العملية الانتخابية في طرابلس مرت بسلاسةٍ وهدوءٍ تقولُ وزراةُ الداخلية.. الى هنا الوصفُ دقيقٌ لما جرى في عاصمةِ الشمالِ اليوم ، لكنْ عن أيِ سلاسةٍ وهدوءٍ تتحدثُ ريا الحسن بعدَ أيامٍ من الصخَبِ في الحملةِ الانتخابية؟
رقمٌ قياسيٌ في المقاطعةِ ربما سجلتهُ الانتخاباتُ الفرعية. المشاركةُ تراوحت بينَ الثلاثةِ بالمئة والاحدَ عشرَ في أحسنِ الاحوال، فلم تُفلح كلُ محاولاتِ دفعِ الناخبِ الى صناديقِ الاقتراع ، فالخطابُ لم يُقنع الشارعَ الطرابلسي برغمِ كلِّ الحشدِ على الارضِ والدعمِ والمساندةِ من خارجِ المدينةِ والتي تُوجت بالزيارةِ المروحية .
ورغمَ أنَّ القانونَ اللبنانيَ لم يَلحظ الحدَّ الادنى المطلوبَ لاعتبارِ العمليةِ شرعية ، فانَ ما جرى يزيدُ من الاشكاليةِ التمثيليةِ للفائزِ اياً كان.
والاهمُ ما تطرحُه نسبةُ المشاركةِ الضعيفةُ من تساؤلاتٍ حولَ حقيقةِ المزاجِ الطرابلسي الذي يبدو أنه باتَ في حالِ طلاقٍ معَ القوى المتنافسةِ في عمليةِ الاقتراعِ التي استُخدمت فيها شتى انواعِ الخطاباتِ المشروعةِ منها والمحرمة. واِن حاولَ البعضُ تبريرَ هذا الوهنِ في التصويت ، فانَ الطرابلسيين اختاروا المقاطعةَ وسيلةً للتعبيرِ عن غضبِهم وامتعاضِهم مما آلت اليه أوضاعُهم من التردي، فقد سَئِموا الوعودَ الزائفةَ على مرِّ السنين، واستخدامَ لغةِ التحريضِ الطائفي والمذهبي على حسابِ لقمةِ العيش. النائبُ فيصل كرامي وصفَ الانتخاباتِ بالهزيلة، فتسعونَ في المئةِ من الشعبِ غيرُ مقتنعٍ بها مؤكداً أنَّ مقاطعتَه للانتخاباتِ هي احترامٌ لموقفِ حلفائِه داعياً الى العملِ لانتشالِ طرابلس من شفيرِ الانهيارِ الاجتماعي.
اما طرابلس الغرب فكانت تعاني من انهيارٍ امني. منظمةُ الصحةِ العالميةُ اكدت أنَ حصيلةَ المواجهاتِ في العاصمةِ الليبية خلالَ الايامِ الماضيةِ بلغت سبعَمئةٍ بينَ قتيلٍ وجريح. واللافتُ اليومَ استقبالُ الرئيسِ المصري عبد الفتاح السيسي للمشير خليفة حفتر في القاهرة..
اما من دمشق ، فكانَ الرئيسُ بشار الاسد يؤكدُ لدى استقبالِه مستشارَ الامنِ القومي العراقي فالح الفياض أنَ مصيرَ المنطقةِ لا يقررُه سوى شعوبِها مهما عَظُمت التحديات.