزويلا عندما طردت السفير الإسرائيلي من كاراكاس خلال العدوان على غزة، ونتيجة دعمها لسوريا، ومعارضتها للعقوبات على إيران.. كل هذه أسباب دفعت أميركا لمحاولة ضرب استقرار فنزويلا بحسب السفير الفنزويلي.
واضاف السفير الفنزويلي خلال لقائه موقع المنار، إن أميركا تعتبر اميركا اللاتينية فناءً خلفياً لها، وفنزويلا من ضمن بلدان هذه المنطقة التي يريدها البيت الابيض الاميركي أن تكون كلها تابعة لها، ولا يقبل أن يكون أي منها مستقلاً، في الوقت الذي تسعى فنزويلا لتكون دائما دولة مستقلة، تبني الاقتصاد والسياسة وتكون لها سياسة العالمية خاصة لها وليست سياسة تبعية للولايات المتحدة.
واشار الى علاقات الصداقة لبلاده مع دول أخرى، ومنها الدول العظمى، بينها روسيا، حيث نشأت هذه العلاقات منذ 20 عاماً، أي مع وصول تشافيز رئيساً إلى السلطة، حيث أراد حينها تجديد الأسطول العسكري الفنزويلي ومن بينها طائرات ال F16، عندها رفضت الولايات المتحدة بيع قطع الغيار والتبديل لهذا الأسطول، ذهبت فنزويلا إلى دول صديقة ثانية، عقدت التحالفات لتحديث وتطوير قوتها واسطولها العسكري.
وفي ختام كلامه نوه السفير إلى ان بلاده كانت دائماً تسعى للسلام وهي دولة سلام، تعمل على تقوية سياستها الدفاعية وليس الهجومية، ولم تشن أي عدوان على أي دولة ثانية، ولا تسعى بلاده أبدا لقتل الأطفال والنساء والمدنيين وهو الامر الذي يفعله الكيان الصهيوني من قتل للفلسطينيين وفق سياسة قتل ممنهجة موجهة.
إذاً فإن فنزويلا اليوم، تقف في ساحة مواجهة سياسية مفتوحة على المصراع الاقتصادي والانساني، تعمل على الدفاع عن شعبها ومصالحه ضد عدوان أميركي ممنهج، ولا تغفل العين أبداً عن المصراع العسكري، وما تحاول أميركا أن تُقدم عليه في حال أُتيحت لدونالد ترامب هكذا فرصة.