أيام قليلة ويدخل شهر رمضان المبارك علينا وفيه من الفوائد والبركات الكثير.. تُطرح الاسئلة العفوية أو العلمية المتنوعة حول الصيام وما يحيط به من امور، على المختصين والاطباء. وأثبتت العديد من الدراسات العالمية ان صوم فترة محددة في العام له فوائد للصحة الجسدية والنفسية على السواء.
فما هي فائدة الصوم في التوازن الصحي للجسم، وهل هناك فعلا امور “تحضيرية” يتبعها الانسان تسهل على الجسم دخول شهر الصيام وتمنحه أكبر قدر من الفوائد؟ وما هي الطريقة الصحية الفضلى للافطار والعناصر الغذائية التي ينصح بها ، وهل يعتبر السحور ضرورياً جداً أم يمكن الاستغناء عنه كما يفعل الكثيرون، وماذا يجب ان يتضمن.. وكيف يتصرف ذوو الامراض او فقر الدم قبل الصيام وخلال شهر رمضان….؟
التحضّر للصيام
قبل اسبوع من شهر الصيام يمكن الشروع في تحضير الجسم للصوم، عبر تنظيم الوجبات الغذائية بشكل افضل ليعتاد الجسم على النظام القائم على السحور والافطار بأوقات محددة. أما محبو المشروبات الغنية بالكافيين فعليهم تخفيف الكمية تدريجياً قبل ايام من الصوم ليتعود جسمهم على اخذ كمية اقل من الكافيين، كما يمكن استبال ذلك بالشاي والقهوة الخالية من الكافيين.
المعتادون على تناول السكريات ايضا يجب ان يخففوا تدريجيا من استهلاكها لكي لا يظل الجسم معتادا علىى طلبها اثناء الصوم.
كل ما سبق يخفف اثار الصوم من تعب وخمول وأوجاع في الرأس .
كما ينصح بزيادة شرب الماء قبل ايام من فترة الصوم مما يدفع عن الجسم الاصابة بالجفاف.
فوائد الصيام
هناك العديد من الفوائد التي يمنحها الصيام لصحة الجسم نذكر منها:
– يساعد على التحكم اكثر بالرغبة الشديدة في الاكل
– يحفّز الجسم على تخفيض الوزن
– ينشط خلايا الجسم
– يقوي جهاز المناعة ويقلل الامراض
– يخلص الجسم من السموم المتراكمة بفعل الاطعمة والمواد الكيميائية
– يحفز انتاج هرمون اندورفين الذي يمد الانسان بالراحة والسعادة
– يريح المعدة والجهاز الهضمي من الجهد
– يوازن معدل الهرمونات وعملها وخاصة الانسولين مما يحافظ على معدل سكر طبيعي بالجسم
أهمية السحور وطريقته
يساعد السحور قبل الدخول بساعات الصيام الطويلة على منع الجفاف وخسارة العضل ويضمن الحصول على طاقة خلال النهار كما يمنع تخزين الدهون.
ومن النصائح التي يجب الالتزام بها في وجبة السحور الابتعاد عن الموالح التي تؤدي للعطش وجفاف الفم وكذلك الابتعاد عن السكريات التي تسبب العطش ويحرقها الجسم بطريقة سريعة يعود الجسم بعدها للجوع بفترة قصيرة.
ويجب ان يتضمن السحور العناصر الغذائية الاساسية مثل النشويات المعقدة والبروتينات والدهون غير المشبعة. ومن النشويات المعقدة التي تمد بالشبع لفترة اطول لما تحتويه من الياف ومعادن وفيتامينات نذكر مثلا الموز والبطاطا والبقوليات والجزر والقمح والارز الاسمر.
كما يمكن ان يتضمن السحور بروتينات مثل الحليب قليل الدسم والدجاج واللحم والبيض وهذه البروتينات تمنع العطش.
كما ينصح بالدهون النباتية غير المشبعة مثل المكسرات. كما يعد التمر مهما جدا لغناه بالألياف والمعادن والسكر البسيط.
ويجب على الانسان ان لا يتناول السحور وينام مباشرة ليبعد عسر الهضم والارتجاع المريئي وتخزين الدهون في الجسم.
ويمكن ان يكثر من السوائل والفواكه والخضار الغنية بالسوائل مثل البطيخ والشمام والكيوي.
طريقة الافطار السليمة
ينصح باللجوء الى الافطار على تمرتين لاحتواء التمر على سكريات بسيطة سريعة الامتصاص تعيد توازن معدل السكر في الدم الذي هبط اثناء الصيام وتحتوي على فيتامينات ومعادن تعوض الجسم النقص. ثم بعدها شرب كوب ماء ثم تناول شوربة لأنها تنعش المعدة وتحضرها للهضم ثم يمكن ان ينتقل الشخص الى السلطات لتعويض الفيتامينات.
يمكن للشخص ان يوقف الطعام بعدها مؤقتاً فيصلي ويدعو واثناء توقفه يبدأ الدماغ بإرسال اشارات الشبع وهذا يساعد على ان لا ياكل كميات زائدة. بعد استئناف الافطار يبدأ الوجبة الرئيسية مع ضرورة التمهل وعدم الاكثار لكي لا يصاب بعسر هضم وخمول. وكلما كان الاكل صحياً وغير مقلي وليس فيه سكر ودهون كان افضل ويفضل ان يحتوي بروتينات ونشويات.
بعد الافطار النصيحة هي ان لا يكثر من الكافيين لكي لا يفقد الجسم السوائل ، او ان يشرب كميات جيدة من الماء.
ذوو الحالات المرضية.. والصيام
يستطيع من عندهم فقر دم من النوع غير الشديد ان يصوموا بشكل عادي طالما اتبعوا الطريقة الصحية السلمية في السحور والافطار .
اما مرضى السكري فيمكن ان يصوموا بشكل عادي مع تنظيم تناول دواء السكري باشراف الطبيب.
اما مرضى الاعصاب فكثيرون منهم قد لا يستطيعون اكمال ايام الصوم وهذا يعود لتقدير الطبيب.
اما من لديهم نقص شديد في الفيتامينات مثل فيتامين د فيمكن ان يتناولو جرعات الفيتامين عند الافطار. وبشكل عام فالطبيب هو من يحدد بشكل علمي وطبي امكانية الصوم لاصحاب الحالات المرضية بعد مراجعته.
*أخصائية تغذية
المصدر: موقع المنار