تثار مخاوف حول إمكانية أن يؤدي ذوبان الجليد في مدينة ياكوتسك الروسية إلى تنشيط جراثيم مجمدة منذ مئات السنين.
وكانت السلطات الروسية أوقفت في ياكوتسك مشروعا لعمل حديقة بعد أن أثيرت مخاوف من أن الموقع قد يحتفظ بجراثيم جمرة خبيثة محفوظة في التربة المجمدة.
وعلى الرغم من أن المختصين قالوا في النهاية إنه من الآمن بناء الحديقة على قطعة الأرض، التي كانت ذات مرة تحتضن مختبرا يصنع مصل الجمرة الخبيثة، أثار هذا الحادث مزيدا من الأسئلة حول الأمراض القديمة والمعروف أنها تكمن في التربة الصقيعية المتجمدة.
ويمكن أن تظل جراثيم الجمرة الخبيثة حية في التربة الصقيعية لمدة تصل إلى 2500 عام، وقال عالم الأحياء في ياكوتسك بوريس كيرشنغولتس، إن هذا أمر مخيف بالنظر إلى ذوبان أراضي دفن الحيوانات من القرن التاسع عشر.
في الغرب، تُعرف الجمرة الخبيثة باسم المسحوق الذي يتم إرساله بالبريد، ولكن يطلق عليه هنا اسم “الطاعون السيبيري” لتفشيه في الماشية والأشخاص في هذا الجزء من البلاد في القرون السابقة.
يمكن أن يصاب البشر بالجمرة الخبيثة عن طريق التنفس أو الشرب أو الأكل أو ملامسة أبواغ (spores) البكتيريا (خلايا تكاثر لا جنسي)، وإذا لم يتم علاج المضاعفات، مثل الحمى والقيء والإسهال الدموي بالمضادات الحيوية في الوقت المناسب، فقد تؤدي إلى الوفاة.
وارتبط الاحترار بالفعل (ارتفاع درجة الحرارة وزيادة ثاني أكسيد الكربون) بأول ظهور للجمرة الخبيثة في منطقة يامال القطبية الشمالية منذ 70 عاما، إذ في درجات حرارة وصلت إلى 35 درجة مئوية في عام 2016 ، توفي ما يقدر بنحو 2000 من الرنة (حيوان) وتم نقل 96 شخصا إلى المستشفى. وتوفي صبي يبلغ من العمر 12 عاما بسبب أكل لحم غزال نيء.
وخلص الخبراء إلى أن ظهور الجمرة الخبيثة تم تحفيزه عن طريق تنشيط مواقع العدوى القديمة بعد ارتفاع درجة حرارة الهواء بشكل غير طبيعي.
ويمكن أن تكون جراثيم الجمرة الخبيثة في سبات تحت الأرض حتى ترتفع درجات الحرارة إلى 15 درجة مئوية، مما يخلق ظروفا لتكاثرها.
المصدر: ديلي تلغراف