انهار الجرف الجليدي الضخم في القطب الجنوبي الذي غطى مساحة تقارب حجم مدينة نيويورك أو روما، في المحيط.
ويحذر العلماء من أنه في حين أنهم لا يتوقعون تأثيرات كبيرة نتيجة لهذا الحدث، فإن ذوبان الجليد في هذه المنطقة المستقرة تاريخيا قد يكون علامة تنذر بأشياء قادمة.
وتكشف صور الأقمار الصناعية عن الاختفاء المفاجئ لجرف Conger الجليدي في شرق القارة القطبية الجنوبية بين 14 آذار/ مارس و16 آذار/ مارس.
وقال عالم الجليد بجامعة مينيسوتا، بيتر نيف، لـ NPR: “من المفترض أن يكون الجرف الجليدي Glenzer Conger موجودا منذ آلاف السنين ولن يكون هناك مرة أخرى على الإطلاق”. في حين أن الجرف الجليدي كان يتقلص ببطء منذ السبعينيات، كان الذوبان المتسارع مؤخرا يسبق الانهيار المفاجئ وغير المتوقع لهذا الشهر.
وفي غرب القارة القطبية الجنوبية، يكون الجليد غير مستقر أكثر مما هو عليه في الشرق، لذلك غالبا ما يتم ملاحظة ذوبان الجليد وانهيار الرفوف الجليدية.
ومع ذلك، فإن شرق القارة القطبية الجنوبية هي واحدة من أكثر الأماكن برودة وجفافا على كوكب الأرض، ولهذا السبب، لم يسمع أحد عن انهيار الجرف الجليدي هناك. ووفقا لوكالة AP، يعد هذا أول انهيار جليدي كبير في شرق القارة القطبية الجنوبية خلال تاريخ البشرية. وحدث انهيار الجرف الجليدي هذا خلال نوبة من درجات الحرارة المرتفعة غير المعتادة في المنطقة. وأبلغت محطة كونكورديا، وهي منشأة أبحاث في أنتاركتيكا تقع على الجانب الشرقي من القارة، عن درجات حرارة 10.8 درجة فهرنهايت (ناقص 11.8 درجة مئوية) في 18 آذار/ مارس، وهي أعلى درجة حرارة سجلت في آذار في المحطة. ودرجة الحرارة هذه أكثر دفئا من المتوسطات الموسمية بأكثر من 72 فهرنهايت (40 درجة مئوية). وتنتج درجات الحرارة المرتفعة غير المعتادة عن “نهر جوي”، وهو عبارة عن نفاثة من الهواء الدافئ الرطب الذي يحبس الحرارة فوق المنطقة، وفقا لتقرير صادر عن الغارديان.
ومن المحتمل أن الكثير من تلك الحرارة من الغلاف الجوي للنهر امتصها الماء تحت الجرف الجليدي Conger. وتوقعت عالمة الكواكب في وكالة ناسا كاثرين كوليلو والكر، على “تويتر” أن الحرارة التي يحملها حدث نهر جوي حديث ساهمت في الانهيار المفاجئ للجرف.
وعلى الرغم من أن الانهيار الكبير حدث في 15 آذار/مارس، إلا أنه كان الثاني من بين ثلاثة أحداث “ولادة” في المنطقة هذا الشهر، وفقا لما ذكرته هيلين أماندا فريكر، أستاذة علم الجليد في معهد سكريبس لعلوم المحيطات عبر “تويتر”. وقالت فريكر إن أحداث ولادة الجرف الجليدي، والتي سميت بهذا الاسم لأنها تولد الجبال الجليدية، هي جزء من دورة الحياة الطبيعية لجرف جليدي. وبسبب الحرارة غير المعتادة المتزامنة، يحتاج العلماء إلى استكشاف إمكانية وجود صلة بتغير المناخ.
ووفقا للمركز الوطني الأميركي للجليد، فإن أحداث الولادة، التي بدأت في 7 آذار/ مارس، خلقت العديد من الجبال الجليدية: أحدهما، ويطلق عليه اسم C-37، يبلغ طوله 8 أميال بحرية وعرضه 3 أميال بحرية (14.8 × 5.6 كيلومترا).
وفي حين أن العلماء لا يتوقعون أي عواقب وخيمة كنتيجة مباشرة لانهيار Conger، إلا أنهم يحذرون من أن هذا قد يكون بداية لاتجاه مقلق. وتعمل الرفوف الجليدية كعازل لحماية الأنهار الجليدية في القطب الجنوبي من الذوبان، لأنها تعزل تلك الأنهار الجليدية عن مياه البحر الدافئة. وإذا ذابت الأنهار الجليدية في شرق القارة القطبية الجنوبية، فقد تكون محركا رئيسيا لارتفاع مستوى سطح البحر في العقود القادمة.
المصدر: لايف ساينس