في عالمٍ يُفْضَحُ فيهِ رئيسُ الولاياتِ المتحدة – رجلُ المافيا المخادعُ دونالد ترامب كما وصفَه محاميهِ السابقُ مايك كوهين – امامَ الكونغرس وعدساتِ الاعلام، وفي منطقةٍ يَقْطَعُ فيها رئيسُ وزراءِ العدوِ الصهيوني زيارةً رسميةً طالما انتظرَها الى موسكو، بسببِ اتهامِ القضاءِ العبري له بالفساد، يقفُ بعضُ لبنانَ حائراً اِن كانَ سيَمضي بمحاربةِ الفسادِ في محاولةٍ قد تكونُ الاخيرةَ لانقاذِ البلادِ والعباد..
بلدٌ يتغنى اهلُه بالديمقراطيةِ وحريةِ التعبير، ويطالبونَ نوابَه بالعملِ ومحاسبةِ المقصرينَ او الفاسدين، فلِمَ كلُّ هذا الصراخِ والضجيجِ اِن كانَ البعضُ نظيفاً من التهمِ التي قدَّمَها النائب حسن فضل الله الى الاعلامِ دونَ تشهيرٍ او ذكرٍ للاسماء ؟
واِن كانَ عنوانُ الحكومةِ الى العمل، فايُ عملٍ اِن تعاظمت الحصاناتُ السياسيةُ والحزبيةُ والطائفيةُ عندَ فتحِ كلِّ ملفٍ قد يطالُ بالتحقيقِ متهماً او مرتكباً ؟ واذا ما استُدعيَ وزيرٌ او غيرُه الى التحقيقِ او للادلاءِ بافادةٍ امامَ القضاء، فليسَ فيه اهانةٌ لاحد ، قالَ الرئيسُ نبيه بري، الذي يسيرُ خطواتٍ تشريعيةً متسارعةً لانتخابِ أعضاءِ المجلسِ الأعلى لمحاكمةِ الرؤساءِ والوزراء..
الملفاتُ فُتحت ولم يعد بالامكانِ اغلاقُها، ولن تكونَ الدعاوى ضدَّ مجهولٍ كما كانَ المعتاد، وليسَ افتئاتاً ولا افتراءً على احد، ولْيَكُن الاحتكامُ للقضاءِ وللرأيِ العام ..
في مصرَ مأساةٌ اصابت عمومَ المصريينَ عاشتها القاهرةُ اليومَ معَ حادثٍ كارثيٍ وقعَ عندَ محطة ِالقطار، اودى بحياةِ العشراتِ واوقعَ عشراتِ الجرحى. واِن كانَ حجمُ الحادثِ الكارثي قد استنفرَ مصرَ دولةً واجهزةً امنية، فانه اسقطَ وزيرَ النقلِ من الحكومةِ بعنوانِ تحملِ المسؤوليةِ المعنوية..
اما ما حملتهُ اخبارُ كشمير اليومَ عن القوتينِ النوويتينِ الهندِ وباكستان، فلا ينبئُ بما يَسُرُّ السامعَ او المتابعَ لاخطرِ حدثٍ بينَ الدولتينِ منذُ سنوات.. وبعدَ اسقاطٍ متبادلٍ للطائراتِ مساعٍ حثيثةٌ لتهدئةِ الامورِ قبلَ فواتِ الاوان..